الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الياء]
148-
يحيى بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن عَبْد الأعلى.
أَبُو الفتحِ، الواسطيُّ، الخَطيبُ.
حدثَ عن هِبَة الله بن نصر الله بْن الْجَلخْت.
وتُوُفّي فِي صَفَر.
149-
يحيى بْن مظفّر [2] بْن مُوسَى.
الإمامُ، أَبُو زكريا، الهاشميُّ، الواسطيُّ. المعروفُ بابن الصَّابونيّ، الواعظُ، الفقيهُ، الشاعرُ.
سَمِعَ الحديثَ، وقال الشعرَ [3] .
150-
يوسفُ بْن رافع [4] بْن تميم بْن عُتبة بْن مُحَمَّد بْن عتّاب.
[ () ] وجخى- بجيم ثم خاء معجمة- أي: فتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه.
[1]
انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 385 رقم 2576.
[2]
انظر عن (يحيى بن مظفر) في: تاريخ إربل 1/ 419- 421 رقم 314، والمختار من تاريخ ابن الجزري 160، 161.
[3]
ومن شعره:
يا من على ضعفي بحور تعمّدا
…
ويرى الضلال بقتلتي محض الهدى
ومن الملاحة كلّها في أسره
…
قد حازها دون الورى متفرّدا
بجمال وجهك إنه لو يهتدى
…
بضيائه والتّيه موسى لاهتدى
وبطرفك الغنج الّذي لولاه ما
…
أمسيت مسلوب الرقاد مسهّدا
لا تصغينّ إلى الوشاة فما لهم
…
شغل سوى تفريقنا وهم العدي
(تاريخ إربل 1/ 420) و (المختار 161) .
[4]
انظر عن (يوسف بن رافع) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 384، 385 رقم 2574، وذيل الروضتين 163، ووفيات الأعيان 7/ 84- 100، وتاريخ إربل 1/ 221، ومفرّج الكروب 5/ 89- 91، وزبدة الحلب 3/ 219، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 95، 102، 107، والمختصر في أخبار البشر 3/ 156، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2081، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 261، وتذكرة الحفاظ 4/ 1459، والعبر 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 22/ 383- 387 رقم 246، ومعرفة القراء الكبار 2/ 619- 621 رقم 584، والمختار من تاريخ ابن الجزري 159، 160، وتاريخ ابن الوردي 2/ 160، ونثر الجمان 2/ ورقة 66، 67، ومرآة الجنان 4/ 82- 84، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 115- 117، وطبقات
قاضي القضاة، بهاءُ الدّين، أَبُو المحاسِن وأَبُو العِزِّ، الأَسَدِيّ، الحلبيُّ الأصلِ، المَوْصِليّ المولدِ والمَنْشَأ، الشافعيّ، الفقيهُ، المعروف بابن شدّاد.
وُلِد فِي رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وحَفِظَ القرآن. ولَزِمَ أَبَا بَكْر يحيى بْن سعدون القرطبي فقرأ عليه القراءات والعربية، وسمع منه ومن مُحَمَّد بْن أسعدَ حَفَدةِ العَطَّاريّ، وابن ياسر الجيّانيّ، وأَبِي الفضل خطيبِ المَوْصِل، وأخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، والقاضي أَبِي الرِّضا سعيدِ بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم الشّهْرُزُوريّ، وأَبِي البركات عَبْد اللَّه بْن الخَضِر ابن الشّيرجيّ الفقيِه، ويحيى الثَّقفيّ. وببغدادَ من شُهْدةَ الكاتبة، وأَبِي الخير أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القَزْويني.
وتفقّه، وتفنَّنَ، وبَرَعَ فِي العلم.
وحدَّث بمصرَ، ودمشق، وحلبَ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الفاسيُّ المقرئُ، والزّكيُّ المنذريُّ، والكمالُ العَدِيميّ، وابنهُ المجد، والجمال ابن الصابونيّ، والشهابُ القُوصيّ، ونصر اللَّه وسعدُ الخير ابنا النابُلُسيّ، والشهابُ الأبَرْقوهيّ، وأَبُو صادقٍ مُحَمَّد بْن الرشيد العطارُ، وسُنْقُر القضائيّ، وجماعةٌ. وبالإجازة قاضي القضاة تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وأَبُو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازيّ، وجماعة.
وكان- كما قال عمر ابن الحاجب-: ثقة، حجة، عارفا بأمورِ الدّين، اشتَهَر اسمُهُ، وسارَ ذكرهُ. وكانَ ذا صلاحٍ وعبادةٍ. وكانَ فِي زمانه كالقاضي أَبِي يوسف فِي زمانةِ. دَبَّر أمورَ المُلك بحلبَ، واجتمعتِ الألْسُنُ على مدحه. وأنشأ
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 51 (8/ 360- 362، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 170 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 143، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 79، 80، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 18، وغاية النهاية 2/ 395، 396، وذيل التقييد 2/ 321 رقم 1716، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 427، 428 رقم 398، والأنس الجليل 2/ 447، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 158، 159، والأعلام 9/ 306، وكشف الظنون 125، 759، 1015، 1275، 1739، 1816، 1898، وهدية العارفين 2/ 553، 554، وإيضاح المكنون 2/ 681، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 11 و 3/ 328، ومعجم المؤلفين 13/ 299، 300.
دارَ حديثٍ بحلبَ. وصنَّفَ كتاب «دلائل الأحكام» في أربع مجلّدات.
وحكى القاضي ابن خلّكان [1]، أنَّ بعض أصحابه حدّثه قَالَ: سَمِعْتُ القاضي بهاء الدّين يَقُولُ: كُنَّا فِي النّظامية فاتّفق أربعةٌ من فقهائها أو خمسةٌ عَلَى شرب البَلاذُر، واشتَرَوا قَدَرًا- قَالَ لهم الطبيبُ- واستعملوه فِي مكانٍ، فَجُنُّوا، ونَفَروا إلى بَعْدِ أيّام وإذا واحدٌ منهم قد جَاءَ إلى المدرسةِ عُريانًا بادي العورة، وعَلَيْهِ بقيار كبير بعذبةٍ إلى كعبه، وهو ساكت مُصَمِّمٌ، فقامُ إِلَيْهِ فقيهٌ، وسألَه عن الحال، فقالَ: اجتمعْنا وشَربنا البّلاذُرَ فجُنَّ أصْحابي وسَلِمتُ أنا وحدي، وصارَ يُظهِرُ العقلَ العظيمَ، وهُمْ يَضحَكْونَ وهو لَا يَدْري.
وقال القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [2] : انحدر إلى بغدادَ، وأعادَ بها، ثم مضى إلى المَوْصِل، فدرَّسَ بالمدرسة التي أنشأها القاضي كمال الدّين ابن الشَّهْرَزُوري. وانتفعَ بِهِ جماعةٌ. ثم حجَّ سنةَ ثلاثٍ وثمانين وزارَ الشامَ، فاستحضرَهُ السُّلطان صلاحُ الدّين، وأكْرَمهُ، وسَألَهُ عن جُزء حديث ليسمع منه، فأخرج لَهُ «جُزءًا» فِيه أذكارٌ من «الْبُخَارِيّ» فقَرَأه عَلَيْهِ بنفسه. ثم جَمَعَ كتابا مُجَلَّدًا فِي فضائلِ الجهادِ وقَدَّمَهُ للسُّلطانِ، ولَازَمه فَولاه قضاء العَسْكر المنصور وقضاء القدس. وكانَ حاضرا موتَ صلاح الدّين. ثم خَدَمَ بعده ولدَه الملك الظّاهر، فولّاه قضاءَ مملكته، ونَظَر أوقافَها سنةَ نيفٍ وتسعين. ولم يُرْزَقْ ولدا، ولا كَانَ لَهُ أقاربُ. واتفقَ أنّ الملكَ الظاهرَ أقطَعَه إقطاعا يَحصُلُ لَهُ منها جُملةٌ كثيرةٌ، فَتصَمَّدَ لَهُ مالٌ كثيرٌ، فَعَمَّرَ منه مدرسة سنة إحدى وستمائة، ثم عَمَّرَ فِي جوارها دارَ حديث وبينَهما تُربة لَهُ.
قصدَهُ الطلبةُ واشتغلوا عَلَيْهِ للعلمِ والدّنيا. وصارَ المُشارَ إِلَيْهِ فِي تدبير الدّولة بحلبَ إلى أن كَبِرَ، واستولَتْ عَلَيْهِ البروداتُ والضَّعفُ، فكانَ يتمثلُ بهذا:
مَنْ يَتَمنَّ العُمْر فَلْيدَّرعْ
…
صَبْرًا عَلَى فَقْد أحْبَابِه
ومَنْ يُعَمَّر يلق في نفسه
…
ما يتمنّاه لأعدائه [3]
[1] في وفيات الأعيان 7/ 94.
[2]
في وفيات الأعيان 7/ 86- 87.
[3]
البيتان لأبي إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر المعروف بقاضي السلامية، ذكرهما ابن الشعار في
وقال شيخنا ابْن الظاهريَ: ابن شدّاد هُوَ جدُّ قاضي القضاة بهاءِ الدّين هذا لأمِّه، فُنسِبَ إِلَيْهِ.
وقال الأبرْقُوهيُّ: قَدِمَ مصرَ رسولا غير مرّة آخرها القدمة التي سَمِعْتُ منه فيها.
وقال ابْن خلّكان [1] : كَانَ يُكَنَّى أولا أَبَا العزِّ فغيَّرها بأبي المحاسنِ.
وقال: قالَ فِي بعض تواليفِه: أوَّلُ من أخذتُ عَنْهُ شيخي صائنُ الدّين القُرْطُبيّ، فإنيِّ لازَمتُ القراءة عَلَيْهِ إحدى عشرةَ سنة، وقرأتُ عَلَيْهِ معظم ما رَوَاهُ من كُتُب القراءاتِ، والحديث، وشروحِه، والتفسيرِ، وكتب لي خطَّهُ بأنَّه ما قَرَأ عَلَيْهِ أحدٌ أكثرَ ممّا قرأتُ عَلَيْهِ.
إلى أن قَالَ: ومن شيوخي سراج الدّين مُحَمَّد بْن عَلِيّ الجيّاني قرأتُ عَلَيْهِ «صحيح» مسلم كلّه بالموصل، و «الوسيط» للواحديّ، وأجازَ لي سنةَ تسعٍ وخمسين. ومنهم: فخر الدّين أبو الرضا أسعد ابن الشّهرزوريّ سمعت عليه «مسند» أبي عوانة و «مسند» أبي يعلى، و «مسند» الشافعيّ، و «سنن» أبي داود، و «جامع» التِّرْمِذيّ. وسَمِعْتُ من جماعة، منهم: شُهْدَة ببغدادَ.
قَالَ ابْن خلّكان: أعادَ بالنظاميّة ببغداد فِي حدود السبعين. وحجَّ سنة ثلاثٍ وثمانينَ. وقَدِمَ زائرا بيتَ المقدس، فبالغ فِي إكرامه صلاحُ الدّين، فَصنَّف لَهُ مُصَنَّفًا فِي الجهادِ وفَضْلِه. وكان شيخنا وأخذتُ عَنْهُ كثيرا. وكتبَ صاحب إرْبل فِي حقّي وحقِّ أخي كتابا إِلَيْهِ يَقُولُ: أنت تعلمُ ما يلزَمُ من أمر هذين الوالدين وأنّهما ولدا أخي، وولدا أخيك، ولا حاجةَ مَعَ هذا إلى تأكيدٍ. فَتَفَضل القاضي وتَلَقَّانا بالقبولِ والإكرام وأحسن حسب الإمكان، وكانَ بيدِه حلُّ الأمور وعَقْدُها، ولم يكنْ لأحدٍ معه كلامٌ. ولا يعملُ الطَّواشي شهابُ الدّين طُغْريل شيئا إلّا بمشورتِه، وكانَ للفقهاء بِهِ حُرمةٌ تامةٌ وافرةٌ، وطالَ عُمُرُه. وأثّر الهرمُ فِيهِ حتّى
[ () ] ترجمة قاضي السلامية من «عقود الجمان» (1/ الورقة 28) وانظر الوفيات 7/ 93.
[1]
في وفيات الأعيان 7/ 84- 86.
صارَ كالفَرْخ، وضَعُفَتْ حركتُه. ثم طوَّلَ ترجمتَه وهي ثمان ورقات منها، قَالَ:
وكان القاضي يسلُكَ طريقَ البغادِدَةِ فِي أوْضاعِهم، ويَلْبَسُ زيّهم، والرؤساءُ يَنْزلُونَ عن دوابِّهم إِلَيْهِ عَلَى قدرِ أقدارِهم [1] . ثم سارَ إلى مصرَ لإحضارِ ابنةِ الكاملِ لزوجها العزيز، فقَدِمَ وقد استقَلَّ العزيزُ بنفسه ورَفعُوا عَنْهُ الحَجَر ونَزلَ طغرل إلى البلد. واستولى عَلَى العزيز جماعةُ شبابٍ يُعَاشرونَه فاشتغلَ بهم، ولم يَرَ القاضي وَجْهًا يَرْتَضيه، فلازَمَ دارَه إلى أن مات وهو باقٍ عَلَى القضاء. ولم يبقَ لَهُ حديثٌ فِي الدّولة، فصار يفتحُ بابَهُ لإسماعٍ الحديثِ كُلَّ يوم، وظهر عَلَيْهِ الخَرَفُ بحيثُ إنه صارَ إذا جاءَه إنسان، لَا يعرفه، وإذا عاد إِلَيْهِ، لَا يعرفُه، ويسأل عَنْهُ، واستمرَّ عَلَى هذا الحالِ مُدَيْدَةً. ثمّ مَرِضَ أياما قلائلِ، وماتَ يوم الأربعاءِ رابع عشر صفر بحلب. وقد صنَّفَ كتابَ «ملجأ الحُكَّام» فِي الأقضية مجلّدين، وكتابَ «الموجز الباهر» فِي الفقه، وكتابَ «دلائل الأحكام» فِي مجلّدينِ، وكتابَ «سيرة صلاح الدّين» فجوَّدها [2] .
151-
يوسف ابْن الوزير [3] الجليل أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه ابْن القاضي أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الشَّيبيّ.
الدميريُّ، الْمَصْريّ، الوزيُر العالمُ تاجُ الدّين، أَبُو إِسْحَاق، المعروف بابن شكر.
ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمصر.
وتفقَهَ، وبَرعَ، وقَرأ الأدبَ، ودَرَّسَ بمدرسة الصاحب والدِه. وأخذ بدمشق عن تاجِ الدّين أَبِي اليُمن الكِنْديّ. ونابَ عن والده بالشامِ ومصَر مدّة. وولي وزارة الجزيرة وديارَ بكرٍ مدّة.
تُوُفّي فِي حادي عشر رجب بحَرَّانّ.
روى عنه القوصيّ في «معجمه» شعرا.
[1] وفيات الأعيان 7/ 90، 91.
[2]
وفيات الأعيان 7/ 99.
[3]
انظر عن (يوسف بن الوزير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 392 رقم 2598، ونهاية الأرب 29/ 210، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 72، 73، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 19، 20.