الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18)} وهبّ أكثر من داعية يعبر عن عقيدته ويصور مشاعر المسلمين الصوماليين تجاه محاولات إلغاء الشريعة الإسلامية، فألقى النظام الانقلابي القبض على هؤلاء الدعاة، ثم حُرِّقوا بالنار وعشرات حكم عليهم بالسجن مددًا تجاوزت كل خيال، وفي وجه هذه الردة وقف المسلمون في الصومال فكان مصيرهم القتل بأشنع القتلات وهو التحريق بالنار وتعليقهم بأعناقهم وقتلهم بالشنق، فيا لهذه الحالة النكرى وكيف توصلت الأمور إلى هذه الأفعال الشنيعة التي لا يقرها الإسلام ولا العرف ولا الطبيعة، رجال يدافعون عن شريعة الإسلام فيحرقون بالنار، رجالًا قالوا ربنا الله وشريعتنا الإسلام واستقاموا فيعاملون تلك المعاملة {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)} ومحى الانقلاب اللغة العربية واستبدلها في النطق والكتابة باللغة اللاتنيية، وأطالت جريدة المجتمع واستنهضت الأمة الإسلامية بأن لا مبرر للمجاملات وأنه يجب على المسلمين في كل أرض بأن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل إنقاذ الإسلام والمسلمين من هذه الورطة، ثم كلفت الأمة رابطة العالم الإسلامي أن تتصل بكافة المنظمات المشتركة الإسلامية فورًا وتدعوها لعمل جاد مؤثر وفعّال لهذه الأوضاع في الصومال.
اضطهاد المسلمين في زنجبار
قام تيريري يلعب دورًا خطيرًا في أفريقيا ولاقى الدعاة إلى الله منه أشد الأذى وأنواع العذاب والتنكيل والتشريد، ومن الذين طردوا خارج البلاد قاضي القضاة هناك، وصدر الحكم على الشيخ حسن بن أمير وهو زعيم إسلام وذكروه بالتقى والصلاح، فمنع من العمل في الدعوة إلى الله وتوج تيريري انتصاره على المسلمين ببناء ثمان كنائس في زنجبار إضافة إلى الأربع الوجودة سابقًا، وقد قام تيريري بفصل المئات من المواطنين المسلمين من وظائفهم وترحيله وقتل بعضهم واعتقال البعض، وذلك في محرم 15 من السنة القادمة وقام بقتل الناس الأبرياء في المساجد
أثناء تأديتهم للصلاة وذلك دون أدنى سبب، وقام بزج قادة المسلمين والوعاظ والمرشدين والزعماء في السجون وطردهم ومنع التجهيزات الدينية عن الساجد، وإدخال المناهج الهدامة في المدارس ومنع تدريس الدين الإسلامي في المدارس والمعاهد، وقد رفع أبناء بلدة كفر شنوبا المقيمون بدولة الكويت شكواهم إلى المسلمين مادّين أيديهم للعون والمساعدة لبلدتهم المنكوبة والتي دمرها العدو الإسرائيلي تدميرًا تامًّا، وذلك بالقصف المتواصل خلال ثمانية أيام ليلًا ونهارًا دمرتها اليهود بالمدفعية والدبابات والطيارات مما شرد أهلها وجعلهم بلا مأوى ولا مأكل ولا لباس فاعتصموا في المساجد والمدارس والمستشفيات، وجرى على المجاهدين أيضًا من المسلمين في الفلبين وبين الحكومة الكاثوليكية حروب جديدة في جنوب الفلبين، ودارت رحى معارك شديدة البأس كثيرة الضحايا فلقد استخدمت حكومة ماركوس ضد المسلمين قنابل النابالم، وضربت بيوت المسلمين هناك وقراهم ومساجدهم وشيوخهم ونساءهم وأطفالهم وقامت الدبابات والطائرات والصواريخ وقنابل النابالم بضرب المسلمين وعلى الرغم من عدم التكافؤ فإن المجاهدين المسلمين نالوا من العدو نيلًا عظيمًا وكسروا شوكة الظالمين، وكذلك ما جرى على مدينة أحمد أباد من أذية المسلمين بحيث كانوا يشدون المسلمين بالحبال ثم يرمونهم في النيران الملتهبة وهم أحياء حتى يتحولوا إلى رماد حيث تحولت عدة مناطقها إلى ركام من الحراب، هذا بعد نهب أموالهم وحرق متاجرهم ومنازلهم وانتهاك محارمهم مما تقشعر منه الجلود وتشمئز منه القلوب وتنكره الفِطر السليمة والأخلاق المستقيمة استهتارًا بالشريعة المحمدية.
في هذه السنة نشرت صحيفة الشهاب اللبنانية في عددها الصادر بتاريخ 23 ربيع الأول الموافق نيسان فقرات خطيرة من خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الذي ألقاه في مؤتمر المدرسين والمربين لمناسبة الملتقى الدولي حول الثقافة الذاتية والوعي القومي يتضمن الطعن في القرآن الكريم بأنه متناقض ومشتمل على بعض الخرافات، وقد نشرت نص الخطاب جريدة الصباح التونسية على جزأين في
عددين صدرا بتاريخ 20 و 21 من شهر آذار مارس الماضي وهي ثلاث نقاط ذكر أبو رقيبة في خطابه أن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} و {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وذكر أن الرسول محمدًا كان إنسانًا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية ويستمع إلى الخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت وقد نقل تلك الخرافات إلى القرآن، مثال ذلك عصا موسى، وهذا شيء لا يقبله العقل بعد اكتشاف باستور وقصة أهل الكهف وذكر أن المسلمين وصلوا إلى تأليه الرسول محمد فهم دائمًا يكررون محمدًا صلى الله عليه وسلم يصلي على محمد، وهذا تاليه لمحمد، وقد دعى في ختام خطابه المربين وأهل العلم إلى تلقين ما قاله حول الإسلام إلى تلاميذهم، النقطة الخامسة معارضته إعطاء المرأة نصف ما يُعطي الذكر، النقطة السادسة أفكاره تعدد الزوجات ولا ريب أن هذا كفر صريح وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه، فصاح به العلماء وهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وحسين محمد مخلوف وأبو الحسن علي الحسني الندوي وأبو بكر محمود جومي والدكتور محمد أمين المصري وأرسلوا إليه بتاريخ 16/ 4 / 1394 هـ برقيات استنكار لتلك التصريحات المكفرة التي فيها الطعن في القرآن والنبي المصطفى وطلبوا منه أن يكذب ما نسب إليه، وقام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس الجامعة الإسلامية ومفتي الديار المصرية سابقًا وقاضي ولايات شمال نيجيريا وأمين عام ندوة العلماء لكنوا الهند وقد تجاوب معهم الرئيس ووعد وتبرأ وتقدم السفير التونسي في المملكة برسالة من الوزير مدير الديوان الرئاسي برقم 406 تاريخ 11 ماي (1974 م) للشيخ ابن باز ذكر فيها أن فخامة الرئيس قد اطلع على برقيته شاكرًا له حسن عنايته وقيامه بالنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وذكر أن الحبيب بورقيبة إنما جاهد فرنسا لإعلاء كلمة الله والوطن وإرجاع تونس دولة مستقلة دينها الإسلام ولغتها العربية وأنه ما كان ليدور بخلد فخامته الطعن في كتاب الله ولا في مقام الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام وهو الذي نصر الحق بالحق وهدى إلى الصراط