الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسنا وحسينا ولم يسم بذلك أحد قبلهما وروى انه سمى أولاد فاطمة حسنا وحسينا ومحسنا بأولاد هرون بن عمران النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وانما قدم مولد الحسن هنا وان كان في الحقيقة بعد أحد لاني اقدم غالبا حوادث السنة قبل غزواتها وسراياها وقد وقع في تاريخ تزويج على لفاطمة ودخوله بها ومولد ابنيها تردد يؤدى الى تغليط بعض النقلة والله أعلم.
[الكلام على غزوة أحد تفصيلا]
وفي هذه السنة كانت من الغزوات غزوة احد وهى التاسعة من غزواته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وكانت وقعتها يوم السبت النصف من شوال وقيل السابع منه على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة وكان عدد المسلمين فيها سبعمائة لاخيل معهم والمشركين ثلاثة آلاف معهم مائتا فارس وكان على خيلهم خالد بن الوليد قال ابن اسحق وغيره من اهل السير وجملة من استشهد بها من المسلمين خمسة وستون (قلت) والصواب ما ثبت في صحيح للبخاري انهم سبعون وفي رواية له أخرى ان هذا العدد من الانصار دون المهاجرين فمن المهاجرين اربعة وبقيتهم من الانصار وقتل من المشركين يومئذ اثنان وعشرون تسعة قتلهم قزمان سابعهما وسماهما حسنا وحسينا) وأمر ان يماط عن رأسهما الاذى (ولم يسم) مبني للمفعول (محسنا) كاسم الفاعل من التحسين قيل انه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلت أمه فاطمة الى أبيها تدعوه وتخبره ان صبيا لها في الموت والصحيح ان ذلك علي بن العاص بن الربيع والمرسلة أمه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قاله الدمياطى وغيره (بأولاد هرون بن عمران) كان أسماؤهم بشرا بالمعجمة والموحدة فالراء بوزن حسن وشبيرا كذلك بوزن حسين ومبشرا كذلك بوزن محسن أخرج ذلك البغوي وعبد الغني في الايضاح وابن عساكر من حديث سلمان بلفظ سمى هرون ابنيه بشيرا وشبيرا وانى سميت ابنى الحسن والحسين كما سمي به هرون (وان كان في الحقيقة بعد أحد) باحد عشر شهرا (وفي هذه السنة) من الغزوات (احد) مصروف قال السهيلى سمى احدا لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هناك (فائدة) اخرج الزبير بن بكار في فضائل المدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قبر هرون في احد قال وكان مر به هو وموسى حاجين أو معتمرين (وكانت وقعتها يوم السبت النصف من شوال) فيومها وشهرها يليان يوم وقعة بدر وشهرها لانها يوم الجمعة في رمضان كما مر (سبعمائة لا خيل فيهم) عد منهم ابن عبد البر في الاستيعاب نحو ثلثمائة ولا ينافيه ما أخرجه البيهقى في الدلائل انهم كانوا زهاء ألف وله في رواية أخرى انهم كانوا تسعمائة وخمسين لان من قال سبعمائة عد المتبوع فقط وغيره عد التابع والمتبوع (وكان على ميمنة خيلهم خالد بن الوليد) وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل قلت والصواب ما ثبت في صحيح البخاري انهم سبعون سيأتي ذكرهم فيما بعد ان شاء الله تعالى (قزمان) بضم القاف واسكان الزاي كعثمان هو ابن الحارث العبسى نسبا الظفرى حلفا
الكافر واثنان قتلهم عاصم بن ابي الاقلح الانصاري فلقزمان وعاصم نصف القتلى وكان من حديث احد ان أبا سفيان وأولاد من قتل ببدر تحاشدوا بينهم وأنفقوا الاموال في طلب الثأر بمن أصيب منهم ببدر وخرجوا لغزو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بظعنهم وبمن أطاعهم من الاحابيش وكنانة فلما نزلوا بأحد وهو شامي المدينة الى جهة المشرق قليلا على ثلاثة أميال منها أو نحوها ولما علم بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استشار أصحابه في الخروج اليهم والاقامة أو قال لهم انى رأيت في منامي ان في سيفى ثلمة وان بقرا لي تذبح وانى ادخلت يدي في درع حصينة وتأولها ان نفرا من أصحابه يقتلون وان رجلا من أهل بيته يصاب والدرع الحصينة المتينة أخرجه مسلم قال لهم ان رأيتم ان تقيموا بها وتدعوهم حيث نزلوا فان أقاموا أقاموا بشر مقام وان دخلوها قاتلناهم فيها فاختلفت آراؤهم في ذلك حتى غلب رأي من أحب الخروج فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلبس لأمته فخرج عليهم فوجدهم قد رجحوا رأى القعود فأبى عليهم وقال ما ينبغي لنبي اذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل فسار (الكافر) الذي اخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من أهل النار فقتل نفسه (ابن أبي الاقلح) بالقاف والمهملة (الثأر) بالمثلثة والهمز (بظعنهم) بفتح العين واسكانها وقريء بهما في القرآن (فلما نزلوا باحد) كان ذلك يوم الاربعاء كما في سيرة ابن اسحاق (استشار أصحابه في الخروج اليهم والاقامة) زاد ابن اسحاق ودعا عبد الله بن أبى ولم يدعه قط قبلها فاستشارهم فقال ابن أبي واكثر الانصار يا رسول الله اقم بالمدينة لا تخرج اليهم فو الله ما خرجنا منها الى عدو قط الا أصاب منا ولا دخلها علينا الا أصبنا منه فكيف وانت فينا فدعهم يا رسول الله فان أقاموا أقاموا بشر مجلس وان دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم فان رجعوا رجعوا خائبين فاعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرأي (وقال لهم انى رأيت في منامى) ذكر ابن عائذ ان تلك الرؤيا كانت ليلة الجمعة (ثلمة) بضم المثلثة أى كسرا (حصينة) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين أي منيعه قوية (وتأولها ان نفرا من اصحابه يقتلون) وهذا تاويل ما رآه يذبح من البقر (وان رجلا من أهل بيته يصاب) وهذا تأويل الثلمة في السيف قال العلماء لان سيف الرجل ولده أو والده أو عمه أو أخوه قال النووي وقد يدل السيف على انصار الرجل الذين يصول بهم كما يصول بسيفه وعلى الولاية أو الوديعة على لسان الرجل وحجته وقد يدل على سلطان جائر وكل ذلك بحسب قرائن تنضم تشهد لاحد هذه المعاني في الرأي أو في الرؤية (أخرجه مسلم) والبخارى أيضا (فاختلفت آراؤهم) فقال بعضهم اخرج بنا الى هذه الا كلب لا يرون انا حبنا عنهم وضعفنا (فلبس لامته) بالهمز ساكنا كما مر (فوجدهم قد رجحوا رأي القعود) وقالوا بئس ما صنعنا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي ياتيه فقاموا واعتذروا اليه وقالوا اصنع ما رأيت (ما ينبغي لنبي اذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل) اخرجه أحمد والدارمي
بهم وذلك بعد صلاة الجمعة وبعد ان صلي على ميت من الانصار واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ولما بلغوا الشوط انخزل عبد الله بن ابى بثلث الناس أنفة ان خولف رأيه وكان رأيه القعود وحينئذ هم بنو حارثة من الاوس وبنو سلمة من الخزرج بالرجوع من الفشل فتولاهم الله وثبتهم وفيهم نزلت اذهمت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وفي صحيح البخارى عن جابر قال فينا نزلت وما أحب انها لم تنزل لقوله وَاللَّهُ وَلِيُّهُما ونزل صلي الله عليه وسلم بالشعب من أحد على شفير وادى قناة وجعل ظهره الى احد ورتب أصحابه وبوأهم مقاعد للقتال وكانوا مشاة فجعل عبد الله بن جبير أخا خوات بن جبير على الرماة وهم خمسون رجلا واقعدهم على جبل عينين وقال لهم لا تبرحوا مكانكم ان غلبنا أو غلبنا وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين ودفع اللواء الى مصعب بن عمير وتعبأت قريش وجعلوا على ميمنتهم وخيلهم خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل وقال أبو سفيان لبنى عبد الدار وكان اليهم لواء قريش انكم وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وانما يؤتى الناس من قبل راياتهم اذا زالت زالوا وكانت قريش قد سرحت رواعيها في زرع الانصار بقناة قال العلماء والمعنى فيه ان نزع الدرع قبل القتال أو ما يسقط به وجوب القتال مؤذن بالحين الناشئي عن ضعف اليقين المنافي لمقام النبوة (ولما بلغوا الشوط) بمعجمة وقيل بمهملة وسكون الواو آخره مهملة قال ابن حجر ويقال أيضا معجمة حائط عند جبل أحد بالمدينة (وبعد ان صلى على ميت من الانصار) اسمه مالك ابن عبيد النجارى هكذا سماه أبو الحسن العسكرى وغيره (بثلث الناس) للبغوي في تفسيره ورجع في ثلثمائة وقال علام نقتل أنفسنا وأولادنا فتبعه أبو جابر السلمي فقال أنشدكم الله في بنيكم وفي أنفسكم فقال عبد الله بن أبي لو نعلم قتالا لاتبعناكم (والفشل) بفتح الفاء واسكان الشين الجبن (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ) أى خطر لهما ذلك وحدثت به أنفسهما لا عزمتا عليه كما قاله الزمخشرى والبيضاوى وغيرهما قال القاضي زكريا وهو اليق بحال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واوفق بقوله وَاللَّهُ وَلِيُّهُما (أَنْ تَفْشَلا) أي تجبنا وتضعفا وتتخلفا (وَاللَّهُ وَلِيُّهُما) أي ناصرهما وحافظهما (وادى قناة) بالقاف (وبواهم) أي انزلهم (مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) أي مواطن ومواضع (خوات) بفتح المعجمة وتشديد الواو آخره فوقية (ابن جبير) بن نعمان بن أمية من بني ثعلبة الاوسي يكني خوات أبا عبد الله وأبا صالح توفي بالمدينة سنة أربعين عن أربع وتسعين أو أربع وسبعين سنة قولان وكان يخضب بالحناء والكتم ولابنه جبير صحبة ورواية كما ذكره أبو موسى الاصبهانى (على جبل عينين) بفتح المهملة وكسرها تثنية عين جبل صغير قبلي مشهد حمزة (وظاهر صلى الله عليه وسلم بين درعين) أخرجه أبو داود عن السائب بن يزيد عن رجل ومعنى ظاهر لبس احداهما فوق الاخرى
فحميت الانصار لذلك وحمل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه على المشركين فهزموهم روينا في صحيح البخارى عن البراء بن عازب قال فانا والله رأيت النساء يعنى هندا وصواحباتها يشددن في الجبل يرفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة يا قوم الغنيمة ظهر اصحابكم فما تنتظرون وأقبلوا على الغنيمة وثبت عبد الله بن جبير في نفر دون العشرة فلما رأى خالد بن الوليد ذلك ورأى ظهور المسلمين خالية من الرماة صاح في خيله فحملوا على بقية الرماة فقتلوهم ثم اتى المسلمين من خلفهم وحالت الريح فصارت دبورا بعدان كان صبا فصرخ ابليس الا ان محمدا قد قتل فانفضت صفوف المسلمين وتزاحفت قريش بعد هزيمتها وبعد ان قتل على لوائها احد عشر رجلا من بنى عبد الدر وبقى لواؤهم صريعا حتى رفعته لهم عمرة بنت علقمة الكنانية فلاثوابه وخلص العدو الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورموه بالحجارة حتى وقع لشقه وكسر عتبة بن ابى وقاص رباعيته السفلى اليمنى وجرح شفته السفلي وجرح ابن قميئة الليثي وجهه فدخلت حلقتان من حلق المغفر (فحميت الانصار لذلك) أى غضبت (وروينا في صحيح البخاري عن البراء) وأخرجه أبو داود ايضا عنه (يشددن) بالمعجمة والفوقية أي يسرعن المشى وللكشميهني يسندن بضم أوله وسكون المهملتين بينهما نون مكسورة أي يصعدن (سوقهن) جمع ساق (الغنيمة) بالنصب على الاغراء (دبورا) هي الريح الغربية التي تأتي من دبر الكعبة (صبا) هي الرياح الشرقية التى تأني من قبلها وتسمى القبول أيضا (فصرخ ابليس لعنه الله) قال ابن عبد البر وكان يومئذ متصورا في صورة جعال ويقال جعيل بن سراقة الضمري رضي الله عنه وكان حينئذ قائما على جبل عينين قاله في القاموس (فانفضت) بالفاء (فلا ثوابه) بالمثلثة أي اجتمعوا اليه (وخلص العدو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ضرب وجه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بالسيف سبعين ضربة وقاه الله شرها كلها (عتبة بن أبي وقاص) هو أخو سعد بن أبى وقاص واختلف في اسلامه والصحيح انه لم يسلم وورد في حديث سنده صحيح لكنه مرسل انه صلى الله عليه وسلم دعا عليه وقال اللهم لا تحل عليه والحول حتي يموت كافرا فكان كذلك (رباعيته) بفتح الراء وتخفيف الموحدة والمثناة التحتية وهي السن التي بين الثنية والناب قال السهيلى ولم يولد لعتبة بعد ذلك من نسله ولد الا وهو ابخر واهتم فعرف ذلك في عقبة انتهى ولما فعل عتبة ما فعل جاء حاطب بن أبي بلتعة فقال يا رسول الله من فعل هذا بك فاشار الي عتبة فتبعه حاطب حتى قتله وجاء بفرسه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم في المستدرك ولا منافاة بين هذا الحديث وبين الحديث الذي قبله فتأمله (وجرح ابن قميئة) بفتح القاف وكسر الميم وبالمد والهمز اسمه عبد الله رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر فكسر أنفه (وجهه فدخلت حلقتان) بفتح الحاء المهملة افصح من كسرها (من حلق) بفتحها وفتح اللام (المغفر)
في وجنته صلى الله عليه وآله وسلم وشجه ايضا عبد الله بن شهاب الزهرى وهشم البيضة على رأسه وكان هؤلاء ومعهم أبى بن خلف الجمحي تعاقدوا على قتله صلى الله عليه وآله وسلم أو ليقتلن دونه فمنعه الله منهم. وروينا في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كاشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد وهما جبريل وميكائيل وكان أوّل من عرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان أشيع قتله كعب بن مالك الانصاري قال رأيت عينيه تزهران تحت المغفر فصحت يا معشر المسلمين ابشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأشار الى أن اسكت فعطف عليه نفر من المسلمين ونهضوا الى الشعب فأدركهم أبى خلف وهو يقول أين محمد لا نجوت ان نجا وقد كان يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين افتدى يوم بدر عندي فرس أعلفها كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا اقتلك ان شاء الله تعالى فلما رآه يوم أحد شد أبي علي فرسه فاعترضه رجال من المسلمين فقال النبى صلى الله عليه وسلم هكذا أي خلوا طريقه وتناول النبى صلى الله عليه وآله وسلم الحربة بكسر الميم واسكان المعجمة وفتح الفاء (في وجنته) أي جانب جبهته فانتزعهما عقبة بن وهب بن كلدة الغطفانى وقيل أبو عبيدة بن الجراح. قال ابن عبد البر قال الواقدي. قال عبد الرحمن بن أبى الزناد نرى انهما جميعا عالجاهما فاخرجاهما من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات ابن قميئة كافرا وكان سبب موته انه نطحه تيس فتردى من شاهق فمات (عبد الله بن أبى شهاب) بن الحارث بن زهرة (الزهري) أسلم وحسن اسلامه وهو جد محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى شيخ الامام مالك.
وقد سئل ابن شهاب عنه هل شهد بدرا فقال نعم ولكن كان من ذلك الجانب يعنى مع الكفار (أبي بن خلف) ابن وهب بن حذافة بن جمح (وروينا في صحيح البخاري) وفي صحيح مسلم أيضا (وهما جبريل وميكائيل) وللحاكم من حديث أبي هريرة لقد رأيتني يوم أحد وما في الارض قربى مخلوق غير جبريل عن يمينى وطلحة عن يساري (وكان أوّل) بالنصب خبر كان مقدم (كعب بن مالك) بالرفع اسمها مؤخر (تزهران) بالفوقية (فيعطف عليه نفر من المسلمين) زاد البغوي فلامهم النبي صلى الله عليه وسلم على الفرار فقالوا يا نبى الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا الخبر بانك قد قتلت فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين (اين محمد لا نجوت ان نجا) فكان هو المستفتح على نفسه (عندي فرس) اسمها العود بفتح المهملة وسكون الواو ثم دال مهملة (فرقا) بفتح الفاء والراء ويجوز اسكانها وهو بالفتح مكيال يسع ستة عشر رطلا وهى اثنى عشر مدا وثلاثة آصع عند أهل الحجاز وبالسكون مائة وعشرون رطلا قاله ابن الاثير في النهاية
من الحارث بن الصمة فانتفض بها انتفاضة تطايروا منه تطاير الشعراء عن ظهر البعير اذا انتفض ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن ظهر فرسه مرارا ورجع الى أصحابه وهو يقول قتلنى محمد وهم يقولون لا بأس بك فقال لو كان ما بى بجميع الناس لقتلهم أليس قد قال انا أقتلك والله لو بصق علي لقتلنى فمات بسرف. وفي هذا أدل دليل على شجاعته صلى الله عليه وآله وسلم وثبات قلبه ولم ينقل أنه قتل أحدا غير أبى والله أعلم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل الله يعني الجهاد رواه مسلم وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص أكرم الله فيه من أكرم بالشهادة وكان المسلمون فيه أثلاثا ثلثا سليما وثلثا طريدا وثلثا جريحا وممن ابلى حينئذ وعظم نفعه طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق طلحة هذا اليوم كله لطلحة وفدى سعدا والزبير بأبيه وأمه ولما لجأ النبى صلى الله عليه وسلم بمن معه الى الشعب هم بهم العدو فلم يجدوا اليهم مساغا روينا في صحيح البخاري من رواية البراء ابن عازب قال أشرف أبو سفيان فقال أفى القوم محمد فقال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن أبي قحافة فقال لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن الخطاب فقال لا تجيبوه فقال ان هؤلاء قد قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله ابقي الله لك ما يحزنك فقال (ابن الصمة) بكسر المهملة وتشديد الميم انصاري من بني النجار (فانتفض بها انتفاضة) أي هزها هزا قويا (تطايروا عنه) أي نفروا (تطاير) بالنصب على المصدر (الشعراء) بفتح المعجمة وسكون المهملة ثم راء ثم همزة ممدودة قال في الصحاح الشعر ذبابة يقال هي التى لها ابرة. وقال القتيبي هى ذبابة حمراء تقع على الابل والحمير فتؤذيها (تدأدأ) بفتح الفوقية والمهملة ثم همزة ساكنة ثم مهملة أخري ثم همزة أي تدحرج (منها مرارا) زاد في الشفاء وقيل بل كسر ضلعا من أضلاعه (ورجع الى أصحابه) زاد البغوى وهو يخور كما يخور الثور (لو كان ما بى بجميع الناس) في تفسير البغوى لو كانت هذه الطعمه بربيعة ومضر (فمات بسرف) بفتح المهملة وكسر الراء بعدها فاء موضع على ستة أميال من مكة وقيل بل سبعة وقيل تسعة (قال صلى الله عليه وسلم يوم أحد اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه هكذا ويشير الى رباعيته (اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في الجهاد رواه البخارى ومسلم) من حديث أبي هريرة واحترز بقوله في سبيل الله عمن يقتله في حد أو قصاص لان من يقتله في سبيل الله كان قاصدا قتل النبى صلى الله عليه وسلم (وكان يوم أحد) بالرفع اسم كان (يوم) بالنصب خبرها (تمحيص) أي تطهير من الذنوب (روينا في صحيح البخارى) من رواية البراء وأخرجه عنه أبو داود أيضا (أفي القوم محمد) زاد البغوى ثلاث مرات (أبقى الله لك ما يخزيك) بالمعجمة والتحتية أي ما يهينك
ابو سفيان اعل هبل فقال اجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا الله اعلا واجل قال ابو سفيان لنا العزي ولا عزى لكم فقال النبي قولوا الله مولانا ولا مولى لكم قال ابو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني وطفق نساء المشركين يمثلن بالقتلى وبنبقير البطون وقطع المذاكير وجدع الآذان والاناف لم يحترموا أحدا منهم غير حنظلة الغسيل فان اباه ابا عامر الراهب الذي سماه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الفاسق بدل الراهب كان مع المشركين فتركوه لذلك ولما نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى ذلك من عمه حمزة لم ينظر الى شيء قط كان أوجع لقلبه منه وترحم عليه وأثني وقال أما والله لئن أظفرنى الله بهم لامثلن منهم بسبعين فأنزل الله تعالى وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ فكان صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ينهى عنها ويوصي من يبعث من السرايا أن لا يمثلوا ولما انصرفت قريش وعلم الله سبحانه وتعالى ما في قلوب أصحاب رسول الله صلى (اعل هبل) اسم صنم كانت تعبده قريش بمكة أى أظهر دينك (والحرب سجال) بكسر المهملة أي تكون لنا مرة ولكم مرة كما يكون للسبقين بالسجل بفتح المهملة وهى الدلو لهذا سجل ولهذا سجل (وتجدون) للكشميهني وستجدون (مثلة) بضم الميم وسكون المثلثة تشويه خلقة القتيل بجدع أو قطع من مثل بالقتيل اذا جدعه (ولم تسؤني) أي لم أكرهها زاد رزين فقال صلى الله عليه وسلم اجيبوه قالوا ما نقول قال قولوا لا سوء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار (يمثلن) بالتشديد (المذاكير) جمع يطلق على الذكر والانثيين (والاناف) بكسر الهمزة كالانوف جمع انف زاد البغوي حتى اتخذت هند من ذلك قلائد وأعطتها وحشيا وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع تسيغها فلفظتها فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما انها لو أكلتها لم تدخل النار أبدا حمزة أكرم على الله من ان يدخل شيئا من جسده النار (حنظلة) بالحاء المهملة والظاء المعجمة (الغسيل) بفتح الغين المعجمة أي الذي غسلته الملائكة كما سيأتى (أبا عامر الراهب) قال البغوى كان قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال له أبو عامر ما هذا الذي جئت به قال جئت بالحنيفية دين ابراهيم قال له أبو عامر فانا عليها فقال النبى صلى الله عليه وسلم لست عليها قال بلى ولكنك أنت أدخلت في الحنيفية ما ليس فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلت ولكن جئت بها بيضاء نقية فقال له أبو عامر أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا غريبا فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين وسماه أبا عامر (الفاسق) بدل الراهب (وترحم عليه) فقال رحمة الله تعالى عليك أبا السائب كما في تفسير البغوي (وأثنى) فقال انك ما علمت منك ما كنت الا فعالا للخيرات وصولا للرحم ولولا حزن من بعدك عليك ليسرني ان أدعك حتى تحشر من أفواج شتى (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) من غير زيادة (ولئن صبرتم) أي عفوتم (لهو خير للصابرين) أي للعافين زاد