الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معد ولقب بالمنتصر بِاللَّه، ومولده سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وفيهَا: فتح ابْن وثاب وَابْن عَطِيَّة السويداء عنْوَة بعسكر نصر الدولة بن مَرْوَان، وَكَانَ الرّوم قد أَحْدَثُوا عمارتها وَاجْتمعَ إِلَيْهَا أهل الْقرى الْمُجَاورَة لَهَا.
وفيهَا: قتل يحيى الأرنسي بن عَليّ بن حمود، وَتَوَلَّى أَخُوهُ باديس وتلقب بالمتأيد بمالقه حَتَّى توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة، ثمَّ ملك الْقَاسِم بن مُحَمَّد ابْن عَم إِدْرِيس مُدَّة ثمَّ ترك الْملك وتزهد، فَملك بعده الْحسن بن يحيى بن عَليّ بن حمود وتلقب بالمستنصر إِلَى ان توفّي، فَملك بعده أَخُوهُ إِدْرِيس بن يحيى وتلقب بالعالي وَفَسَد تَدْبيره حَتَّى أَدخل أَوْلَاد الأراذل على حريمه، فَخلع وبويع ابْن عَمه مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عَليّ بن حمود وتلقب بالمهدي وسجن العالي، وَبَقِي الْمهْدي حَتَّى توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ آخر مُلُوكهمْ بِتِلْكَ الْبِلَاد وانقرضوا سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.
وَفِي خلَافَة الْمهْدي قَامَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن حمود من بني عَمه بالجزيرة الخضراء وتلقب بالمهدي أَيْضا وَاجْتمعَ البربر عَلَيْهِ ثمَّ افْتَرَقُوا فَمَاتَ بعد قَلِيل، فَقَامَ بالجزيرة الخضراء ابْنه الْقَاسِم وَهُوَ آخر مُلُوكهمْ بهَا.
وفيهَا: توفّي رَافع بن الْحُسَيْن بن معن وَكَانَ حازما شجاعا قطعت يمناه فِي عربدة شرب، وَمن شعره:
(لَهَا ريقة أسْتَغْفر اللَّهِ أَنَّهَا
…
ألذ وأشهى فِي النُّفُوس من الْخمر)
(وصارم طرف لَا يزَال جفْنه
…
وَلم أر سَيْفا قطّ فِي جفْنه يفري)
(فَقلت لَهَا والعيس تحدج بالضحى
…
أعدي لفقدي مَا اسْتَطَعْت من الصَّبْر)
(أَلَيْسَ من الخسران أَن لياليا
…
تمر بِلَا وصل وتحسب من عمري)
وفيهَا: وَقيل سنة سبع وَثَلَاثِينَ: توفّي أَبُو إِسْحَاق الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الثَّعْلَبِيّ وَيُقَال: الثعالبي، أوحد فِي التَّفْسِير وَله العرائس فِي قصَص الْأَنْبِيَاء صَحِيح النَّقْل روى عَن جمَاعَة.
ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة: فِيهَا توفّي أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن بن مكرم صَاحب عمان، وَولي ابْنه.
وفيهَا: توفّي مهيار الشَّاعِر كَانَ مجوسيا فَأسلم سنة أَربع وَتِسْعين وثلثمائة.
وَصَحب الشريف الرضي فَقَالَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن برهَان: يَا مهيار انْتَقَلت بِإِسْلَامِك
…
... من زَاوِيَة إِلَى زَاوِيَة قَالَ: كَيفَ؟ قَالَ: لِأَنَّك كنت مجوسيا فصرت تحب أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -.
وَمن شعره:
(نقضتم عهوده فِي أَهله
…
وجرتم عَن سنَن المراسم)
(وَقد شهدتم مقتل ابْن عَمه؟
…
خير مصل بعده وصائم)
(وَمَا اسْتحلَّ بَاغِيا أمامكم
…
يزِيد بالطف من ابْن فاطم)
(وَهَا إِلَى الْيَوْم الضبا خاضبة
…
من دمهم مناسر القشاعم)
قلت: وَله أَيْضا:
(إِذا استوحشت عَيْني أنست بِأَن أرى
…
نَظَائِر تصبيني إِلَيْهَا وأشباها)
(وأعتنق الْغُصْن الرطيب لقدها
…
وأرشف ثغر الكاس أَحْسبهُ فاها)
(دَعوه ونجدا إِنَّهَا شَأْن قلبه
…
فَلَو أَن نجدا تلعة مَا تعداها)
(وهبكم منعتم أَن يَرَاهَا بِعَيْنِه
…
فَهَل تمْنَعُونَ الْقلب أَن يتمناها)
وَاسم أَبِيه مرزويه وَالله أعلم.
وفيهَا: توفّي أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقَدُورِيّ الْحَنَفِيّ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلثمائة، انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَفِيَّة بالعراق وَله كتاب الْقُدُور وَلَا نعلم لم نسب إِلَى الْقُدُور.
قلت: وَمَا أحسن قَول بعض الْمُتَأَخِّرين فِي مليح طباخ:
(رب طباخ مليح
…
أهيف الْقد غرير)
(مالكي أصبح لَكِن
…
شغلوه بالقدور)
وَهُوَ شَبيه بقوله:
(أَقُول لَهُ بيسرى وَهُوَ ضبي
…
يصيد الْأسد فِيهَا أَي صيد)
(بلادك أَيْن قَالَ من السويدا
…
فَقلت لصاحبي هَذَا سويدي)
وَمَعْلُوم أَن فِي قَوْله: بلادك أَيْن نظر حَيْثُ لم يقل أَيْن بلادك، لِأَن الِاسْتِفْهَام لَهُ صدر الْكَلَام، وَكَذَا فِي قَوْله: سويدي نِسْبَة إِلَى السويدا، وَالْقِيَاس سويداوي وَالله أعلم.
وفيهَا: توفّي الرئيس أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عبد اللَّهِ بن سينا البُخَارِيّ وَالِده من بَلخ وَسكن بخارا أَيَّام الْأَمِير نوح ثمَّ تزوج امْرَأَة بقرية أفشنة وَبهَا ولد الرئيس وَأَخُوهُ، وَختم الرئيس الْقُرْآن وَهُوَ ابْن عشر سِنِين وَقَرَأَ الْحِكْمَة على أبي عبد اللَّهِ التاتلي وَحل إقليدس والمجسطي والطب وَهُوَ ابْن ثَمَانِي عشرَة، ثمَّ انْتقل من بخارا إِلَى جرجانية وَغَيرهَا وَفِي جوزجان اتَّصل بِهِ أكبر أَصْحَابه أَبُو عبد اللَّهِ الْجوزجَاني، ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة مجد الدولة بن بويه بِالريِّ، ثمَّ خدم قَابُوس بن وشمكير، ثمَّ قصد عَلَاء الدولة بن كاكويه وَتقدم عِنْده، ثمَّ مرض بالصرع والقولنج وَترك الحمية وَمضى إِلَى همذان مَرِيضا وَمَات بهَا عمره ثَمَان وَخَمْسُونَ، وكفره الْغَزالِيّ فِي كِتَابه المنقذ من الضلال، وَكفر الفارابي أَيْضا:
قلت: قَالَ فِي المنقذ من الضلال: إِن مَجْمُوع مَا غَلطا فِيهِ من الإلهيات يرجع إِلَى عشْرين أصلا يجب تكفيرهما فِي ثَلَاثَة مِنْهَا وتبديعهما فِي سَبْعَة عشر. أما الْمسَائِل الثَّلَاث فقد خالفا فِيهَا كَافَّة الإسلاميين.