الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيهَا: توفّي الْحسن بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب قَاضِي الْقُضَاة من ولد عتاب بن أسيد الَّذِي ولاه النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
مَكَّة، وَأسيد: بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين.
وفيهَا: توفّي أَبُو يزِيد طيفور بن عِيسَى بن سروينان البسطامي الزَّاهِد كَانَ سروينان مجوسيا فَأسلم.
قلت: وَله كرامات ومجاهدات، وَكَانَ يَقُول: وَلَو نظرتم إِلَى رجل أعطي من الكرامات حَتَّى يرْتَفع فِي الْهَوَاء فَلَا تغتروا بِهِ
حَتَّى تنظروا كَيفَ تجدونه عِنْد الْأَمر وَالنَّهْي وَحفظ الْحُدُود وَأَدَاء الشَّرِيعَة؛ وَكَانَ لَهُ أَخَوان زاهدان وَعلي وَالله اعْلَم.
وفيهَا: توفّي أَبُو الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي صَاحب الصَّحِيح رَحل إِلَى الْأَمْصَار لسَمَاع الحَدِيث. قَالَ مُسلم: صنفت هَذَا الْمسند الصَّحِيح من ثلثمِائة ألف حَدِيث مسموعة. وَلما قدم البُخَارِيّ نيسابور لَازمه مُسلم، وَلما وَقعت للْبُخَارِيّ مَسْأَلَة خلق الْأَفْعَال انْقَطع النَّاس عَنهُ إِلَّا مُسلما. قَالَ مُسلم للْبُخَارِيّ يَوْمًا: دَعْنِي أقبل رجليك يَا أستاذ الأستاذين وَسيد الْمُحدثين وطبيب الحَدِيث.
ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا أرسل الْخَبيث صَاحب الزنج جَيْشًا إِلَى جِهَة بطايح وَاسِط فَقتلُوا وَسبوا وأحرقوا.
وفيهَا: مَاتَ عمر بن شبة.
ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا استولى يَعْقُوب الصفار على الأهواز.
ثمَّ دخلت سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا مَاتَ أماجور مقطع دمشق وَسَار أَحْمد بن طولون من مصر إِلَى دمشق، ثمَّ إِلَى حمص، ثمَّ إِلَى حماه، ثمَّ إِلَى حلب فَملك ذَلِك كُله، ثمَّ سَار إِلَى أنطاكية ودعا سِيمَا الطَّوِيل أَمِير أنطاكية إِلَى طَاعَته فَأبى، فقاتله وَملك أنطاكية عنْوَة وَقَاتل سِيمَا حَتَّى قتل، ثمَّ أَرَادَ الْمقَام بطرسوس فغلا سعرها فَعَاد مِنْهَا إِلَى الشَّام.
وفيهَا: خرج بالصين خارجي مَجْهُول النّسَب والإسم وَعظم جمعه وحاصر مَدِينَة خانقوا من الصين وَهِي حَصِينَة وَلها نهر عَظِيم وعالم كثير مُسلمُونَ ونصارى ويهود ومجوس وَغَيرهم فَفَتحهَا عنْوَة وَقتل مَا لَا يُحْصى وَاسْتولى على كثير من بِلَاد الصين، ثمَّ عدم الْخَارِجِي فِي حَرْب ملك الصين وَانْهَزَمَ جمعه.
وفيهَا: فرغ إِبْرَاهِيم الأغلبي من بِنَاء مَدِينَة رفادة وانتقل إِلَيْهَا وسكنها وبدئها سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
وفيهَا: مَاتَت قبيحة أم المعتز.
وفيهَا: مَاتَ أَبُو إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ صَاحب الشَّافِعِي
قلت: قَالَ الشَّافِعِي: الْمُزنِيّ نَاصِر مذهبي، وَلما ولي القَاضِي بكار قَضَاء مصر من بَغْدَاد وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب توقع الِاجْتِمَاع بالمزني مُدَّة فَلم يتَّفق، فاجتمعا يَوْمًا فِي جَنَازَة
فَقَالَ بكار لأحد أَصْحَابه: سل الْمُزنِيّ شَيْئا حَتَّى أسمع كَلَامه، فَقَالَ ذَلِك الشَّخْص: يَا أَبَا إِبْرَاهِيم قد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث تَحْرِيم النَّبِيذ وَجَاء تَحْلِيله فَلم قدمتم التَّحْرِيم على التَّحْلِيل؟ فَقَالَ الْمُزنِيّ: لم يذهب أحد إِلَى أَن النَّبِيذ كَانَ حَرَامًا فِي الْجَاهِلِيَّة ثمَّ حلل وَوَقع الِاتِّفَاق على أَنه كَانَ حَلَالا فَهَذَا يعضد صِحَة الْأَحَادِيث بِالتَّحْرِيمِ. فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ، وَهَذَا من الْأَدِلَّة القاطعة وَكَانَ فِي غَايَة الْوَرع بلغ من احتياطه أَنه كَانَ يشرب فِي جَمِيع فُصُول السّنة فِي كوز نُحَاس، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ: بَلغنِي أَنهم يستعملون السرجين فِي الكيزان وَالنَّار لَا تطهرها، وَالله أعلم.
وفيهَا: توفّي بِمصْر يُونُس بن عبد الْأَعْلَى بن مُوسَى أحد أَصْحَاب الشَّافِعِي ومولده سنة سبعين وَمِائَة، وَكَانَ يروي للشَّافِعِيّ:
(مَا حك جِلْدك مثل ظفرك
…
فتول أَنْت جَمِيع أَمرك)
(وَإِذا قصدت لحَاجَة
…
فاقصد لمعترف بقدرك)
وَقَالَ: سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول: رضَا النَّاس غَايَة لَا تدْرك فَانْظُر مَا فِيهِ صَلَاح نَفسك فِي أَمر دينك ودنياك فالزمه. وَعبد الرَّحْمَن مؤلف تَارِيخ مصر هُوَ ولد ولد يُونُس الْمَذْكُور.
ثمَّ دخلت سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا فِيهَا دخل الزنج النعمانية وَسبوا وأحرقوها، ثمَّ سَارُوا إِلَى جرجرايا وَدخل أهل السوَاد بَغْدَاد.
وفيهَا: مَاتَ يَعْقُوب بن اللَّيْث الصفار فِي تَاسِع عشر شَوَّال بجندي سَابُور من كور الأهواز بالقولنج وَأبي الحقنة وأحضر رَسُولا جَاءَ ليستميله من الْخَلِيفَة وَجعل عِنْده سَيْفا ورغيفا من الخشكار وبصلا، وَقَالَ للرسول: قل للخليفة: إِن مت فقد استراح مني واسترحت مِنْهُ وَإِن عوفيت فَلَيْسَ بيني وَبَينه إِلَّا هَذَا السَّيْف وَإِن كسرني وأفقرني عدت إِلَى أكل هَذَا الْخبز والبصل؛ كَانَ يَعْقُوب قد افْتتح الرخج وَقتل ملكهَا وَأسلم أَهلهَا، وَكَانَ ملكهَا يجلس على سَرِير ذهب وَيَدعِي الإلهية، عمل يَعْقُوب أَولا وَصَحب رجلا من سجستان مُتَطَوعا فِي قتال الْخَوَارِج اسْمه صَالح بن نصر الْكِنَانِي، ثمَّ هلك وَتَوَلَّى مَكَانَهُ دِرْهَم بن الْحُسَيْن فصحبه يَعْقُوب أَيْضا، وَكَانَ دِرْهَم غير ضَابِط لأمور الْعَسْكَر فَاجْتمعُوا وملكوا يَعْقُوب فَلم ينازعه دِرْهَم وقوى يَعْقُوب كَمَا تقدم.
وَقَامَ بعده أَخُوهُ عمر بن اللَّيْث وَكتب إِلَى الْخَلِيفَة بِطَاعَتِهِ، فولاه الْمُوفق خُرَاسَان وأصفهان وسجستان والسند وكرمان وسير إِلَيْهِ الْخلْع مَعَ الْولَايَة.
وفيهَا: توفّي إِبْرَاهِيم بن هاني بن إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي وَكَانَ من الأبدال.
ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا قتل أهل حمص عاملهم عِيسَى الكرجي.
وفيهَا: اشْتغل الْمُوفق بِقِتَال صَاحب الزنج مَعَ عجز الْخَلِيفَة الْمُعْتَمد واشتغاله بِغَيْر تَدْبِير المملكة، فتغلبت القواد والأتراك على الْأَمر وَقل خوفهم فَاشْتَدَّ الْأَمر على أهل بِلَاد الْخَلِيفَة.
ثمَّ دخلت سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا كَانَ بَين الْمُوفق أخي الْخَلِيفَة وَبَين الْخَبيث صَاحب الزنج حروب يطول شرحها، وكشف صَاحب الزنج عَن الأهواز وَاسْتولى عَلَيْهَا، ثمَّ سَار الْمُوفق إِلَى مَدِينَة صَاحب الزنج وَكَانَ قد حصنها عَظِيما وسماها المختارة فَخرج إِلَيْهَا أَكثر أَهلهَا وَضعف الْبَاقُونَ عَن حفظهَا فسلموها بالأمان.
وفيهَا: ولي صقلية الْحسن بن الْعَبَّاس فَبَثَّ السَّرَايَا.
ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا خَالف لُؤْلُؤ غُلَام احْمَد بن طولون على مَوْلَاهُ، وَكَانَ فِي يَد لُؤْلُؤ حمص وقنسرين وحلب وديار مُضر من الجزيرة، وَكَاتب الْمُوفق فِي الْمصير إِلَيْهِ ثمَّ سَار إِلَيْهِ.
وفيهَا: أَمر الْمُعْتَمد بلعن أَحْمد بن طولون على المنابر لكَونه قطع خطْبَة الْمُوفق وَأسْقط اسْمه من الطرر، وَإِنَّمَا أَمر الْمُعْتَمد بذلك مكْرها لِأَن هَوَاهُ كَانَ مَعَ ابْن طولون لِأَن الْمُوفق استولى على الْأَمر، وَقصد الْمُعْتَمد اللحوق بِابْن طولون بِمصْر لينجده على أَخِيه الْمُوفق لاشتغال الْمُوفق بِقِتَال الزنج، فَأمْسك إِسْحَاق بن كنداج عَامل الْموصل القواد الَّذين فِي صُحْبَة الْمُعْتَمد وأرسلهم إِلَى بَغْدَاد، وَتقدم إِلَى الْمُعْتَمد بِالْعودِ فَلم يُمكنهُ مُخَالفَته فَرجع إِلَى سامراء.
ثمَّ دخلت سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا لليلتين خلتا من صفر قتل صَاحب الزنج لَعنه اللَّهِ بعد أَن قتل غَالب أَصْحَابه وغرقوا وطيف بِرَأْسِهِ على رمح وَاشْتَدَّ فَرح النَّاس، وَرجع الْمُوفق إِلَى مَوْضِعه وَالرَّأْس بَين يَدَيْهِ وَأَتَاهُ من الزنج عَالم عَظِيم فَأَمنَهُمْ، ثمَّ بعث الرَّأْس إِلَى بَغْدَاد. وَأَيَّام الْخَبيث أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام.
وفيهَا: توفّي الْحسن بن زيد الْعلوِي صَاحب طبرستان فِي رَجَب وولايته تسع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وَكسر، وَولي مَكَانَهُ أَخُوهُ مُحَمَّد.
وفيهَا: توفّي أَحْمد بن طولون صَاحب مصر وَالشَّام بعد رُجُوعه من طرطوس أكل بأنطاكية لبن جاموس فَأكْثر وأصابه تخمة واتصلت حَتَّى صَار مِنْهَا ذرب حَتَّى مَاتَ، وإمارته نَحْو سِتّ وَعشْرين سنة، وَكَانَ حازما عَاقِلا بنى قلعة يافا وَلم تكن وَالْجَامِع الْمَعْرُوف بِهِ بَين مصر والقاهرة وَهُوَ عَظِيم، وَولي بعده ابْنه حمارويه.
وفيهَا: توفّي مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّاغَانِي، وَدَاوُد بن عَليّ الْأَصْفَهَانِي إِمَام أَصْحَاب الطَّاهِر ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ إِمَامًا مُجْتَهدا ورعا أَخذ هُوَ وَأَصْحَابه بِظَاهِر الْآثَار وَالْأَخْبَار وأعرضوا عَن التاويل، وَكَانَ لَا يرى الْقيَاس فِي الشَّرِيعَة ثمَّ اضْطر إِلَيْهِ فَسَماهُ دَلِيلا، وَخَالف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة فِي أَحْكَام مِنْهَا: قَوْله الشّرْب خَاصَّة فِي آنِية الذَّهَب