الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانَ قد تَمَلَّكَ الرومَ قبلَه أخوه كيكاوس فحَبَسَ أخاه كَيْقُباذ- هذا- فلمّا نَزَلَ بِهِ الموتُ أحضرَه وفَكَّ قيده، وعَهِدَ إِلَيْهِ بالمُلكِ، وأوصى إِلَيْهِ بأطفاله.
فطالَتْ أيّامه واتَّسعَتْ ممالكُه. وكانَ يرجعُ إلى عَدْلِ ونَصَفَةٍ فيما بَلَغَنا.
وهو كَيْقُباذ بْن كَيْخُسْرُو بْن قَلِيج أَرْسَلَان بْن مَسْعُود بْن قَلِيج أرسلان بْن سُلَيْمَان بْن قتلمِش بْن سلجوق السلجوقيّ.
وتَمَلَّكَ بعدَهُ ولده السلطانُ غِياثُ الدّين كَيْخُسْرو.
[حرف الميم]
281-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن عُمَر بْن حسين بْن خَلَف.
الحافظُ، المفيدُ، أَبُو الْحَسَن، البغداديّ، القَطِيعيّ.
وُلِد فِي رجب سنةَ ستٍّ وأربعين.
وسَمَّعه أَبُوه الفقيهُ أَبُو الْعَبَّاس من: أَبِي بكر ابن الزَّاغونيّ، وأَبِي القاسم نصر بْن نصر العُكْبَريّ، وأَبِي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العَبَّاسيّ، وأَبِي الوقت السّجزيّ، وسلمان الشّحّام، وأبي الحسن ابن الخَلِّ، وجماعةٍ. ثم سَمِعَ بنفسه عَلَى طبقةٍ بعد هؤلاء.
وعُنيّ بالحديثِ ورَحَلَ فِيهِ، وكَتَبَ، وحصّل. فقرأ بالموصل في رحلته
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 1/ 57، و (15/ 12) ، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 442، 443 رقم 2723، وتاريخ إربل 1/ 134 رقم 54، والتقييد لابن نقطة 58 رقم 37، ومعجم البلدان 4/ 142، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات الأعيان 226، والمختصر المحتاج إليه 1/ 19، وتذكرة الحفاظ 4/ 1419، ودول الإسلام 2/ 138، وسير أعلام النبلاء 23/ 8- 10 رقم 4، والوافي بالوفيات 2/ 130 رقم 474، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 212- 214، والمختصر 68، والمنهج الأحمد 374، ومرآة الجنان 4/ 86، والوافي بالوفيات 24/ 383 رقم 444، وغربال الزمان (باريس 1593) ورقة 181، وذيل التقييد للفاسي 1/ 69- 71 رقم 54، ولسان الميزان 5/ 64، والمقصد الأرشد، رقم 878، والدر المنضد 1/ 369، 370 رقم 1061، والنجوم الزاهرة 6/ 298، وشذرات الذهب 5/ 162، 163 و 168، وعلم التأريخ عند المسلمين 622، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 324، ومعجم المؤلفين 2/ 138 وفيه:«أحمد بن محمد» .
عَلَى يحيى بْن سَعْدون القُرْطُبيّ، وسَمِعَ منه ومن خطيب المَوْصِل. وَسَمِعَ بدمشقَ من أَبِي المعالي بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر. ثم لزم الشّيخ أبا الفرج ابن الْجَوْزيّ وأخَذَ عَنْهُ الوعظَ، وقرأ عَلَيْهِ كثيرا من كُتبِه، ونابَ لولدِه الصاحبِ محيي الدّين فِي الحِسْبة ببابِ الأزَج. وخَدَمَ فِي أماكنَ.
وجَمَعَ «تاريخا» لبغدادَ ذيَّلَ بِهِ عَلَى «تاريخ» ابْن السمعانيّ الّذِي ذيَّل بِهِ عَلَى «تاريخ» الخطيبِ، ولم يُتَمّمه [1] .
وخَدَمَ فِي بعض الجهاتِ، وفتر عن الحديثِ بل تَرَكَه، ثم طالَ عمرُهُ، وعلا سندُه، وتفرَّدَ فِي زمانِه. وهو أوَّلُ شيخ وَلِيَ دارَ الحديث بالمُستنصريَّة.
وكانَ يَخْضِبُ بالسوادِ ثم تَرَكَه.
وهو آخرُ مَنْ حدَّث ب «البخاريّ» كاملا بالسماعِ عن أَبِي الوَقْت. وتفرَّدَ بأجزاء عديدة.
قَالَ ابنُ نُقْطَة [2] : هُوَ شيخ صحيحُ السماع. صنَّفَ لبغداد «تاريخا» إلا أَنَّهُ ما أظهَره.
قُلتُ: وكانَ عنده أصولٌ لَهُ يُحدَّثَ منها، وكان عَسِرًا فِي الرواية. رَوَى عَنْهُ: الدّبيثيّ، وابن النجّار، والسيف ابن المجد، وعزُّ الدّين الفاروثيّ، وجمالُ الدّين الشَّريشيُّ، وأحمد بن محمد ابن الكسّار، وأَبُو القاسم بْن بَلَبان، والفقيهُ أَبو العزّ سعيدُ بْن أَحْمَد الطِّيبيّ الشافعيّ، والمجد عَبْد الْعَزِيز بْن الْحُسَيْن الخليليّ، والتاج عليّ بن أحمد العلويّ الغرّافيّ، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ. وبالإجازة القاضيان ابْن الخُوَييّ وتقيُّ الدّين سليمان، وأبو عليّ ابن الخلّال، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عمِّه، وعيسى المُطْعِمِ، وسعدُ الدّين بْن سعد، وأحمد ابن الشّحنة، وأَبُو بَكْر بْن عَبْد الدّائم، وفاطمةُ بنتُ جوهر، وأَبُو نصر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن الشّيرازيّ، وجماعة.
[1] سماه: «درة الإكليل في تتمة التذييل» ذكر ابن رجب الحنبلي أنه رأى أكثره بخطه، ونقل منه كثيرا في كتابه «الذيل على طبقات الحنابلة» .
[2]
في التقييد 58.
وقال ابنُ النجّار: جَمَعَ تاريخا ولم يَكُنْ مُحَقِّقًا فيما ينقلُه ويقولُه- عفا اللَّه عَنْهُ- وانفردَ بالروايةِ فِي وقتهِ عن ابن الزاغوانيّ، والعباس ابن الخلّ، ونصر، والشَّحام. تُوُفّي فِي رابع أو خامس ربيع الآخر. وأذهبَ كُلَّ عُمُرِه فِي «التاريخ» الّذِي عَمِلَه، طالعتُه، فرأيتُ كثيرا من الغلطِ والتّصحيفِ، فأوقفتُه عَلَى وجهِ الصواب فِيهِ، فلم يَفْهَم. وقد نقلتُ عَنْهُ منه أشياءَ لا يَطْمئنُّ قلبي إليها، والعُهدةُ عَلَيْهِ. سَمِعْتُ عَبْد العزيز بنَ دُلَف يَقُولُ: سَمِعْتُ الوزير أَبَا المظفّر بن يونس يقول لأبي الحسن ابن القَطيعيّ: ويلك عمرك تَقْرأُ الحديثَ، ولا تُحسِنْ تَقرأُ حديثا واحدا صحيحا.
قَالَ ابْن النجّار: وكانَ لُحَنَةً، قليلَ المعرفة بأسماءِ الرجال. أسَنَّ وعُزِلَ عن الشهادةِ ولَزِمَ منزلَه.
282-
مُحَمَّد بْن إدريس [1] بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه الأندلسيُّ الشَّقْريُّ، الشاعرُ المشهورُ المعروف بمَرْج الكُحْل.
قَالَ الأبَّارُ [2] : شاعرٌ مُفِلقٌ، بديع التّوليد. وقد حُمِل عَنْهُ «ديوان» شعره.
وسَمِعْتُ منه. كتبَ عَنْهُ الحافظُ أَبُو الربيع بْن سالم، وأَبُو عَبْد الله ابن أَبِي البقاء.
وتُوُفّي فِي ربيع الأول. ومن شِعره:
مَثَلُ الرِّزق الّذِي تَطْلُبُه
…
مَثَلُ الظِّلِّ الّذي يمشي معك
أنت لا تُدْرِكُهُ مُتْبِعًا
…
وإذا ولَّيتَ عَنْهُ تَبِعَك [3]
قَالَ: وأنشدني أبو محمد بن برطلة، أنشدني ابن مَرْج الكُحْل لنفسِه:
لَكَ الخيرُ يا مولايَ ما العَبْدُ بامرئٍ
…
لديه حُسامٌ، بل لديه يَرَاعُ
وهل أَنَا إلّا مِثْلُ حَسَّانَ شيمة
…
جبان وفي النّظم النفيس شجاع؟
[1] انظر عن (محمد بن إدريس) في: تاريخ إربل 1/ 425، وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1005، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 110، وزاد المسافر 27، والوافي بالوفيات 2/ 181 رقم 535، ونفح الطيب 2/ 403، 539.
[2]
في تكملة الصلة.
[3]
والبيتان في الوافي بالوفيات 2/ 181.
283-
مُحَمَّد بْن الْحَسَن [1] بْن المبارك بْن سعد الله.
أبو بكر ابن البواب المُقرئ الحَريميُّ.
وُلِد سنةَ أربعٍ وخمسين تقريبا.
وسمع من: أبي عليّ ابن الرَّحَبِيِّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ العَلَويّ، وعبد الحقِّ اليُوسُفيّ، ولاحِقٍ ودَهْبَل ابني عَلِيّ بْن كارَة. وأجاز له ابن البطّي، وأبو المعالي ابن اللّحّاس.
كتبَ عَنْهُ جماعةُ. وأجازَ للفخرِ إِسْمَاعِيل ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر ابن الشّيرازيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي المحرَّم.
284-
مُحَمَّد بْن سلامةَ [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عَلي.
أَبُو مُحَمَّد الحرّانيّ العطّار.
وُلِد سنة اثنتينِ وستينَ وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء.
وتُوُفّي فِي منتصف ذي القَعْدَةِ.
285-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي المعالي [3] بْن عَبْد الواحد البغداديّ الصّائغ.
ويُعرَفُ بابن غَيلان.
سَمِعَ من أَبِي الحُسَيْن عبدِ الحقِّ.
وماتَ فِي صَفَر.
286-
مُحَمَّد بن عليّ بن مهاجر [4] .
[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 33، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 430 رقم 2690.
[2]
انظر عن (محمد بن سلامة) في: المقفى الكبير 5/ 713 رقم 2330.
[3]
انظر عن (محمد بن علي بن أبي المعالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 423 رقم 2697.
[4]
انظر عن (محمد بن علي مهاجر) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 703، 704، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 446 رقم 2733، والمختار من تاريخ ابن الجزري 164، 165، والوافي بالوفيات 4/ 172،
الصاحبُ، كمالُ الدّين أَبُو الكلام المَوْصِليّ.
قَدِمَ دمشقَ وسَكَنَها.
وسَمِعَ من يحيى الثَّقفيّ بالمَوْصِل، ومن ابن طَبَرْزَد بدمشقَ.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ البرزاليّ، وغيره. وحدّثنا عنه أبو عليّ ابن الخلّال.
قال نجم الدّين ابن السابق: قَدِمَ ابْن مهاجر دمشق وسكنَ بعقبة الكَتَّانِ فِي دارِ ابن البانياسيّ، وشَرَعَ فِي الصدقاتِ وشراءِ الأملاك ليُوقفَها. وكانَ قد اتفقَ مَعَ والدي عَلَى عملِ رصيف عقبة الكَتَّان، وقال: تجيءُ غدا وتأخُذُ دراهمَ لعمله.
فلمّا أمسى، بَعثَ إِلَيْهِ الملكُ الأشرف خرزة بَنَفسجٍ وقال: هذه بركةُ السنة.
فأخذها وشمَّها فكانت القاضيةَ، فأصبح مَيْتًا، فوَرِثَهُ السلطانُ، وأعطوا من تركته ألف درهم، فاشتروا له بها تُربة فِي سوقِ الصالحيةِ.
قلتُ: فلما كانَ بعد ذَلِكَ بَنَى الصاحبُ تقيُّ الدّين توبةُ بْن عَلِيّ بْن مهاجر التَّكريتيُّ فِي حيطان البَرِّية خمسة دكاكين وادَّعى أنَّه ابنُ عمه.
وقال أبو المظفَّر الْجَوْزيّ [1] : بَلَغَ قيمةُ ما خلّف الصاحب كمال الدّين ثلاثمائة ألف دينارٍ. وأراني الملكُ الأشرفُ مِسْبَحةً فيها مائة حبةٍ، مثلِ بيضِ الحمام- يعني: من التَّرِكَة-.
تُوُفّي فِي مُسْتَهَلّ جُمَادَى الآخرَة.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ القُوصيُّ فِي «معجمِه» فقالَ: الوزيرُ كمال الدّين ابن الشهيد معين الدّين. كانَ من ساداتِ الكرام في زمانه، مستغنيا بأمواله عن أموال السلطانِ، باذلا إنعامه للإخوانِ، مُديمًا لهم مدَّ الخِوانِ.
تُوُفّي يوم الْجُمعةِ وهو ساجدٌ فِي صلاةِ الصبح.
287-
مُحَمَّد، السلطانُ، الملكُ، العزيز، غياث الدّين [2] .
[ () ] 173 رقم 1711، والبداية والنهاية 13/ 146.
[1]
في مرآة الزمان.
[2]
انظر عن (الملك العزيز غياث الدين) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 703، والحوادث الجامعة 53،
ابن السلطانِ الملك الظاهر غازي ابْن السُّلطان الملك الناصر صلاح الدِّين يوسُف بن أيوب، صاحبُ حَلَب.
وَلِيَ بعدَ والده وله أربع سنين أو نحوها. وجُعل أتابكه الطُّواشيّ طُغْريل، وأقَرَّ الملكُ العادلُ ذَلِكَ، وأمضاهُ لأجل الصاحبة والدة العزيز لأنها بنتُ العادلِ، وكانت هي الكُلَّ إلى أن اشتدّ. وكان فِيهِ عدلٌ، وشفقةٌ، وتَوَدُّدٌ، ومَيْلٌ إلى الدّين.
قَالَ ابن واصل [1] : يكفيه مِنَ المناقب لَهُ رده لكمالِ الدّين عمر ابن العَجَمي لما طَلَبَ قضاءَ حلب بعد موت ابن شَدَّاد، وبَذَلَ نحوَ ستين ألفَ درهم فِي القضاء فما التفتَ إِلَيْهِ ولا وَلَّاه.
توفّي فِي ربيع الأوّل شابّا طَريًّا، وله نيَّفٍ وعشرون سنة.
وخَلَّف ولده الملك الناصرَ يوسُفَ صغيرا، فأقاموه فِي المُلك بعدَه، نعوذُ باللَّه من إمرةِ الأطفال.
288-
مُحَمَّد بْن قَرَاطاي [2] الإرْبلي.
الأميرُ، أَبُو الْعَبَّاس.
كَانَ مليحَ الصورةِ، مَهيبًا، من أمراءِ صاحب إرْبل، فلمَّا ماتَ صاحبُ إرْبل قَدِمَ- هذا- حلب فأكرمَه الملكُ العزيز وأقطعه خبزا.
[ () ] وتاريخ الزمان لابن العبري 283، وتاريخ مختصر الدول، له 250، ومفرّج الكروب 5/ 114- 117، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1781، وأخبار الأيوبيين لابن العميد 143، والمختصر في أخبار البشر 3/ 158، وذيل الروضتين 165، ونهاية الأرب 29/ 217، والدر المطلوب 318، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 122، 201، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، ودول الإسلام 2/ 138، والعبر 5/ 140، وفيه:«محمد بن عبد الملك الظاهر» ، وسير أعلام النبلاء 23/ 202، 203 رقم 121، وتاريخ ابن الوردي 2/ 164، والوافي بالوفيات 4/ 306 رقم 1848، ومرآة الجنان 4/ 86، والبداية والنهاية 13/ 145، ومآثر الإنافة 2/ 83، والعسجد المسبوك 2/ 478، والسلوك ج 1 ق 1/ 253، والنجوم الزاهرة 6/ 297، وشفاء القلوب 340- 342، وتاريخ الأزمنة للدويهي 217، وشذرات الذهب 5/ 118، وتاريخ ابن سباط 1/ 309.
[1]
في مفرّج الكروب 5/ 114.
[2]
انظر عن (محمد بن قراطاي) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 165 وفيه: «محمد بن قيراطلي» ، والوافي بالوفيات 4/ 353 رقم 1916.
وله شِعرٌ حسن كأخيه، فمنه:
أقدُّك هذا أمْ هُوَ الغُصُنُ الرّطْبُ
…
وطَرْفُكَ ذا أمْ هُوَ الصَّارِمُ العَضْبُ
أيَا بَدْرَ تِمٍّ فيكَ للعينِ نُزْهَةٌ
…
وللقلبِ تَعْذِيبٌ ولكنَّه عَذْبُ
خَفِ الله في قتل الكئيب وعده بالوصال
…
عَسَى نارٌ بمُهْجَتِه تَخْبُو
تُوُفّي فِي رجبٍ بحلبَ شابّا، وله ثمانٍ وعشرونَ سنة إلا شهرين.
289-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] بْن وضّاح.
أَبُو بَكْر، اللَّخْميّ، الأندلُسيّ. خطيبُ مدينة شَقْر.
رَوَى عن أَبِيهِ أَبِي القاسم، وأخَذَ عَنْهُ القراءات.
وسَمِعَ أَبَا إِسْحَاق بْن فَتْحون. وحَجَّ سنة ثمانين وخمسمائة، وسَمِعَ من الشاطبيُّ قصيدتَه «حِرْزَ الأماني» . وسَمِعَ بِبِجاية من الحافظِ عَبْد الحقِّ بْن عَبْد الرَّحْمَن. وأجازَ لَهُ الإمامُ أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيل، وجماعةٌ.
وتصدَّرَ بلده للإقراءِ. وحدَّث بِيَسير.
قَالَ الأبَّارُ [2] : وكانَ رجلا صالحا، لَقِيُته مِرارًا. وُلِد سنة تسعٍ وخمسين.
وتُوُفّي فِي سادس شهر صفر.
وقال ابن مسدي: حَكَى لي أنَّ ابنَ هُذَيل اشْتَرى لَهُ شيئا وألبَسَه إياه. قَالَ:
فَفَرحْتُ بِهِ، فقال لأبي: هذا تذكرةُ العهد إذا كَبَر. وسَمِعَ من ابن هذيل «التَّيسير» بعضه أو كُلَّه فِي سنةِ أربع وستين. ثم خَرَّج ابن مَسْدي عَنْهُ من ذَلِكَ سندَ الكبير.
وسَمِعَ منه «التّيسير» ابنُ أَبِي الأحوص شيخُ أَبِي حَيَّان النَّحْويّ.
290-
محمد بن يحيى [3] بن قائد- بالقاف.
[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 635، 636، ومعرفة القراء الكبار 2/ 644 رقم 611، وغاية النهاية 2/ 257.
[2]
في تكملة الصلة 2/ 236.
[3]
انظر عن (محمد بن يحيى) في: المقفى الكبير 7/ 446 رقم 3541، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 452، 453 رقم 2743.
أَبُو عَبْد اللَّه، الأُمَويّ العثمانيُّ المعروفُ بالزَّواوي.
أحدُ الصّلحاءِ المشهورين بمصر. كانَ زاهدا خَيِّرًا مُنْقَطِعًا عن الناسِ لازما للعُزْلَةِ. كَانَ يَسْكُن القَرَافة.
قَالَ المنذريُّ [1] كتبتُ عَنْهُ فوائدَ.
291-
مُحَمَّد بْن يوسُف [2] بْن محفوظ بْن مُحَمَّد بْن عبد المنعم.
أبو الحسن، ابن الوَرَّاقِ، البغداديّ، الوكيلُ.
شيخٌ مبارَكٌ، حسنُ السَّمْتِ.
رَوَى عن جدِّه محفوظِ، عن أَبِي الْحُسَيْن ابن الطّيُوريّ.
كتبَ عَنْهُ ابنُ الحاجب، وغيرُه.
وُلِد في سنة إحدى وخمسين، وتوفّي في ذين الحِجَّة.
ورَوَى عَنْهُ بالإجازة القاضي الحنبليُّ.
292-
محمودُ بْن سالم [3] بْن سلامة، أَبُو القاسم.
التَّكريتيُّ، الشاهدُ.
أحدُ عدول تَكْريت وعلمائِها. لَهُ معرفة بالأدبِ، وشِعرٌ حَسَنٌ كثيرٌ. ويُلَقَّبُ بالناصح.
سَمِعَ عبد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سُوَيْدَة.
رَوَى عنه بالإجازة بهاء الدّين ابن عساكر.
تُوُفّي فِي أواخر ذي القَعْدَةِ.
أرَّخَه ابنُ النجّار.
293-
محمود بْن عَبْد اللّطيف [4] بْن مُحَمَّد بْن سيما بن عامر.
[1] في التكملة.
[2]
انظر عن (محمد بن يوسف) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 174، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 461 رقم 2768.
[3]
انظر عن (محمود بن سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 461 رقم 2767.
[4]
انظر عن (محمود بن عبد اللطيف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 458 رقم 2759، وتكملة إكمال
أَبُو الثناء، السُّلَميّ، الدمشقيّ، المحتسبُ، فخرُ الدّين، ابن المحتسب أَبِي مُحَمَّد.
رَوَى [عن][1] : أَبِي سعد بْن عَصْرون، وابن صَدَقَة الحرّانيّ، وطُغْديّ الأميري، والبهاء ابن عساكر.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والمجد ابن الحُلْوانية. وآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ ابنُه عَلِيّ حضورا. وأجازَ لغيرِ واحدٍ.
وتُوُفّي فِي الثامن والعشرين من شوَّال.
294-
محفوظُ بْن الْمُبَارَك [2] بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن بكري.
أبو الوفاءِ، الحَريميُّ، المُسْتعملُ.
سَمِعَ من: أَحْمَد بْن موهوب بن السّدنك، ولا حق بْن كارَة.
وماتَ فِي صفر.
أجازَ لابنِ الشيرازيّ.
295-
مُرْتَضى بْن أَبِي الجودِ [3] حاتِم بْن المسلّم بن أبي العرب.
أبو الحسن، ابن العفيف، الحارثيُّ، الْمَصْريّ، الحْوفيُّ [4] .
وُلِد سنة تسع وأربعين تقريبا بالحوف.
وقرأ القراءات، وسَمِعَ بالإسكندريةِ من السِّلَفِيّ، والقاضي الحضْرميّ.
وبمصرَ من: عبِد اللَّه بْن بَرِّي، وإسماعيل بْن قاسمٍ الزيات، وسلامة بن عبد الباقي الأنباريّ، وغيرهم.
[ () ] الإكمال لابن الصابوني 224، والإشارة إلى وفيات الأعيان 336.
[1]
إضافة على الأصل.
[2]
انظر عن (محفوظ بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 434 رقم 2701.
[3]
انظر عن (مرتضى بن أبي الجود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 458، 459 رقم 2760، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 302، 303، والمعين في طبقات المحدّثين 197 رقم 2088، والإعلام بوفيات الأعلام 262 والإشارة إلى وفيات الأعيان 336، والعبر 5/ 140، وسير أعلام النبلاء 23/ 11، 12 رقم 5، وذيل التقييد 2/ 287 رقم 1640، وتذكرة الحفاظ 4/ 1419، والنجوم الزاهرة 6/ 399، وشذرات الذهب 5/ 168، 169.
[4]
منسوب إلى الحوف، كورة مشهورة قصبتها بلبيس، من مصر. قيدها المنذري.
رَوَى عَنْهُ: الزكيُّ المُنْذريُّ، وابنُ النّجار، وأَبُو طاهرِ أَحْمَد بْن عَبْد الكريم المُنْذريُّ، وحفيدُه أَبُو الجود حاتِمُ بْن الْحُسَيْن بْن مرتضى، والشهابُ أَحْمَد الأبَرْقُوهيّ، والغَرَّافيّ. وآخِرُ من رَوَى عَنْهُ بالحضور أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُكَرَّم، وجماعةٌ بالإجازة.
وكانَ من الأئمّة العاملين.
قَالَ الزكيُّ عبدُ العظيمِ [1] : كَانَ عَلَى طريقةٍ حسنة، كثيرَ التلاوة للقرآنِ فِي اللّيلِ والنهارِ. ووالدُه العفيفَ أحدُ المُنْقَطِعينَ المشهورين بالخير والصلاح، وله القَبولَ من الناس.
قلتُ: حدَّث مرتضى بدمشق أيضا. وكانَ عنده فِقْهٌ، ومعرفةٌ، ونَبَاهةٌ.
وكتبَ بخطِّه كثيرا.
وقال التقيُّ عُبَيْد الحافظ: كَانَ فقيرا، صَبُورًا، لَهُ قَبولٌ. ويَخْتِمُ كلَّ يوم وليلة خَتْمَةً، وله فِي رمضان ستّون خَتمةً.
وتُوُفّي بالشارع فِي ليلة التاسع والعشرين من شوّال.
وكان شافعيّ المذهب.
ولم يذكر المُنْذريُّ عَلَى من قرأ القراءات.
296-
مُرهف بْن صارم [2] بْن فلاحِ بْن راشد.
أَبُو المُهَنَّد الْجُذَاميّ، المَنْظُوريّ، السفطيُّ، الشافعيّ، الزاهدُ.
صَحِبَ الشَّيْخ أَبَا عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ زمانا، وغيرَهُ من الصالحين. وأمَّ بالمسجِد بزُقاق الطَّبَّاخ بمصر، ثم انقطعَ بالمسجد الملقب بالأندلسِ الّذِي بالقَرَافَةِ. وكان يُزار ويُتَبَرَّكُ بلقائِه. وله شعر حسن.
[1] في التكملة 3/ 434.
[2]
انظر عن (مرهف بن صارم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 463 رقم 2774، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 212، 213.
رَوَى عَنْهُ الزكيُّ المُنْذريُّ وقال [1] : كَانَ مُتواضعًا، حَسَنَ المحاضرَة، مُنبسطَ الوجِه، أحدَ المشهورينَ بالصَّلاحِ والخير. ذَكَرَ ما يَدُلُّ عَلَى أنَّ مولدَه فِي سنةِ ثمانٍ وأربعين.
ومنظُور: فخذ من جذام.
وسفط: قرية مشهورةٌ تُعْرَفُ بَسفْط نَهْيَا بجيزةِ الفُسطاط. وبديار مصرَ سبعة عشرَ موضعا تسمى سفط.
297-
مسعودُ بْن يُرنقش [2] .
الأميرُ، بدرُ الدّين، النجميُّ.
حدَّث عن أبي الحسن عليّ بن محمد ابن الساعاتي الشاعر.
رَوَى عَنْهُ زكيُّ الدّين عبدُ العظيم وقالَ: وُلِد بتَكريت سنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسمائة، وماتَ فِي ربيع الأوّل بالشَّوْبك.
298-
مُظَفَّرُ بْن عَبْد اللَّه [3] بْن مُظفر بْن أَبِي البركات.
أَبُو المنصورِ، الهاشميُّ، العباسيُّ، الأرْبِلي، الواعظُ ويعرف بالشريفِ العباسيِّ.
تفقّه بإرْبِل عَلَى مذهبِ الشافعيّ. واشتغلَ بالوعظِ.
وسَمِعَ من: الفقيه عُمَر بْن مُحَمَّد العاقِلي [4] ، وذاكرِ بْن كامل.
وحدَّث بمصرَ ودمشقَ. ووَعَظَ بجامع مصر.
وتُوُفّي بإرْبِل فِي شوّال.
[1] في التكملة 3/ 463.
[2]
انظر عن (مسعود بن يرنقش) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 435، 436 رقم 2705.
[3]
انظر عن (مظفر بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 459 رقم 2761، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 156 (8/ 373) ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 263، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 83.
[4]
في تكملة المنذري: «العاملي» .
كتب عنه الزّكي المنذريّ [1] ، عمر ابن الحاجب. ورَوَى عَنْهُ بالإجازة البهاءُ بْن عساكر.
299-
مكّيّ بْن عُمَر [2] بْن نعمة بْن يوسُفَ بْن سَيْف بن عساكر.
الفقيُه، أَبُو الحرم، ابن الزاهدِ المُقرئ أَبِي حفص، الرُّؤبيُّ، المَقْدِسيُّ، ثم الْمَصْريّ، الحنبلي، البَنَّاءُ. أحدُ العالمين بمذهبِ الْإمَام أَحْمَد.
سَمِعَ من: والدهِ، والعلامةِ عبد اللَّه بْن بَرِّي، وأَبِي الفتحِ محمود الصابونيّ، والبُوصيريّ، وخَلْقٍ كثير. وبمكةَ من مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الهَرَويّ، ويونُسَ الهاشميِّ، وجماعة.
وله مجاميعُ فِي الفقه، وغيرِه. وتَخَرَّجَ بِهِ جماعةٌ. وأمَّ بالمسجد المعروف بِهِ بدربِ البَقَّالينَ بمصرَ. وكان يبني ويأْكُلُ من كسبِ يده.
والرُّؤبيُّ: نسبة إلى رُؤْبَةَ جَدِّهم.
رَوَى عَنْهُ: ابن النّجّار، والزكيُّ المُنْذريُّ، وغيرهما.
وتُوُفّي فِي العشرين من جُمَادَى الآخرةِ.
وأَبُوه من الرواة عن أَبِي الفتح الكَرُوخيّ.
وكانَ مولدُ مَكّي فِي رمضانَ سنةَ ثمانٍ وأربعين.
300-
مُوَفَّقُ بْن مُحَمَّد [3] بْن حُسين، القاضي.
أَبُو المؤيّد الخُوارَزْميَّ، الحنفيّ، الأصولي، الصُّوفيّ.
كَانَ فقيها، عارفا بالنظرِ والْجَدَل، قَيِّمًا بالمناظرة، مليح النظم والنثر. ولي القضاء للسلطان جلالٍ الدّين خوارزم شاه ثم استعفى، وقَدِمَ بغداد.
[1] في التكملة 3/ 459.
[2]
انظر عن (مكي بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 450 رقم 2738، والمنهج الأحمد 374، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 264، ومختصره 68، والمقصد الأرشد رقم 1160، والدر المنضد 1/ 370، 371 رقم 1033، وشذرات الذهب 5/ 169.
[3]
انظر عن (موفق بن محمد) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 165.