الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحيث كان حجاج بيت الله يعانون مشقة في الازدحام أيام المواسم فلمنع المشقة والحرج وقعت الرخصة وكان في تصميمه قابلا للسعي لحسن تصميمه ويلاحظ أنه لا بد من استيعاب ما بين الصفا والمروة.
وفيها لا تزال الاصلاحات مستمرة في الملكة فمن ذلك صدور الأوامر ببناء أكثر من ثلاثين مدرسة ما بين ابتدائية ومتوسطة في القرى والمناطق تتكلف بقدر عشرين مليونًا كما أن طريق حائل الذي يربطه بالقصيم انتهى عمله، وبناية الهاتف الآلي في كل من بريدة وعنيزة قد أوشكت على الانتهاء وكانت آية في التصميم ولا تزال عمال المواصلات تواصل سيرها في سفلتة طريق الطائف إلى جيزان وقد قسم إلى ثمانية أقسام بحيث بلغت تكاليفه ألف مليون ومائة مليون واثنين وتسعين مليونًا وكانت مسافته سبعمائة وأربعة وتسعين كيلو متر وكانت مؤسسة بن لادن تقوم بإرسال طائرتين عموديتين لتلبية الطلبات ونقل الحالات المستعجلة لهذا العمل الشاق ذلك لما يتطلبه من الصعوبات وردم أنفاق طويلة تضاء نهارًا وليلًا بالكهرباء.
أما عن مدينة حائل فقد حظيت بنهضة رائعة في أيام الأمير فهد بن سعد بن عبد الرحمن وبعده ابنه سعد بن فهد فأقيمت البيوت الحجرية والفلل ودوائر الحكومة وشقت فيها شوارع واسعة واتسعت رقعة العمران فيها.
رحلتنا إلى حائل
قمت بزيارة لحائل في أواخر سنة (1393 هـ) وكان في صحبتي أناس من طلاب العلم والوعاظ والرشدين وكان فيما وجدنا فيها أن مساجدها كانت عامرة بالصلوات الخمسة والأذان وتلاوة القرآن، وفي المساجد على العموم دورات المياه متوفرة ومما عجبت له أن الأئمة فيها من ذوي الأمانة والعقول والنهى، ومن جملة أصحابنا الشيخ عبد الرحمن الحمد الجطيلي في أناس آخرين وبما أن الوقت شديد
البرودة لأن يوافق 20 القوس 5 الإكليل فإنا لقينا من الأحبة فيها كل عطف وإكرام وقبولًا للموعظة وتبادلنا الحديث والبحث في المسائل العلمية وذهبنا إلى موضع عقدة المعروف فيها فنقول عقده عبارة عن ساروت بين جبال قائمة كالحيطان منتصبة يتخللها وادي فيه بطحاء نقية على ضفتي الوادي نخيل قائمة بمناظر حسنة في خضرتها ونجد في أقاصيها إذا دخلناها مع منشق بين جبالها ضيق بقدر ثلاثة أمتار تقريبًا إلى جهة الغرب مياهها تنزل في أوقات السيول منصبة جارية تذكر بالنيل والفرات وهي في جريها عجيبة المنظر متدفقة كأحسن ما يكون فإذا نزلت من بين الجبال وقفت لتنزل في تلك البطحاء فيتخلل خلجان الأرض ذاهبة إلى تلك الآبار وبطون الأرض تحدها بقدرة الله تعالى وبحسب كثرة الأمطار وقلتها يكون قدر المياه في الآبار التي تسقى منها النخيل الخضراء الجميلة {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)} ، ونجد عند مدخل عقدة سدًا إلى جهة اليمين مرتفعة بقدر ثلاثة أمتار أقامته إمارة الجبل في زمن آل رشيد ليكون حصنًا منيعًا وسدًا بين السكان وبين العدو وبولاية آل سعود على الجبل هد بعض ذلك السد فكان يدخل إلى عقدة من ذلك السد ومن مدخلها الرئيسي وقد حدثنا الأستاذ عبد الكريم بن سليمان الرشيد المنتدب من أهالي الزلفى للتدريس في متوسطة حائل الثانية أن هناك منتزهًا آخر يسمى مشار فيه مصبات كثيرة وأشجار ينتابها الأهالي للفرجة والنزهة بالعوائل لما يتمتعون به بين تلك الجبال من المناظر الجميلة وكان الأستاذ عبد الكريم قد صاحبنا ليرينا تلك المنتزهات ويمتاز بلين العريكة وحسن الحديث وحسن المعاشرة، وقد لزم الصحبة من حين ما قدمنا إلى حائل إلى قبيل مغادر تنالها وذكر لي أحد مرافقينا من أهل الجبل أن قرى حائل تزيد على مائتي قرية وأن من الآثار فيها، فيها مسجد إلى جهة بيت المقدس ومن قرى حائل قفار وموقق وبقعا التي تقع بالشمال الشرقي عن مدينة حائل وهي التي حصلت فيها الواقعة بين عبد اله بن علي بن رشيد وبين أهالي القصيم بقيادة عبد العزيز بن محمد آل أبي عليان ويحيى بن سليمان آل سليم أميري بريدة وعنيزة.