الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل: في ذكر منازل المهاجرين على الأنصار ومواساتهم لهم]
(فصل) قد قدمنا قبلا عن أصحاب السير ان أوّل من هاجر ابو سلمة بن عبد الاسد وعبد الله بن جحش وعامر بن ربيعة وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير وابن ام مكتوم وكانوا يقرءون الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشىء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقل البخارى أولى قيل وحين قدومه صلى الله عليه وآله وسلم صعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اما منازلهم في الانصار فنزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت أخى حسان بن ثابت فلذلك كان حسان يحب عثمان ويرثيه حين قتل ونزل العزاب على سعد بن خيثمة وكان سعد رجلا عزبا فنزل عليه العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نزل قباء يخرج الى بيته فيتحدث فيه مع أصحابه ونزل بنو جحش على عاصم بن ثابت ونزل الزبير وزوجته أسماء بنت أبى بكر على سفيان بن الحارث وولد لهما عبد الله بن الزبير في تلك السنة بقباء فكان أوّل مولود للمهاجرين بالمدينة وأوّل شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وفرح المسلمون به لأنهم قيل لهم ان اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم ونزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة وقيل على خبيب بن عدي وعبد الرحمن ابن عوف على سعد بن الربيع وسعد بن أبى وقاص على سعد اليمانى وطلحة بن عبيد الله على عمير ابن معبد وأبو سلمة وزوجته أم سلمة على عبادة رجل من بنى عبيد بن زيد وعياش بن أبى ربيعة (فصل) حكاية المؤلف رحمه الله في صحيح البخاري لا مناقضة بينها وبين ما حكاه قبلا عن أصحاب السير فان مقدم مصعب بن عمير المدينة كان بعد البيعة الاولى كما تقدم وحكاية أصحاب السير لاول من هاجر يريدون بذلك بعد بيعة العقبة الثالثة وبذلك يندفع التعارض (في عشرين) أي انسانا ممن لحق به من أهله وقومه وهم كما في السيرة لابن هشام أخوه زيد بن الخطاب وعمرو وعبد الله بنا سراقة بن المعتمر وخنيس بن حذافة السهمى وكان صهره على ابنته حفصة فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وواقد بن عبد الله التميمى حليف لهم وخولى بن أبي خولى ومالك بن أبي خولى حليفان لهم وبنو البكير أربعتهم إياس وعاقل وعامر وخالد حلفاؤهم من بنى سعد بن ليث (فكان أوّل مولود للمهاجرين بالمدينة) وأما أوّل مولود من الانصار بعد الهجرة فسلمة بنت مخلد وقيل اليعمر بن بشير (خبيب) بالتصغير بخاء معجمة ثم باء موحدة تليها تحتية وآخره باء موحدة
على أبي لبابة وعثمان بن مظعون وزوجته على خوات بن جبير وعمر بن الخطاب وأخوه زيد ومن معه من أصهاره وعشيرته على رفاعة بن عبد المنذر وحمزة وزيد بن حارثة ومن تبعهم على كلثوم بن الهدم ونزل أبو بكر على خارجة بن زيد ونزل على على عويم بن ساعدة وكان أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجر أن يتخلف بعده ليؤدى عنه الامانات والودائع التي كانت عنده فتخلف ثلاثا ثم هاجر فأدرك النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بقباء ونزل عتبة بن غزوان على عباد بن بشر ونزل عبيدة بن الحارث بن المطلب وأخواه طفيل وحصين ومسطح ابن أثاثة في آخرين على عبد الله بن سلمة أخى بنى العجان فهؤلاء من سمى لنا من مشاهير المهاجرين وفي بعضهم خلاف وكان نزولهم عليهم بالقرعة كما في حديث أم العلاء الانصارية وهي من افراد البخارى ففيه ان عثمان بن مظعون طار لهم في السكنى حين أقرعت الانصار على سكنى المهاجرين ونزل كثير منهم الصفة وهو مظلل الى جانب المسجد كالسقيفة نزلها من كان خفيف الحال من لا يأوى الى أهل ولا مال فكانوا مرة تسعين ومرة أكثر من ذلك ولما نزل هؤلاء لفقرهم وغربتهم على هؤلاء مع قرارهم وثروتهم آخي النبى صلى الله عليه وآله وسلم (غزوان) بفتح المعجمة وسكون الزاى ابن جابر بن وهب المازني حليف بني عبد شمس أو بنى نوفل من السابقين الاولين هاجر الى الحبشة ثم رجع مهاجرا الى المدينة شهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وقدم على عمر يستعفيه من الامرة فابى فرجع في الطريق فمات وذلك سنة 18 وقيل سنة عشرين وقيل قبل ذلك (مسطح بن اثاثة) بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصى المطلبي. قال في الاصابة كان اسمه عوفا وأما مسطح فلقبه وهو ممن خاض مع أهل الافك مات سنة 34 في خلافة عثمان ويقال عاش الى خلافة علي وشهد معه صفين ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين (أم العلاء الانصارية) قال ابن حجر قال أبو عمر هي من المبايعات حديثها عند أهل المدينة ثم قال ابن حجر ونسبها غيره فقال بنت الحارث بن ثابت الخزرجي يقال انها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها روي حديثها الشيخان من رواية الزهرى عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء الانصارية
(تتمة) نذكرها هنا لتعلقها بهذا الباب بذكر من آخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهم من أصحابه من المهاجرين والانصار. قال ابن اسحاق فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال هذا أخي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أخوين* وكان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوين واليه
بينهم فآووهم في منازلهم وقاسموهم في أموالهم وآثروهم بأقواتهم وتلقوا المكاره دونهم وصار أحدهم أرأف وأرحم بنزيله وأخيه في الدين من أخيه في النسب واتخذوا ذلك الإخاء والحلف والولاء لحمة وسببا أعلى من كل سبب لذلك ما أثنى الله سبحانه على الفريقين في مواضع متعددة في كتابه العزيز وجماع ذلك في الآيات المعمّة لهم ولجميع السابقين واللاحقين من أوصى حمزة يوم احد حين حضر القتال ان حدث به حادث الموت* وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة ومعاذ بن جبل أخو بني سلمة أخوين (قال ابن هشام) وكان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا بارض الحبشة* قال ابن اسحق وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ابن أبي قحافة وخارجة بن زيد بن أبي زهير أخو بلحارث بن الخزرج أخوين* وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعتبان بن مالك أخو بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أخوين* وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله وسعد بن معاذ بن النعمان أخو بني عبد الاشهل أخوين* وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخو بلحارث بن الخزرج أخوين* والزبير بن العوام وسلامة بن سلامة بن وقش أخو بنى عبد الاشهل أخوين ويقال بل الزبير وعبد الله بن مسعود حليف بنى زهرة أخوين* وعثمان بن عفان وأوس بن ثابت بن المنذر أخو بنى النجار أخوين* وطلحة بن عبيد الله وكعب بن مالك أخو بني سلمة أخوين* وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب أخو بنى النجار أخوين* ومصعب بن عمير بن هاشم وأبو أيوب خالد بن زيد أخو بنى النجار أخوين* وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعباد بن بشر بن وقش أخو بنى عبد الاشهل أخوين* وعمار بن ياسر حليف بنى مخزوم وحذيفة بن اليمان أخو بنى عبد عبس حليف بنى عبد الاشهل أخوين ويقال بل ثابت بن قيس بن الشماس أخو بالحارث بن الخزرج خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمار بن ياسر أخوين* وأبو ذر وهو برير بن جنادة الغفارى والمنذر بن عمرو المعنق ليموت أخو بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج أخوين (قال ابن هشام) وسمعت غير واحد من العلماء يقول أبو ذر جندب بن جنادة* قال ابن اسحق وكان حاطب بن أبي بلتعة حليف بنى أسد بن عبد العزى وعويم بن ساعدة أخو بني عمرو بن عوف أخوين* وسلمان الفارسي وأبو الدرداء عويمر بن ثعلبة أخو بلحارث بن الخزرج أخوين (قال ابن هشام) عويمر بن عامر ويقال عويمر بن زيد* قال ابن اسحق وبلال مولى أبي بكر رضي الله عنهما مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفزع أخوين فهؤلاء من سمى لنا ممن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخي بينهم من أصحابه فلما دون عمر ابن الخطاب الدواوين بالشام وكان بلال قد خرج الى الشام فأقام بها مجاهدا فقال عمر لبلال الى من نجعل ديوانك يا بلال قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للاخوة التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بينه وبيني فضم اليه وضم ديوان الحبشة الي خثعم لمكان بلال منهم فهو في خثعم الى هذا اليوم بالشام