المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[مطلب في إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وبعض خبره] - بهجة المحافل وبغية الأماثل - جـ ١

[العامري الحرضي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌[خطبة الكتاب والكلام على تفسيرها]

- ‌[مطلب في الكلام على أما بعد]

- ‌[الكلام على المؤلفات في التاريخ النبوى وتقسيم الكتاب الى قسمين]

- ‌[القسم الاول في تلخيص سيرته]

- ‌[الباب الاول من القسم الاول في مولده وشرف نسبه ومحتده]

- ‌[مطلب في الكلام على أنكحة الجاهلية]

- ‌[فصل: وأما ما مهد الله له في قدم نبوته وذكره]

- ‌[فصل: فيما ورد من فضل بلدى مولده ووفاته]

- ‌[مطلب في الكلام على ما ورد في فضل مكة]

- ‌[مطلب وأما ما جاء في فضل المدينة]

- ‌[فصل في ذكر آبائه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل فيما نقل من مزايا آبائه عليه الصلاة والسلام]

- ‌[الباب الثاني من القسم الاول في تاريخ مولده الى نبوته]

- ‌[مطلب حمل أمه به صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب فى الآيات التى ظهرت لمولده عليه الصلاة والسلام]

- ‌[مطلب في مراضعه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في شق الملكان صدره الشريف]

- ‌[مطلب في الكلام على إحياء الله تعالى له أبويه حتى آمنا به]

- ‌[مطلب في وفاة جده عبد المطلب وخروجه مع عمه أبى طالب]

- ‌[مطلب فى حضوره صلى الله عليه وسلم حرب الفجار مع قريش وحلف الفضول]

- ‌[مطلب في خروجه الى الشام بتجارة لخديجة وزواجه بها صلى الله عليه وسلم الى الشام]

- ‌[مطلب في بناء قريش الكعبة ووضعه الحجر الاسود بيده الشريفة مكانه من البيت]

- ‌[مطلب في الكلام على أول من بني المسجد الحرام والكلام على أول ما ظهر من لوائح نبوته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[من ذلك خبر زيد بن نفيل وورقة بن نوفل وغيرهما]

- ‌[ومن ذلك خبر سلمان الفارسي رضى الله عنه]

- ‌[ومن ذلك ابن الهيبان من يهود الشام]

- ‌[مطلب في تحنثه صلى الله عليه وسلم بغار حراء وما قيل في عصمته وما كان يراه من أمارت النبوة]

- ‌[الباب الثالث في ذكر نبوته وما بعدها الى هجرته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في بدء نبوته صلي الله عليه وسلم وظهور جبريل له بغراء حراء]

- ‌[مطلب في أخبار صلى الله عليه وسلم لورقد بن نوفل عن ظهور جبريل له]

- ‌[مطلب في تعليم جبريل له عليه الصلاة والسلام الوضوء والصلاة]

- ‌[فصل: في صفة جبريل عليه السلام وانه سفير الانبياء وعدد نزوله على النبى صلي الله عليه وسلم وبيان كيفيات الوحي]

- ‌[مطلب في تاريخ رسالته الى الخلق على ما حكاه أهل التاريح والدعوة اليها سرا]

- ‌[الكلام على حديث ان هذا الدين بدأ غريبا وسيعود كما بدأ]

- ‌[مطلب في ذكر أول من آمن به صلي الله عليه وسلم]

- ‌[الكلام على منابذة قريش له حين أمره الله باظهار الدعوة وان يصدع بما يؤمر]

- ‌[خبر اشتداد قريش على أبي طالب ووثوب كل قبيلة على من اسلم منها يعذبونه]

- ‌[خبر اجتماع قريش الى الوليد بن المغيرة وتآمرهم فيما يرمونه به صلي الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في مناواة قريش له صلى الله عليه وسلم بالذي وذكر طرفا مما آذوه به]

- ‌[تتمة لهذا المطلب في العوارض البشرية التى لحقته صلى الله عليه من جراء ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على تعذيب قريش للمستضعفين من المؤمنين]

- ‌[مطلب في الكلام على الهجرة الأولى الى الحبشة وبيان من هاجر إليها من الأصحاب]

- ‌[مطلب في تعقب قريش لمهاجرى الحبشة وعودتهم بالخيبة]

- ‌[مطلب في مكاتبته صلى الله عليه وسلم للنجاشى ليزوجه ام حبيبة بنت أبي سفيان وخبر ذلك]

- ‌[فصل وكان صلى الله عليه وسلم يكرم مهاجرة الحبشة ويلاطفهم ويذكر من فضلهم]

- ‌[فصل في حكم الفرار بالدين والعجز عن مقاومة المشركين]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا حمزة عمه صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا عمر بن الخطاب وتعزيز الله به ضعفة المسلمين]

- ‌[مطلب في اجتماع بطون قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب وكتبهم بذلك الصحيفة ودخول أبي طالب ومن انحاذ معه الشعب محاصرين من قريش]

- ‌[ذكر خبر نقض الصحيفة المذكورة]

- ‌[109- الكلام على وقعة بعاث بين الأوس والخزرج وقدوم سويد بن الصامت الأوسى عليه صلي الله عليه وسلم وأول خبر الأنصار]

- ‌[الكلام على وفات عمه أبى طالب والسيدة خديجة وحزنه صلى الله عليه وسلم لذلك وما ناله من أذى قريش عقب ذلك]

- ‌[مطلب في خروجه صلى الله عليه وسلم لثقيف بالطائف وخبر ما لقي من أذاهم وخبر جن نصيبين]

- ‌[فصل في الكلام على الجن واختلاف الناس فيهم]

- ‌[مطلب في عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل لحمايته من أذى قريش وليتمكن من نشر دعوته وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في بدء اسلام الأنصار وقصة الإسراء]

- ‌[مطلب فى قدوم الأنصار اليه صلى الله عليه وسلم وخبر بيعة العقبة الأولى]

- ‌[مطلب فى قدوم الأنصار اليه ثانية وبيعة العقبة الثالثة المتفق على صحتها]

- ‌[مطلب في أسماء النقباء من الأوس والخزرج وطرفا من أحوالهم ومواخذة قريش لهم في ذلك]

- ‌[الكلام على بدء الهجرة الى المدينة وأول من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]

- ‌[الباب الرابع في هجرته صلى الله عليه وسلم وما بعدها الى وفاته]

- ‌[مطلب في الكلام على وصوله صلى الله عليه وسلم المدينة]

- ‌[فصل: في المسجد الشريف النبوى وعمارته]

- ‌[فصل: في ذكر منازل المهاجرين على الأنصار ومواساتهم لهم]

- ‌[فصل: في ان الله تعالى أوعد الوعيد العظيم على من أسلم قبل الهجرة ولم يهاجر والكلام على ذلك]

- ‌[فصل: فى مناواة يهود المدينة الاذي للنبى صلي الله عليه وسلم بعد ما قدم اليها]

- ‌[فصل: فى ذكر ما أصاب المهاجرين من حمي المدينة ودعائه صلى الله عليه وسلم بان يصح هواءها ويجببها اليهم]

- ‌[فصل ولما اطمأن برسول الله الدار وأعز الله جنده أذن له بقتال قريش ومن ناواه من غيرهم]

- ‌[مطلب في كتبه صلي الله عليه وسلم الكتاب بين المهاجرين والأنصار ومواخاته بينهما وموادعته يهود المدينة]

- ‌[مطلب في مشروعية في الأذان]

- ‌[مطلب في إسلام عبد الله بن سلام وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في غزوة ودان وتحويل القبلة]

- ‌[مطلب في مشروعية صيام رمضان]

- ‌[مطلب في بنائه صلى الله عليه وسلم بعائشة وتزويج علي بفاطمة رضى الله عنهم ومشروعية صدقة الفطر]

- ‌[مطلب في إسلام سيدنا العباس والكلام على أول راية عقدها رسول الله]

- ‌[مطلب فى غزوة بدر الكبري والكلام عليها تفصيلا]

- ‌[مطلب فى خبر حاطب بن أبي بلتعة ومكاتبة لمشركي قريش]

- ‌[فصل: وسمى يوم بدر باسم المكان]

- ‌[مطلب في الكلام على قتل كعب بن الأشرف وأبي رافع بن أبى الحقيق]

- ‌[الكلام على ولادة سيدنا الحسن بن على رضى الله عنهما]

- ‌[الكلام على غزوة أحد تفصيلا]

- ‌[فصل في فضل الشهادة ومزية شهداء أحد]

- ‌[فصل فى الكلام من أكرم بالشهادة يوم أحد]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة حمراء الاسد]

- ‌[مطلب فى الكلام على غزوة النضير]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة بدر الصغرى]

- ‌[مطلب في سرية عاصم بن ثابت الأنصاري وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في سيرته بئر معونة وخبر ذلك]

- ‌[فصل في شهداء بئر معونة وفضل الشهداء ومزيتهم]

- ‌[مطلب في مشروعية قصر الصلاة وما يلحق ذلك من الأحكام]

- ‌[مطلب في الكلام زواج رسول الله عليه وسلم بأم سلمة]

- ‌[الكلام على ولادة سيدنا الحسين وخبر ابن ابيرق]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة ذات الرقاع ومشروعية صلاة الخوف]

- ‌[تتمة في الكلام علي تارك الصلاة]

- ‌[استطراد لذكر قصة غوث بن الحارث]

- ‌[الكلام على حديث جابر وشراء النبى صلى الله عليه وسلم جمله منه]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة بنى المصطلق وهي غزوة المريسيع]

- ‌[الكلام علي سبب نزول سورة المنافقين]

- ‌[تتمة في زواج رسول الله بجويرية بنت الحارث من سبايا بنى المطلق واسلامهم]

- ‌[الكلام على رخصة التيمم وسببها وأحكامه]

- ‌[الكلام على حديث الإفك وخبر ذلك]

- ‌[فصل: في فوائد هذا الحديث بعد مقصوده الأعظم]

- ‌[فصل: اما أحكام القذف]

- ‌[الكلام على غزوة الخندق وخبرها تفصيلا]

- ‌[الكلام علي غزوة بني قريظة وسببها]

- ‌[الكلام على موت سعد بن معاذ ومناقبه رضي الله عنه]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية تحريم الخمر وسبب ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية الحج]

- ‌[مطلب في قدوم ضمام بن ثعلبة أخي بني سعد بن بكر وإسلامه]

- ‌[تتمة فى الكلام على فوائد حديث ضمام]

- ‌[مطلب في تزويج الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش الأسدية وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام على مشروعية الحجاب وسببه]

- ‌[مطلب في شرح الفوائد التى تضمنت خير زواج السيدة زينب]

- ‌[مطلب في الكلام على غزوة دومة الجندل]

- ‌[الكلام على مشروعية الاستسقاء وصلاة الكسوف وشرح ذلك]

- ‌[الكلام على مشروعية حكم يمين الظهار وسببه]

- ‌[الكلام على صلح الحديبية وصد قريش لرسول الله ومن معه عن مكة]

- ‌[مطلب فى الكلام على بيعة الرضوان]

- ‌[مطلب في الكلام علي الشجرة التى كانت البيعة عندها]

- ‌[الكلام على اسلام خالد بن الوليد وعمرون بن العاص وخبر ذلك]

- ‌[الكلام على اسلام عقيل بن أبى طالب رضى الله عنه]

- ‌[الكلام على غزوة ذي قرد وتسمى غزوة الغابة]

- ‌[مطلب في الكلام علي قصة العرنيين]

- ‌[مطلب في ارسال رسول الله بكتبه الى ملوك الاقاليم الجبابرة]

- ‌[فصل: في فوائد خبر هرقل وما تضمنه من الآداب والأخلاق]

- ‌[تتمة في خبر النجاشي وتكريمه لكتابه صلى الله عليه وسلم وعودة مهاجري الحبشة]

- ‌[الكلام على فتح خيبر وخبر الشاة المسمومة التي أهديت اليه صلي الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في زواجه صلي الله عليه وسلم بصفية بنت حي]

- ‌[مطلب في إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وبعض خبره]

- ‌[مطلب في غزوة زيد بن حارثة جذام وذكر سببها]

- ‌[الكلام على غزوة ذات السلاسل وشرح ذلك]

- ‌[مطلب في الكلام الإمارة والتنفير من التعرض للرياسة والوعيد لأهلها]

- ‌[تتمة في بعث عمرو بن العاص أميرا على جيش ذات السلاسل وذكر بعض مناقبة والكف عن ذكر أصحاب رسول الله إلا بخير]

- ‌[الكلام على عمرة القضاء وزواجه صلى الله عليهو سلم بميمونة بنت الحارث الهلالية]

- ‌[مطلب فى الكلام على وفد عبد القيس وخبر سيدهم الأشج العصري]

- ‌[مطلب في وفات السيدة زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم وخبر ذلك]

- ‌[مطلب في اتخاذه صلى الله عليه وسلم المنبر وخبر حنين الجذع]

- ‌[ذكر فضل المنبر المنيف وما بينه وبين القبر الشريف]

- ‌[الكلام على غزوة مؤتة وخبر مقتل زيد حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة]

- ‌[الكلام على غزوة سيف البحر وخبر ذلك]

- ‌[الكلام على فتح مكة ويسمى فتح الفتوح]

- ‌[مطلب في كتابة حاطب بن أبي بلتعة لقريش بمسير رسول الله اليهم وإخبار جبريل له بذلك]

- ‌[الكلام على إسلام أبو سفيان بن حرب وإكرام النبي صلى الله عليه وسلم وله]

- ‌[مطلب في دخوله صلى الله عليه وسلم الكعبة ورد مفتاحها لبني شيبة وكسر ما فيها من الأصنام]

- ‌[فصل: فى ذكر شيء من الواردات يوم الفتح مما ذكره البخاري ومسلم]

- ‌[من ذلك خبر أم هانيء وقد اجارت ابن هبيرة فاجاز صلى الله عليه وسلم جوارها]

- ‌[ومن ذلك قضاء رسول الله لابن من وليدة زمعة بان الولد للفراش]

- ‌[ومن ذلك خبر المخزومية التي سرقت وإقامة الحد عليها]

- ‌[ومن ذلك حرمة مكة وان دخلوها عنوة يوم الفتح كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الكلام على غزوة حنين وشرح خبر ذلك]

- ‌[مطلب في ذكر من ثبت مع رسول الله يوم حنين]

- ‌[الكلام على غزوة أوطاس ومقتل أبي عامر الأشعري رضى الله عنه]

- ‌[الكلام على غزوة الطائف وحصاره]

- ‌[مطلب المخنثون على عهد رسول الله أربعة]

- ‌[الكلام على غنائم حنين وتقسيمها]

- ‌[تتمة في مؤاخذة النبي صلي الله عليه وسلم الأنصار حين بلغه موجدتهم لتقسيمه غنائم حنين في قريش]

- ‌[الكلام على وفد هوازن واستعطافهم النبي صلى الله عليه وسلم في سباياهم]

- ‌[مطلب ومما اتصل بالفتح بعث خالد بن الوليد الى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام]

- ‌[مطلب ومما اتصل بالفتح إرسال البعوث الى هدم أصنام العرب]

- ‌[مطلب في مقدم كعب بن زهير مسلما وانشاده قصيدته المشهورة]

- ‌[تتمة في الكلام على كعب هذا وشىء من شعره في مدح النبى صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في الكلام على قصة محلم بن جثامة الليثى وخبرها]

الفصل: ‌[مطلب في إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وبعض خبره]

لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها قالوا والفائتة لغير عذر كذلك أيضا في وجوب القضاء وانما يختلفان في جواز التأخير فيجوز تأخير الفائتة لعذر على الصحيح ولا يجوز تأخير الفائتة لغير عذر على الاصح وقال بعضهم لا يجوز تأخير واحدة منهما واستدل بهذه الاحاديث وهي حجة قوية وحملها الجمهور على الاستحباب وشذ بعض الظاهرية فقال لا يجب قضاء الفائتة لغير عذر وزعم انها اعظم من أن يخرج من وبال معصيته بالقضاء والله اعلم*

[مطلب في إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وبعض خبره]

وممن اسلم بخيبر ابو هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر على الاصح من نحو ثلاثين قولا كما قاله النووي وكنى بهريرة كان يربيها* روينا في صحيح البخارى عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحها فقلت يا رسول الله اسهم لى فقال بعض بنى سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله فقال ابو هريرة هذا قاتل ابن قوقل قال ابن سعيد بن العاص واعجباه لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ينعى على قتل رجل مسلم والكفارة علي من قتل مؤمنا خطأ مع عدم اثمه اجماعا (حتي يجيء وقت الصلاة) فيه امتداد وقت كل صلاة الى دخول وقت الاخري وخرجت الصبح بقوله من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح رواه الشيخان والاربعة عن أبي هريرة والمغرب فيها قولان أظهرهما امتداد وقتها الى العشاء (فليصلها حين ينتبه لها) تمامه فاذا كان الغد فليصلها عند وقتها ومعنى ذلك أنه اذا قضاها لا يتحول وقتها ويتغير في المستقبل بل يبقى كما كان فيصليها في الغد في وقتها لا أنه يقضي الفائتة مرتين مرة في الحال ومرة في الغد على الصواب قال النووي وقد اضطربت أقوال العلماء فيه واختار المحققون ذلك (والفائتة بغير عذر كذلك في وجوب القضاء) لانه اذا وجب القضاء على ذى العذر فغيره أولى بالوجوب (فيجوز تأخير الفائتة بعذر على الصحيح) وفيه وجه حكاء البغوي وغيره انه لا يجوز وعلى الاول لو مات بعد التمكن من القضاء فلم يقض عصى (ولا يجوز تأخير الفائتة بغير عذر على الاصح) لان توبته لا تصح الا بفعلها وقيل لا تجب على الفور بل له التأخير (واستدل بهذه الاحاديث) يعنى قوله فليصلها اذا ذكرها والفاء للتعقيب (وحملها الجمهور على الاستحباب) كما قدمته (وشذ) بالمعجمتين (بعض الظاهرية) نقله النووي (فقال لا يجب قضاء الفائتة بغير عذر) هذا خطأ من قائله وجهالة قاله النووي (ابن قوقل) بقافين مفتوحتين بينهما واو ساكنة بوزن جعفر واسمه النعمان بن مالك بن ثعلبة وقوقل لقب لثعلبة الخزرجي وكان النعمان استشهد يوم أحد أثخنه صفوان بن أمية وذفف عليه أبان بن سعيد (لوبر) بفتح الواو وسكون الموحدة آخره راء دابة صغيرة كالسنور وحشية وأراد أبان بذلك أن يحقره وأنه ليس في مقام من يشير بعطاء ولا منع (تدلى) نزل من أعلى الى أسفل وفي رواية تحدر وهو بمعناه وفي أخري تدأدأ بمهملتين بينهما همزة ساكنة من الدأدأة وهى صوت الحجارة في السيل وللمستملى في صحيح البخاري بدل الدال الثانية راء ويروي تردى بمعنى تحدر (من قدوم) بفتح القاف وضمها طرف (ضأن) في رواية الضأن بلام التعريف وهو بهمزة رأس الجبل لانه موضع الغنم غالبا وقيل بلا همز جبل لقومه دوس (ينعي عليّ) يذكر لى (قتل رجل) في رواية في الصحيح

ص: 358

أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال فلا ادري اسهم له أولم يسهم له ورواه البخاري في موضع آخر أبين من هذا على غير هذا الوجه لكن رواه معلقا بصيغة التمريض فقال ويذكر عن الزبيدي عن الزهري قال أخبرني عنبسة بن سعيد انه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان على سرية من المدينة قبل نجد قال أبو هريرة فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر بعد ما افتتحها وان حزم خيلهم الليف قال أبو هريرة قلت يا رسول الله لا تقسم لهم قال أبان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضال فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبان اجلس فلم يقسم لهم* قلت وأبان هذا هو أبان بن سعيد بن العاص وهو الذي أجار عثمان يوم الحديبية حين أرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة وأسلم بعيد ذلك وعن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق

يا ليلة من طولها وعنائها

على أنها من دارة الكفر نحّت

قال وابق مني غلام في الطريق قال فلما قدمت على النبى صلى الله عليه وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا غلامك يا أبا هريرة قلت هو حر لوجه الله فأعتقته وروينا في صحيح مسلم عنه قال كنت أدعو أمي الى الاسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله اني كنت أدعو أمي الى الاسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فاسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهدأم أبى هريرة ينعي على امرأ (أكرمه الله علي يدى) أى بالشهادة وفي رواية بيدي (ولم يهنى) بضم أوله رباعي أي لم يخزني (علي يديه) بان يقتلني فأموت على الكفر (لكن رواه معلقا بصيغة التمريض) قلت أسنده في باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيشدد فقال حدثنى الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري قال أخبرني عنبسة ابن سعيد أنه سمع أبا هريرة فذكره وعنبسة بالمهملة فالنون فالموحدة فالمهملة بوزن علقمة (أبان) بالصرف على الاشهر (حزم) بالمهملة فالزاي مضمومتين جمع حزام (الليف) في بعض نسخ الصحيح لليف (من رأس ضال) بالمعجمة واللام الخفيفة وهو السدر البري (وهو الذي اجار عثمان الى آخره) كما قاله ابن اسحاق في سيرته وغيره (بعيد ذلك) بالتصغير أي عقبه (وعنائها) تعبها ومشقتها (طلع الغلام) بفتح المهملة واللام أى ظهر (كنت أدعو امي) قال في سلاح المؤمن اسمها أميمة بنت صفيح بضم المهملة وفتح الفاء آخره مهملة هذا هو الصحيح المشهور وقيل اسمها ميمونة (فادع الله أن يهدى أم أبي هريرة) في هذا وما يأتي بعده ندب طلب الدعاء ممن يتوسم فيه الخير وفي قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم اهد أم أبى هريرة)

ص: 359

فخرجت مستبشرا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت الى الباب فاذا هو مجاف فسمعت أمي خشفة قدمى فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها وفتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت يا رسول الله ابشر فقد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا قال قلت يا رسول الله ادعو الله أن تحببني انا وأمي الى عباده المؤمنين ويحببهم الينا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللهم حبب عبيدك هذا يعنى أبا هريرة وأمه الى عبادك المؤمنين وحبب اليهم المؤمنين فما خلق الله مؤمنا سمع بي ولا يرانى الا أحبنى ومع تأخر اسلامه فقد روى العدد الكثير وروى عنه الجم الغفير حتى لا يعلم فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احفظ منه ولا أوسع منه رواية وذلك بخصيصة خاصة حصلت له وهى ما رويناه في الصحيحين عنه واللفظ لمسلم قال يقولون ان أبا هريرة قد أكثر والله الموعد ويقولون ما بال المهاجرين والانصار لا يحدثون بمثل أحاديثه وقوله اللهم حبب عبيدك هذا الى آخره دليل علي جواز التحصين بالدعاء (مجاف) بضم الميم وتخفيف الجيم آخره فاء خفيفة أي مغلق واجاف الباب اذا أغلقه (خشفة قدمى) بمعجمتين الاولى مفتوحة والثانية ساكنة والخشف والخشفة صوت حركة ليست شديدة (مكانك) بالنصب علي الاغراء أى الزم (خضخضة) بمعجمتين مكررتين أى صوت تحريكه (ولبست) بكسر الموحدة (درعها) أي قميصها (وعجلت عن خمارها) مبادرة منها الى اخبار أبي هريرة بما يشرح له صدره (أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد عبده ورسوله) فيه سرعة استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم بعين ما سأل وذلك من اعلام النبوة (فحمد الله الى آخره) فيه استحباب حمد الله والثناء عليه عند حصول النعم (فقد روى العدد الكثير) في كتب الامهات وغيرها حتى قال سعيد بن أبي الحسن وابن حنبل انه أكثر الصحابة حديثا وهو ظاهر (حتى لا يعلم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظ ولا أوسع رواية منه) روي عنه انه قال أنا أكثر الصحابة حديثا الا ما كان من عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب ولا أكتب وظاهر هذا مساواة عبد الله له لكن ما نقل وروي من حديث أبى هريرة أكثر (فائدة) قال أحمد بن حنبل ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر والرواية عنه عبد الله بن عمرو وأبو هريرة وابن عمر وعائشة وجابر بن عبد الله وابن عباس وأنس انتهى (وهي ما روينا في الصحيحين) وسنن الترمذي وطبقات ابن سعد (قد أكثر) أي أكثر الحديث وجاء بأحاديث لم نسمعها (والله) بالرفع (الموعد) بفتح الميم وكسر المهملة أي فيحاسبنى ان كنت تعمدت كذبا على رسوله

ص: 360

وسأخبركم عن ذلك ان اخواني من المهاجرين والانصار كان يشغلهم الصفق بالاسواق وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني فأشهد اذا غابوا واحفظ اذا نسوا ولقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثى هذا ثم يجمعه الى صدره فانه لم ينس شيئا سمعه فبسطت بردة كانت على جنى حتى فرغ من حديثه ثم جمعتها الى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثنا به فلولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى» الى آخر الآيتين ومع ذلك فقد امسك عن بعض ما أسمع خشية الفتنه وان لا تبلغه الافهام روي عنه قال اعطانى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الله عليه وسلم ويحاسب من ظن بي سوءا (وسأخبركم)(عن) سبب (ذلك) أي كوني أكثرهم حديثا (شغلهم) بفتح أوله وحكى ضمه قال النووى وهو غريب (الصفق) بفتح المهملة وسكون الفاء وهو ضرب اليد على اليد كناية عن التبايع لجريان عادة المتبايعين بضرب يده على يد صاحبه (بالاسواق) جمع سوق يؤنث ويذكر وسميت به لقيام الناس فيها على سوقهم (القيام على أموالهم) وللبخاري العمل في أموالهم ولمسلم في رواية أخرى عمل أرضهم (على ملء بطنى) وللبخارى وأن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطنه ولمسلم في أخرى كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطنى ومعناه كما قال النووي اقنع بقوتى ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها ولا أزيد على قوتها والمراد من حيث حصل القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالاجرة وفي حديث أبي هريرة هذا دليل على ذكر جواز الشخص نفسه بفضله اذا ترتب على ذلك مصلحة (فاشهد اذا غابوا واحفظ اذا نسوا) وللبخاري ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون (أيكم يبسط ثوبه) للبخاري اني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال ابسط رداءك (فبسطت بردة كانت على جنبي) زاد الترمذي فحدثني كثيرا يؤخذ من ذلك ندب بسط رداء عند قراءة القرآن والحديث والدعاء ثم جمعه الى الصدر وللبخاري فغرف بيده ثم قال ضمه فضممته قال في التوشيح لم يذكر المغترف منه وكأنها كانت اشارة محضة انتهى وانما غرف صلى الله عليه وسلم في الرداء ليجمع به البركة من كفيه صلى الله عليه وسلم (حتى فرغ من حديثه) وكان ذلك الحديث ما من رجل يسمع كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز وجل فيتعلمهن ويعلمهن الا دخل الجنة أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الحسن عن أبي هريرة (فما نسيت إلي آخره) فيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) نزلت فيمن كتم من اليهود صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغيرها من الاحكام التى كانت في التوراة (الى آخر الآيتين) وللبخارى الي قوله الرحيم (روى عنه قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى آخره) رواه البخاري بلفظ حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين أى نوعين من العلم قال في التوشيح من اطلاق المحل على الحال (أما

ص: 361