الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرواة بأنه قد كان يستقي منها تسعة وتسعون بعيرًا كل بعير له غرب كبير ولا ينزح ماءها ويقول الشاعر عبد الله بن ربيعة يمتدح بندر بن سعدون الذي تولى إمارة المنتفق بعد وفاة أخيه عيسى سنة (1259 هـ):
بالله يا ركب تقلل هميما
…
عوجوا رقاب الهجن يا ركب لمقيم
لابن الكرام الهاشمي الكريما
…
يا ركب روحوا بالتحية وتسليم
سلام من طي الخوافي سليما
…
ما خاشره ونوع الريا والتواهيم
إلى قيل من هو قلت هداج تيما
…
عد قراح الملتجي للدواهيم
يا ناشدي ما هو خفي لا تعيما
…
مفهوم أبو فرحان من غير تفهيم
بندر إلى لز الحقب للبريما
…
حامي جوانب دار من شا عن الضيم
هذا الفحل واجد فحول الحريما
…
الفحل الي يلقح برايه معاقيم
إلى تغشم لا تظنه غشيما
…
مخلف طنون أهل الفكر بالبراهيم
وكانت على صفة مثلث الشكل أحد الزوايا متقوس وهي وإن كانت عظيمة الوضع واسعة الشكل لكنها أقل من سمعتها وقد سررنا كثيرًا برؤية بئر السموئل، وشرح الدليل لنا شيئًا من شأنها وذكر أن جميع أهالي تيما يسقون منها كما مر وركب عليها تسعة وتسعون غربًا كانت منضودة بالحجارة وتقدر إحدى جهاتها بعشر أمتار والجهة الأخرى كذلك، أما الجهة الثالثة فمتقوسة بقدر خمسة عشر مترًا وتعتبر هي البئر الوحيدة في الجزيرة العربية وكان هذا دأبهم إلى أن زارها الملك سعود وتبرع لها بأربع مضخات ركبت عليها.
تيما والحديث عنها
بما أن تيما بلدة قديمة فيوجد فيها آثار كثيرة عجيبة تتبعها فلبي وبذل في سبيل تلك الكتابات والآثار والأحجار فيها مادة كثيرة فنقول عنها أنها تقع في منخفض من الأرض ويحيط بها سور هي بين تلال مرتفعة وأشهر أسرها آل رمان وآل سلامة وآل خلف بن عمر. وتعتبر تيماء من أقدم مدن المملكة العربية السعودية
وهي وإن كانت ذات أهمية عظيمة فإن سكانها لا يتجاوزون في العدد عن أربعة آلاف نسمة وأكثر أهلها يعيشون عيشة البادية ولكنها فشت فيها الحضارة كغيرها من المدن السعودية وكان فيها في هذه السنة قهاو وأمكنة لبيع محروقات السيارات وبعض مطاعم يعمل فيها أناس من اليمنيين. وقد ذكر علماء التاريخ أنه تولى إمارتها من آل رمان رمان بن هتيمي (1281 هـ) وبعده عبد العزيز بن رمان (1298 هـ) وبعد ذلك تولى إمارتها عبد الكريم بن علي بن رمان (1329 هـ) وذكر أن صلة هذه الأسرة بحكام حائل حسنة حتى كان عام (1335 هـ) حينما قتل عبد الكريم بن رمان شخصًا يدعى ناصر بن عتيق وكان ممثلًا للأمير ابن رشيد قتله مع جميع حرسه واستقل بإمارة البلد ويقول فلبي عن عبد الكريم أنه خير من حكم الراحات خلال النصف الأول من هذه القرن مع أنه دمر الضاحية الغربية والقسم الأكبر من الضاحية الشرقية في تيماء، وبهذا دمر الأهمية الاقتصادية للمنطقة التي يحكمها وذلك ليؤمن منطقة مفتوحة أمامه ليرى غزاته وهم على بعد ليحافظ على استقلال منطقته في حالة تعرضها لغزو خارجي وكان لما أن تولى عبد الكريم بن رمان بنى قصره في سنة (1338 هـ)، وكان ذلك القصر قد أعد على الطريقة المألوفة قديمًا في المدن الكبيرة كالرياض وغيرها من مدن نجد حيث بني بجوانب الجدران مقاعد من الطين مرتفعة عن الأرض وكان الأمير عبد الكريم شديدًا صعب الشكيمة ولم يخضع لإمارة قط، قدم إليه أعرابي وجعل يخاطبه باسمه ويومئ بيده فاعتقله الأمير بالسيف وجب يمينه التي يشير بها له، وله سطوة عظيمة ويبدو أنه كان كثير الشك في جيرانه فلم يأمنهم ولم يغب عن باله اهتمام ابن سعود بمنطقته وكان الملك عبد العزيز عاقلًا فلم يشأ أن يضم هذه المنطقة بالقوة في حين أنه يدرك أنها ستنضم إلى مملكته آجلًا أو عاجلًا ولعله كان يظن أن وضع تيماء لا بد وأن ينتهي بوفاة عبد الكريم الذي كان بالرغم من طغيانه وظلمه ما يزال يعتبر من أبطال الصحراء ومما لا شك فيه أنه كان شخصية من شخصيات أبطال الصحراء وقد حكم تيماء فترة تقدر بأربعين عامًا تقريبًا وبما أنه أسن ويشاهد