الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أخذ ولدُهُ عَبْد اللَّه يَصِفُ توكُلَه وفناءه ومحبّته ورضاه ومقاماته، وأنّ أخلاقَه كريمةٌ وهيبتَه عظيمةٌ، وأنَّه بَقِيَ عشرينَ سنة بقميصٍ واحد وطاقيةٍ عَلَى رأسه، ثم سأله الفقراءُ أن يَلْبَسَ جُبَّةً، فلَبِسَ، وأنّه ما لِقيَ أحدا إلا ابتسمَ لَهُ.
قَالَ: ورأيتُ ابن شير المغربيَّ، وحجَّ سنة، ثم قدم وحضر عند الفقراء، فقال: كيف كَانَ وصولُ الشَّيْخ؟ قَالُوا: الشَّيْخ ما حجَّ. فقال: والله لقد سلمتُ عَلَيْهِ عَلَى الجبل وصافحتهُ، ثم أتى إِلَيْهِ وسلّم عَلَيْهِ، وقال: يا شيخ غانم أما سَلَّمتُ عليكَ بالجبلِ؟ فَتَبسَّمَ وقال: يا شمسَ الدّين هذا يكونُ بحُسْنِ نظرِك والسكوتُ أَصْلَحَ.
وحكى الشيخُ القُدوة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الأرمويُّ قَالَ: حضرتُ مَعَ والدي سماعا حضره الشيخ غانم والشيخ طيّ والشيخ عليّ الحريريّ، فلمّا تكَلَّمَ الحادي حَصَلَ للشيخ غانم حالٌ، فحملني وقامَ بي، ودارَ مِرارًا، فَنظَرْت، فإذا بي فِي غير ذَلِكَ الموضع، ورأيتُ بلادا عجيبة، وأشجارا غيرَ المعهودة، وناسا مُوَشحينَ بوزْرات، حتّى رَأَيْت شخصا خارجا من باب حديقةٍ وهو يسوقُ بقرة، فهالَني ذَلِكَ.
فلمّا جلس بي الشَّيْخ، قَالَ لَهُ الشَّيْخ طيُّ أو غيره: أيش كانت وظيفةُ وُلِد الشَّيْخ عليك فِي هذه القومَةِ؟ فلم ينطق. فقال والدي: الشَّيْخ عَبْد اللَّه فرّج ولدي فِي إقليم الهند وجاء، فسكت الشَّيْخ غانم. هَذِهِ الحكاية يرويها قاضي القضاة أبو الْعَبَّاس بْن صصريّ، والشيخ علاء الدّين عَلى ابن شيخنا شمس الدّين مُحَمَّد سِبْطِ الشَّيْخِ غانم.
وقد أفردَ سيرة الشَّيْخ غانم فِي «جُزءِ» مليحٍ حفيدُ شيخنا شمس الدّين المذكور المولى الإمامُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن الشَّيْخ علاء الدّين- أبقاهما اللَّه ورحمهما- وقال: تُوُفّي فِي غُرَّةِ شَعْبان سنة اثنتين وثلاثين، ودُفَن فِي الحضرة التي بها صاحبه ورفيقُه الشَّيْخ عَبْد اللَّه الُأرْمَوي بسفحِ قاسِيُون.
[حرف الميم]
117-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد [1] بْن مُحَمَّد بن أحمد بن عبد الملك.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد الأندلسي) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 633.
أبو عبد الله، ابن مُشْليُون [1] ، الأَنْصَارِيّ، الفقيه الأندلُسيُّ.
روى عن أَبِي بكر بن نمارة، وغيره.
أخَذَ عَنْهُ الأَبَّارُ وقال: تُوُفّي فِي ربيع الأوّل، وله تسعون سنة.
118-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد اللَّه، القادسيُّ، الكُتْبِيُّ، صاحب «التاريخ» .
حَدَّث عن عُبَيْد اللَّه بْن شاتيل الدَّبَّاس، وغيرِه.
وكان رجلا فاضلا، ذا اعتناءٍ بالتواريخ والحوادث.
أجازَ لتاج الدّين إسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن قُريش المَخْزُومِيّ، ولفاطمةَ بِنْت سُلَيْمَان الأَنْصَارِيّ، وجماعةٍ.
وتُوُفّي فِي التاسع عشر من جُمَادَى الآخرة ببغداد.
وهو منسوب إلى القادسية التي بين سامُرَّاءَ وبغدادَ، لَا قادسية الكوُفةِ التي كانت بها الوقعة المشهورة.
وقد ذكرنا والده من سنوات [3] .
119-
ابن القاضي أبي مُحَمَّد [4] جامع بْن عَبْد الباقي بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ، علاء الدّين.
أَبُو المعالي، التميميُّ، الأندلُسيُّ، ثم الدّمشقيّ.
سَمَّعَه أَبُوه من: بَرَكاتٍ الخُشُوعيِّ، وعبد اللّطيف بْن أَبِي سعد، والقاسم بْن عساكر، وعمر بْن طَبَرْزَد، وجماعةٍ. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مُجلى، وجماعة. وبحرانَ من عَبْد القادر الرُّهاويِّ الحافظ. وبحماة، وحلب.
وحدّث.
[1] تصحّف في التكملة إلى: «مليون» .
[2]
انظر عن (محمد بن أحمد الكتبي) في: الوافي بالوفيات 2/ 117 رقم 457، ومعجم المؤلفين 9/ 12.
[3]
في وفيات سنة 621 رقم (2) .
[4]
اسمه: «محمد» انظر عنه في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 399 رقم 2619.
ووالده: - جامع بْن باقي من أصحاب السِّلفَيّ.
روى عَنْهُ ابْن خليل فِي «معجمه» وغيره.
روى عن مُحَمَّد زكيُّ الدّين البِرْزاليُّ، ومجدُ الدّين ابن الحُلْوانية.
وتُوُفّي فِي ذي الحجّة بدمشق.
120-
مُحَمَّد بْن جعْفَر [1] بْن أَحْمَد، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
المخزوميُّ، الشَّقْريُّ.
سَمِعَ أَبَاهُ، وحجِّ، فأخذَ عن العلامةَ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الحقّ الإشْبيلي نزيل بِجَايةَ كتابَ «التهجُّد» لَهُ.
ولم يكنْ لَهُ معرفةٌ بالحديث، بل لَهُ حظ مبرور من منظوم ومنثور.
وتُوُفّي فِي شوَّال.
121-
مُحَمَّد بْن حسن [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد اللَّه، الأَنْصَارِيّ. من أهل قرطاجنّة عَمَلِ مُرْسِيةَ.
روى عن: خاله أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي العافية، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي جَمْرَة.
ووَلِيَ قضاءَ موضعِه أربعينَ سنة. وكان لَهُ حظٌ من الفقهِ والأدب.
تُوُفّي فِي شوَّال، وله ثمان وسبعون سنة.
122-
مُحَمَّد بْن دُلف [3] بْن كرم بْن فارس.
أَبُو الكرم، العُكْبَريّ، القصارُ.
وُلِد سنة إحدى وستّين.
وسمّعه أبوه من: عبد الله بن أحمد ابن النَّرْسيّ، ويحيى بْن ثابت، ومُسلْمِ بْن ثابت ابن النّخّاس.
وحدّث، ومات في صفر.
[1] انظر عن (محمد بن جعفر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 634.
[2]
انظر عن (محمد بن حسن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 633.
[3]
انظر عن (محمد بن دلف) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 42، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 385 رقم 2577.
123-
مُحَمَّد بْن أَبِي غالب [1] زُهَير بْن مُحَمَّد.
وجيهُ الدّين، الأصبهانيُّ، الزاهدُ. يُعرفَ بشعرانة.
سَمِعَ «صحيح» الْبُخَارِيّ من أَبِي الوَقْت بأصبهان.
وطالَ عُمُره. وحدَّث مدّة. وأجازَ فِي سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين لأهلِ الشام.
وكان شيخا صالحا، عابدا.
أجازَ لمحمد بْن أَبِي العزَّ بن مشرّف، وإبراهيم بن عليّ ابن الحُبُوبيّ، وفاطمةَ بِنْتِ سُلَيْمَان، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحَسَن المُخَرّميّ، وللقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وجماعةٍ.
وحدّث عنه القاضي كتابة ب «صحيح» الْبُخَارِيّ.
124-
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] بْن أَبِي سعْد [3] .
أَبُو عَبْد اللَّه المدينيُّ، الشافعيّ، الواعظ.
وُلِد فِي ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وأربعين وخمسمائة بمدينة جيّ.
وسمع من: أَبِي القاسم إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الحَماميّ، وأَبِي الوقتِ السّجزيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ، وغيرهم.
روى عَنْهُ الضياءُ المقدسيُّ، وابنُ النجّار.
وسَمِعنْا بإجازتِه عَلَى الشّرف أَحْمَد بْن عساكر، وفاطمة بنتِ سُلَيْمَان، والأمينِ أَحْمَد بْن رسلان، والقاضي تقيِّ الدّين سُلَيْمَان، وغيرهم.
[1] انظر عن (محمد بن أبي غالب) في: العبر 5/ 130، وسير أعلام النبلاء 22/ 379 رقم 241، وذيل التقييد 1/ 125 رقم 192، وشذرات الذهب 5/ 155.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 41، وسير أعلام النبلاء 22/ 378، 379 رقم 240، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2077، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والعبر 5/ 130، والوافي بالوفيات 4/ 72 رقم 1526، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 31 (8/ 75) ، وذيل التقييد 1/ 169، 170 رقم 299، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 155.
[3]
في (العبر) : «بن أبي سعيد» ، وهو غلط.
قَالَ ابن النجّار: هُوَ واعظٌ، مُفْتٍ، شافعيٌ. لَهُ معرفةٌ بالحديثِ وله قَبولٌ عند أهل بلده. وحدّثني عن أَبِي الوقتِ بجزء بِيبي، وفيه ضَعْف. وبلَغَنا أَنَّهُ قُتِلَ بأصبهان شهيدا عَلَى يدِ التتارِ فِي أواخر رمضان سنة اثنتين.
قلت: أخذتِ التتارُ أصبهان فِي هذا العام، وسُلِّمت منهم إلى هذا الوقت وقَتَلُوا بها خَلْقًا لَا يُحْصَوْنَ.
125-
مُحَمَّد بْن عبدُ الرشيد [1] بنُ مُحَمَّد بْن عَبْد الرشيد بْن نَاصر.
أَبُو الفضل، الأصبهانيُّ.
من بيت العلمِ، والزّهد.
وولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من أَحْمَد بْن ينال التّرك. وصحب الصُّوفيّة. وكان يعظُ فِي القرى.
كُتُب عَنْهُ ابْن النجّار، وغيره.
وقال ابْن النجّار بَلَغنا أَنَّهُ قُتِلَ بأصبهان فِي شوَّال.
قلتُ: هذا لم أرَهُ فيمن أجازَ للقاضي تقيّ الدّين.
126-
مُحَمَّد بْن عماد [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي يَعْلَى.
أَبُو عَبْد اللَّه، الْجَزَرِيّ الحرّانيّ، الحنبليُّ، التاجرُ.
ولد بحرّان يوم الأضحى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وقدِمَ ديارَ مصر وهو مراهقٌ، فَسِمعَ «الخِلَعيّات» من عبد الله بن رفاعة
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرشيد) في: الوافي بالوفيات 3/ 253 رقم 1274.
[2]
انظر عن (محمد بن عماد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 94، والمطبوع 2/ 162، رقم 401، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 383، 384 رقم 2573، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2074، والمختصر المحتاج إليه 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 22/ 279- 381 رقم 242، والعبر 5/ 130، والوافي بالوفيات 4/ 229 رقم 1759، وتذكر الحفاظ 4/ 1458، وذيل التقييد 1/ 204 رقم 383، والعسجد المسبوك 2/ 468، 469 وفيه تصحّف من «عماد» بالدال إلى «عمار» بالراء، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 402 رقم 2879، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 155.
الفَرَضيّ. وسَمِعَ بالإسكندريةِ من السِّلَفِيّ. وببغداد من: أبي الفتح ابن البَطِّيّ، ويحيى بْن ثابت، وأَبِي حنيفةَ مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه الخطيبيّ، وأبي محمد ابن الخشّاب، وعبد اللَّه بْن منصور المَوْصِليّ، وسعد الله ابن الدَّجاجيّ، وأَبِي بَكْر بْن النَّقور، وشُهْدَةَ، وأَحْمَد بْن المُقَرَب، والأبْلَهِ الشاعرِ، وغيرهم.
وروى بالإجازةِ عن هبة اللَّه بْن أَبِي شريك، وأَبِي القاسم ابن البَنَّاء، وأَبِي الوَقْت.
وسَمِعَ بمصر أيضا من عَلِيّ بْن نصر الأرْتاحيِّ، عن أَبِي عَلِيّ بْن نَبْهان.
روى عَنْهُ: ابن النجّار، والزّكيّ المنذريّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد الخالق بْن طرخان الكِنْديّ، وعطية بْن ماجد، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه المَنْبِجيّ، وجمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشّريشيّ الفقيه، وعبد المنعم ابن النّجيب عبد اللّطيف الحرّانيّ، وأَبُو مُحَمَّد بْن غلام الله ابن الشّمعة، والتاجُ عَبْد الغنيّ الجذاميُّ، ومُحَمَّد بْن عثمان الإربليُّ، وأَبُو العزّ بْن محاسن، وكافور الصوّاف، وطائفة.
وَحَدَّثَنَا عَنْهُ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفوّيّ، وعليّ بْن أَحْمَد العَلَويّ، ويحيى بْن أَحْمَد الصوّاف، وآخر مَنْ روى عَنْهُ هُوَ بالسماع، والقاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان بالإجازةِ.
وكان ثقة، صدوقا، صالحا.
ذكره عمر ابن الحاجبِ فقال: شيخٌ عالمٌ، فقيهٌ، صالحٌ، كثيرُ المحفوظ، ثقة، حسنُ الإنصات، كثيرُ السّماع. سَمِعَ الكثير بإفادة خاله. وأصوله بأيدي المحدّثين، وطالَ عمره. وسكن الإسكندرية، ورُحِلَ إِلَيْهِ. وتُوُفّي فِي عاشرِ صفر بالإسكندرية.
127-
مُحَمَّد بْن غَسَّان [1] بْن غافل [2] بْن نجاد [3] بْن غَسَّان بْن غافِل بْن نجاد بْن ثامر الحنفيُّ، الأميرُ، الأَنْصَارِيّ.
[1] انظر عن (محمد بن غسان) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 396 رقم 2607، وسير أعلام النبلاء 22/ 381 رقم 243، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2078، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 261، 262، والمشتبه 2/ 482، والعبر 5/ 131، والجواهر المضية 2/ 106، والوافي بالوفيات 4/ 313 رقم 1855، والعسجد المسبوك 2/ 469، وتوضيح المشتبه 6/ 411، و 9/ 31، والنجوم الزاهرة 6/ 192، والطبقات السنية 3/ ورقة 547.
[2]
تصحّف في (العبر 5/ 131) إلى «عاقل» .
[3]
نجاد: بكسر النون كما قيّده المنذري.
الخزرجيُّ، الحمصيُّ، سيف الدّولة، أَبُو عَبْد اللَّه.
ولد بحمص في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وقدم دمشق- وهو صبيُّ- فسَمِعَ من الصائن هبة اللَّه، والحافظ عَلِيّ ابني الْحَسَن بْن هبة اللَّه، وأَبِي المظفَّر سعَيِد بْن سهل الفلكي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وعَلِيّ بْن أَحْمَد الحّرَسْتانيّ، وعَبْد الخالق بْن أسد الحنفيِّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ: الضياءُ، وابْن خليل، والجمال ابن الصابونيّ، وسعد الخير النابُلُسي، وأخوه نصرٌ، وعليّ بْن عثمان اللّمتونيّ، وسُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن كسا، والمؤيَّدُ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم الكاتب، والشرفُ أحمد بن عساكر، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذيّ، ومحمد بن حازم، والعزّ أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطيّ، وآخرون. وآخرُ من روى عَنْهُ حُضورًا البهاءُ قاسمُ بْن عساكر.
وكان يعيش من ملكه، ويُواظبُ عَلَى الصلاةِ فِي جماعة.
تُوُفّي فِي ثالث عشر شَعْبان.
128-
محمود بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن سُفْيَان [2] بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوَهّاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بْن إِسْحَاق بْن مَنْدَه.
أَبُو الوفاءِ، العَبْديّ، الأصبهانيُّ.
من بيت الحديثِ والرواية، حدَّث من بيته طائفةٌ كبيرةٌ. وسَمِعَ من: أَبِي رشيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفَيْج، ومَسْعُود بْن الْحُسَن الثَّقفيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ، والحسن الثَّقفيّ، وأَبِي الخير مُحَمَّد بْن أَحْمَد البَاغْبَانِ، والحسن بْن الْعَبَّاس الرُّسْتُميّ، وعبد المنعم بْن محمد بن سعدويه، وجماعة.
[1] انظر عن (محمود بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 400 رقم 2621، وسير أعلام النبلاء 22/ 382، 383 رقم 245، وتذكرة الحفاظ 4/ 1458، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 262، والمعين في طبقات المحدّثين 196 رقم 2079، ودول الإسلام 2/ 137، والعبر 5/ 131، وتاريخ الخميس 2/ 414، وذيل التقييد 2/ 273، 274 رقم 1608، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 155، 156.
[2]
تصحّف في (العبر 5/ 131) إلى: «شعبان» .
قَالَ ابْن النجّار: سَمِعَ كتابَ «المُحْتَضَرين» لابنِ أَبِي الدُّنيا، وكتاب «حلم معاوية» ، وكتاب «الرَّقَّة والبُكاء» ، وكتاب «المَوْت» ، وكتاب «التَّهَجُّد» لابن أَبِي الدُّنيا، وكتاب «الإِيمَان» لابن مَنْدَه فِي مُجَلدة، سمعه من الرّستميّ، عن عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَه، عن أَبِيهِ. فأمّا «التّهجّد» فسَمِعة من مسعود الثّقفيّ. وأمّا «الرّقة» و «المحتضرين» فسَمِعَه من أَبِي الخير البَاغْبَانِ. وأما «ذكر الموت» و «حلم معاوية» فسَمِعَهُ من أَبِي عَبْد اللَّه الرُّسْتُميّ بسندهم.
روى عَنْهُ: ابن النجّار، والضّياء، وعبد الصَّمد بْن أَبِي الجيش، والكمالُ عَبْد الرَّحْمَن المُكَبر شيخُ المستنصرية، وآخرون. وبالإجازة القاضيان شهابُ الدّين ابن الخويّي، وتقيّ الدّين سليمان، والشرف ابن عساكر، وأبو الحسين عليّ ابن اليونينيّ، والعماد إسماعيل ابن الطّبّال، وإبراهيم بن عليّ ابن الحُبُوبيٌ، وفاطمةٌ بنتُ سُلَيْمَان، والشيخ عَلِيّ بْن هارون القارئ، ومُحَمَّد بْن مُشَرَّف، والأمين أَحْمَد بن أبي بكر ابن البعلبكّيّ، وإبراهيم بن أبي الحسن المُخَرّميّ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذَّهبيّ، وعِزِّيَّةُ بنتُ محمد الكفربطنانيّة، وغيرُهم.
وكان مولدُه فِي سنة خمسين أو اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسَمِعَ الكثير، فمن ذَلِكَ، قَالَ: من مسموعاتي كتب «معرفة الصحابة» للإمام أبي عبد الله جدي، سمعتُه من أَبِي الخير البَاغْبَانِ سنةَ ستّ وخمسين وخمسمائة.
قلتُ: وأكثر سماعاتهِ وهو فِي الخامسة، فإنّه كتب: وولادتي في سنة اثنين وخمسين.
وعُدِمَ فِي أخذِ أصبهان هُوَ، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المدينيّ- وقد مرَّ-[1] ، ومُحَمَّد بْن زُهَير شعرانة- وقد مَرّ-[2] .
129-
وأَبُو بَكْر [3] بن أحمد بن محمد بن الحافظ أبي حامد بن كوتاه.
[1] برقم (124) .
[2]
برقم (123) .
[3]
من هنا يذكر المؤلّف- رحمه الله أسماء الذين عدموا عند أخذ أصبهان دون مراعاة للترتيب المعجمي.
الأصبهانيّ صاحب أَحْمَد بْن ينال.
130-
وأَبُو الفتوح مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن أَبِي المَعَاليّ الوَثابيّ الأصبهانيّ.
الراويّ «مسند» الشافعيّ عن رجاء بْن حامد المَعْدانيّ، عن مكّيّ السلّار.
وسَمِعَ من جدِّه أَبِي المَعَالي كتاب «الذِّكر» لابن أَبِي الدُّنيا، بسماعِه من طِرَاد الزَّينبيّ، وسَمِعَ «جامع» التِّرْمِذيّ من شاكرٍ الأسْوَاريّ: أخبرنا أَبُو الفتح الحدّاد، أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن يَنال، إجازة، أخبرنا ابن محبوب، أخبرنا التّرمذيّ.
وكان مولد فِي سنة أربعٍ وخمسين.
131-
وابنه أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
وله سماعات كثيرة من عينِ الشمس الثَّقفيه، وطبقتها.
132-
ومُحَمَّد بْن أَبِي سعيد بْن أَبِي الرجاء بدر بْن أَبِي الفتح الرَّارانيُّ.
أَبُو عَبْد اللَّه.
سَمِعَ شيئا كثيرا بعد الستّين وخمسمائة.
133-
والفقيهٌ الحافظُ المحدثُ ظهيرُ الدّين أَبُو مُحَمَّد عَبْد الأعلى [2] ابْن العلّامة أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم ابْن القطَّان الرُّسْتُميّ الأصبهانيُّ.
مُكْثرٌ عن التُّرك وأَبِي مُوسَى المَدِينيّ، وبنيمان بن أبي الفوارس، وأبي رشيد إسماعيل بن غانم.
وسَمِعَ حضورا «مُسند» الشافعيّ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن ماشاذة.
و «معجمه» ذكر أنّه خمسمائة وخمسون نفسا [3] . وقد ذكرَ أنَّه سَمِعَ كُتبًا كبارا ك «دلائل النّبوّة» و «حلية الأولياء» لأبي نعيم، و «معالم السّنن» للخطّابي، وغير ذلك.
وولد سنة ثمان وستّين وخمسمائة.
[1] انظر عن (أبي الفتوح محمد) في: العبر 5/ 131.
[2]
انظر عن (ظهير الدين عبد الأعلى) في: العبر 5/ 131.
[3]
وعبارة المؤلّف- رحمه الله في (العبر) : «وله معجم فيه عن خمسمائة وخمسين نفسا» .
134-
والزاهدُ صائنُ الدّين أَبُو القاسمِ جامعُ بْن إِسْمَاعِيل [1] بْن غانِم الأصبهانيّ المقرئُ الصُّوفيّ المعروف بيَالَة.
راوي «جزء» لُوَين، عن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم بْن مُحَمَّد الصَّالحانيّ.
135-
والشَّيْخ عمادُ الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن أحمد بن عبد الغفّار ابن أميركا.
الذين يروي عن أبي جعفر محمد بْن الْحَسَن الصَّيْدلانيّ.
136-
والشَّيْخ جمالُ الدّين أَبُو مُحَمَّد أسعدُ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معدان الأصبهانيُّ السِّمْسار.
الّذِي يَرْوي عن القاسمِ بْن الفَضْل الصَّيْدلانيّ.
137-
وأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد ابن النجيب أَحْمَد بْن نصر بْن طاهر الأصبهانيُّ.
الّذِي يروي عن إِسْمَاعِيل بْن غانم.
138-
وابنُ عمِّه مُحَمَّد بْن سعيدِ بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الأسْوَارِيُّ.
وأحسِبُه ابن عمّ مُحَمَّد- الّذِي قبله.
يَرْوي أيضا إِسْمَاعِيل بْن غانم.
139-
والإمام أَبُو نَجيح مُحَمَّد بْن معاويةَ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأصبهانيّ، المُقْرئُ.
مُقرئُ أهل أصبهان.
لَهُ روايةٌ عن الحافظ أَبِي مُوسَى المدينيّ.
140-
وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم الأصبهانيُّ، المُقرئُ، المُسْتملي.
سَمِعَ أَحْمَد بْن ينال التّرك. وكانَ شَيخًا صالحا.
141-
والمحدّث الواعظُ أَبُو الماجد محمد بن صالح بن أحمد ابن المُصلح أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ الأصبهانيّ، الحنبليّ.
[1] انظر عن (جامع بن إسماعيل) في: العبر 5/ 131، 132.
سَمِعَ من جَدِّ أَبِيهِ المُصلح جميع «الحِلْية» : أخبرنا الحدّادُ، أخبرنا المُصَنِّف أَبُو نُعَيْم. وسَمِعَ «صحيح» مُسلْمِ من جدِّه.
- والإمامُ المحدّث أَبُو حفص عُمَر بْن أَحْمَد [1] بْن أَحْمَد بْن أَبِي سَعْد الأصبهانيُّ، المُستملي شعرانة، الشَّيْخ السِّلَفِيّ.
سَمِعَ وخرَّجَ وكتبَ الكثيرَ وصنَّفَ ورتَّب «مُسند» الْإمَام أَحْمَد عَلَى أبواب الفقِه والأحكام. وصنَّفَ كتابا آخرَ فِي ثمانِ مجلداتٍ سمَّاه «روضة المذكّرين وبهجة المحدّثين» . وسَمِعَ من أَبِي جعفر محمد بن أحمد الصّيدلانيّ، وأبي الفضائل العبد كويّ، ومحمود بْن أَحْمَد الثَّقفيّ، وطبقتهم.
وقد تفرَّدَ القاضي تقيّ الدّين سُلَيْمَان بالرواية بحكمِ الإجازة المحقّقة عن هؤلاء المذكورين، وعن خَلقُ سواهم أذِنُوا لَهُ ولغيره فِي الرواية، وكاتُبوه من أصبهان. واستُشْهد سائرُهم بسيفِ التتار الكَفَرة فِي هذا العام. ومَنْ سلم منهُمْ أضْمرَتْهُ البلاد وانقطعَ خبرُه. فسبحانَ وارثِ الأرضِ ومَنْ عليها ومُعيدِ من خُلقَ منه إليها.
ولقد كانَتْ أصبهان تكادُ أن تُضَاهي بغداد فِي عُلوِّ الإسناد فِي زمان أَبِي مُحَمَّد بْن فارس، والطَّبَرانيّ، وأَبِي الشَّيْخ. ثم كَانَ بعدهم طبقة أخرى في العلوّ وهم: أبو بكر ابن المُقرئ، وغيرُه. ثم طبقةُ أَبِي عبد اللَّه بْن مَنْدَه العَبْديّ، وأَبِي إِسْحَاق بْن خرشند قوله، وأبي جعفر ابن المَرْزُبان الأبهريّ، ثم طبقةُ أَبِي بَكْر بْن مَرْدُوَيْه، وأَبِي نُعَيْم. ثم طبقةُ ابْن رِيذَة، وأَبِي طاهر بْن عَبْد الرحيم، ورُواةِ أَبِي الشيخ. ثم طبقة أصحاب ابن المقرئ. ثم أصحاب ابن مَنْدَه. ثم طبقةُ مَنْ بعدَهم هكذا إلى أن سَلَّط اللَّه عليهم بذنوبهم العدوَّ الكافرَ ليكفَر عنْهُم ويعوّضهم بالآخرة الباقيةِ. فنسألُ الله العفو والعافية.
وأبو الوفاء محمد ابن مَنْدَه، هُوَ آخِرُ مَنْ روى الحديث- فيما علمت- من أهل بيتِه، وكان يُلقَبُ بجمالِ الدّين.
[1] تقدّم برقم (110) .
142-
محمود بْن عَبْد اللَّه [1] بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أَبُو الثناءِ، المغربيُّ الأصلِ.
الروميَ المولدِ، الْمَصْريّ الدارِ المُؤَذِّنُ، الحَنَفيُّ، ابْن المُلثمِ، المعروف بالعجميّ.
قدم مصر في حدود السبعين وخمسمائة.
وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وهبة اللَّه بْن عَلِيّ الأَنْصَارِيّ، وجماعة.
وأجاز لَهُ السِّلَفِيّ.
وحَصَّل أصولا، وكُتبًا كثيرة، وأنفقَ عَلَى المحدّثين جُمْلَةً.
روى عَنْهُ الزّكيُّ المنذريُّ، وعمر ابن الحاجب ووَصَفَه بالصلاحِ.
مولده بأقصرا سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وماتَ فِي خامس ربيع الأول.
وقد أذّنَ للسلطان مدّة طويلة.
143-
محمودُ بْن عَلِيّ [2] بْن محمود بْن قَرْقين، الأميرُ الفاضلُ.
شمسُ الدّين، أَبُو الثناءِ، الجنديُّ، المقرئُ.
وُلِد بدمشق سنة أربع وستّين وخمسمائة.
وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون.
وسَكَنَ بَعْلَبَكَّ واختصَّ بملكها الملك الأمجد.
وكانَ أديبا، مُنشئًا، شاعرا، يَرْجُع إلى ديانةٍ وخيرٍ.
روى عَنْهُ: تاجُ الدّين مُحَمَّد بْن أَبِي عصرون، ومجد الدّين ابن العديمِ، ومُحَمَّد بْن يوسف الذَّهبيُّ، وقبلَهم البِرْزاليُّ.
[1] انظر عن (محمود بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 386 رقم 2578، والجواهر المضية 2/ 159، والطبقات السنية 1/ ورقة 874.
[2]
انظر عن (محمود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 398 رقم 2615، والعبر 5/ 132، وشذرات الذهب 5/ 158.