المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَبُو عبيد، القَيْسي، الأندلُسيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بن الجدِّ. وعالْجَ الشُّرُوط. - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس والأربعون (سنة 631- 640) ]

- ‌الطبقة الرابعة والستون

- ‌الحوادث سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌[خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا]

- ‌[تسلطن صاحب المَوْصِل]

- ‌[اكتمال بناء المستنصريّة]

- ‌[وقفيّة المستنصريّة]

- ‌[عودة ركب العراق]

- ‌[إقامة الجمعة بمسجد جرّاح]

- ‌[تعليق حبل بباب جامع دمشق]

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌[الشروع فِي بناء جامع العقيبة]

- ‌[وصول رسول من اليمن]

- ‌[ختم المستعصم للقرآن]

- ‌[ضرب دراهم بأمر المستنصر باللَّه]

- ‌[وقعة أهل سبتة مَعَ الفرنج]

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌[دخول الناصر دَاوُد بغداد]

- ‌[خروج التتار إلى إربل والموصل]

- ‌[قضاء القضاة والتدريس بالمستنصرية]

- ‌[تدريس المالكية بالمستنصرية]

- ‌[التدريس الحنفي بالمستنصرية]

- ‌[تعدية الكامل والأشرف إلى الشرق وعودتهما]

- ‌[آمرية مائة فارس بدمشق]

- ‌[منازلة صاحب الروم حَران وآمد]

- ‌[أخذ الفرنج قُرْطُبَة]

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌[انخساف مُشرفة بجماعة]

- ‌[مصرع طير لابن صاحب المَوْصِل]

- ‌[امتناع الحجّ من العراق]

- ‌[نكبة ركب الشام]

- ‌[مصالحة الكامل وصاحب الروم]

- ‌[السَّيل العرِم بدمشق]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌[وفاة صاحب الروم]

- ‌[عرس بِنْت صاحب المَوْصِل]

- ‌[نزول التتار عَلَى إربل]

- ‌[الخلاف بين الكامل والأشرف]

- ‌[الاحتياط عَلَى ديوان الكامل]

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌[اختلاف الخوارزمية عَلَى الصالح أيوب]

- ‌[أخذ صاحب حمص عانة]

- ‌[دخول عساكر الأمراء بغداد]

- ‌[الصواعق ببغداد]

- ‌[رسول ملكة الهند]

- ‌[قضاء دمشق]

- ‌[امتناع الحجّ العراقيّ]

- ‌[موت الأشرف الكامل]

- ‌[سلطنة الصالح إِسْمَاعِيل]

- ‌[وصول التّتار إلى دقوقا]

- ‌[مصادرة الرؤساء بدمشق]

- ‌[حصار دمشق]

- ‌[الوقعة بين النّاصر صاحب الكرك والجواد صاحب دمشق]

- ‌[افتقار النّاصر دَاوُد]

- ‌[سلطنة العادل]

- ‌[وقعة التّتار والأمير بكلك]

- ‌سنة ستّ وثلاثين وستمائة

- ‌[حبس الوزير ابن مرزوق]

- ‌[ضعف سلطنة الجواد بدمشق]

- ‌[خروج الجواد من دمشق]

- ‌[وزارة ابن جرير ووفاته]

- ‌[وزارة الإربليّ]

- ‌[الغلاء بدمشق]

- ‌[توجّه الصالح إلى مصر]

- ‌[سرقة النعل]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى قُرْطُبَة]

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌[حصار الصالح دمشق]

- ‌[الخطبة للعادل بدمشق]

- ‌[مرض صاحب حمص]

- ‌[حبس الشهاب القوصيّ والوزير الإربليّ]

- ‌[أخذ سنجار من الملك الجواد]

- ‌[التدريس بالشامية البرانية]

- ‌[إنزال الكامل في تربته]

- ‌[خطابة العزّ بْن عَبْد السلام بدمشق]

- ‌[الخطبة لصاحب الروم بدمشق]

- ‌[زيادة الأسعار والسيل المخرّب]

- ‌[ولاية قضاء دمشق]

- ‌[مقاتلة أَبِي الكرم للتتار]

- ‌[الاحتفال بالعيد فِي بغداد]

- ‌[امتناع الحجّ العراقي]

- ‌[حبس الحريريّ]

- ‌[قدوم رسول ملك اليمن]

- ‌[موت جماعة من أمراء الكامليّة]

- ‌[امتناع الحجّ العراقيّ]

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌[تسليم قلعة الشقيف للفرنج]

- ‌[كتاب ملك التتار إلى صاحب ميّافارقين]

- ‌[قدوم ولد ملك الخوارزمية إلي بغداد]

- ‌[امتناع الحجّ من بغداد]

- ‌[كسرة الناصر دَاوُد للفرنج]

- ‌[نهْب الركب الشامي]

- ‌[القبض عَلَى أمراء للصالح]

- ‌[انكسار الخوارزمية أمام الحلبيين]

- ‌[هياج الأمراء بمصر]

- ‌[تسلُّم الروم آمد]

- ‌[ظهور البابا التركمانيّ]

- ‌[كسرة عسكر حلب]

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌[التوسع التتاريّ]

- ‌[زوال دولة الخوارزميّة]

- ‌[التجاء الملك الجواد إلى الناصر بالكرك]

- ‌[حبْس الجواد]

- ‌[تعمير وتخريب فِي مصر]

- ‌[تخلّص الوزير ابن مرزوق من الحبس]

- ‌[دخول العزّ بْن عَبْد السلام مصر]

- ‌[هرب السلطان غياث الدين من التتار]

- ‌[تدريس النظامية]

- ‌[صلح المظفَّر غازي والخَوارزميّة]

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌[تجهيز جيش مصر لقصد الشام]

- ‌[الوقعة بين صاحب ميّافارقين وعسكر حلب]

- ‌[ملْك خلاط]

- ‌[تملّك الفرنج مُرْسِية]

- ‌[الوباء ببغداد]

- ‌[وفاة المستنصر باللَّه]

- ‌[بيعة المستعصم باللَّه]

- ‌[موت كمال الدين ابن الشَّيْخ]

- ‌[أخذ عدّة مدن ونهبها]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الظاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌سنة أربع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة خمس وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ست وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة سبع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثمان وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌سنة تسع وثلاثين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌[الكنى]

- ‌سنة أربعين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف لام ألف]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌[الكنى]

- ‌المُتوفَّوْنَ بعد الثلاثين

- ‌وممن كان بعد الثلاثين وستمائة حيّا

الفصل: أَبُو عبيد، القَيْسي، الأندلُسيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بن الجدِّ. وعالْجَ الشُّرُوط.

أَبُو عبيد، القَيْسي، الأندلُسيّ.

سَمِعَ: أَبَاهُ، وأبا بَكْر بن الجدِّ.

وعالْجَ الشُّرُوط. وبَقِيَ إلى قبل الأربعين وستمائة.

609-

قايماز، الأميرُ [1] ، مجاهدُ الدّين.

أَبُو المظفَّر، المُعَظَّميّ، الشمسي، أَبُو فُصَيْد [2] .

مَوْلَى الملك المعظّم شمس الدولة توران شاه بن أيوب بن شاذي بن مَرْوان.

كانَ والي البحيرةِ، وغيرِها. وحُمِدَت سيرتُه وعفتُه. كَانَ موصوفا بالشجاعةِ والإقدامِ. لَهُ حُرْمةٌ وقدَمٌ.

وُلِد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

وسَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ.

وَحَدَّثَ بدمشقَ وَمِصْر.

رَوَى عَنْهُ: الزَّكيّ المُنْذِريّ [3] ، والمجد ابن الحُلْوانية، والعلاءُ بن بَلَبان، وطائفةٌ سواهم. وبالإجازة العماد محمد ابن البالِسيّ.

وتُوُفّي فِي سَلْخ شوَّال.

[حرف الميم]

610-

مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيّ.

أَبُو عَبْد اللَّه، الأَنْصَارِيّ، الأوْسيُّ، القُرْطُبيّ، الضرير، المعروف بابن الصّفّار.

[ () ] توفي قبل سنة 640 هـ.

[1]

انظر عن (قايماز الأمير) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 588 رقم 3049، والعبر 5/ 162، وسير أعلام النبلاء 23/ 89 دون ترجمة، وتلخيص مجمع الفوائد 5/ رقم 143، وشذرات الذهب 5/ 205.

[2]

في تكملة المنذري 3/ 588 «ابن فصيد» .

[3]

التكملة 3/ 588.

[4]

انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 647، 648، ومعرفة القراء الكبار 2/ 644، 645 رقم 612، وغاية النهاية 2/ 182.

ص: 409

قَالَ الأبَّارُ [1] : سَمِعَ أَبَا القاسم بن بَشْكُوال، وأبا بَكْر بن الجد، وأبا عَبْد اللَّه بن زَرْقُون، وأبا محمد بن عُبَيْد اللَّه الحَجْريّ، وجماعة. وسكَن مَرَّاكِش، وأخذَ القراءات عن أبي القاسم ابن الشَّرَّاط، وغيره. وأقرأ. وتَجَوَلَ كثيرا فِي الفتنة، ثم استقرَّ بتونس، وبها لقيتُه وصَحِبتُه طويلا وسَمِعْتُ منه. وادَّعى الإكثارَ عن شيوخه، فاسَتَرَبْتُ. وكان يقرئُ العربية، ويُسْمعُ الحديث، وله مشاركةٌ فِي النظُم. تُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة وقد نيَّفٍ عَلَى السبعين.

611-

مُحَمَّد بْنِ عَبْد اللَّه [2] بْنِ إِبْرَاهِيم بن قَسُّوم.

أَبُو بَكْر، الإشبيليّ.

مُصنِّف كتابِ «مجالس [3] الأبْرَار فِي معاملةِ الْجَبَّار» يشتملُ عَلَى أخبار صُلَحاء إشْبيلية.

رَوَى عَنْهُ الحافظ أبو بكر ابن سيدِّ الناس.

تُوُفّي فِي ذي الحجّة.

612-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ المجيد.

أَبُو عَبْد اللَّه، البغداديّ، الصُّوفيّ، المعروفُ بالمصريّ.

وُلِد سنة ثمانين. وسَمِعَ من: أَبِي منصور عَبْد اللَّه بن عَبْد السلام، وذاكرِ بن كامل، وابن كُليب، وطائفةٍ.

وكانَ إماما فاضلا، مُتَفَنِّنًا، عارفا بالفقهِ، والخلافِ، والنَّحْو، صاحب أدبِ وشعرٍ، ولطفٍ ونوادرَ، وفيه مُروءةٌ وأخلاقٌ.

طلبَ بنَفْسِه، وأكثرَ عن أصحابِ ابن الحُصين، وقاضي المارستان. وكان ثقة متقنا.

[1] في تكملة الصلة 3/ 647، 648.

[2]

انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة 3/ 645، ومعجم المؤلفين 10/ 194.

[3]

في التكملة والمعجم: «محاسن» .

[4]

انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 58، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 589 رقم 3051، والوافي بالوفيات 3/ 353، 354 رقم 1434.

ص: 410

رَوَى عَنْهُ ابنُ النجّار فِي «تاريخه» [1] ، وجمالُ الدين أَبُو بَكْر الشِّريشيّ.

وبالإجازة القاضي شهابُ الدّين الخويّيّ، والعماد ابن البالسيّ، وغيرهما.

تُوُفّي فِي ثالث ذي القَعْدَةِ، وقيل: فِي خامسة.

وأظُنُّ المحبَّ أدركه.

613-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن الْحُسَيْن بن عَبْد الخالق.

القاضي، الرئيس، عزُّ الدّين، أبو عبد الله، ابن الصاحب صفيّ الدّين، ابن شكر، الشّيبيّ، المالكيّ.

سمع من: الحافظ ابن المُفَضَّل. وأجازَ لَهُ الخُشُوعيُّ، وجماعةٌ.

تُوُفّي فِي المحرَّم.

614-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الحَسَن [3] بْنِ عَلِيّ بن أَبِي القاسم بن صَدَقَة بن حفصٍ.

قاضي القضاة، شرفُ الدّين، أَبُو المكارم، ابن القاضي الرشيد أبي الحسن.

[1] وهو قال: وقد سمعت منه كثيرا برباطه، له معرفة بالفقه والخلاف وقرأ القرآن بالروايات وحصّل من اللغة والنحو طرفا صالحا وكتب خطا جيدا، وله نظم مليح، وكان أظرف أهل زمانه وألطفهم أخلاقا وأوسعهم صدرا وأتمهم مروءة، وأنشدني لنفسه.

أيّها المعرض عني

صل ودع عنك التجنّي

قد رمت عيناك سهما

فأصاب القلب مني

(الوافي بالوفيات 3/ 354) .

[2]

انظر عن (محمد بن عبد الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 570 رقم 3003.

[3]

انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 590، 591 رقم 3056، والمغرب في حلى المغرب 1/ 256، 257، ونهاية الأرب 29/ 282- 293، وسير أعلام النبلاء 23/ 105، 106 رقم 80، والعبر 5/ 162، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 544، و 545 رقم 501، والوافي بالوفيات 3/ 352، 353 رقم 1433، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 26 (8/ 63- 66 رقم 1077) ، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 13، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 167 ب- 168 ب، والعسجد المسبوك 2/ 505، 506، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 418 رقم 387، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 176، وحسن المحاضرة 2/ 119، وشذرات الذهب 5/ 181، 182 و 205.

ص: 411

ابن القاضي أبي المجد، ابن الصَّفْراويّ، الإسكندرانيّ، ثم الْمَصْريّ، الشافعيّ، المعروفُ بابن عَيْنِ الدّولة.

وُلِد بالإسكندرية فِي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

وقَدِمَ القاهرةَ فِي سنة ثلاثٍ وسبعين، فكتب لقاضي القُضاة صَدْر الدّين عَبْد الملك بْن دِرْباس، ثم نابَ عَنْهُ فِي القضاءِ سنةَ أربع وثمانين وخمسمائة. وقد حكم بالإسكندرية من أعمامهِ وأخوالِه ثمانيةُ أنفس. وناب في القضاء أيضا عن قاضي القضاة ابن أَبِي عَصْرون، وعن زين الدّين عَلِيّ بن يوسف الدّمشقيّ، وعن عمادِ الدّين عَبْد الرَّحْمَن ابن السُّكّريّ. ثم استقلَّ بالقضاءِ بالقاهرةِ فِي سنة ثلاث عشرة وستمائة. ووَلِيَ قضاءَ الدّيار المصرية وبعضِ الشامية فِي سنة سبع عشرة.

قَالَ ذَلِكَ الحافظُ زكيّ الدّين وقال [1] : كَانَ عارفا بالأحكام، مُطَّلعًا عَلَى غوامضها. وكتبَ الخطَّ الجيدَ. وله نظْمٌ ونثر. وكان يَحفَظُ من شِعرِ المتقدِّمين والمتأخرينَ جُملةً. وتُوُفّي فِي تاسع عشر ذي القَعْدَةِ.

قلتُ: ورَوَى عَنْهُ حكاية فِي «معجمه» وقالَ: سَمِعَ من والده، ومن أَبِي الطاهرِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بنان شِعْرًا، وسَمِعَ من قاضي القضاة ابن درباس.

وقد ذكره القاضي جمال الدّين ابن واصل [2] وقالَ: عُزِلَ عن قضاءِ مصر بالقاضي بدرِ الدّين السِّنْجَاريّ فِي سنة ثمانٍ وثلاثين. وبقي شرف الدّين ابن عين الدّولة قاضيا بالقاهرَة وبالوجه البحريّ.

قلتُ: ثم عاشَ بعد ذَلِكَ أشهرا ومات.

قَالَ: وكانَ فاضلا فِي الفقهِ، والأدبِ، والشُّروطِ، عفيفا، نَزِهًا. وكانَ يحفظُ كثيرا من علم الأدب. ونقل المصريّون عنه كثيرا من النوادر والزّوائد، وكان يقولها بسكون وناموس.

ومن شعره:

[1] في التكملة 3/ 591.

[2]

في مفرّج الكروب 5/ 298.

ص: 412

وُلِيتُ القَضاءَ وَلَيْتَ القَضَاءَ

لم يَكُ شيئا تَوَلَّيْتُهُ

فَأوْقَعَنِي فِي القَضَاءِ القَضَا

وَمَا كُنْتُ قِدْمًا تَمَنَّيْتُه [1]

615-

مُحَمَّد بن عَبْد العزيز [2] بن يحيى بن أَحْمَد بن عَلَى.

أَبُو عَبْد الله، ابن أَبِي بَكْر، البغداديّ، الخَرَّازُ- بخاء معجمة ثم راء-.

شيخ صالح، مُسِنُّ جاوَزَ الثمانين.

وحدَّث عن: أَحْمَد بن عَلِيّ بن المُعَمَّر العَلَويّ، وأبي عَلِيّ أَحْمَد بن مُحَمَّد الرَّحَبِيِّ، وعبد الحقّ.

وحدّث من بيته جماعة.

وتوفّي فِي نصف ذي القَعْدَةِ، قاله المُنْذريُّ [3] .

ورَوَى عَنْهُ ابن النجّار. وبالإجازة ابنُ عساكر، وابن الشّيرازيّ، وسعدٌ، والمُطَعِّمِ، وطائفة.

616-

مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَبِي العزِّ [4] سلطان بن سالم.

أَبُو عَبْد اللَّه، الشَّيْبانيّ، الصُّوفيّ، الواعظُ.

حدَّث عن ابن كُلَيب.

ومات فِي ثاني عشر ربيع الأول.

617-

مُحَمَّد بن عَلِيّ بن سعَيِد [5] بن أَبِي نصر.

الأستاذُ، أَبُو عَبْد الله، الحُصَيْنيّ، البغداديّ، النَّحْويّ، الضريرُ.

من أئمّة العربيةِ، أخذَ عن أَبِي البقاء.

وسَمِعَ من: عبدِ الوهابِ بن سكينة، وابن الأخضر.

[1] الأبيات في: طبقات الإسنوي، وطبقات ابن قاضي شهبة، والشذرات.

[2]

انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 589 رقم 3053، والمختصر المحتاج إليه 1/ 80.

[3]

في التكملة 3/ 589.

[4]

انظر عن (محمد بن علي بن أبي العز) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 576 رقم 3017.

[5]

انظر عن (محمد بن علي بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 587 رقم 3046، والمشتبه 1/ 166، والعسجد المسبوك 2/ 505، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 44.

ص: 413

ودَرَّسَ النَّحْو بالمستنصريّة، وانتفعَ بِهِ جماعةٌ.

وماتَ فِي شوَّال.

وحُصَيْن: من قُرى نهر عيسى بالعراق [1] .

618-

مُحَمَّد بن عيسى بن مُعْتَصر.

أَبُو عَبْد اللَّه، المغربيُّ.

رَوَى عن: أَبِي ذرّ الخُشَني، وأَبِي مُوسَى الْجُزُوليِّ.

وكان يُشارك فِي فنون.

قُتِلَ بِمَرَّاكِش.

619-

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيسى، الأديبُ.

أَبُو عَبْد اللَّه، الفاسيُّ، المالكيّ.

وَلِيَ القضاءَ بأماكن من المغرب.

وحدَّث عن: أبي بكر بن أبي جمرة، ونجبة بن يحيى، وطائفة.

وعاش سبعين سنة.

620-

محمد بن يحيى [2] بن مظفّر بن عليّ بن نعيم.

[1] تكملة المنذري 3/ 587، وقال الملك الأشرف الغساني: وكان مشتغلا بعلم الأدب حصّل منه طرفا صالحا، وكابد من الفقر شدائد، وكان ذكيا مقبول الصورة خيّرا عاقلا متواضعا، صحيح الذهن، وطلب إلى دار الخلافة، وكان يقرأ عليه بعض الجهات الخاصة، وأنعم عليه بمال خطير فملك دارين، وترمّقت حاله، وكثر ماله وصار ذا جاه عريض وقول مسموع وشفاعة مقبولة.

(العسجد المسبوك 2/ 505) .

[2]

انظر عن (محمد بن يحيى) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 175، 176، والجامع المختصر لابن الساعي 9/ 219، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 955، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 586، 587، رقم 3045، والعبر 5/ 162، وسير أعلام النبلاء 23/ 107، 108 رقم 82، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 499، 450، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 44 (8/ 108، 109 رقم 1100) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 168 ب، والبداية والنهاية 13/ 158، والوافي بالوفيات 5/ 207، 208 رقم 2271، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 63 رقم 231 (في ترجمة أبيه) ، وتوضيح المشتبه 1/ 439 و 2/ 186، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 248، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 70، وشذرات الذهب 5/ 205، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 205، 206.

ص: 414

القاضي، العالم، أبو بكر، البغداديّ، الشافعيّ، المعروف بابن الحبير- بضمّ الحاء المهملة-.

ولد سنة تسع وخمسين.

وسمع من: شهدة، وعَبْد اللَّه بْن عبد الصمد السّلميّ، ومحمد بْن نسيم العيشونيّ، وأبي الفتح بْن المنّي.

وحدَّث، رَوَى عَنْهُ لنا أبو الْحَسَن الغَرَّافيّ.

وكانَ إماما عارفا بالمذهب بصَيرًا بدقائقه، دَيِّنًا، خيِّرًا، كثيرَ التَّلاوةِ والحجِّ، صاحبَ ليلٍ وتَهجُّدٍ. وكانت لَهُ يدٌ طولى فِي الجدلِ والمناظرةِ.

تفقّه عَلَى أَبِي الفتح بن المَني الحنبليّ، وعلى المُجيرِ أَبِي القاسم محمودِ بن المبارك البغداديّ، وأَبِي المفَاخرِ النَّوْقانيّ. وتأدّب على أبي الحسن ابن العَصَّار، وغيره.

وكانَ حَنْبليًا فِي أوائل أمرِه ثمّ تحوَّلَ شافعيا. ونابَ فِي القضاءِ عن أَبِي عَبْد اللَّه بن فَضْلان. ثم وَلِيَ تدريس النظاميّة في سنة ستّ وعشرين وستمائة.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْفَقِيهُ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أَخْبَرَنَا طِرَادٌ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلا [1] أَتَى الْمَسْجِدَ- وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَصَلَّيْتَ يَا فُلانُ» ؟ قَالَ: لا قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْ» [2] . تُوُفّي فِي سابع شوَّال. قاله ابن النجّار وقد رَوَى عَنْهُ، ووَصَفه بالعلم والعمل، فأطنبَ.

أجاز للبهاء ابن عساكر.

[1] الرجل هو: «سليك بن عمرو أو ابن هدبة الغطفانيّ» . الثقات لابن حبان 3/ 179.

[2]

صحيح. وأخرجه البخاري (930) ، ومسلم (875) ، وأبو داود (1115) من طرق عن عماد بن زيد، بهذا الإسناد.

ص: 415

621-

مُحَمَّد بن يوسف [1] .

أَبُو عَبْد اللَّه، المَنْبِجيّ الصُّوفيّ.

تُوُفّي بمَعْبَدِ ذي النّون الْمَصْريّ.

وحدَّث عن البوصيريّ.

مات فِي رمضان.

622-

مكيُّ بن أَحْمَد [2] بن عَلِيّ.

أَبُو الْجَرَم، المكناسيّ الورّاق.

رَوَى عن: عَبْد المجيد بن مُحَمَّد الكِركْنِتي [3] ، وغيره.

623-

مكِّي بن دَاوُد [4] بن هلال.

أَبُو الحرَمِ السَّعْديّ، الْجَزَرِيّ، نبيةُ الدّين، المالكيّ.

مدرّسُ المالكية بمصر.

فقيهٌ، إمامٌ. لَهُ شِعْرٌ وأدب.

وقد سمع من الحافظ ابن المُفَضَّل.

وهو منسوبٌ إلى جزيرة الفسْطاط.

تُوُفّي فِي تاسع ربيع الأول.

624-

منصور بن حَبَاسَة [5] .

القاضي وجيه الدّين الإسكندرانيّ، التاجرُ، العَدْلُ.

من أعيانِ التّجّار وذوي الثروة.

لَهُ ببلده مدرسةٌ معروفة، ورباط.

تُوُفّي فِي ثاني ذي القعدة.

[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 584 رقم 3040.

[2]

انظر عن (مكي بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 595 رقم 3063.

[3]

في الأصل بخط المؤلف- رحمه الله «الكركتني» بتقديم التاء المثنّاة على النون، وهو خطأ، والنسبة إلى «كركنت» بكسر الكاف، بلدة معروفة على ساحل البحر من جزيرة صقلّيّة.

[4]

انظر عن (مكي بن داود) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 575، 576 رقم 3016.

[5]

انظر عن (منصور بن حباسة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 588، 589 رقم 3050.

ص: 416

625-

مُوسَى بْن يونس [1] بْن مُحَمَّد بْن مَنَعة بْن مالك.

العلامةُ، كمالُ الدّين، أَبُو الفتح، المَوْصِليّ، الشافعيّ.

أحدُ الأعلام.

وُلِد فِي صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بالموصل.

وتفقّهَ عَلَى والده. ثمّ توجهَ إلى بغداد، فتفقهَ بالنظاميّة عَلَى مُعيدها السديدِ السَّلماسيّ بالخلافِ والأصول.

وقرأ العربيّة بالمَوصْل عَلَى الْإمَام يحيى بن سعدون، وببغداد عَلَى الكمالِ عَبْد الرَّحْمَن الأنباريّ.

وتميزَّ، وبَرَعَ فِي العلم. ورَجَعَ إلى المَوْصِل، وأقبلَ عَلَى الدّروس والاشتغالِ والاستبحار من العلوم حتّى اشتهرَ اسمُه، وبَعُدَ صِيتُه، ورَحَلَ إِلَيْهِ الطلبةُ، وتزاحموا عَلَيْهِ.

قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خلّكان [2]- وهو من بعضِ تلامذته-: انثالَ عَلَيْهِ الفقهاءُ، وجَمعَ من العلوم ما لم يَجمعْه أحد، وتفرّد بعلم الرياضيّ.

[1] انظر عن (موسى بن يونس) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 583، 584 رقم 3038، وذيل الروضتين 172، وفيه:«الكمال بن يونس» وهو غلط، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 410، ووفيات الأعيان 5/ 311- 318 رقم 747، والحوادث الجامعة 78، والمختصر في أخبار البشر 3/ 170، والإشارة إلى وفيات الأعيان 342، والعبر 5/ 162، 163، و 85- 87 رقم 63، ودول الإسلام 2/ 145، وتاريخ ابن الوردي 2/ 171، 172، ومرآة الجنان 4/ 101- 104، ونثر الجمان للفيومي 2/ ورقة 129، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 570، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 157، 158 (8/ 378- 386 رقم 1278، والبداية والنهاية 13/ 158، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 169 ب، 170 أ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 79، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 55، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 425، 426 رقم 396، والعسجد المسبوك 2/ 503، 504، والفلاكة والمفلوكون للدلجي 84، وعقد الجمان للعيني 18/ ورقة 226، 227، والنجوم الزاهرة 6/ 342- 344، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 325، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 92، ومفتاح السعادة 2/ 214، وشذرات الذهب 5/ 206، 207، وإيضاح المكنون 1/ 75، وهدية العارفين 2/ 479، وديوان الإسلام 4/ 412 رقم 2231، والأعلام 7/ 332، ومعجم المؤلفين 13/ 51، وسيعاد في وفيات سنة 640 هـ برقم (694) .

[2]

في وفيات الأعيان 5/ 311.

ص: 417

قَالَ [1] : وقيل: إنّه كَانَ يُتقنُ أربعة عشر [2] فنّا من العلوم. وكان الحنفية يقرءون عَلَيْهِ مذهبهم، ويَحِلُّ مسائلُّ «الجامع الكبير» أحسنَ حلّ. وكذلك أهل الذّمّة يقرءون عَلَيْهِ التوراةَ والإنجيل، ويَشرحُها لهم شرحا، يعترفون أنّهم لا يجدونَ مَنْ يُوَضِّحُها لهم مثله. وكذلك فِي كُلُّ فنٍّ متَى أخِذَ معه فيه يُوهم أَنَّهُ لا يَعرف سواه لجَودةِ معرفتهِ بِهِ. وبالجملةِ فأخبارُ فضلهِ فِي جميع العلوم مشهورةٌ حتّى إنَّ الأثيرَ مفضلَ بن عُمَر الأبْهري- عَلَى جلالَة قَدْره فِي العلم ومَا لَهُ من التّصانيف كالتعليقةِ فِي الخلافِ والزّيج- يَجْلِسُ بين يديه، ويَقرأ عَلَيْهِ والناسُ- يومَ ذاك- يشتغلونَ فِي تصانيف الأثير. وسُئِل الشيخُ كمالُ الدّين عن الأثير ومنزِلته فِي العلوم، فقال: ما أعلمُ! فقيلَ: وكيفَ وهو فِي خدمتك منذ سنين عديدةٍ واشتغلَ عليك؟ فقالَ: لأنِّي مَهما قلتُ لَهُ تَلَقَّاه بالقَبولِ، وما جاذَبني فِي مَبحثٍ قَطُّ حتّى أعلمَ حقيقةَ فَضْلِه. ولمّا حَجَّ الشيخُ قَالَ الأثير- لمّا بلغه أنّهم لم ينصفوه من دار الخلافة-: والله ما دَخَلَ بغداد مثل أبي حامد الغزّاليّ، وو الله ما بينه وبين الشَّيْخ نسبة.

قَالَ ابنُ خَلِّكان [3] : وكان الشيخُ يَعرِفُ الفقهَ، والأصلين، والخلافَ، والمنطقَ، والطبيعيَّ، والإلهيَّ، والمجسطيّ، وإقْلِيدس، والهيئة، والحساب، والجبر، والمقابلة، والمساحة، والموسيقى معرفة لا يُشاركه فِيهَا غيره. وكان يُقرئُ «كتابَ سِيبوَيْه» ، و «المفصّل» للزَّمخشريَّ. وكان لَهُ فِي التفسيرِ، والحديثِ، وأسماءِ الرجال يدٌ جيّدة. وكانَ يحفظُ من التاريخُ والأخبارِ شيئا كثيرا.

وله شعرٌ حسن. وكان الأثيرُ يَقْرأ عَلَيْهِ فِي المجسطيّ، وهي لفظةٌ يونانية، أي:

التّرتيب. وكانَ شيخُنا تقيّ الدّين ابن الصلاح يُبالغُ فِي الثناءِ عَلَيْهِ، ويعُظِّمه، فقيلَ لَهُ يوما: من شيخُه؟ فقال: هذا الرجل خلقَه اللَّه عالما، لا يُقال: عَلَى مَنِ اشتغل؟ فإنّه أكبر من هذا.

[1] وفيات الأعيان 5/ 311، 312.

[2]

في وفيات الأعيان: «أربعة وعشرين» .

[3]

في وفيات الأعيان: 5/ 312.

ص: 418

وطوّل ابن خَلِّكان ترجمته، ثم قَالَ [1] : ومن وَقَفَ عَلَى هذه الترجمة، فلا ينسُبْني إلى المُغالاةِ، فمن كَانَ فاضلا وعَرَف ما كانَ عَلَيْهِ الشيخُ، عَرَف أنِّي ما أعرتُه وصفا، ونعوذُ باللَّه من الغُلُوِّ.

ثم إنّ القاضي- رحمه الله أنصفَ، وقال [2] : كَانَ- سامحه اللَّه- يُتَّهم فِي دينه لكونِ العلومِ العقليةِ غالبة عَلَيْهِ. وعَمِلَ فِيه العمادُ المغربيّ وهو عمرُ بن عَبْد النّور الصُّنْهاجي النَّحْويّ.

أجِدَّك أن قد جاءَ بعد التّعبّس

غزال بوَصْلٍ لي وأصْبَحَ مُؤْنسي

وعاطَيْتُه صَهْباءَ مِنْ فيهِ مَزْجُها

كرِقَّةِ شِعْري أو كدينِ ابن يونسِ [3]

وللعماد هذا فِيهِ- وقد حضر درسَ الشَّيْخ جماعةٌ بالطَّيَالسة-:

كما كمال الدين للعلمِ والعُلَى

فهيهاتَ سَاعٍ فِي مَعَاليك [4] يَطْمَعُ

إذا اجتَمَعَ النُّظَّارُ فِي كلِّ مَوْطِن

فغايَةٌ كلِّ أنْ تَقُول ويَسْمَعُوا

فلا تَحْسَبُوهم من عنادٍ [5] تطيلسوا

ولكن حياء واعترافا تَقَنَّعوا

وقال الموفَّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيْبَعَة فِي «تاريخ الأطباء» [6] لَهُ فِي ترجمة كمالِ الدّين [7] : هو علَّامةُ زمانِه، وأوحدُ أوانِه، وقُدْوةُ العلماءِ، وسَيِّدُ الحكماء، أتقنَ الحِكَمةَ- يعني الفلسفة- وتمَّيزَ فِي سائرِ العلوم، كَانَ يُقرئُ العلومَ بأسرِها، وله مصنَّفاتٌ فِي نهايةِ الجودة، ولم يزل مُقيمًا بالموصل. وقيل: إنّه كان يعرف علم السّيماء، وله كتاب «تفسير القرآن» ، وكتاب «شرح التنبيه» [8] وكتاب «مُفردات ألفاظ القانون» وكتاب فِي الأصول، وكتاب «عيون المنطق» ، وكتاب «لُغَزٌ فِي الحكمة» ، وكتاب في «النجوم» .

[1] في وفيات الأعيان: 5/ 314.

[2]

في وفيات الأعيان: 5/ 316- 317.

[3]

البيتان في: المختصر لأبي الفداء، وتاريخ ابن الوردي.

[4]

في وفيات الأعيان: «مساعيك» .

[5]

في وفيات الأعيان: «غناء» .

[6]

استدرك المؤلّف- رحمه الله على قوله هذا فكتب في حاشية الأصل: «إنما الشرح لولده» .

[7]

وهو عيون الأنباء: 2/ 337.

[8]

في وفيات الأعيان: 5/ 77.

ص: 419