الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واساف ونائلة وهبل لاهل مكة وذو الخلصة لخثعم ودوس فهدمها صلى الله عليه وسلم جميعا ومما ذكر أيضا اسلام عباس بن مرداس ذكره ابن هشام عقيب فراغه من قصة الفتح وكان من خبره انه كان لأبيه مرداس صنم يعبده يقال له ضمار فأوصاه به عند موته وقال له اعبد ضمارا فانه ينفعك ويضرك فبينما عباس يوما عنده اذ سمع مناديا من جوفه يقول
قل للقبائل من سليم كلها
…
أودى ضمار وعاش أهل المسجد
ان الذى ورث النبوة والهدى
…
بعد ابن مريم من قريش مهتدى
أودى ضمار وكان يعبد مرة
…
قبل الكتاب الى النبى محمد
فحرقه عباس ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم
[مطلب في مقدم كعب بن زهير مسلما وانشاده قصيدته المشهورة]
ومما ذكر هنا أيضا قصة كعب بن زهير بن أبى سلمى المزنى وكان ممن يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذيه وكان كتب بالهاء وقف عليه بالهاء (اساف) بكسر الهمزة وتخفيف المهملة وبالفاء مصروف (ونائلة) بالنون وكسر الهمزة والمد غير مصروف (و) كذا (هبل) بالموحدة بوزن عمر (وذوا الخلصة) بفتح المعجمة واللام على المشهور وحكى عياض ضم المعجمة مع فتح اللام وحكى أيضا فتح المعجمة وسكون اللام (الخثعم) بفتح المعجمة والمهملة بينهما مثلثة ساكنة بوزن جعفر أبو قبيلة من معد* ذكر اسلام عباس بن مرداس (وكان من خبره انه كان لابيه مرداس صنم يعبده الى آخره) ظاهر كلام المصنف ان تكلم ضمار كان هو السبب في اسلام عباس بن مرداس وأخرج بن أبى الدنيا في سبب اسلامه من حديثه انه كان في لقاح له نصف النهار فطلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض فقال لى يا عباس بن مرداس ألم تر ان السماء كفت احراسها وان الحرب جوعت أنفاسها وان الجعال وضعت أحلاسها وان الذى نزل عليه البر والتقى يوم الاثنين ليلة الثلثاء صاحب الناقة القصوى قال فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتي جئت وثنا لنا يقال له ضمار وذكر القصة (ضمار) بكسر المعجمة مصروف وقيل بفتح المعجمة وبنائه على الكسر كحذام وقطام (أودي) بفتح الهمزة وسكون الواو وفتح المهملة أى سري الداء في كله (ضمار) بلا صرف لضرورة الشعر (قبل الكتاب) أى قبل نزوله (فحرقه عباس) بالنار (ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم زاد ابن أبي الدنيا في ثلثمائة من قومه وفيه انهم لما قدموا المدينة دخلوا المسجد فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم تبسم وقال يا عباس كيف اسلامك فقص عليه القصة فقال صدقت وأسلم هو وقومه قال عياض في الشفاء لما تعجب من كلام ضمار صنمه وانشاده الشعر الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم اذا طائر سقط فقال يا عباس أتعجب من كلام ضمار ولا تعجب من نفسك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى الاسلام وأنت جالس فكان ذلك سبب اسلامه* ذكر قصة كعب بن زهير (بن أبي سلمى) بضم السين واسم أبى سلمى
أخوه بجير قد أسلم ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف كتب بجير الى كعب يخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه فان كان لك في نفسك حاجة فطر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا يقتل أحدا جاءه تائبا وكان كعب قد كتب الى بجير أبياته التي يقول فيها
الا أبلغا عني بجيرا رسالة
…
فهل لك فيما قلت ويلك هل لكا
سقاك بها المأمون كأسا روية
…
فانهلك المأمون منها وعلكا
وخالفت أسباب الهدى وتبعته
…
على أي شيء ويب غيرك دلكا
على مذهب لم تلف أما ولا أبا
…
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
فلما جاءت بجيرا أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع قوله المأمون قال صدق وانه لكذوب انا المأمون وكانت قريش تسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الامين والمأمون وصدقه أيضا في البيت الآخر فقال أجل لم تلف عليه أباه ولا أمه ثم ان بجيرا كتب الى كعب أبياتا يخوفه فيها فلما بلغته ضاقت به الارض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان في حاضره فسار حتى قدم المدينة فنزل على صديق له من جهينه فذهب به الى النبى صلى الله عليه وسلم فوافقوه في صلاة الصبح فلما انقضت الصلاة قال له الجهني هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام كعب فجلس بين يديه ووضع يده في يده وقال يا رسول الله ان كعب بن زهير قد جاء مسلما تائبا فهل أنت قابل منه ان جئتك به فقال رسول الله صلى ربيعة بن رباح أحد بنى مزينة قاله السهيلى (أخوه بجير) بضم الموحدة وفتح الجيم (فطر) أمر من الطيران أى سر سيرا سريعا (بها المأمون) الذى لابن اسحاق ولغيره المحمود (كأسا) هى من أسماء الخمر وهي هنا استعارة (روية) بفتح الراء وكسر الواو وتشديد التحتية أي شديدة الارواء (فأنهلك) سقاك نهلا وهو الشرب الاول (وعلكا) بالف الاطلاق وكذا ما بعده أي سقاك عللا وهو الشرب الثانى (ويب) بفتح الواو وسكون التحتية ثم موحدة بمعنى ويل قال في القاموس يقال ويبك وويب بك وويب لزيد وويبا له وويب له وويبه وويب غيره وويب زيد وويب فلان بكسر الباء ورفع فلان عن ابن الاعرابي ومعنى الكل ألزمه الله ويلا (لم تلف) بالضم من الفى أى وجد (اما ولا أبا) قال ذلك لان أمهما واحدة واسمها كبشة بنت أبى عمار السجمية نقله ابن الاعرابي عن ابن الكلبي (فلما جاءت) الابيات (بحيرا) مفعول (وأشفق) أى خاف (وارجف) بالجيم والفاء أي أكثروا الكلام عليه يخيفونه بذلك (فوافوه) أي وافقوه* شرح
الله عليه وسلم نعم قال أنا يا رسول الله كعب بن زهير فقال رجل من الانصار يا رسول الله دعني أضرب عنقه فقال دعه فانه قد جاء تائبا ثم أنشد القصيدة في المسجد
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
…
متيم اثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين اذ برزت
…
الا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
…
لا يشتكي قصر فيها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت
…
كانه منهل بالراح معلول
شجت بدي شبم من ماء محنية
…
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
تنفى الرياح القذا عنه وأفرطه
…
من صوب عادية بيض يعاليل
قصيدته المشهورة (بانت) أي فارقت والبين الفراق (سعاد) غير مصروف (متبول) بتقديم الفوقية على الموحدة أي سقيم من بتله الحب أى أسقمه (متيم) مستعبد للحب (مكبول) بالموحدة مقيد والكبل بفتح الكاف وسكون الموحدة القيد الضخم (البين) الفراق كما مر (اذ برزت) للرحيل وفي بعض النسخ اذ رحلوا وعليها التخميس (الا أغن) أى مثل أغن حذف المضاف وأقام المضاف اليه مقامه والاغن بالمعجمة وتشديد النون ولد البقرة الوحشية (غضيض) بالاعجام أى فاتر (الطرف) أي النظر (مكحول) هو الذي غشى عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال (هيفاء) بفتح الهاء وسكون التحتية وبالفاء والمد وهي مهضومة البطن والخاصرة (عجزاء) بالمد عظيمة العجز (تجلو) تكشف (عوارض) ثعر (ذي ظلم) والعوارض الانياب والضواحك التي تلى الانياب بينها وبين الاضراس والظلم بفتح المعجمة وسكون اللام ماء الاسنان (كانه) أي الثغر الموصوف (منهل) بضم الميم وفتح الهاء أى مسقى (بالراح) أي الخمر أوّل مرة (معلول) بالمهملة مسقى بها مرة أخرى (شجت) بالمعجمة والجيم مبني للمفعول أى مزجت (بذي) أى بماء ذي (شبم) بفتح المعجمة والموحدة أي برد والشبم بالكسر الماء البارد ولا يجوز الكسر هنا لان ذا لذى بمعنى صاحب لا يضاف الا الى أسماء الاجناس وهو بالفتح جنس وبالكسر صفة (من ماء محنية) بفتح الميم وسكون المهملة وكسر النون وهو منعطف الوادى (بابطح) وهو المسيل المتسع (أضحى) وقت الضحي كاصبح وقت الصباح (وهو مشمول) بالمعجمة أى اصابته ريح الشمال وهى رياح باردة تقابل الجنوب واذا كان الماء بهذه الصفات فهو من أبرد الماء وأصفاه (القذا) بفتح القاف وتخفيف المعجمة ما سقط (وأفرطه) بالفاء والمهملة أي ملأه (من صوب) بفتح المهملة وسكون الواو أي مطر (عادية) هى السحابة التى تأتى نهارا وفي بعض النسخ سارية وهي التى تأتي ليلا (يعاليل) بالتحتية فالمهملة جمع يعلول بفتح التحتية وهو السحاب الراوي (ويل امها) مضى شرحه على قوله صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب وفي
سقيا لها خلة لو انها صدقت
…
موعودها أو لوان النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها
…
فجع وولع واخلاف وتبديل
فما تدوم على حال تكون بها
…
كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالوعد الذى زعمت
…
الا كما تمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
…
وما مواعيده الا الأباطيل
أرجوا وآمل ان تدنوا مودتها
…
وما أخال لدينا منك تنويل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت
…
ان الاماني والأحلام تضليل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها
…
الا العتاق النجيبات المراسيل
بعض النسخ بدله سقيا لها أى سقاها الله سقيا (خلة) بضم المعجمة وتشديد اللام وهي الخليل ويقع على الذكر والانثى والتثنية والجمع لانه في الاصل مصدر (أولوان) بوصل ألف القطع ونقل حركته الي الواو لضرورة الشعر (سيط) بكسر المهملة واشمامها ثم تحتية ساكنة ثم مهملة أي خلط ومزج (من دمها) أى به وعدل عنه الى من ليتزن البيت (فجع) بفتح الفاء وسكون الجيم ثم مهملة أى افجاع ويقال فجعته المصيبة أى أوجعته (وولع) بالمهملة بوزن الاول أى كذب (فما تقوم) في بعض النسخ فما تدوم (كما تلون) أى تتلون فحذف تاء الاستقبال (في أثوابها) بالمثلثة والموحدة أى صفلتها (الغول) بضم المعجمة ما يغتال الانسان ويهلكه وقيل أراد السعالى وهي نوع من الجن في صفات مختلفة (ولا تمسك) بفتح الفوقية والسين أى تتمسك وبضم الفوقية وكسر السين بمعناه (بالوعد) هى اليمين والموثق والذمة (الذى زعمت) أي قالت (الماء) مفعول (الغرابيل) فاعل وهو جمع غربال بكسر المعجمة وبالموحدة وهو المنخل (عرقوب) بالصرف لضرورة الشعر وهو بضم المهملة والقاف وسكون الراء آخره موحدة ابن معبد بن أسد من العمالقة أتاه أخاله يسأله فقال اذا طلع نخلى فجاءه للوعد فقال اذا أبلح فجاءه للوعد فقال اذا أزهى فجاءه للوعد فقال اذا أرطب فجاءه للوعد فقال اذا صار تمرا فلما صار تمرا أخذه ليلا ولم يعطه شيأ فضربت به الامثال في خلف الوعد قال
وعدت وكان الوعد منك سجية
…
مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
(الاباطيل) جمع باطل على غير قياس (ان يعجلن) أى يسرعن (في أمد) أى مدة قريبة وفي بعض النسخ ان تدنو مودتها (اخال) أي وهو بكسر الهمزة عند المحدثين وبفتحها عند اللغويين (الدهر) بالنصب على المصدر (تعجيل) وفي بعض النسخ وما اخال لدينا منك تنويل أى عطاء (ما منت) أي منتك به من الوصل والوفاء والاماني جمع أمنية وهو ما يتمني الانسان مما ليس عنده ولا يقدر عليه (الاحلام) جمع حلم بضم المهملة وسكون اللام وهو رؤيا النوم (تضليل) ينسب الي الضلال وجعل ذلك مثلا لتمنيه له ووعدها اياه بالوصل والوفاء (الى العتاق) جمع عتيقة بالفوقية والقاف وهى الفرس السابقة يقال عتقت الفرس اذا سبقت ونجت (النجيبات) جمع نجيبة بمعناه (المراسيل) بمعنى مرسال بكسر الميم وهي الناقة السهلة
ولن يبلغها إلا عذافرة
…
فيها على الأين ارقال وتبغيل
من كل نضاحة الذفري اذا عرفت
…
عرضتها طامس الاعلام مجهول
ترمى النجاد بعين مفرد لهق
…
اذا توقدت الحزان والميل
ضخم مقلدها فعم مقيدها
…
في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
غلباء وجناء علكوم مذكرة
…
في دفها سعة قدامها ميل
وجلدها من أطوم لا يؤيسه
…
طلح بضاحية المتنين مهزول
السريعة (الاعذافرة) بضم المهملة وتخفيف المعجمة فالف ففاء مكسورة فراء خفيفة وهي الناقة الشديدة السريعة (على الاين) بالتحتية إلعناء والتعب (إرقال) بالقاف أي اسراع (وتبغيل) بالموحدة والمعجمة وهو مشى فيه اختلاف بين سير العنق والهملجة يشبه مشية البغل (نضاحة) بتشديد المعجمة وتخفيف الحاء المهملة مشتق من النضح وهو العرق ويجوز اعجام الحاء لأن معناه العين الغزيرة (الذفرا) بكسر المعجمة وسكون الفاء وفتح الراء الموضع الذي يعرق من البعير خلف اذنه (عرضتها) بضم المهملة همتها (طامس الاعلام) أى الطريق الذي اعلامه طامسة أي دارسة لبعده وقلة سالكيه والاعلام العلامات التى يستدل بها على الطريق (مجهول) لا يعلم لدروس علاماته (النجاد) بكسر النون جمع نجد وهو ما أشرف من الارض ويقال في جمعه أيضا أنجد وأنجاد ونجود ونجد وفي بعض النسخ ترمى الغيوب وهو ما غاب عنها من الارض وبعد وصفها بحدة بصرها (بعين مفرد) أى بعين كعين مفرد وهو بضم الميم وسكون الفاء وفتح الراء ثور الوحش (لهق) بفتح اللام وكسر الهاء وفتحها ثم قاف صفة للثور أي أبيض (الحزان) بكسر المهملة ويجوز ضمها وتشديد الزاي جمع حزن وهو ما غلظ من الارض (والميل) بكسر الميم وسكون التحتية جمع ميلاء وهي العقدة الضخمة من الرمل (ضخم) بالمعجمتين غليظ (مقلدها) بضم الميم وفتح اللام موضع القلادة وهو العنق (فعم) بالفاء والمهملة أي ممتلئ (مقيدها) بوزن مقلدها وهو موضع القيد من الرجل (في خلقها عن بنات الفحل تفضيل) أي انها تشبه الذكر لعظم حسنها (غلباء) بفتح المعجمة وسكون اللام ثم موحدة ثم المد وهو غلظ الرقبة (وجناء) بالجيم والنون بوزن غلباء أي عظيمة الوجنتين (علكوم) بضم المهملة والكاف وسكون اللام أي ضخمة (مذكرة) تشبه الذكر لعظمها (في دفها) بفتح الدال المهملة ثم فاء أى جنبها (قدامها) مبتدأ (ميل) خبر شبه مقدم رأسها بميل الكحل في ملاسته واستوائه أو اراد أنها بحدة نظرها تنظر نظرا يدرك به الميل وهو القدر المعلوم من الارض (من اطوم) بفتح الهمزة وضم المهملة وهى السلحفاة البحرية شبه جلدها في قوته بالذيل الذى يتخذ منه السواد وهو ظهر السلحفاة لملاسة وبرها (لا يؤيسه) بفتح الهمزة وكسر التحتية ثم مهملة أي لا يؤثر فيه (طلح) بكسر المهملة وسكون اللام ثم مهملة أى قراد (بضاحية المتنين) أى ما برز منهما للشمس والمتنان مكتنفا الصلب من يمين وشمال من عصب ولحم (مهزول) عجيف يريدان القراد الجائع المهزول
حرف أخوها أبوها من مهجنة
…
وعمها خالها قوداء شمليل
يمشى القراد عليها ثم تزلقه
…
عنها لبان وأقراب زهاليل
عيرانة قذفت بالنحض عن عرض
…
مرفقها عن بنات الزور مفتول
كأنما قاب عينيها ومذبحها
…
من خطمها ومن اللحيين برطيل
قنواء في حرتيها للبصير بها
…
عتق مبين وفي الخدين تسهيل
تمر مثل عسيب النخل ذا خصل
…
في غارز لم تخونه الاحاليل
لا يؤثر في جلدها ولا يثبت عليه لملاستها (حرف) بفتح المهملة وسكون الراء ثم فاء وهي الناقة القوية الصلب شبهت بحرف الجبل (أخوها أبوها وعمها خالها) صورتها ان بعيرا نزى على بنته فجاءت ببعيرين فنزى أحدهما على أمه فجاءت بناقة فهى هذه الموصوفة (من مهجنة) بضم الميم وفتح الهاء والجيم المشددة والنون نسبة الى الابل الهجان وهي البيض وأكثر ما تكون النجابة فيها (قوداء) أى سلسلة القياد (شمليل) بكسر المعجمة أى حقيقة (ثم تزلقه) بالزاى أي تدحضه (لبان) بفتح اللام وهو الصدر (واقراب) جمع قرب بضم القاف مع ضم الراء وسكونها وهي الخاصرة (زهاليل) بالزاي جمع زهلول وهو الاملس أى انها لملاسة وبرها لا يثبت عليها القراد (عيرانة) بفتح العين والراء والنون وسكون التحتية وهي الصلبة شبهها بعير الوحش في صلابته ونشاطه (قذفت) مبني للمفعول أي رمت (بالنحض) بضم النون وسكون المهملة ثم معجمة وهو اللحم المكتنز اراد انها سمينة (عن عرض) بضم المهملة والراء أي عن كل جانب يقال خرجوا يضربون الناس عن عرض أي عن كل ناحية كيفما اتفق لا يبالون من ضربوا (مرفقها) بكسر الميم وفتح الفاء وعكسه (عن بنات) بتقديم الموحدة على النون (الزور) بفتح الزاي وسكون الواو ثم راء وهو أعلا الصدر وبناته الاضلاع المتصلة به (مفتول) بالفاء أى مرفقها متباعد عن جنبها يقال مرفق أفتل ومفتول اذا كان كذلك (قنواء) أي محدودبة الأنف (حرتيها) تثنية حرة بضم المهملة وتشديد الراء وهو موضع محل القرط من الاذن وهو أسفلها وأراد بالحرتين الاذنين (للبصير بها) أى العارف الخبير بالابل (عتق مبين) بكسر العين سبق بين ومعناها ان الخبير بالابل اذا نظر لاذنيها عرف عتقها وكونها سابقة (وفي الخدين تسهيل) ملاسة واستواء وطول (كأنما قاب) أى قدر (عينيها) فيه حذف تقديره كأنما قاب بين عينها (ومذبحها) أي موضع الذبح وهو مقدم العنق وهو مرفوع عطفا على قاب ويكون فيه حذف مضاف تقديره وقاب مذبحها ويجوز الكسر عطفا على عينيها (من خطمها) بفتح المعجمة وسكون المهملة وهو مقدم الأنف والفم (برطيل) بفتح الموحدة وكسر المهملة أي حجر طويل شبه رأسها من عينيها ومذبحها الى خطمها بالبرطيل (تمر) بالضم من أمر (مثل عسيب النخل) أى ذنبا حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه والمعنى انها تمر ذنبها يمينا وشمالا وعسيب النخل جريده (ذا خصل) بضم المعجمة وفتح المهملة وهي لفائف الشعر الواحدة خصلة (في) ناقة (غارز) باعجام الغين وتقديم الراء على الزاي وهى الناقة القليلة اللبن يقال غرزت الناقة اذا قل لبنها (لم تخونه) بفتح الفوقية وحذف تاء الاستقبال أي لم تتخونه لم تتعهده والهاء عائدة على الذنب لدلالة الصفة عليه (الاحاليل) جمع احليل بكسر الهمزة وسكون المهملة وهو مخرج اللبن من الضرع والمعنى أن
تخدي على يسرات وهى لاهية
…
ذوابل وقعهن الارض تحليل
سمر العجايات يتركن الحصى زيما
…
لم يبقهن رؤس الاكم تنعيل
يوما يضل به الحرباء مرتبيا
…
كان ضاحيّه بالنار مملول
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت
…
ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا
كان أوب ذراعيها اذا عرقت
…
وقد تلفع بالقور العساقيل
أوب يدى فاقد شنطاء معولة
…
قامت فجاوبها نكد مثاكيل
الناقة اذا قل لبنها وفر شعر ذنبها وحسن والاتمزق (تخدى) تسير بسرعة وفي بعض النسخ بجدي بمعجمة فمهملة والجدي ضرب من السير سريع يقال جدي يجدي جديا وجدوا (على يسرات) بفتح التحتية والمهملة والراء ثم ألف ثم فوقية وهى القوائم الخفاف (وهي لاهية) من اللهو أى غير مبالية وفي بعض النسخ لاحقة أى مدركة (ذوابل) جمع بالصرف لضرورة الشعر وهي بالمعجمة والموحدة أي ضامرة صفة لليسرات (وقعهن الارض) أى على الارض (تحليل) أى حقيقة لسرعتها في السير مأخوذ من نحلة القسم اذا فعل الحالف قدر ما يحلل به عن يمينه ولم يبالغ (سمر العجايات) السمر الذي يخالط بياضها أدنى جزء من السواد حتى يكون كلون الحنطة والعجايات بضم العين وبالجيم والتحتية جمع عجاية وهى عصبة في خف البعير (زيما) زيما بكسر الزاي وفتح التحتية أى متفرقا (رؤوس) مفعول (الاكم) بضم الهمزة وسكون الكاف جمع اكمة على غير قياس (تنعيل) فاعل يبقهن والتنعيل ان تجعل للدابة نعال تقيها من الحجارة ومعناه انها لا تحتاج الى تنعيل لصلابتها وإلفها السفر ودوس الحجر (الحرباء) بكسر المهملة وسكون الراء وهو ذكر أم حنين (مرتبيا) مرتفعا وزنا ومعنى أى غير نازل الى الارض خوفا من ان تحرقه الشمس وفي بعض النسخ بدله مصطخدا بضم الميم وسكون المهملة واهمال الطاء واعجام الخاء وفتحهما أى محرقا (كان ضاحيه) أى ما برز منه للشمس (مملول) أي تحرك بالملة وهي الرماد الحار وانما خص الحرباء لانها لا تزال متعلقة بأغصان الشجر من اقبال الشمس تنظر اليها من حين تطلع الى ان تغرب فاذا غربت انتشر في طلب المعاش (حاديهم) أى سائق أبلهم (ورق الجنادب) الورق التي يخالط سوادها بياض فيكون كلون الرماد والجنادب شبه الجراد يطير في شدة الحر ويصيح وهى الصرارة (يركضن الحصى) أى يسرن عليها بارجلهن يطلبن الظل (قيلوا) أمر من القائلة وهو النزول وقت القائلة (كأن أوب) أي رجوع (ذراعيها) أى ذراعي يديها وأراد رجوع يديها الى الارض بعد رفعهما في السير (وقد تلفع) بالفاء والمهملة أى اشتمل وتغطي (بالقور) بضم القاف جمع قارة وهي الجبل الصغير أو الاسود (العساقيل) بفتح المهملتين وكسر القاف وهو السراب وفي الكلام قلب تقديره وقد تلفعت القور بالعساقيل (أوب) بالرفع خبر كان (يدي) تثنية يد (فاقد) أى امرأة فاقدة ولدها لموته (شمطاء) سائبة (معولة) صائحة من العويل وهو الصياح وفي بعض النسخ شد النهار ذراعا عيطل نصف وشد النهار منصوب على الظرف وذراعا تثنية ذراع وارتفع لكونه خبر كان المشددة والعيطل المرأة الطويلة العنق والنصف المرأة اذا جاوزت الاربعين الى الخمسين (نكد) بضم النون وسكون الكاف فمهملة وهن اللاتي لا يعيش لهن ولد (مثاكيل) بالمثلثة اللاتي فقدن
نواحة رخوة الضبعين ليس لها
…
لما نعى بكرها الناعون معقول
تفري اللبان بكفيها ومدرعها
…
مشقق عن تراقيها رعابيل
تسعى الغواة بجنبيها وقيلهم
…
انك يا ابن أبي سلمى لمقتول
وقال كل صديق كنت آمله
…
لا ألهينك اني عنك مشغول
فقلت خلوا سبيلى لا أبالكم
…
فكل ما قدر الرحمن مفعول
كل ابن أنثى وان طالت سلامته
…
يوما على آلة حدباء محمول
أنبئت ان رسول الله أوعدنى
…
والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال
…
قرآن فيه مواعيظ وتفصيل
لا تأخذنى بأقوال الوشاة ولم
…
أذنب ولو كثرت في الاقاويل
لقد أقوم مقاما لا يقوم به
…
أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
أولادهن شبه سرعة خبط ذراعى هذه الناقة بسرعة خبط يدي امرأة على هذه الصفة وخص الشابة لان الشابة تستحى من ذلك (نواحة) كثيرة النياحة وهي البكاء مع رفع الصوت (رخوة) بكسر الراء وهي السهلة المسترسلة (الضبعين) بفتح المعجمة العضدين (بكرها) بكسر الباء الموحدة أوّل أولادها (معقول) عقل (تفرى) تقطع (اللبان) بفتح اللام الصدر كما مر (ومدرعها) قميص مهنتها (تراقيها) جمع ترقوة بفتح الفوقية وسكون الراء وضم الكاف وهى العظم الذي ما بين ثغرة النحر والعاتق (رعابيل) بالراء والمهملة والموحدة أى ممزق (الغواة) في بعض النسخ الوشاة وهو جمع واش وهو الساعي بالكلام الى من يخاف وأراد الذين أخبروه وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم (بجنبيها) الكناية عائدة على الناقة (وقيلهم) بالنصب على المصدر أي ويقولون قيلهم وهو عطف جملة على جملة كانه قال يمشي الغواة بجنبيها ويقولون انك يا ابن أبي سلمي ويجوز الرفع على الابتداء وخبره الجملة التى بعده (كل صديق) أى صاحب صادق الود وفي بعض النسخ بدله خليل (لا الهينك) أي لا أشغلنك بما يلهيك عما أنت فيه من الهم (خلوا سبيلى) أى طريقى (لا أبالكم) في موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف وتقديره لا أبالكم موجود وقد مضى شرح معناه (على آلة) أراد بها النعش (حدباء) مرفوعة على مناكب الرجال من الحدب وهو ما ارتفع من الارض (أوعدني) يقال في الشر أوعدني ووعدني في الخير (مهلا) منصوب على المصدر أى أمهل مهلا (نافلة القرآن) النافلة عطية التطوع وهو عز وجل لا يجب عليه لاحد شئ وكل عطاء منه نافلة (فيه مواعيظ) جمع موعظة على غير قياس وهي النصح والتذكير (وتفصيل) تبيين (الوشاة) من ذكرهم آنفا (الاقاويل) جمع أقوال وهي جمع قول (لقد أقوم مقاما) بفتح الميم وفي هذا البيت تقديم وتأخير وحذف وتقديره لقد أقوم مقاما أري فيه واسمع ما لو يقوم به الفيل ويرى ما فيه ويسمع وخصه دون غيره
لظل ترعد من خوف بوادره
…
ان لم يكن من رسول الله تنويل
حتى وضعت يمينى لا أنازعها
…
في كف ذي نقمات قيله القيل
فكان أخوف عندى أن أكلمه
…
وقيل انك منسوب ومسئول
من ضيغم بضراء الارض مخدره
…
ببطن عثر غيل دونه غيل
يعدو فيلحم ضرغامين عيشهما
…
لحم من القوم معفور خراديل
اذا يساور قرنا لا يحل له
…
ان يترك القرن الا وهو مفلول
منه تظل سباع الجو طائرة
…
ولا تمشى بواديه الا راجيل
ولا يزال بواديه أخو ثقة
…
مطرح البز والدرسين مأكول
من الدواب لقوته وعظم جثته (ترعد) بضم الفوقية وفتح المهملة أى تضطرب وتتحرك (بوارده) بالباء الموحدة ومضي ذكرها وفي بعض النسخ لظل يرعد الا أن يكون له (ننويل) عطاء (لا انازعها) أى اليمين يعني لا انزعها وفي بعض النسخ لا انازعه يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذي نقمات) بفتح النون مع فتح القاف وكسرها وهى العقوبات (قوله القيل) أى كل قول يخالف قوله فباطل (منسوب) أى مسؤل عن نسبك (ومسؤول) عما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك (من) أسد (ضيغم) بفتح المعجمتين وسكون التحتية أى شديد البأس وفي بعض النسخ من خادر ومضى ذكره (بضراء الارض) جمع ضار وفي بعض النسخ من ليوس الاسد (مخدره) موضع خدره وفي بعض النسخ منزله (ببطن عثر) بفتح المهملة وتشديد المثلثة وهو موضع أسده خبيثة (غيل) بكسر المعجمة وسكون التحتية شجر ملتف (دونه غيل) أي انه لا يقنع بالشجر المتطرف بل يتوغل فيه ويبعد عن الطرف وهذا وصف الخبيث (يعدو) بالمهملة يثب الى الفريسة (فيلحم) أي يطعم اللحم (ضرغامين) بكسر المعجمة أسدين شديدين (معفور) بالعين المهملة والفاء أي ممرغ بالتراب يقال عفره بالتراب أي مرغه فيه مأخوذ من العفر بالتحريك وهو التراب (خراديل) باعجام الحاء واهمال الدال أي مقطوع قطعا صغارا يقال خردل اللحم اذا قطعه كذلك (اذا يساور) بالمهملة والراء أي يواثب والمساورة المواثبة (قرنا) بكسر القاف وسكون الراء مثله في الشجاعة يقال فلان قرن فلان اذا كان مثله في الشجاعة (لا يحل له أن يترك القرن) لما كان لا بد له من أكل قرنه عبر عن ذلك بقوله لا يحل له (مفلول) بالفاء مكسور (سباع الجو) هى حمير الوحش كما في نسخة وهو الفراء بكسر الفاء والمد الواحد فرا بفتح الفاء والراء وهو مهموز مقصور وربما حذفت الهمزة تخفيفا (ولا تمشي) بضم أوله مع كسر الشين وبفتحهما (بواديه) أضاف الوادي اليه لسكونه الاودية كثيرا لما فيها من الشجر الملتف (الاراجيل) جمع أرجل وهي جمع رجل (أخو ثقة) هو الواثق بنفسه في القوة والشجاعة (مطرح) باهمال الطاء والحاء أي مطروح (البز) بالزاي السلاح وروي مضرج بالمعجمة والجيم أي ملطخ بالدماء (والدرسين) بكسر المهملة تثنية درس وهو الثوب وثناهما لان الغالب أن الشخص يلبس ثوبين ازار او رداء (مأكول) بالرفع ووجهه انه أضمر في قوله ولا يزال ضمير الشأن فيكون أخو ثقة مبتدأ ومطرح
ان الرسول لنور يستضاء به
…
وصارم من سيوف الله مسلول
في عصبة من قريش قال قائلهم
…
ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال انكاس ولا كشف
…
عند اللقاء ولا ميل مغازيل
يمشون مشى الجمال الزهر يعصمهم
…
ضرب اذا عرّد السود التنابيل
شم العرانين أبطال لبوسهم
…
من نسج داود في الهيجا سرابيل
بيض سوابغ قد شكت لها حلق
…
كأنها حلق القفعاء مجدول
لا يفرحون اذ نالت رماحهم
…
قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطعن الا في نحورهم
…
وما لهم عن حياض الموت تهليل
البز خبره ومأكول خبر بعد خبر وتكون هذه الجملة في موضع نصب خبر ولا يزال وضمير الشأن اسمها (وصارم) هو في الاصل السيف القاطع واستعاره لشجاعته وشدة بأسه وفي بعض النسخ مهند وهو من نعوت السيف كما مر (في عصبة) وهم من الرجال من العشرة الى الاربعين (من قريش) هم ولد النضر ابن كنانة سموا بذلك من القرش وهو الجمع أو من القرش الذي في البحر كما مر (قال قائلهم) وهو سيدنا عمر رضى الله عنه (زولوا) أي هاجروا الى المدينة (انكاس) بفتح الهمزة جمع نكس بكسر النون وهم السفلة من الناس مشتق من السهم الذي انكسر فوقه بضم الفاء موضع الوتر من السهم فنكسه صاحبه في الجعبة ليلا يغلط اذا رمي عدوا أو صيدا في حال العجلة (ولا كشف) بضم الكاف والمعجمة والفاء جمع اكشف وهو الذي لا تتريس معه وشين كشف أصلها السكون كاحمر وحمر لكن حرك لضرورة الشعر (ولا ميل) بكسر الميم وسكون التحتية جمع أميل وهو الذي لا يستوي على السرج (معازيل) بالمهملة والزاى جمع معزال وهو الضعيف الاحمق والمعزال أيضا الذى لا سلاح له (الجمال الزهر) جمع أزهر وهو الابيض النير (يعصمهم) أي يمنعهم من العصمة وهي المنعة (عرد) بالعين المهملة أى قد وقطع كما مر (التنابيل) بالفوقية فالنون فالموحدة القصار واحدهم تنبال بكسر أوله (شم) بضم المعجمة وتشديد الميم جمع اشم وهو مرتفع قصبة الانف مع استواء أعلاها (العرانين) بالمهملة والنون جمع عرنين وهو الانف (أبطال) جمع بطل وهو الشجاع (لبوسهم) بفتح اللام (من نسج داود) لا على الحقيقة بل العرب يسمون دروع الحديد نسج داود وان لم يكن نسجه (في الهيجا) الحرب كما مر (سرابيل) أراد بها دروع الحديد (سوابغ) تامات وافرات (قد شكت) مبني للمفعول أى أدخل بعضها في بعض (لها حلق) بفتح المهملة وكسرها وفتح اللام جمع حلقة بفتح المهملة وسكون اللام (القفعاء) بفتح القاف وسكون الفاء ثم المهملة وهي شجر له نور احمر وثمره مقنع من تحت ورقه يشبه به حلق الدروع (مجدول) صفة لحلق وهو المحكم (ليسوا مفاريح) جمع مفراح بكسر الميم وهو كثير الفرح (مجازيعا) بالصرف لضرورة الشعر وهو جمع مجزاع وهو كثير الجزع (عن حياض الموت) أي محاله ومواطنه (تهليل) أى