الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمغرب إِلَى أَرض طنجة، وَبلغ الْهَادِي ذَلِك فَضرب عنق وَاضح، وَبَقِي إِدْرِيس هُنَاكَ حَتَّى أرسل الرشيد إِلَيْهِ الشماخ النامي مولى بني السَّيِّد فاغتاله بالسم.
وَكَانَ لإدريس حظية حُبْلَى، فَولدت ابْنا سموهُ إِدْرِيس باسم أَبِيه، وَكبر واستقل بِملك تِلْكَ الْبِلَاد.
وَحمل رَأس الْحُسَيْن وَبَاقِي الرؤوس إِلَى الْهَادِي، فَأنْكر عَلَيْهِم حمل رَأس الْحُسَيْن وَلم يعطهم جوائزهم غَضبا عَلَيْهِم، وَكَانَ الْحُسَيْن شجاعا كَرِيمًا، قدم على الْمهْدي فَأعْطَاهُ أَرْبَعِينَ ألف دِينَار ففرقها بِبَغْدَاد والكوفة، وَخرج من الْكُوفَة بفروة لَيْسَ تحتهَا قَمِيص.
وفيهَا: مَاتَ مُطِيع بن أياس الشَّاعِر. وَتُوفِّي نَافِع الْمقري بن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعيم أحد السَّبْعَة، وروى عَنهُ ورش وقنبل، كَانُوا يرجعُونَ فِي الْمَدِينَة إِلَى قِرَاءَته، وَكَانَ محتسبا أسود شَدِيد السوَاد فِيهِ دعابة وَقَرَأَ عَلَيْهِ مَالك الْقُرْآن، وَهَذَا غير نَافِع مولى عبد اللَّهِ بن عمر الْمُحدث.
وفيهَا: مَاتَ الرّبيع بن يُونُس حَاجِب الْمَنْصُور ومولاه.
ثمَّ دخلت سنة سبعين وَمِائَة: فِيهَا توفّي مُوسَى الْهَادِي بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ربيع الأول، وخلافته سنة وَثَلَاثَة أشهر، وعمره سِتّ وَعِشْرُونَ، قيل: قتلته أمه الخيزران بِأَن غم جواريها وَجهه وَهُوَ مَرِيض، وَدفن بِعَين باذا الْكُبْرَى فِي بستانه، كَانَ أَبيض طَويلا جسيما بشفته الْعليا نقص وَله سَبْعَة بَنِينَ وابنتان.
(أَخْبَار هَارُون الرشيد)
وفيهَا: بُويِعَ للرشيد هَارُون بالخلافة وَهُوَ خامسهم لَيْلَة موت أَخِيه الْهَادِي وأمهما الخيزران أم ولد، ولد بِالريِّ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ الرشيد وَقصد بَغْدَاد.
وفيهَا: فِي شَوَّال ولد الْأمين مُحَمَّد بن الرشيد من زبيدة، واستوزر الرشيد يحيى بن خَالِد ومكنه
وفيهَا: عزل الرشيد الثغور كلهَا من الجزيرة وقنسرين وَجعلهَا حيزا وَاحِدًا وَسميت العواصم، وَأمر بعمارة طرطوس على يَد فرج الْخَادِم التركي ونزلها النَّاس.
وفيهَا: أَمر عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل الْأمَوِي المستولي على الأندلس بِبِنَاء جَامع قرطبة مَوضِع الْكَنِيسَة بِمِائَة ألف دِينَار.
ثمَّ دخلت سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا توفّي عبد الرَّحْمَن الْأمَوِي بقرطبة، وَيعرف بالداخل لدُخُوله بِلَاد الْمغرب، وَهُوَ: عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف فِي ربيع الآخر ولد بِأَرْض دمشق سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة وَمُدَّة ملكه بالأندلس ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة، وَملك
بعده ابْنه هِشَام؛ وَكَانَ عبد الرَّحْمَن أصهب خَفِيف العارضين طَويلا نحيفا أَعور، والتجأ إِلَيْهِ بَنو أُميَّة.
ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا توفّي أَبُو يزِيد رَبَاح اللَّخْمِيّ الزَّاهِد بِمَدِينَة القيروان، وَكَانَ مجاب الدعْوَة.
ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا مَاتَت الخيزران أم الرشيد، وَحج الرشيد وَأحرم من بَغْدَاد.
ثمَّ دخلت سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَسنة خمس وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا تحرّك فِي الديلم يحيى بن عبد اللَّهِ بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ رضى اللَّهِ عَنْهُم.
وفيهَا: ولد إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد اللَّهِ بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ رضي الله عنهم.
ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا ظهر أَمر يحيى الحسني الْمَذْكُور بالديلم وَقَوي، فَأرْسل الرشيد الْفضل بن يحيى إِلَيْهِ، فَأحْضرهُ بالأمان،، وَيَمِين الرشيد بِخَطِّهِ، وأكرمه الرشيد وَأَعْطَاهُ، ثمَّ حَبسه حَتَّى مَاتَ فِي الْحَبْس.
وفيهَا: هَاجَتْ الْفِتْنَة بِدِمَشْق بَين المضريين واليمانيين، وَكَانَ على دمشق عبد الصَّمد فسعى بالرؤساء فِي الصُّلْح، فَأجَاب بَنو الْقَيْن واستمهلت اليمانية، ثمَّ سَارُوا إِلَى بني الْقَيْن وَقتلُوا مِنْهُم نَحْو سِتّمائَة، فاستنجدت بَنو الْقَيْن قضاعة وسليحا فَأَبَوا، فاستنجدوا قيسا فَسَارُوا مَعَهم إِلَى العواليك من أَرض البلقاء فَقتلُوا من اليمانية ثَمَانمِائَة وَكثر الْقِتَال بَينهم، ثمَّ عزل الرشيد عبد الصَّمد عَن دمشق وولاها إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عَليّ، ودام الْقِتَال بَين الْمَذْكُورين نَحْو سنتَيْن.
وَسبب الْفِتْنَة: قطع رجل من بني الْقَيْن بطيخة من حَائِط بالبلقاء لرجل من لخم وجذام.
وفيهَا: مَاتَ الْفرج بن فضَالة، وَصَالح بن بشر الْقَارِي؛ وَكَانَ ضَعِيفا فِي الحَدِيث.
وفيهَا: مَاتَ نعيم بن ميسرَة النَّحْوِيّ الْكُوفِي.
ثمَّ دخلت سنة سبع وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا توفّي بِالْكُوفَةِ أَبُو عبد اللَّهِ شريك بن عبد اللَّهِ بن أبي شريك تولى الْقَضَاء أَيَّام الْمهْدي ثمَّ عَزله الْهَادِي، وَكَانَ عَالما عادلا كثير الصَّوَاب حَاضر الْجَواب، ذكر عِنْده مُعَاوِيَة بالحلم فَقَالَ: لَيْسَ بحليم من سفه الْحق وَقَاتل عليا؛ ولد ببخارى سنة خمس وَتِسْعين.
ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَسبعين وَسنة تسع وَسبعين وَمِائَة: فِيهَا توفّي مَالك بن أنس بن مَالك بن أبي عَامر بن عمر بن الْحَارِث الأصبحي من ولد ذِي الأصبح الْحَارِث بن عَوْف من ولد يعرب بن قحطان، ولد سنة خمس وَتِسْعين، أَخذ الْقِرَاءَة عَن نَافِع بن أبي نعيم وَسمع الزُّهْرِيّ، وَأخذ الْعلم عَن ربيعَة الْمرَائِي. قَالَ الشَّافِعِي: قَالَ لي مُحَمَّد بن الْحسن: