الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هطال فَعمل ابْن هطال دَعْوَة للمهذب وسقاه حَتَّى سكر فَقَالَ لَهُ ابْن هطال: إِن أخرجت أَخَاك وملكتك مَا تُعْطِينِي؟ فوعده بعظيم، فَأخذ ابْن هطال خطه بذلك وَأصْبح عرف أَخَاهُ أَن الْمُهَذّب يسْعَى فِي الْملك وَأرَاهُ خطه فَقتل أَبُو الْجَيْش الْمُهَذّب، وَبعده بِقَلِيل مَاتَ أَبُو الْجَيْش، فَطلب ابْن هطال أَخَاهُ الصَّغِير أَبَا مُحَمَّد ليجعله فِي الْملك فَلم تفعل أمه، فاستولى ابْن هطال على عمان وأساء السِّيرَة، فَبلغ ذَلِك أَبَا كاليجار فأعظمه وجهز إِلَيْهِ جَيْشًا وَخرج النَّاس عَن طَاعَته فَقتله خَادِم لَهُ وقرواش، وَاسْتقر الْأَمر لأبي مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مكرم فِي هَذِه السّنة.
وفيهَا: توفّي شيب بن وثاب النميري صَاحب الرقة وسروج وحران.
وفيهَا: توفّي أَبُو نصر موسكان كَاتب إنْشَاء مَسْعُود وَأَبِيهِ مَحْمُود بن سبكتكين كَاتب مفلق.
(ابْتِدَاء ملك السلجوقية وَسِيَاق أخبارهم)
ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وفيهَا: توطد ملك طغرلبك وأخيه دَاوُد ابْني مِيكَائِيل بن سلجوق بن دقاق وَكَانَ دقاق شهما من مقدمي الأتراك، وَنَشَأ ابْنه سلجوق وَعَلِيهِ أَمَارَات النجابة فقدمه بيغو ملك التّرْك وتقوى وَخَافَ من بيغو فَدخل بِكُل من أطاعه من دَار الْحَرْب إِلَى دَار الْإِسْلَام لسعادته وسعادة وَلَده، وَأقَام بنواحي جند - بجيم مَفْتُوحَة وَنون سَاكِنة - بليدَة وَرَاء بخارا وَصَارَ يَغْزُو التّرْك الْكفَّار. وَكَانَ لسلجوق من الْبَنِينَ أرسلان وَمِيكَائِيل ومُوسَى، وَتُوفِّي سلجوق بجند وعمره مائَة وَسبع سِنِين، وَبَقِي أَوْلَاده على مَا كَانَ أبوهم عَلَيْهِ من غَزْو كفار التّرْك فَقتل مِيكَائِيل فِي الْغُزَاة شَهِيدا، وَخلف من الْبَنِينَ بيغو وطغرلبك وجعروبك دَاوُد.
ثمَّ نزلُوا على فرسخين من بخارا فأساء أَمِير بخارا جوارهم فالتجأوا إِلَى بغراخان ملك التركستان وَاسْتقر الْأَمر بَين طغرلبك وأخيه دَاوُد أَن لَا يجتمعا عِنْد بغراخان حذرا من غدره بهما واجتهد على اجْتِمَاعهمَا فَلم يفعلا فَقبض على طغرلبك وَأرْسل عسكرا إِلَى أَخِيه دَاوُد فَاقْتَتلُوا فَانْهَزَمَ عَسْكَر بغراخان، وَقصد دَاوُد مَوضِع أَخِيه طغرلبك وخلصه وَأَقَامَا بجند حَتَّى انْقَضتْ الدولة السامانية.
وَملك أيلك خَان بخارا فَعظم عِنْده أرسلان بن سلجوق، سَار أيلك خَان عَنْهَا وَبَقِي ببخارا عَليّ تكين وَمَعَهُ أرسلان بن سلجوق حَتَّى عبر مَحْمُود بن سبكتكين نهر جيحون وَقصد سنجاراً فهرب عَليّ تكين من بخارا وَدخل أرسلان وجماعته الْمَفَازَة والرمل، فكاتب السُّلْطَان مَحْمُود أرسلان واستماله إِلَى أَن قدم فَقبض عَلَيْهِ وَنهب خركاواته.
وَأَشَارَ أرسلان الخازن على السُّلْطَان مَحْمُود بتغريق السلجوقية جمَاعَة أرسلان فِي جيحون فأبي، فَأَشَارَ بِقطع إبهاماتهم ليبطل ورميهم بالنشاب فأبي، وعبرهم نهر جيحون وفرقهم فِي نواحي خُرَاسَان بخراج عَلَيْهِم، فجارت الْعمَّال عَلَيْهِم فانفصل مِنْهُم جمَاعَة إِلَى
أَصْبَهَان وحاربوا عَلَاء الدولة بن كاكويه وَسَارُوا إِلَى أذربيجان.
وَهَؤُلَاء كَانُوا جمَاعَة أرسلان بن سلجوق وَصَارَ اسمهم هُنَاكَ التّرْك الغزية وَبِذَلِك سميت جمائعهم كلهَا.
وَسَار طغرلبك وأخواه دَاوُد وبيغو من خُرَاسَان إِلَى بخارا فَقتل عَسْكَر عَليّ تكين خلقا من جمائعهم، فاضطروا إِلَى الْعود إِلَى خُرَاسَان فعبروا جيحون وخيموا بِظَاهِر خوارزم سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَاتَّفَقُوا مَعَ خوارزم شاه هردن بن الطنطاس وعاهدهم، ثمَّ غدر بهم وكبسهم فَقتل فيهم كثيرا وَنهب وسبى، فَسَارُوا عَنهُ إِلَى جِهَة مرو، فَأرْسل إِلَيْهِم مَسْعُود بن السُّلْطَان مَحْمُود جَيْشًا فَهَزَمَهُمْ واقتتل الْجَيْش على الْغَنِيمَة.
ثمَّ عَادوا فوجدوا الْعَسْكَر مُخْتَلفا مقتتلا فأوقعوا بعسكر مَسْعُود وهزمزهم واستردوا مَا أَخذ لَهُم فهابتهم قُلُوب الْعَسْكَر، فاستمالهم السُّلْطَان مَسْعُود فأظهروا الطَّاعَة وَأَرْسلُوا يسألونه إِطْلَاق عمهم أرسلان الَّذِي قَبضه السُّلْطَان مَحْمُود فَأحْضرهُ مَسْعُود إِلَيْهِ ببلخ وأستقدمهم فامتنعوا فَأَعَادَ حَبسه وعادت الْحَرْب بَينهم، وهزموا عَسْكَر مَسْعُود مرّة بعد أُخْرَى وقووا واستولوا على غَالب خُرَاسَان واستنابوا فِي النواحي وخطب لطغرلبك فِي نيسابور، وَسَار دَاوُد إِلَى هراة وهربت عَسَاكِر مَسْعُود وتقدموا خُرَاسَان إِلَى غزنة.
وأعلموا مَسْعُود بتفاقم الْأَمر فقصدهم مَسْعُود بعساكره وخيوله فَكلما تَبِعَهُمْ رحلوا عَنهُ، وَطَالَ البيكار على عسكره وَقل الْقُوت، وَكَانَ لعسكر خُرَاسَان ثَلَاث سِنِين فِي البيكار، وَنزل الْعَسْكَر فِي الْحر بِمَنْزِلَة قَليلَة المَاء فافتتنوا وتخلى الْعَسْكَر عَن مَسْعُود ضجرا وَاخْتلفُوا، فَعَادَت السلجوقيه عَلَيْهِم فانهزمت عَسَاكِر مَسْعُود وَثَبت مَسْعُود فِي جمع ثمَّ انهزم وغنم السلجوقيه مَا لَا يحصر وَقسم دَاوُد ذَلِك بَين أَصْحَابه وآثر على نَفسه.
وعادت السلجوقيه فاستولوا على خُرَاسَان وخطب لَهُم على منابرها فِي آخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسَيَأْتِي بَاقِي خبرهم.
قبض مَسْعُود وَقَتله: وهرب مَسْعُود وَعَسْكَره من بَين أَيدي السلجوقية من خُرَاسَان فوصل غزنة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَقبض على مقدم عسكره سياوش وعَلى عدَّة من الْأُمَرَاء، وجهز ابْنه مودود إِلَى بَلخ ليرد عَنْهَا دَاوُد السلجوقي فِي سنة اثنيتن وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة. وَسَار مَسْعُود ليشن بِبِلَاد الْهِنْد على عَادَة وَالِده وَعبر سيحون فنهب أنوشتكين أحد قواد عسكره بعض الخزائن وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جمع، وألزم مُحَمَّدًا أَخا مَسْعُود بِالْقيامِ بِالْأَمر فَقَامَ على كره، وَبَقِي مَسْعُود فِي جمَاعَة من الْعَسْكَر والتقى الْفَرِيقَانِ فِي منتصف ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ واقتتلوا شَدِيدا، فَانْهَزَمَ مَسْعُود وجماعته وتحصن مَسْعُود فِي رِبَاط فحصروه
فَخرج إِلَيْهِم، فَأرْسلهُ أَخُوهُ مُحَمَّد إِلَى قلعة كيدي وَحمل مَعَ مَسْعُود أَهله وَأَوْلَاده وَأمر بإكرامه وصيانته.
وَلما اسْتَقر مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سبكتكين فِي الْملك فوض أَمر دولته إِلَى وَلَده أَحْمد وَكَانَ فِيهِ خبط وهوج فَقتل عَمه مَسْعُود بن مَحْمُود فِي قلعة كيدي بِغَيْر علم أَبِيه، ثمَّ شقّ ذَلِك على أَبِيه وساءه، وَكَانَ مَسْعُود كثير الصَّدَقَة تصدق مرّة فِي رَمَضَان بِأَلف ألف دِرْهَم وَكَانَ يحسن إِلَى الْعلمَاء وصنفوا لَهُ التصانيف الْحَسَنَة، وَكَانَ عَظِيم الْملك حسن الْخط ملك أصفهان والري وطبرستان وجرجان وخراسان وخوارزم وبلاد الران وكرمان وسجستان والسند والرخج وغزنة وبلاد الْغَوْر وأطاعه أهل الْبر وَالْبَحْر.
وَلما قتل مَسْعُود كَانَ ابْنه مودود فِي حَرْب السلجوقيه بخراسان وبلغه فَعَاد مجدا إِلَى غزنة وَقَاتل عَمه مُحَمَّدًا، فَانْهَزَمَ مُحَمَّد وَقبض مودود على مُحَمَّد وَابْنه أَحْمد وأنوشتكين الَّذِي نهب الخزائن وَأقَام مُحَمَّدًا، فَقَتلهُمْ وَكَانَ أنوشتكين خَصيا من بَلخ، وَقتل جَمِيع أَوْلَاد مُحَمَّد خلا عبد الرَّحِيم وَقتل كل دَاخل فِي الْقَبْض على أَبِيه، وَدخل مودود غزنة فِي ثَالِث عشرى شعْبَان مِنْهَا وَملك مودود غزنة وَأحسن وَثَبت فِي الْملك، وارسله ملك التّرْك بِمَا وَرَاء النَّهر بالانقياد والمتابعة.
ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا فِي الْمحرم توفّي عَلَاء الدولة أَبُو جَعْفَر بن شهريار الْمَعْرُوف بِابْن كاكويه كَانَ شجاعا ذَا رَأْي، وَأقَام بأصبهان بعده ابْنه ظهير الدّين أَبُو مَنْصُور فرامرز أكبر أَوْلَاده، وَسَار ابْنه كرشاسف بن عَلَاء الدولة فَأَقَامَ بهمذان وَأَخذهَا لنَفسِهِ.
وفيهَا: ملك السُّلْطَان طغرلبك جرجان وطبرستان.
وفيهَا: أَمر الْمُنْتَصر الْعلوِي أهل دمشق بِالْخرُوجِ عَن طَاعَة الدزبري، فقصد الدزبري حماه فعصى عَلَيْهِ أَهلهَا، فكاتب مُحَمَّد بن منقذ الكفرطابي فَحَضَرَ إِلَيْهِ فِي نَحْو ألفي رجل فاحتمى بِهِ، وَسَار إِلَى حلب وَأقَام بهَا مُدَّة، وَتُوفِّي الدزبري فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة من هَذِه النسة، واسْمه أنوشتكين ونسبته إِلَى دزبر بن رويثم الديلمي، وَفَسَد بِمَوْتِهِ الشَّام وَزَالَ النظام وَخرجت الْعَرَب بنواحي الشَّام فَخرج صَاحب الرحبة أَبُو علوان ثمال ولقبه معز الدولة بن صَالح بن مرداس إِلَى حلب فملكها.
وفيهَا: سير أَبُو كاليجار من فَارس عسكرا فَملك صحار مَدِينَة عمان.
وفيهَا: توفّي الْعَادِل أَبُو مَنْصُور بهْرَام وَزِير أبي كاليجار ومولده سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلثمائة، وَكَانَ حسن السِّيرَة وَبنى دَار الْكتب بفيروزأباد وَجعل فِيهَا سَبْعَة آلَاف مُجَلد.
ثمَّ دخلت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا ملك السُّلْطَان طغرلبك خوارزم وَهزمَ عَنْهَا المستولي عَلَيْهَا شاه ملك بن عَليّ، وَبعدهَا استولى طغرلبك على بلد الْجَبَل فِيهَا أَيْضا.
وفيهَا: حصلت وَحْشَة بَين جلال الدولة والخليفة الْقَائِم بِسَبَب الجوالي كَانَت الْعَادة أَن تحمل الجوالي إِلَى الْخُلَفَاء فَأَخذهَا جلال الدولة، فَأرْسل الْقَائِم إِلَيْهِ أَبَا الْحسن الْمَاوَرْدِيّ لذَلِك فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ، فعزم الْقَائِم على مُفَارقَة بَغْدَاد فَلم يتم لَهُ ذَلِك.
وفيهَا: خرج بِمصْر رجل اسْمه سكين يشبه الْحَاكِم فَادّعى أَنه هُوَ، وَتَبعهُ من يعْتَقد رَجْعَة الْحَاكِم وقصدوا دَار الْخَلِيفَة، فارتاع أهل الدَّار ثمَّ ارْتَابُوا فصلبوا أَصْحَابه.
ثمَّ دخلت سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا فِي شعْبَان توفّي جلال الدولة أَبُو طَاهِر بن بويه بِبَغْدَاد بورم كبده ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلثمائة بِبَغْدَاد وَملكه سِتّ عشرَة سنة وَاحِد عشر شهرا، وَكَانَ ابْنه بواسط فكاتبه الْجند فِيمَا يحملهُ إِلَيْهِم فَلم يَنْتَظِم لَهُ أَمر، فقصد نصر الدولة بن مَرْوَان وَتُوفِّي عِنْده بميافارقين سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
فَلَمَّا لم يَنْتَظِم لِابْنِ جلال الدولة أَمر كَاتب أَبُو كاليجار الْجند بِبَغْدَاد فاستقرت بَغْدَاد لأبي كاليجار بن بويه، وخطبوا لَهُ فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وفيهَا: أَعنِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فتح عَسْكَر مودود بن مَسْعُود حصونا من الْهِنْد.
وفيهَا أسلم من التّرْك خَمْسَة آلَاف خركاه وَلم يتَأَخَّر عَن الْإِسْلَام سوى الخطا والتتر وهم بنواحي الصين.
وفيهَا: ترك شرف الدولة ملك التّرْك لنَفسِهِ بِلَاد بلاساغون وكاشغر وَأعْطى أَخَاهُ أرسلان تكين كثيرا من بِلَاد التّرْك وَأعْطى أَخَاهُ بغراجان أطرار وأسبيجاب وَأعْطى عَمه طغان فرغانة بأسرها وَأعْطى عَليّ تكين بخارا وسمرقند وقنع من أَهله بِالطَّاعَةِ لَهُ.
وفيهَا: قطع الْمعز بن باديس بإفريقية خطْبَة العلويين وخطب للقائم العباسي ووصلته خلع الْقَائِم وأعلامه على طَرِيق الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي الْبَحْر.
ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا خطب لأبي كاليجار بِبَغْدَاد وخطب لَهُ أَبُو الشوك ببلاده بن مزِيد ببلاده وَنصر الدولة بن مَرْوَان بديار بكر، وَدخل أَبُو كاليجار بَغْدَاد فِي رَمَضَان مِنْهَا وزينت لَهُ.
وفيهَا: توفّي المرتضى أَخُو الرضي ومولده سنة خمس وَخمسين وثلثمائة وَولي نقابة العلويين بعده عدنان بن الرضي.
وفيهَا: توفّي القَاضِي أَبُو عبد اللَّهِ بن الْحُسَيْن الصَّيْمَرِيّ شيخ الْحَنَفِيَّة ومولده سنة إِحْدَى وَخمسين وثلثمائة.
وفيهَا: مَاتَ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَصْرِيّ المعتزلي المُصَنّف.
ثمَّ دخلت سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا أَخذ إِبْرَاهِيم نيال أَخُو طغرلبك هَمدَان من كرشاسف بن كاكويه والدينور من أبي الشوك والصيمرة.
وفيهَا: توفّي أَبُو الشوك فَارس بن مُحَمَّد بن عناز بقلعة السيروان، فغدر الأكراد بِابْنِهِ سعدي وصاروا مَعَ مهلهل بن مُحَمَّد أخي أبي الشوك.
وفيهَا: قتل عِيسَى بن مُوسَى الهذباني صَاحب إربل قَتله ابْنا أَخِيه وملكا قلعلة إربل، وَبلغ أَخَاهُ سلار وَهُوَ نَازل عِنْد قرواش صَاحب الْموصل لوحشة كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه عِيسَى، فَسَار بِهِ قرواش وَملكه إربل وَعَاد قرواش إِلَى الْموصل.
وفيهَا: عَم الوباء فِي الْخَيل.
وفيهَا: توفّي أَحْمد بن يُوسُف المنازي وزر لأبي نصر أَحْمد بن مَرْوَان الْكرْدِي صَاحب ديار بكر وَترسل إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَكَانَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء ووقف كتبا كَثِيرَة على جَامع ميافارقين وجامع آمد، واجتاز مرّة بوادي بزاعا فأعجبه فَقَالَ فِيهِ:
(وقانا لفحة الرمضاء وَاد
…
سقَاهُ مضاعف الْغَيْث العميم)
(نزلنَا دوحه فحنا علينا
…
حنو المرضعات على الفطيم)
(وأرشفنا على طما زلالا
…
أرق من المدامة للنديم)
(يُرَاعِي الشَّمْس أَنى قابلتنا
…
فيحجبها وَيَأْذَن للنسيم)
(يروع حصاه حَالية العذارى
…
فتلمس جَانب العقد النظيم)
قلت: ولي فِيهِ:
(إِن وَادي الْبَاب قد أذكرني
…
جنَّة المأوى فَللَّه الْعجب)
(فِيهِ دوح يحجب الشَّمْس إِذا
…
قَالَ للنسمة جوزي بأدب)
(فَهِيَ تغوي عذب البان أما
…
تعذب الغي كَمَا تغوي العذب)
(طيره معربة فِي لحنها
…
تطرب الْحَيّ كَمَا تحيي الطَّرب)
(مرجه مبتسم مِمَّا بَكت
…
سحب فِي ذيلها الطّيب انسحب)
(فِيهِ روضات أَنا صب بهَا
…
مِثْلَمَا أصبح فِيهِ المَاء صب)
(نهره إِن قَابل الشَّمْس ترى
…
فضَّة بَيْضَاء فِي نهر ذهب)
وَبَين الْقَوْلَيْنِ بون بعيد وَقد يُقَابل الذَّهَب بالحديد وَالله أعلم.
والمنازي - بِفَتْح الْمِيم - نِسْبَة إِلَى منازجرد بِزِيَادَة جِيم مَكْسُورَة عِنْد خرت برت غير مناز كرد من عمل خلاط، والوادي الْمَذْكُور بَين بزاعا وَالْبَاب.
ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا ملك مهلهل بن مُحَمَّد بن عناز أَخُو أبي الشوك قرميسين والدينور.
وفيهَا: توفّي الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّهِ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حيوية الْجُوَيْنِيّ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ تفقه على أبي الطّيب سهل بن مُحَمَّد الصلعوكي وَله فِي الْمَذْهَب وَجه وَله علم بالأدب وَغَيره، وَهُوَ من بني سِنْبِسٍ بطن من طَيء.
قلت: قَالَ الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن: لما غسلت الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد ولففته فِي الْكَفَن رَأَيْت يَده الْيُمْنَى إِلَى الْإِبِط زهراء منيرة من غير سوء وَهِي تتلألأ تلألؤ الْقَمَر فتحيرت فِي نَفسِي وَقلت: هَذِه من بَرَكَات فَتَاوِيهِ، وَالله أعلم.
ثمَّ دخلت سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا استولى عَسْكَر كاليجار على البطيحة وهرب صَاحبهَا أَبُو نصر بن الْهَيْثَم إِلَى زيرب.
وفيهَا: أكل أهل الْعرَاق الْميتَة من الغلا.
وفيهَا: توفّي الْمُطَرز عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الشَّاعِر، وَأَبُو الْخطاب الجيلي الشَّاعِر.
ثمَّ دخلت سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا توفّي الْملك أَبُو كاليجار الْمَرْزُبَان بن سُلْطَان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه رَابِع جُمَادَى الأولى بِمَدِينَة جناب من كرمان سَار إِلَيْهَا لخُرُوج عَامله بهْرَام الديلمي عَن طَاعَته وعاش أَرْبَعِينَ سنة وشهورا وَملكه بالعراق أَربع سِنِين وشهران، ونهبت الأتراك الخزائن وَالسِّلَاح وَالدَّوَاب من الْعَسْكَر لمَوْته، وَكَانَ مَعَه ابْنه أَبُو مَنْصُور فلاستون فَعَاد إِلَى شيزار فملكها.
وَوصل مَوته إِلَى ابْنه عبد الرَّحِيم أبي نصر خسرو فَيْرُوز بِبَغْدَاد، فاستحلف الْجند وَملك بَغْدَاد وَأرْسل إِلَى شيراز عسكرا قبض أَخَاهُ أَبَا مَنْصُور فلاستون وَأمه فِي شَوَّال مِنْهَا وخطب للْملك الرَّحِيم بشيراز، ثمَّ دخل خوزتان فَلَقِيَهُ جندها وأطاعوه حَتَّى كرشاسف بن عَلَاء الدولة صَاحب هَمدَان وَكَانَ عِنْد كاليجار لما أَخذ إِبْرَاهِيم نيال أَخُو طغرلبك هَمدَان.
وفيهَا: توفّي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلَان الْبَزَّار رَاوِي الْأَحَادِيث الغيلانيات أخرجهَا الدَّارَقُطْنِيّ من أَعلَى الحَدِيث وَأحسنه.
قلت: وفيهَا كتب سيف الدولة مقلد بن كَامِل بن مرداس الْكلابِي وَهُوَ نَازل بِكفْر طَابَ فِي جمع من الْعَرَب إِلَى واليه بمعرة النُّعْمَان أبي الْمَاضِي خَليفَة ابْن جيهان أَن يخرب سور معرة النُّعْمَان ويهدمه كُله إِلَّا برج وحيده وبرج بني الحجال ومواضع قَليلَة لعناية وَقعت بهَا وَالله أعلم.
ثمَّ دخلت سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا جمع فلاستون بن أبي كاليجار جمعا بعد أَن خلص من الاعتقال وَاسْتولى على بِلَاد فَارس.
وفيهَا: جرت بَين طغرلبك وأخيه إِبْرَاهِيم نيال وَحْشَة أدَّت إِلَى قتال فَانْهَزَمَ إِبْرَاهِيم نيال وَعصى بقلعة سرماج، فحصره طغرلبك وأنزله قهرا.
وفيهَا: أرسل ملك الرّوم إِلَى طغرلبك هَدِيَّة وَطلب المعاهدة فَأَجَابَهُ وَعمر مَسْجِد الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَأقَام فِيهِ الصَّلَاة وَالْخطْبَة لطغرلبك ودان لَهُ النَّاس.
وفيهَا: أطلق طغرلبك أَخَاهُ نيال وَتَركه مَعَه
وفيهَا: توفّي السُّلْطَان مودود بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين صَاحب غزنة بغزنة
وعمره تسع وَعِشْرُونَ سنة وَملك تسع سِنِين وَعشرَة أشهر، وَملك بعده عَمه عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين وَكَانَ فِي حبس ابْن أَخِيه ولقب شمس دين اللَّهِ سيف الدولة.
وفيهَا: ملك البساسيري كَبِير الأتراك بِبَغْدَاد الأنبار وَعدل وَأحسن وَقرر الْقَوَاعِد وَعَاد إِلَى بَغْدَاد.
وفيهَا: ملك عَسْكَر العلويين بِمصْر حلب من يَد ثمال بن صَالح بن مرداس كَمَا تقدم.
وفيهَا: وَقعت الْفِتْنَة بِبَغْدَاد بَين
…
... . و
…
... . . وَشرع
…
... فِي بِنَاء سور يُحِيط بالكرخ
…
...
…
فِي بِنَاء سور على سوق القلابين، وَأذن كل حزب بِمُقْتَضى مَذْهَبهم.
وفيهَا: توفّي أَبُو بكر مَنْصُور بن جلال الدولة وَله شعر حسن.
ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا حاصر طغرلبك أَبَا مَنْصُور عَلَاء الدولة بن كاكويه بأصبهان طَويلا وَأَخذهَا بالأمان ودخلها فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَطَابَتْ لَهُ وَنقل إِلَيْهَا مَاله بِالريِّ من سلَاح وذخائر.
وفيهَا استولى أَبُو كَامِل بركَة بن الْمُقَلّد على أَخِيه قرواش وَتصرف فِي المملكة ولقب زعيم الدولة.
وفيهَا: أرسل الْمُسْتَنْصر الْعلوِي يُنكر على الْمعز بن باديس خطبَته بإفريقية للعباسيين فَأَغْلَظ باديس فِي الْجَواب - فاتفق الْمُسْتَنْصر ووزيره الْحسن بن عَليّ اليازرودي - ويازرود من أَعمال الرملة - على إرْسَال قبيلتي زغبة ورياح من الْمغرب وجهزهم بالأموال فاستولوا على برقة، وَسَار إِلَيْهِم الْمعز فهزموه وَسَارُوا فَقطعُوا أَشجَار إفريقية وحصروا المدن وَعظم بلَاء أهل إفريقية، ثمَّ جمع الْمعز ثَلَاثِينَ ألف فَارس والتقى مَعَهم فهزموه وَدخل القيروان مهزوما، ثمَّ اهتم عَظِيما ولقيهم فهزموه ووصلت الْعَرَب إِلَى القيروان وحاصروا ونهبوا إِلَى سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فانتقل الْمعز إِلَى المهدية فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَنهب الْعَرَب القيروان.
وفيهَا: سَار مهلهل بن مُحَمَّد بن عناز أَخُو أبي الشوك إِلَى السُّلْطَان طغرلبك فأقره على بِلَاده وَمِنْهَا السيروان ودقوقا وشهرزور، والصامغان وَكَانَ سرخاب بن مُحَمَّد أَخُو مهلهل مَحْبُوسًا عِنْد طغرلبك فَأَطْلقهُ لَهُ.
ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا أفتتن
…
. . و
…
...
…
وأحرق ضريح قبر
…
... وقبر زبيدة وقبور بني بويه وَمَا حولهَا، وَقتل أهل الكرخ مدرس الْحَنَفِيَّة أَبَا سعد السَّرخسِيّ وأحرقوا دور الْفُقَهَاء واقتتل أهل بَاب الطاق وسوق يحيى والأساكفة.
وفيهَا: توفّي أَبُو كَامِل زعيم الدولة بركَة بن الْمُقَلّد بن الْمسيب بتكريت
قلت: ورثاه الْأَمِير أَبُو الْفَتْح الْحسن بن عبد اللَّهِ بن أبي حَصِينَة المعري بقصيدة طَوِيلَة مِنْهَا:
(من عَظِيم الْبلَاء موت الْعَظِيم
…
لَيْتَني مت قبل موت الزعيم)
(يَا جفوني سحي دَمًا أَو فحمي
…
صحن خدي بعبرة كالحميم)
(بعد خرق من الْمُلُوك كريم
…
مَا زمَان أودى بِهِ بكريم)
(جعفري النّصاب من صفوة الصفوة
…
فِي الْفَخر والصميم الصميم)
(يَا أَبَا كَامِل برغمي أَن يشقيك
…
سُكْنى التُّرَاب بعد النَّعيم)
(أوتبيت الْقُصُور خَالِيَة مِنْك
…
وَمن وَجهك الوضي الوسيم)
(وانقراض الْكِرَام من شيم الدَّهْر
…
وَمن عَادَة الزَّمَان اللَّئِيم)
(قد بَكت حسرة عَلَيْهِ المذاكي
…
وَشَكتْ فَقده بَنَات الرسيم)
(تَشْتَكِي غيبَة الزعيم إِلَى اللَّهِ
…
فتشكي إِلَى رؤوف رَحِيم)
وَالله أعلم.
وَاجْتمعَ الْعَرَب وكبراء الدولة على إِقَامَة ابْن أَخِيه قُرَيْش بن بدران الْمُقَلّد وَكَانَ بدران صَاحب نَصِيبين ثمَّ صَارَت لقريش بعده، وَكَانَ قرواش تَحت الاعتقال مُنْذُ اعتقله أَخُوهُ بركَة مَعَ الْقيام برواتبه فَلَمَّا تولى قُرَيْش نقل عَمه قرواشا إِلَى قلعة الجراحية من عمل الْموصل فاعتقله بهَا.
وفيهَا: وَقت الْعَصْر ظهر بِبَغْدَاد كَوْكَب بذؤابه، غلب على نور الشَّمْس وَسَار سيرا بطيئا ثمَّ انقض.
وفيهَا: وصل رَسُول طغرلبك إِلَى الْخَلِيفَة بالهدايا.
وفيهَا: عَاد طغرلبك عَن أَصْبَهَان إِلَى الرّيّ.
وفيهَا: توفّي كرشاف بن عَلَاء الدولة بن كاكويه بالأهواز، اسْتَخْلَفَهُ فِيهَا أَبُو مَنْصُور بن أبي كاليجار.
ثمَّ دخلت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا قتل عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين صَاحب غزنة قَتله الْحَاجِب طغرلبك طَمَعا فِي الْملك، حصره بقلعة غزنة حَتَّى سلمه أهل القلعة إِلَيْهِ فَقتله، وَتزَوج طغرلبك بنت السُّلْطَان مَسْعُود كرها، ثمَّ قَتله كبراء الدولة فرخزاد بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتين كَانَ مَحْبُوسًا فِي قلعة فأحضر وبويع لَهُ، وَقَامَ بِالْأَمر بَين يَدَيْهِ خرخيز وَكَانَ أَمِيرا على الْأَعْمَال الْهِنْدِيَّة فَقدم وتتبع غُرَمَاء عبد الرشيد فَقَتلهُمْ.
وفيهَا: مستهل رَجَب توفّي مُعْتَمد الدولة أَبُو منيع قرواش بن الْمُقَلّد بن الْمسيب الْعقيلِيّ صَاحب الْموصل مَحْبُوسًا بقلعة الجراحية وَحمل فَدفن بتل تَوْبَة من مَدِينَة نِينَوَى شَرْقي الْموصل، وَقيل: قَتله قُرَيْش ابْن أَخِيه، وَكَانَ قرواش عَاقِلا لكنه جمع بَين الْأُخْتَيْنِ فليم فِي ذَلِك فَقَالَ: وَأي شَيْء عندنَا حَلَال. وَله شعر حسن فَمِنْهُ:
(لله در النائبات فَإِنَّهَا
…
صدأ اللئام وصيقل الْأَحْرَار)
(مَا كنت إِلَّا زبرة فطبعتني
…
سَيْفا وَأطلق صرفهن غراري)
قلت: ورثاه الْأَمِير أَبُو الْفَتْح بن أبي حَصِينَة المعري بقصيدة نفيسة مِنْهَا:
(أمثل قرواش يَذُوق الردى
…
يَا صَاح مَا أوقح وَجه الْحمام)
(حاشا لذاك الْوَجْه أَن يعرف الْبُؤْس
…
وَأَن يحثى عَلَيْهِ الرغام)
(وللجبين الصَّلْت أَن يسلب
…
الْبَهْجَة أَو يعْدم حسن الوسام)
(يَا أَسف النَّاس على ماجد
…
مَاتَ فَقَالَ النَّاس مَاتَ الْكِرَام)
(غير بعيد يَا بعيد المدى
…
وَلَا ذميم يَا وَفِي الذمام)
(زلت فَلَا الْقصر بهي وَلَا
…
بابك معمور كثير الزحام)
(وَلَا الْخيام الْبيض مَنْصُوبَة
…
بوركت يَا ناصب تِلْكَ الْخيام)
(قبحا لدينا حطمت أَهلهَا
…
وآخذتهم باكتساب الحطام)
(تَأْخُذ مَا تُعْطِي فَمَا بالنا
…
نكثر فِيمَا لَا يدون الْخِصَام)
(يَا قبر قرواش سقيت الحيا
…
وَلَا تعدتك غوادي الرهام)
(قضى وَلم أقض على أَثَره
…
إِنِّي لمن معروفه ذُو احتشام)
(أَقُول شعرًا والجوى شاغلي
…
يَا عجبا كَيفَ استقام الْكَلَام)
وَالله أعلم.
وفيهَا: قبض عِيسَى بن خَمِيس على أَخِيه أبي غشام صَاحب تكريت وسجنه بهَا وَاسْتولى عَلَيْهَا.
وفيهَا: زلزلت خوزستان وَغَيرهَا عَظِيما، وانفرج من ذَلِك جبل كَبِير قريب من أرجان فَظهر فِي وَسطه مَبْنِيَّة بالآجر والجص فتعجب النَّاس، وزلزلت خُرَاسَان واشتدت ببيهق وَخرب سور قصبتها وَبَقِي خرابا حَتَّى عمره نظام الْملك سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، ثمَّ خربه أرسلان أرغو، ثمَّ عمره مجد الْملك البلساني.
وفيهَا: افْتتن
…
...
…
و
…
... . . بِبَغْدَاد، وكتبت
…
...
…
على مَسَاجِدهمْ: مُحَمَّد وَعلي خير الْبشر.
ثمَّ دخلت سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا عَاد أَبُو مَنْصُور فلاستون بن أبي كاليجار وَأخذ شيراز من أَخِيه أبي سعد وخطب فِيهَا لطغرلبك ولأخيه الْملك الرَّحِيم ولنفسه بعدهمَا.
ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا سَار طغرلبك إِلَى أذربيجان وَقصد تبريز فأطاعه صَاحبهَا وهسوذان وخطب لَهُ وَحمل لَهُ مَا أرضاه وَكَذَلِكَ أَصْحَاب تِلْكَ النواحي، ثمَّ سَار إِلَى أرمينية وَقصد ملازكرد وَهِي للروم وحصرها فَلم يملكهَا، وَعبر فغزا فِي الرّوم وَنهب وَقتل وَأسر وَأثر فيهم آثَار.
وفيهَا: حصلت الوحشة بَين البساسيري وَبَين الْقَائِم.