المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وتُوُفّي فِي شَعْبان. وأجاز للشيخ عَلَى بْن هارون، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس والأربعون (سنة 631- 640) ]

- ‌الطبقة الرابعة والستون

- ‌الحوادث سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌[خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا]

- ‌[تسلطن صاحب المَوْصِل]

- ‌[اكتمال بناء المستنصريّة]

- ‌[وقفيّة المستنصريّة]

- ‌[عودة ركب العراق]

- ‌[إقامة الجمعة بمسجد جرّاح]

- ‌[تعليق حبل بباب جامع دمشق]

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌[الشروع فِي بناء جامع العقيبة]

- ‌[وصول رسول من اليمن]

- ‌[ختم المستعصم للقرآن]

- ‌[ضرب دراهم بأمر المستنصر باللَّه]

- ‌[وقعة أهل سبتة مَعَ الفرنج]

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌[دخول الناصر دَاوُد بغداد]

- ‌[خروج التتار إلى إربل والموصل]

- ‌[قضاء القضاة والتدريس بالمستنصرية]

- ‌[تدريس المالكية بالمستنصرية]

- ‌[التدريس الحنفي بالمستنصرية]

- ‌[تعدية الكامل والأشرف إلى الشرق وعودتهما]

- ‌[آمرية مائة فارس بدمشق]

- ‌[منازلة صاحب الروم حَران وآمد]

- ‌[أخذ الفرنج قُرْطُبَة]

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌[انخساف مُشرفة بجماعة]

- ‌[مصرع طير لابن صاحب المَوْصِل]

- ‌[امتناع الحجّ من العراق]

- ‌[نكبة ركب الشام]

- ‌[مصالحة الكامل وصاحب الروم]

- ‌[السَّيل العرِم بدمشق]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌[وفاة صاحب الروم]

- ‌[عرس بِنْت صاحب المَوْصِل]

- ‌[نزول التتار عَلَى إربل]

- ‌[الخلاف بين الكامل والأشرف]

- ‌[الاحتياط عَلَى ديوان الكامل]

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌[اختلاف الخوارزمية عَلَى الصالح أيوب]

- ‌[أخذ صاحب حمص عانة]

- ‌[دخول عساكر الأمراء بغداد]

- ‌[الصواعق ببغداد]

- ‌[رسول ملكة الهند]

- ‌[قضاء دمشق]

- ‌[امتناع الحجّ العراقيّ]

- ‌[موت الأشرف الكامل]

- ‌[سلطنة الصالح إِسْمَاعِيل]

- ‌[وصول التّتار إلى دقوقا]

- ‌[مصادرة الرؤساء بدمشق]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[الوقعة بين النّاصر صاحب الكرك والجواد صاحب دمشق]

- ‌[افتقار النّاصر دَاوُد]

- ‌[سلطنة العادل]

- ‌[وقعة التّتار والأمير بكلك]

- ‌سنة ستّ وثلاثين وستمائة

- ‌[حبس الوزير ابن مرزوق]

- ‌[ضعف سلطنة الجواد بدمشق]

- ‌[خروج الجواد من دمشق]

- ‌[وزارة ابن جرير ووفاته]

- ‌[وزارة الإربليّ]

- ‌[الغلاء بدمشق]

- ‌[توجّه الصالح إلى مصر]

- ‌[سرقة النعل]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى قُرْطُبَة]

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌[حصار الصالح دمشق]

- ‌[الخطبة للعادل بدمشق]

- ‌[مرض صاحب حمص]

- ‌[حبس الشهاب القوصيّ والوزير الإربليّ]

- ‌[أخذ سنجار من الملك الجواد]

- ‌[التدريس بالشامية البرانية]

- ‌[إنزال الكامل في تربته]

- ‌[خطابة العزّ بْن عَبْد السلام بدمشق]

- ‌[الخطبة لصاحب الروم بدمشق]

- ‌[زيادة الأسعار والسيل المخرّب]

- ‌[ولاية قضاء دمشق]

- ‌[مقاتلة أَبِي الكرم للتتار]

- ‌[الاحتفال بالعيد فِي بغداد]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[حبس الحريريّ]

- ‌[قدوم رسول ملك اليمن]

- ‌[موت جماعة من أمراء الكامليّة]

- ‌[امتناع الحجّ العراقيّ]

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌[تسليم قلعة الشقيف للفرنج]

- ‌[كتاب ملك التتار إلى صاحب ميّافارقين]

- ‌[قدوم ولد ملك الخوارزمية إلي بغداد]

- ‌[امتناع الحجّ من بغداد]

- ‌[كسرة الناصر دَاوُد للفرنج]

- ‌[نهْب الركب الشامي]

- ‌[القبض عَلَى أمراء للصالح]

- ‌[انكسار الخوارزمية أمام الحلبيين]

- ‌[هياج الأمراء بمصر]

- ‌[تسلُّم الروم آمد]

- ‌[ظهور البابا التركمانيّ]

- ‌[كسرة عسكر حلب]

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌[التوسع التتاريّ]

- ‌[زوال دولة الخوارزميّة]

- ‌[التجاء الملك الجواد إلى الناصر بالكرك]

- ‌[حبْس الجواد]

- ‌[تعمير وتخريب فِي مصر]

- ‌[تخلّص الوزير ابن مرزوق من الحبس]

- ‌[دخول العزّ بْن عَبْد السلام مصر]

- ‌[هرب السلطان غياث الدين من التتار]

- ‌[تدريس النظامية]

- ‌[صلح المظفَّر غازي والخَوارزميّة]

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌[تجهيز جيش مصر لقصد الشام]

- ‌[الوقعة بين صاحب ميّافارقين وعسكر حلب]

- ‌[ملْك خلاط]

- ‌[تملّك الفرنج مُرْسِية]

- ‌[الوباء ببغداد]

- ‌[وفاة المستنصر باللَّه]

- ‌[بيعة المستعصم باللَّه]

- ‌[موت كمال الدين ابن الشَّيْخ]

- ‌[أخذ عدّة مدن ونهبها]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الظاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف لام ألف]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌[الكنى]

- ‌المُتوفَّوْنَ بعد الثلاثين

- ‌وممن كان بعد الثلاثين وستمائة حيّا

الفصل: وتُوُفّي فِي شَعْبان. وأجاز للشيخ عَلَى بْن هارون، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي

وتُوُفّي فِي شَعْبان.

وأجاز للشيخ عَلَى بْن هارون، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، ولفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، والقاضي تقيِّ الدّين الحنبليّ.

وخرَّج عنه البهاء ابن عساكر.

[حرف العين]

97-

عَبْد اللَّه بْن آيدغمش [1] بْن أَحْمَد.

أَبُو مُحَمَّد، الدمشقيّ. الزّاهدٌ، المعروف بالمارِدينيِّ.

صحِبَ المشايخَ، وتَزَهَّدَ، وانقطع إليه جماعة، ورُزِق القبولَ خصوصا من الأمراءِ. وكان كثيرَ الإقدام عليهم والإغلاظِ لهم.

وسَمِعَ من: الحافظ عبدِ الغنيّ، وغيرِه.

ثم جاورَ بمكةَ وبها ماتَ فِي المحرَّمِ.

98-

عَبْد اللَّه ابن الأميرِ عَلِيّ [2] ابن الوزير أَبِي منصور الْحُسَيْن ابن الوزير أَبِي شجاع مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الرُّوذرَاوَرِيُّ.

ثم البغداديّ.

وُلِد بأصبهان سنةَ خمسٍ وخمسينَ.

وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن تميم بْن مُحَمَّد اليَزْديِّ.

أجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل بْن عساكر، وفاطمة بِنْت سُلَيْمَان، وابن الشيرازيّ.

وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأُولى.

كنيته أَبُو منصورٍ.

99-

عبدٌ الخالق بْن طرخان [3] بن الحسين.

[1] انظر عن (عبد الله بن آيدغمش) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 381 رقم 2566، والعقد الثمين 3/ ورقة 9.

[2]

انظر عن (عبد الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 390 رقم 2590.

[3]

انظر عن (عبد الخالق بن طرخان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 386 رقم 2579.

ص: 102

أَبُو مُحَمَّد، الْقُرَشِيّ، الأُمَويّ، الإسكندرانيُّ، الحَرِيريُّ.

حدَّث عن عَبْد الرَّحْمَن بْن موقا.

ومات فِي ربيع الأول.

وهو والدُ الشرفِ مُحَمَّد، الراويّ عن ابن المُفَضَّل المقدسيِّ.

100-

عبدُ السلام ابنُ المُطَهّر [1] ابن قاضي القضاة أَبِي سَعْد عَبْد الله بن أبي السّري محمد ابن هبة الله ابن المُطَّهَر بْن عَلِيّ بْن أَبِي عَصْرون.

الفقيهُ، شهابُ الدّين، أَبُو العباسِ، التميميُّ، الدّمشقيّ، الشافعيّ.

سَمِعَ من: جدِّه أَبِي سَعْد، ومن يحيى الثّقفيّ، وأحمد ابن الموازينيّ، وجماعةٍ.

وكان فقيها، جليلَ القدرِ، وافرَ الدّيانةِ. تَرَسَّل من حلبَ إلى بغدادَ وإلى الأطراف. وانقطعَ فِي الآخر بمكانه بالْجَبَل عند حَمَّام النُّحاس. وكانَ منُهمكًا فِي التمتُّع. كَانَ لَهُ أكثر من عشرين سرّية حتّى يبست أعضاؤُه وتولّدَت عَلَيْهِ أمراضُ.

روى عَنْهُ: البِرْزاليُّ، والقوصيّ، والمجد ابن الحلوانية، والمجد ابن أَبِي جرادة الحاكم، وجماعةٌ.

وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابنُه تاجُ الدّين مُحَمَّد.

وتُوُفّي فِي الثامن والعشرين من المحرّم.

101-

عبد الكريم بن عمر [2] ابن شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم ابن إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوريّ.

[1] انظر عن (عبد السلام ابن المطهر) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 692 (وفيات سنة 631 هـ) ، وفيه «المظفر» وهو تصحيف، وأعاده مصحفا أيضا في (وفيات 632 هـ) ص 694، والحوادث الجامعة 43، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 382، 383 رقم 2571، وذيل الروضتين 162 وفيه اسمه:

«عبد الله» ، وعقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 264 أ، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 99، والعبر 5/ 128، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 61، 62، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 11، والوافي بالوفيات 18/ 436، 437 رقم 453، والنجوم الزاهرة 6/ 287، وشذرات الذهب 5/ 149.

[2]

انظر عن (عبد الكريم بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398 رقم 2616، والعسجد المسبوك 2/ 467.

ص: 103

ثم البغداديّ، الصُّوفيّ، أَبُو سعدٍ.

وُلِد سنةَ خمسٍ وسبعين.

وحدَّث عن عبيِد اللَّه بْن شاتيل.

وتُوُفّي فِي ذي القَعْدَةِ.

102-

عبدُ اللطيفِ بنُ أَبِي المظفَّر [1] البغداديّ.

أَبُو طالبٍ، ابْن عُفَيْجَة [2] .

حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن عبدِ الحقّ اليوسفيُّ.

ومات فِي ربيع الآخر.

روى عَنْهُ ابن الشّيرازيّ.

103-

عَبْد المولى بْن عَبْد السيّد [3] بْن إِبْرَاهِيم، بدرُ الدّين.

الْقُرَشِيّ، الدمشقيّ، الوكيلُ بمجلس الحكم.

حدّث عن يحيى الثَّقفيّ.

روى عَنه الشهابُ القُوصيّ وقال: مات فِي المُحَرَّمِ.

104-

عَبْد الوهّاب بْن محمود [4] بْن الْحُسَن بْن عَلِيّ.

أَبُو مُحَمَّد، الْجَوْهريّ، التاجرُ، البغداديّ، المعروفُ بابنِ الأهوازي.

سَمِعَ من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرب، وأَحْمَد بنِ مُحَمَّد بْن بَكْرُوس.

وتُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الأولى، وقد قاربَ الثمانينَ. قاله المنذريّ [5] .

قلت: أجاز لكمال الدّين أحمد ابن العطّار، وللفخر إسماعيل بن عساكر،

[1] انظر عن (عبد اللطيف بن أبي المظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 387 رقم 2583.

[2]

هكذا قيّده المنذري.

[3]

انظر عن (عبد المولى بن عبد السيد) في: ذيل الروضتين 162.

[4]

انظر عن (عبد الوهاب بن محمود) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 403، 404 رقم 236، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 389 رقم 2587.

[5]

في التكملة 3/ 389.

ص: 104

ولزينبَ بنتِ الإسْعَرْديّ، ولمحمد بْن يوسُفَ الذَّهبيّ، وابن الشيرازيّ، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان.

وكتبَ عَنْهُ ابْن النّجار [1] ، وغيره.

105-

عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَلِيّ. القاضي، الإمامُ، الحافظُ.

المتقِنُ أَبُو الْحَسَن، الْجُذاميُّ، الغَرْناطيُّ، ابن القفاص.

رَوَى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن زرقون، وعبدِ الحقّ بْن بونه، وأبي زيد السّهيليّ، وأبي القاسم بن حبيش، وعِدَّة. واعتنى، وقَيَّدَ، وكتبَ الكثيرَ.

قال ابن الزّبير [3] : كان ضابطا، فقيها، حافظا جليلا. اختصر كتاب «الاستذكار» لابن عبد البرّ. روى عنه أبو عليّ بن أبي الأحوص. مات في ذي الحجّة سنة اثنتين وثلاثين عن سبْعٍ وسبعينَ سنة.

106-

عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل [4] بْن إِبْرَاهِيم بْن جُبارة، القاضي.

الرئيس، شرفُ الدّين أَبُو الْحَسَن، الكِنْديّ، التُّجَيْبيّ، السخاويُّ المولِد، المحليُّ الدّارِ، النَّحْويّ، المالكيُّ، العَدْلُ.

وُلِد فِي أولِ سنةِ أربعٍ وخمسين.

وحدَّث عن السِّلَفيِّ.

وتُوُفّي بالقاهرة فِي خامس ذي الحجّة، قاله الحافظ المنذريُّ [5] ، وروى عنه هو، وشيخنا التاج العراقيّ.

[1] وقال: وكان شيخا لا بأس به.

[2]

انظر عن (علي بن إبراهيم) في: صلة الصلة لابن الزبير 113، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ رقم 2617، والذيل والتكملة ج 5 ق 1/ 184، 185 رقم 368، والديباج المذهب 210، والإحاطة 321.

[3]

في صلة الصلة 113.

[4]

انظر عن (علي بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398، 399 رقم 2617، ونكت الهميان 208، 209، وبغية الوعاة 2/ 149.

[5]

في التكملة 3/ 398.

ص: 105

وكان من أَئِمَّةِ العلم. أضَرَّ بأخرة. نَظَرَ فِي الديوانِ، وخَدَمَ الدولةَ بالمَحَلَّة.

وله «ديوان» شعرٍ كبير. وكان يقرئُ النَّحْو.

قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ: أَخْبَرَكَ الأَدِيبُ شَرَفُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالْقَاهِرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تَجَوَّزُوا فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ» [1] . 107- عَلِيّ بْن الْحُسَن [2] بْن أَحْمَد بْن رَشِيد [3] .

أَبُو الْحَسَن، الرَّشِيديُّ، البَزَّازُ، الضريرُ.

شيخٌ بغداديّ. سَمِعَ من: عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن البارزيّ [4] ، ويحيى بْن ثابت البَقَّالِ.

وتُوُفّي فِي ثامن عشر ربيع الآخر.

أجازَ للفخرِ ابن عساكر، ولفاطمةَ بنتِ سُلَيْمَان، ولأبي نصرٍ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المِزِّي.

وقد سَمِعَ منه ابنُ الجوهريّ، وعليّ ابن الأخضر، وجماعة بقراءة الحافظ محمد ابن النجّار.

[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 472 من طريق وكيع عن الأعمش بهذا الإسناد.

[2]

انظر عن (علي بن الحسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 261- 263 رقم 741، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 387 رقم 2581، وسير أعلام النبلاء 22/ 382 رقم 244.

[3]

رشيد: بفتح الراء المهملة وكسر الشين المعجمة (المنذري) .

[4]

وقع في المطبوع من تاريخ الإسلام- الطبقة الرابعة والستون- ص 91 «البابرزي» وقال الدكتور بشار بالحاشية: قيّده المنذري كما قيّدناه! والتصحيح من المصادر بما فيها «التكملة» للمنذري.

ص: 106

وكَتَب لَهُ ابْن النجّار: الشيخُ الصالحُ [1] .

قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّشِيدِيِّ، أَنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ حُسَيْنٍ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُدِركٍ، حَدَّثَنَا سعَيِدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُلُّ اسْتِثْنَاءٍ غَيْرُ مَوْصُولٍ فَصَاحِبُهُ حَانِثٌ.

108-

عَلِيّ بْن عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن غَنِيمة.

أبو الحسنِ، الوَاسطيُّ، البَزَّازُ عُرِفَ بابن القُطْبِ.

وُلِد بواسط سنةَ خمسٍ وستينَ وسَمِعَ مِنْ أَبِي طالبٍ مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكَتّانيّ.

وتُوُفّي فِي رَجَب.

109-

عَلِيّ بْن أَبِي الفتح المبارك [3] بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم.

أَبُو الْحَسَن، الواسطيّ، البَرْجُونيُّ، الفقيهُ، المقرئُ، تقيُّ الدينِ، ابْن باسويه [4] ، وهو لقبٌ لأحمد.

حَفِظَ القرآنَ عَلَى أَحْمَد بن سالم البرجونيّ، وقرأ بالعشر على أبي الحسن

[1] وقال ابن النجار: وكان شيخا متميزا أديبا، له نظم ونثر، وعلت سنّه فأضرّ ولزم منزله إلى حين وفاته، وكان متدينا صالحا. ذكر لي أن جده ابا العز كان يتولى الحسبة في أيام هارون الرشيد فنسب إليه. (ذيل تاريخ بغداد 3/ 262) .

[2]

انظر عن (علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 392 رقم 2569.

[3]

انظر عن (علي بن المبارك) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 166، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 394، 395 رقم 2604، وذيل الروضتين 163، وتاريخ دنيسر 71، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والعبر 5/ 128، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2075، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والمختصر المحتاج إليه 3/ 143، ومعرفة القراء الكبار 2/ 622، 623 رقم 586، وغاية النهاية 1/ 562، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 149.

[4]

تصحّف في: الإعلام بوفيات الأعلام 261 إلى: «ماسويه» ، وفي: العبر، إلى «قاسويه» .

ص: 107

عَلِيّ بْن المظفَّر الخطيب، وأَبِي بَكْر بْن منصور الباقِلانيِّ. وسَمِعَ من أَبِي طالبٍ الكَتَّانيّ، ومَسْعُود بْن عَلِيّ بْن صدقةَ. وقدم بغدادَ، فَسَمِعَ بها من عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل، ونصر اللَّه القزّاز، وعبد المنعم ابن عَبْد اللَّه الفُرَاويّ، والحافظ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عثمان الحازميَّ، وابن بَوْش، وابن كُلَيب، وجماعةٍ.

وقدِمَ دمشقَ وسكنَها، وأقرأ بها، وحدَّث. وكان جَيِّدَ الأداءِ، حسنَ الأخلاق، ثقة، فاضلا. وقد تفقّه علي أبي طالب صاحب ابن الخل، ويعيش بنِ صَدَقة.

سَمِعَ منه: الزّكيُّ البِرْزاليُّ، والضياءُ، والسيف، وابن الحاجب، والقوصيُّ، وابن الحُلْوانية، وجماعةٌ.

وقرأ عَلَيْهِ القراءاتِ علمُ الدّين القاسمُ بْن أَحْمَد الأندلسيُّ، والتقيُّ يعقوبُ الجرائديُّ، والرشيدُ بْن أَبِي الدُّر، وغيرهم.

وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أبو القاسم عبد الصمد ابن الحّرَسْتانيّ، ومُحَمَّد بْن قايماز الطّحّان، والشّهاب بْن مشرّف. وبالإجازة القاضي تقيّ الدّين سليمان، والفخر إِسْمَاعِيل بنُ عساكر.

وتُوُفّي فِي ثامن شعبانَ، وله ستٍّ وسبعون سنة، ودُفِنَ بمقبرة بابِ الصغيِر.

ولسعدِ، والمُطَعِّم منه إجازة.

110-

عُمَر بْن أَحْمَد [1] بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعد.

الإمامُ، أَبُو حفصٍ، شعرانة، الأصبهانيُّ، المُسْتملي، الحافظُ.

سَمِعَ الكثيرَ، وكتبَ، وانتخبَ، وهو الّذِي رَتَّبَ «مسندَ» الْإمَام أَحْمَد عَلِيّ أبواب الفقهِ. وصَنَّفَ كتابا فِي ثمانيةِ أسفارٍ سمَّاهُ «روضةَ المذكرينَ وبَهْجةَ المحدّثين» . وما أحسبه رحل في الحديث.

[1] لم يذكره كحالة في: معجم المؤلّفين، مع أنه من شرطه. وسيعاد ذكره ثانية في من عدم بأصفهان.

ص: 108

سَمِعَ: أَبَا جعْفَر الصَّيْدلانيّ، وعفيفةَ، وأبا الفضائل العَبْدَكويّ، ومحمودَ بْن أَحْمَد الثَّقفيّ، ومَسْعُود بْن إِسْمَاعِيل الْجُندانيَّ، وأبا القاسمِ الخُوارَزْميَّ الخطيبَ، وأبا الماجدِ مُحَمَّد بْن حامد الْمَصْريّ، وخلقا سواهم.

كأنَّه عَدِمَ بأصبهان فِي هذا العام- رحمه الله فِي الكهولة.

روى عَنْهُ بالإجازة جماعةٌ من شيوخنا من آخرِهم ابنُ الشيرازيّ، وابن عساكر الطبيب.

111-

عُمَر بْن عَلِيّ [1] بْن مُرشد بْن عَلِيّ.

الأديبُ البليغُ، شرفُ الدين، أَبُو القاسمِ، الحَمَويُّ الأصلِ، الْمَصْريّ المولدِ والدّار، ابن الشيخ أَبِي الْحَسَن الفارض.

سَيِّدُ شُعراءِ العصر [2] ، وشيخُ الاتحاديَّة [3] .

وُلِد فِي رابع ذي القَعْدَةِ سنة ستّ وسبعين وخمسمائة بالقاهرة.

وسَمِعَ بِهَا من بهاءِ الدّين القاسم بْن عساكر شيئا قليلا.

وذكره الحافظُ زكيُّ الدّين عبدُ العظيم فِي «معجمه» وقال: سَمِعْتُ منه من شعره.

[1] انظر عن (عمر بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 388، 389 رقم 2586، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 270، ووفيات الأعيان 3/ 454- 456، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 320، والمغرب في حلى المغرب 305، 306، ونهاية الأرب 29/ 210، 211، والمختصر في أخبار البشر 3/ 157 وفيه:«القاسم بن عمر» ، وتابعه ابن الوردي في تاريخه 2/ 161، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والعبر 5/ 129، وميزان الاعتدال 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 22/ 368، 369 رقم 232، ومرآة الجنان 4/ 75- 79، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 68- 70، والبداية والنهاية 13/ 143، والعسجد المسبوك 2/ 469، ولسان الميزان 4/ 317، والنجوم الزاهرة 6/ 288- 290، وحسن المحاضرة 1/ 246، ومفتاح السعادة 1/ 247، وشذرات الذهب 5/ 149، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 266، 267، وروضات الجنات 505، وديوانه طبعة دار صادر، بيروت 1975، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 308.

[2]

جاء على حاشية الأصل قرب هذه العبارة بخط أحدهم: «ما فهمت مراده بإلحاق السيادة له على شعراء العصر وهو يعلم أن فيهم من عبيده أصح منه» !

[3]

الاتحادية: هم القائلون بوحدة الوجود- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-.

ص: 109

وقال فِي «الوفيات» [1] : كانَ قد جمعَ فِي شعره بين الجزالة والحَلَاوةِ.

قلتُ: وديوانُ شعرِه مشهورٌ، وهو فِي غاية الْحَسَن، واللّطافَة، والبَرَاعةِ، والبلاغةِ، لولا ما شانَهُ بالتصريح بالاتّحاد الملعونِ فِي ألذِّ عبارة وأرَقِّ استعارةٍ كفالوذج سَمْنُهُ سُمُّ الأفاعي، وها أَنَا أذكرُ لك منه أبياتا لتشهدَ بصدق دعواي، فإنّه قَالَ- تعالى اللَّه عمّا يَقُولُ-:

وكُلُّ الْجِهَاتِ السِّتِّ نحوي مُشِيرةٌ

بِمَا تَمَّ مِنْ نُسْكٍ وحَجٍّ وَعُمْرَةِ

لَهَا صَلَوَاتي بالمُقَام أُقِيمُها

وَأَشْهَدُ فيها أنَّها لِيّ صَلَّتِ

كِلَانا مُصَلّ وَاحِدٌ سَاجِدٌ إلى

حقيقِتهِ بالْجَمْع فِي كُلِّ سَجْدَةِ

إلى كَمْ أُوَاخي السِّتْرَ ها قَدْ هَتَكْتُهُ

وَحلُّ أَوَاخي الحُجبِ فِي عَقْدِ بَيْعَتي

وَهَا أَنَا أُبْدي في اتِّحاديَ مَبْدَئي

وأُنْهي انْتِهائي فِي تَوَاضُع رِفْعَتي

فإنْ لَمْ يجوِّزْ رُؤْيَةَ اثنينِ واحدا

حِجَاكَ ولم يُثبتْ لِبعد تَثَبُّتِ

فبي موقفي، لَا بل إليَّ توجُّهي

ولكِنْ صلاتيَ لي، ومنِّيَ كَعْبَتي

فَلَا تَكُ مَفْتُونًا بحِسِّكَ مُعْجَبًا

بنفسِكَ مَوْقُوفًا عَلَى لَبْسِ غِرَّةِ

وَفَارقْ ضلالَ الفرق فالجمع منتج

هدى فرقة بالاتّحاد تحدّث

وَصَرِّحْ بإطلاقِ الجمالِ وَلَا تَقُلْ

بِتَقْييدِه مَيْلًا لِزُخْرُفِ زينَةِ

فكُلُّ مليح حُسْنُه من جَمالِها

مُعارٌ لَهُ أو حُسْنُ كُلِّ مَليحةِ

بها قَيْسُ لُبْنَى هَامَ بَلْ عَاشِقٍ

كمَجْنُونِ لَيْلَى أو كُثيِّرِ عَزَّةِ

وما ذَاكَ إلّا أنْ بَدَتْ بمظاهرٍ

فَظَنُّوا سِوَاها وَهِيَ فيهم تَجَلَّتِ

وما زِلْتُ إيَّاها، وإيَّايَ لَمْ تَزَلْ

ولا فَرْقَ بَلْ ذاتي لذاتي أَحَبَّتِ

وَلَيْسَ مَعي في الملك شيء سواي و

المعيّة لَم تَخْطُرْ عَلى أَلْمِعيَّتي

وَهَا «دِحْيةٌ» وَافَى الأَمينَ نبيَّنا

بصورَتهِ فِي بَدْءِ وَحْيِ النُّبُوَّةِ

أَجِبْريلُ قُلْ لي كَانَ دِحْيَةُ إذْ بَدا

لمهدي الهدى في صورة بشريّة

ومنها:

[1] أي التكملة لوفيات النقلة 3/ 389.

ص: 110

ولا تَكُ مِمَّنْ طَيَّشَتْهُ دُروسُه

بِحيثُ استَقَلَّتْ عَقْلَه فاسْتَقَرَّتِ

فثَمَّ وراءَ النَّقْل علمٌ يَدقُّ عن

مداركِ غاياتِ العُقولِ السَّليمةِ

تَلَقَّيتُه عَنِّي وَمِنِّي أَخَذْتُه

ونَفْسي كانَتْ مِنْ عطائي مُمِدَّتي [1]

ولا تَكُ باللاهي عَنِ اللَّهْوِ جُمْلَةً

فَهَزْلُ الملاهي جِدُّ نَفْسٍ مُجِدَّةِ

تَنَزَّهتُ فِي آثارِ صُنْعي مُنَزَّهًا

عَنِ الشِّرْكِ بالأَغيارِ جَمْعي وأُلفتي

فبي مجلسُ الأَذْكارِ سَمْعُ مُطالعٍ

ولي حانةُ الخمَّار عَيْنُ طَليعَتِي

وما عَقَدَ الزُّنَّار حُكْمًا سِوَى يدي

وإنْ حَلَّ بالأقرارِ بي فهْي حَلَّتِ

وإن خَرّ للأحجار فِي البُدِّ عاكفٌ

فلا تَعْدُ بالإنكارِ بالعَصَبِيَّةِ

قَدْ عُبِدَ الدينارُ مَعْنًى مُنَزَّهٌ

عَن العَارِ بالإشراكِ بالوَثُنِيَّةِ

وما زاغَتِ الأَبْصارُ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ

وما زَاغَتِ الأَفْكَارُ فِي كُلِّ نِحْلَةِ

وما حَارَ مَنْ للشَّمسِ عن غرَّةِ صَبَا

وإشراقُها مِنْ نُورِ إسفار غرّتي

وإنْ عَبَدَ النَّارَ المجوسُ وما انْطَفَتْ

كما جاءَ فِي الأخبارِ فِي ألفِ حُجَّةِ

فما قَصَدُوا غيري وإن كانَ قَصْدُهم

سوايَ وإنْ لم يُظْهرُوا عَقْدَ نِيَّةِ

رأَوْا ضَوْءَ نُوري مرّة فتوهّموه

نارا فضلّوا في الهدى بالأَشِعَّةِ [2]

تُوُفّي ابن الفارضِ فِي جُمَادَى الأولى، ثاني يوم منه بمصر. وقد جاورَ بمكة زمانا.

وأنشدنا غير واحد له أنَّه قالَ عند الموت هذين البيتين لمّا انكشف له الغطاء:

إن كانَ مَنْزِلَتي فِي الحُبِّ عندَكُمُ

ما قَدْ لَقِيتُ فَقَدْ ضَيَّعْتُ أَيَامي

أُمْنيَّةٌ وَثِقَتْ نَفْسِي بها زمنا

واليوم أحسبها أضغاث أحلام

[1] علّق المؤلّف- رحمه الله في حاشية نسخته على هذا البيت بقول: «صدق والله، تلقاه عن خطرات ووساوس فوقع في الهوس» .

[2]

القصيدة في ديوانه (طبعة بيروت 1308 هـ) ص 17- 54، و (طبعة القاهرة 1353 هـ) ص 20، وهي معروفة ب «نظم السلوك» أو «التائية الكبرى» ، ومطلعها:

سقتني حميّا الحب راحة الحب راحة مقلتي

وكأسي محيا من عن الحسن جلت

ص: 111

112-

عُمَر بْن مُحَمَّدِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمّويه.

الشَّيْخ شهابُ الدّين، أَبُو حفص وأبو عبد الله، القرشيّ، التّيميّ، البكريُّ، الصُّوفيّ، السُّهْرَوَرْدِي، الزاهدُ، العارفُ، شيخُ العراق- رضي الله عنه.

وُلِد فِي رجب سنةَ تسع وثلاثين وخمسمائة بسُهْرَوَردْ.

وقدم بغداد- وهو أَمْرَد- فصحِبَ عمَّه الشَّيْخ أَبَا النّجيب عَبْد القاهر، وأخذَ عَنْهُ التّصوّف والوعظ. وصَحِبَ أيضا الشَّيْخ عبدَ القادر. وصَحِبَ بالبصرةِ الشيخَ أَبَا مُحَمَّد بْن عَبد.

[1] انظر عن (عمر بن محمد) في: معجم البلدان 3/ 204، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 202، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 679، 680، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 380، 381 رقم 2565، وذيل الروضتين 163، والجامع المختصر لابن الساعي 99، 145، 259، وأخبار الزهاد له، ورقة 95- 102، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 192- 194 رقم 96، وعقود الجمان لابن الشعار (نسخة إسطنبول) 5/ ورقة 154، ووفيات الأعيان 3/ 446- 448، والحوادث الجامعة 42، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 68، 123، 158، 214، ونهاية الأرب 29/ 192 (وفيات 630 هـ) ، وسير الأولياء للخزرجي 67، ودول الإسلام 2/ 136، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2076، والعبر 5/ 129، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، وميزان الاعتدال 2/ 266، وسير أعلام النبلاء 22/ 373- 377 رقم 239، والمختصر المحتاج إليه 3/ 108- 109 رقم 958، وتاريخ ابن الوردي 2/ 161- 163، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 209- 210 رقم 161، ومرآة الجنان 4/ 79- 82، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 63، 64 رقم 651، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 143 (8/ 338- 341) ، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 67، 68، والبداية والنهاية 13/ 138- 343، (631 هـ و 632 هـ) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 166 ب و 167، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 175، وطبقات الأولياء، له 262، 265، 468، 493، 495، 497، 499، 504- 506، 509، 515، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 8، 9، والفلاكة والمفلوكون 120، والعسجد المسبوك 2/ 467، 468، والنجوم الزاهرة 6/ 283- 285 (في وفيات 631 هـ) ، والقلائد للتادفي 111، 112، وطبقات الشافعية لابن قاضي شبهة 2/ 413، 414 رقم 381، وتاريخ الخميس 2/ 414، ولسان الميزان 4/ 317، وحسن المحاضرة 1/ 246، وشذرات الذهب 5/ 153، 154، وروضات الجنات 505، وكشف الظنون 126، وإيضاح المكنون 1/ 63، 118، وهدية العارفين 1/ 785، وديوان الإسلام 3/ 434، 435 رقم 1641، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 440، والأعلام 5/ 62، ومعجم المؤلّفين 7/ 313.

ص: 112

وسِمعَ من: عمَّه، وأبي المظفَّر هِبة اللَّه ابن الشِّبليّ، وأبي الفَتْح بْن البطِّي، ومَعْمَر بْنِ الفاخر، وأبي زُرْعَة المقدسيّ، وأَحْمَد بْن المقرّب، وأبي الفتوح الطّائيّ، وسلامة بن أحمد ابن الصّدر، ويحيى بن ثابت، وخزيفة ابن الهاطرا، وغيرهم.

و «مشيخته» جزءٌ لطيفٌ اتّصل لنا.

روى عَنْهُ: ابْن الدُّبَيْثيّ، وابن نُقْطَة، والضياءُ، والبرزاليّ، وابن النجّار، والقوصيّ، والشرف ابن النابلسيّ، والظهير محمود بْن عُبَيْد اللَّه الزّنجانيّ، والشمس أبو الغنائم بن علّان، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والعزُّ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الفاروثيّ الخطيبُ، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والرشيدُ مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم، والشهابُ الأَبَرْقُوهيّ، وآخرون. وبالإجازةِ البَدْرُ حسن بْن الخَلّال، والكمال أحمد ابن العطّار، والفخر إِسْمَاعِيل بْن عساكر، والشمسُ مُحَمَّد بن محمد ابن الشيرازيّ، والتقيُّ سُلَيْمَان القاضي، وجماعةٌ.

وكنَّاه بعضُهم أَبَا نصر، وبعضُهم أَبَا القاسم.

قَالَ الدُّبَيْثي [1] : قَدِمَ بغدادَ مَعَ عمَّة أَبِي النّجيب. وكانَ لَهُ فِي الطريقة قدمٌ ثابتٌ، ولسانٌ ناطق. ووَلِيَ عدَّة رُبُط للصوفية. ونفذَ رسولا إلى عدّة جهات.

وقال ابن النجّار: كَانَ أَبُوه أَبُو جعْفَر قد قدم بغدادَ وتفقَّه عَلَى أسعدَ المِيهَني. وكان فقيها واعظا، قَالَ لي ابنُه: قُتِلَ بسُهْرَوَرْد وعُمري ستةُ أشهر. كَانَ ببلدنا شحنة ظالم فاغتالَه جماعةٌ، وادَّعوْا أن أَبِي أمرَهُم بذلك، فجاءَ غلمانُ المقتولِ وفَتَكُوا بأبي، فمَضَى العوامُّ إلى الغِلمان فقتلوهم، وثارَتِ الفتنةُ، فأخذ السلطان أربعة منهم وصلبهم حَتَّى سكنت الفتنة. فَكَبُرَ قتلُهم عَلَى عمِّي أَبِي النّجيب، ولَبِسَ القَباءَ وقالَ: لَا أُريدُ التّصوّف. حتى اسْتُرضِيَ من جهة الدّولة.

ثم قَالَ ابْن النجّار فِي الشَّيْخ شهاب الدّين: كَانَ شيخَ وقتِه فِي علم الحقيقَة، وانتَهَتْ إليهِ الرئاسة فِي تربية المرُيدين، ودعاءِ الخلقِ إلى اللَّه، وتسليك

[1]«ذيل تاريخ مدينة السلام» الورقة 202 (باريس 5922) ، والمطبوع 15/ 293.

ص: 113

طريق العبادة والزّهد. صحب عمّه، وسلك طريق الرياضات والمُجاهداتِ. وقرأَ الفقَه، والخلافَ، والعربيةَ، وسَمِعَ الحديث، ثم انقطع ولازم الخلوةَ، وداومَ الصومَ، والذَّكرَ، والعبادة، إلى أنْ خَطَرَ لَهُ عندَ عُلوِّ سنِّه أنْ يظهرَ للناسِ ويتكلّمَ عليهم، فعَقَدَ مجلسَ الوعظ بمدرسة عَمَّه عَلَى دجلة، فكان يتكلمُ بكلامٍ مُفيد من غير تزويق ولا تنميقٍ. وحَضَرَ عنده خلقٌ عظيمٌ. وظَهَرَ له قبول عظيم من الخاصّ والعامّ، واشتهر اسمه، وقصد من الأقطار، وظهرت بركاتُ أنفاسِه عَلَى خلقٍ من العُصاة فتابوا. ووصلَ بِهِ خلقٌ إلى اللَّه، وصار لَهُ أصحابٌ كالنجوم. ونُفذَ رسولا إلى الشام مرَّات، وإلى السلطان خُوارزم شاه. ورأى من الجاه والحُرْمَة عند الملوك ما لَمْ يَرَه أحدٌ. ثم رُتِّب شيخا بالرّباط الناصريّ، وبرباط البسطاميّ، ورباطِ المأمونية. ثمّ أنهُ أَضَرَّ فِي آخرِ عمره وأُقعِدَ. ومع هذا فما أخلَّ بالأوراد، ودَوام الذّكر وحضورِ الْجُمَع فِي محفَّة، والمضيِّ إلى الحجِّ، إلى أنْ دَخَل فِي عَشْر المائة، وضعُفَ، فانقطعَ فِي منزلِه.

قَالَ: وكان تامَّ المروءةِ، كبيرَ النفسِ، لَيْسَ للمالِ عنده قدَرٌ، لقد حصل له ألوف كثيرة، فَلَم يَدَّخرْ شيئا، وماتَ ولم يُخلِّف كَفَنًا. وكانَ مليحَ الخَلْقِ والخُلُقِ. متواضعا، كاملَ الأوصافِ الجميلة. قرأتُ عَلَيْهِ كثيرا وصحِبتُه مدّة، وكان صدوقا، نبيلا. صنفَ فِي التّصوّف كتابا شرح فِيهِ أحوال القومِ، وحدَّث بِهِ مرارا- يعني «عوارف المعارف» -.

قَالَ: وأملى فِي آخر عمرِه كتابا فِي الردِّ عَلَى الفلاسفَة، وذَكَر أَنَّهُ دَخَلَ بغداد بعد وفاة أَبِي الوقتِ المحدثِ.

وقال ابْن نقطة [1] : كَانَ شيخ العراق فِي وقته، صاحب مجاهدة وإيثارٍ، وطريقةٍ حميدةٍ، ومروءةٍ تامَّةٍ، وأورادٍ عَلَى كِبَر سنِّه.

وقال يوسفُ الدمشقيّ: سمعت وعظ أَبِي جعْفَر- والد السُّهْرَوَرْدِي- ببغداد فِي جامع القصر، وفي المدرسة النِّظامية، وتولَّى قضاء سُهْرَوَرْد، وقتل.

[1] في التقييد 399.

ص: 114

وقال ابْن الحاجب: يلتقي هُوَ والإمامُ أَبُو الفرج ابن الْجَوْزيّ فِي النَّسَب، في القاسمِ بْن النَّضْر بْن القاسم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن الْقَاسِمِ بْن مُحَمَّد ابن الصّديق أَبِي بَكْر- رضي الله عنه. وقالَ: هُوَ عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه عمُّويه بْن سعد بْن الْحُسَيْن بْن القاسم بْن النَّضْر [1] .

قلتُ: وقد ذكرْنا نسبَ ابن الْجَوْزيّ فِي ترجمته. أنبأني مَسْعُود بْن حمُّوَيه:

أنَّ قاضي القضاة بدرَ الدّين يوسف السِّنجاريَّ حَكَى عن الملك الأشرف مُوسَى أنَّ السُّهْرَوَرْدِي جاءَه رسولا، فقالَ فِي بعض حديثه: يا مولانا تطلبتُ كتاب «الشفاء» لابن سينا من خزائن الكتب ببغدادَ، وغسلتُ جميع النُّسخ. ثم فِي أثناءِ الحديث قال: كَانَ السَّنَةَ ببغدادَ مرضٌ عظيم وموتٌ. فقلتٌ: كيف لَا يكونُ وانتَ قد غَسَلْتَ «الشفاء» منها.

قلت: وقد لبست الخِرْقَةَ بالقاهرة من الشَّيْخ ضياء الدّين عيسى بْن يحيى الأَنْصَارِيّ السَّبْتيِّ وقال: ألبسنيها الشيخُ شِهابُ الدّين بمكّة فِي سنة سبع وعشرين وستمائة.

تُوُفّي الشَّيْخ فِي أول ليلةٍ من السنةِ ببغداد [2] .

[1] انظر نسبه مطوّلا في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي.

[2]

ومن شعره:

تصرّمت وحشة الليالي

وأقبلت دولة الوصال

وصار بالوصل لي حسودا

من كان في هجركم رثى لي

وحقّكم بعد أن حصلتم

بكل ما فات لا أبالي

وما على عادم أجاجا

وعندكم أعين الزلال

ونظرة منكم بروحي

لو بعتم لم يكن بغالي

عليّ ما للورى حزام

وفي الحشى حبّكم حلالي

وكلّ ما ينبغي ويرجى

سواكم قطّ ما حلا لي

تقاصرت دونكم قلوب

فيا له من مورد خلا لي

(تاريخ إربل 1/ 194) .

ص: 115

113-

عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَمْر [1] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.

العلامةُ، أَبُو حفص، الفَرَغانيّ، الحنفيُّ.

مدرس الطائفة الحنفية بالمستنصرية. قدم بغداد واستوطنها. ودرَّس، واشتغل، وأَفْتى. وكان مَعَ تفُّننه بالعلوم صاحب عبادة، وصلاح، ونسك. وله النظم والنثر.

تُوُفّي فِي هذا العام.

وقد درّس قبل بسنجار، وحدَّث عن الحافظ أَبِي بَكْر الحازميّ، وغيرِه [2] .

114-

عيسى بْن سُلَيْمَان [3] بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك.

أَبُو مُوسَى، الرُّعَينيُّ الأندلُسيُّ، المالَقيُّ، المعروفَ بالرُّنْدي، لأنه نشأ برُندةَ. وقد كنَّى نفسَه أخيرا: أَبَا مُحَمَّد.

سَمِعَ ببلده من أبي محمد ابن القرطبيّ، وأبي العباس ابن الجيّار، وبحصن اصطبَّة من إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الخَوْلانيّ. وحجِّ وتوسّع فِي الرحلةِ، وقدم دمشق فسمع بها الكثير من أبي محمد ابن البنّ، والموجودين على رأس العشرين وستمائة.

[1] انظر عن (عمر بن محمد بن عمر) في: الحوادث الجامعة 43، وذيل الروضتين 162، وإنباه الرواة 2/ 331، ووفيات الأعيان 3/ 119، 120، والعبر 5/ 153، 154، والمختار من تاريخ ابن الجزري 159، ودول الإسلام 2/ 103، والجواهر المضية 2/ 66، 663 رقم 1066 وفيه:

«عمر بن محمد بن الحسين بن أبي أبي عمر» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 338- 341، والبداية والنهاية 13/ 138، 139، والعسجد المسبوك 2/ 466، 467، وبغية الوعاة 2/ 225، 226 رقم 1856، ومفتاح السعادة 2/ 355، 356، وشذرات الذهب 5/ 153، 154، والطبقات السنية، رقم 1651، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 85، 86.

[2]

وقال صاحب «الحوادث الجامعة» : دخل إليه الشيخ محمد بن الرفاعيّ فصبّحه غلطا وكان مساء، فقال ارتجالا:

أتاني مساء نور عيني ونزهتي

ففرج عني كربتي وأزاحا

فصبّحته عند المساء لأنه

بطلعته ردّ المساء صباحا

[3]

انظر عن (عيسى بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة الأزهر) 3/ ورقة 84.

ص: 116

قَالَ الأبارُ: كَانَ ضابطا، مُتْقنًا. كتب الكثير لكنّه امتُحن فِي صدَره بأَسر العدوّ فذهَبَ أكثرُ ما جَلَبَ. ووَلِيَ خطابةَ مالَقَةَ. وأجازَ لي. ولم يُمَتَّع، وتُوُفّي فِي ربيع الأول، وله إحدى وخمسون سنة.

وقال ابنُ الحاجب: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان محدّثا، حافظا، متقنا، أديبا، نبيلا، ساكنا، وَقُورًا، نَزِهًا، وافرَ العقلِ، ثقة، محتاطا فِي نقله، يفتّش عن المشكل. سألتُ عَنْهُ الحافظ الضياءَ، فقال: خيرٌ عالمٌ مُتيقظٌ، ما فِي طلبةِ زمانةِ مثلُه. وسألت الزكيَّ البِرزاليَّ عَنْهُ، فقال: ثقةٌ، ثبتٌ، مُحَصلٌ، حَدَّثَنَا من حفظه أنَّه قَرَأ عَلَى الْإمَام أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ، أَخبْرَنَا أَبُو مروان عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن قُزمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فرج الطلّاع، فذكر حديثا من «الموطّأ» .

قلتُ: مات ابْن قزمان سنة أربع وستّين وخمسمائة، وإِبْرَاهِيم سنة ستٍّ عشرة.

115-

عيسى بْن سَنْجَر [1] بْن بِهْرام بْن خُمارتكين.

حسامُ الدّين، الأربليُّ، الجنديّ، الشاعرُ المُفْلِق، المعروفُ بالحاجريّ.

وديوانُه مشهورٌ.

حُبسَ مرَّةً بقلعَة إرْبل، ثم خُلِّصَ، ولَبِسَ زيّ الصوفية، واتّصل بخدمة صاحبِ إرْبل. ثم وَثَبَ عَلَيْهِ شخصٌ قتلَه فِي شوَّال، وله خمسون سنة.

وغَلَبَ عَلَيْهِ الحاجريُّ لكثرةِ ذكرهِ الحاجرَ فِي شعره.

وكانَ ذا نوادرَ، ومفاكهة، ونحوُه قليل، لكنّ شعره في الذّروة [2] .

[1] انظر عن (عيسى بن سنجر) في: عقود الجمان لابن الشعار 5/ ورقة 240، ووفيات الأعيان 3/ 501- 505، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، وسير أعلام النبلاء 22/ 343، 344 رقم 232، والبداية والنهاية 13/ 144، والعسجد المسبوك 2/ 468، والنجوم الزاهرة 6/ 290، 291، وكشف الظنون 783، 804، وشذرات الذهب 5/ 156، وهدية العارفين 1/ 809، وديوان الإسلام 2/ 159، 160 رقم 773، والأعلام 5/ 103 ومعجم المؤلفين 8/ 25.

[2]

له ترجمة جيدة في أربع ورقات من «قلائد الجمان» لابن الشعار: 5/ الورقة 240- 244. ولم

ص: 117