الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونعته الأمانة العامة الإسلامية بقولها: (بقلوب خاشعة مفعمة إيمانًا بقضاء الله خاضعة لمشيئته سبحانه وتعالى تنعى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم قائدًا من أعظم قوادها وصرحًا من أقوى صروحها طوال تاريخها المجيد المغفور له حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل .. إلى أن قالت أن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وقد فجعت بفقد زعيم الأمة الإسلامية وبطلها الذي جعل رايتها مرفوعة في أحرج أوقاتها تتقدم بأصدق التعازي إلى حضرة صاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز المعظم ملك المملكة العربية السعودية وشعبه الكريم سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الراحل العظيم بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن ينزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا وإنا لله وإنا إليه راجعون).
وكثرت الويلات والأسى وانبعثت التعازي من كل جهة وقدم الوفود لتعازي الأمة والتهاني بالخلف الجديد.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نجد والمنطقة الشرقية رحمه الله وعفا عنه. وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم والبحر الزاخر مقيم العوجاء وناصر الملة السمحاء بقية السلف الصالح ومن لا تأخذه في الله لومة لائم أبو حسن عمر بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن إمام الدعوة ناصر السنة قامع البدعة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وقد سبق سياق النسب في ذكر جدهم الشيخ في أول الكتاب، ولد المترجم في عام (1319 هـ) فنشأ في بيت علم وتعلم القرآن كعادة أهل زمانه ثم أخذ مبادىأئ الكتب الصغار ثلاثة الأصول والتوحيد وكشف الشبهات وآداب المشي إلى الصلاة والرحبية والأجرومية ثم أنه أخذ عن أبيه الشيخ حسن وكان له قوة ذاكرة وفهم منير فتلقى عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف سائر العلوم وأخذ عن الشيخ
سليمان بن سحمان وأخذ عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس ودرس على هؤلاء في الكتب الكبار والأمهات وجعل يتردد على حلقات الذكر بهمة عالية وقوة عزيمة حتى ظهر في العلوم مظهرًا رائعًا، وكان خطيبًا مصقعًا ينتظم الكلام ويخرج منه بحسن تعبير ولا يمل وإن أطال كما أنها لا تمل فوائده، ومن قوته أنه كان مخيفًا للمجرمين فلا يذكر اسمه أمامهم إلا وجموا ولما أن كان في سنة (1345 هـ) أقامهُ الملكة عبد العزيز رئيسًا لهيئات الأمر بالمعروف فقام بهذه المهمة خير قيام بقوة ونشاط وصدق لا تأخذه في الله لومة لائم وهابه المبطلون، وكان قد شدت الحكومة أزره بأعوان وأعضاء وجنود، وإذا رأى أمرًا شديدًا من المناكر فإنه يراجع فيه ويشجعه للانتقام بالعصا كما وجد أربعة قد أفطروا في شهر رمضان خارج البلد فأتى بهم إلى السلطان فأمر بهم جلالته أن يحملوا أباريقهم وأوانيهم بأيديهم ويطاف بهم في الأسواق في الحالة التي وجدوا فيها ثم ضربوا بالخشب حتى هلكوا تحت الضرب، وكان ثلاثة من الأشقياء ألقوا القبض على صبي فحملوه يريدون الفرار به غير أنه كتب له السلامة بحيث فزع المسلمون على ساقة السيارة فلما أخذوا ذات الشمال إذ بسيارة قلابي تلاقيهم فوقفوا وشردوا تاركين سيارتهم والصبي فيها مشدودًا فاه لئلا يتكلم وكان الشد قد أطبق أسنانه على لسانه فذهبت الأمة لإشعار الرئيس فجيء بالسيارة إليه وجاءه المالك يسأل عنها لأن السيارة والحالة هذه يسأل عنها رجال الأمن كما أنه يسأل الشيخ الرئيس كذلك لخشية وقوع مثل ذلك، وذكر المالك أن سائق السيارة قد نام في حديقة من الحدائق فلما انتبه إذا قد سرقت، هذا ما ادعاه المجرم فقال له ائتني به وبعث معه بجنود فجيء به فأمر أن يشد على عقبيه في عمود من العمد ويجعل منكوسًا ويضرب بالخيزران حتى خبر بأصحابه فذهب الشيخ إلى الملك سعود يسأله أن يحكم بقتلهم وقال انهار أي والدكم إذا ما فعل أحد مثل فعلهم وقصة العبد مرسال وكيف خاطر الشح بنفسه حتى كاد أن يقتله العبد مشهورة وقد يناله أذى في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنه يقابل ذلك بالصبر، وكان ينشر الدعوة
إلى الله ويعظ ويرشد ويوجه، وله جاه ومنزلة عالية تهابه الملوك وتقبل توجيهاته. وهذه صفته: كان مربوع القامة حسن الوجه صلبًا قويًّا مع لين وحسن معاشرة لمن قصده ولونه حنطي قد وخطه الشيب لما أسن وفي آخر عمره أصيب بربو قد يزداد عليه وقد يخف حتى أنهكه ذلك لأنه يتعب نفسه ويباشر مهام الأمور ويوالي بين الحج والعمرة حتى توفاه الله تعالى في ليلة الأحد 2 من رمضان في هذه السنة بمدينة الطائف فصلى عليه هناك جم غفير وخلق كثير على رأسهم الملك خالد وولي العهد وجمع حاشد من العلماء والأعيان ثم نقل جثمانه بطائرة إلى مدينة الرياض حيث صلي عليه بالجامع الكبير حضر الصلاة عليه خلائق كثيرون ودفن في مقبرة العود بين أسلافه وأجداده وقد نعته الصحف وبكته الأمة رحمه الله وعفا عنه.
الشيخ عبد العزيز بن سليمان بن فريح من أهالي وشيقر، ولد رحمه الله في بلدته عام (1313 هـ) ثم سافر إلى مكة المكرمة بعدما أخذ مبادئ من العلوم في بلدته حيث تعلم القرآن الكريم وعلم الخط والحساب لأن الظروف قضت بذلك لسفر والده إلى أم القرى فأخذ عن علماء الحرم الشريف فلبث هناك ثم رجع بعد ثلاث وعشرين سنة إلى بلده، وقد راودوه على القضاء لكنه رفض وهو مدرس في المدارس الحكومية واستمر في وظيفة الإمام والخطابة والتدريس، فهو خطيب جامع وشيقر، ولما أرهقته الشيخوخة ترك التدريس وجعل يتابع الوعظ والإرشاد وتجرد للعبادة والاجتهاد حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة وكان من العناقر قبيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري.
الشيخ محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن رشيد، ولد هذا العالم في إحدى ضواحي مدينة الرس عام (1311 هـ). فنشأ كغيره من الطلاب يدرس على معلم في الرس تدعي محمد بن صالح بن خليفة كان هذا المعلم من أهالي الرس ثم استوطن مدينة بريدة بعدما ذهب إلى الرياض وأمضى حقبة من الزمن وبعد رجوعه إلى بريدة تتلمذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم ولبث فيها عشرين عامًا حتى توفاه الله على إثر حادث انقلاب سيارة عام (1368 هـ) رجعنا إلى
المترجم فيقول أخذ عن الشيخ إبراهيم بن ضويان العالِم المشهور في مدينة الرس، وأخذ عن الشيخ الفاضل عبد الله بن سليمان بن بليهد وأخذ عن علماء الرس ثم سمت به همته فقدم مدينة بريدة فأخذ في الدراسة على الشيخين العالمين عبد الله بن محمد بن سليم وعمر بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر ثم أنه ذهب إلى الرياض وواصل دراسته فأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ سعد بن عتيق والشيخ سليمان بن سحمان والشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود واستمر في دراسته ثم رجع إلى القصيم وانتدبته الحكومة إلى البادية لوعظهم وإرشادهم وكان لدعوته قبول حينما كان في هجرة سنام ثم عاد إلى الرسّ فأخذ في التعليم وفي عام (1348 هـ) عين قاضيًا للأمر ملكي في بلدة الرس لسوء تفاهم بينهم وبين قاضيهم السابق سالم الحناكي فاختاروا المترجم بعدما أمرهم الملك عبد العزيز أن يختاروا قاضيًا فوقع الاختيار عليه وألزمه الملك بذلك وقال له يا ابني إنهم اتفقوا على اختيارك فتوكل على الله فقام فهذه الوظيفة خير قيام وأحبه الأهالي ثم أن أمير الخرمة طلب من الملك نقله إليهم فنقل في آخر عام (1365 هـ) وكان في جلوسه لقضاء بلدة الرس لا يأنف من مراجعة العلماء ومشاورتهم كمحمد بن مقبل وعمر بن محمد بن سليم وصالح بن عثمان القاضي وهذه خصلة حميدة تدل على توفيقه فاستمر في قضاء الخدمة ثلاث سنين ولكنه طلب الإعفاء من القضاء لنزاع حصل بين الأمير وبين بعض الأهالي وبما أن الأمير نجل خالد بن منصور بن لوي مكانة فقد ثبتت الحكومة مقدمه في بلده وسار المترجم إلى رنيه وجعل يدرس ويرشد ويعظ وأبي عن الانضمام إلى سلك القضاء وفي عام (1372 هـ) سافر إلى الطائف بعدما أصر على عدم مراجعة القضاء فكان مرجعًا للأحباب والأصحاب وأسن وأرهقته الشيخوخة حتى وافاه أجله المحتوم في 28/ 9 / 1395 هـ رحمه الله وعفا عنه.
وفيها في يوم الثلاثاء 9/ 5 وفاة الزاهد محمد بن صالح بن عبد الله الرشودي من أهالي ضاحية رواق الكائن جنوبًا عن مدينة بريدة عن عمر يناهز 84 لأن
ولادته كانت في آخر سنة المليداء عام (1308 هـ) نشأ في عبادة الله وفي العفة والزهد فتعلم القرآن وكان في كفاف من العيش ومع ذلك فكان سخيًّا كريمًا لا يمسك على شيء متصدقًا مواسيًا للفقراء والمساكين وإن كان ذلك جهد مقل فكان لا يتمالك إذا رأى الفقير عن أن يناوله ما تيسر من قنو تمر أو حزمه سنيل أو ما في يده من النقود ويخفي الصدقة ويلتذ ببذل ما يقدر عليه وكان تاليًا لكتاب الله ومكبًا على التلاوة من المصحف ولا يفتر عن الذكر، أما عن صلاة النافلة فحدث ولا حرج وتعجب لحالته كيف يطيق ابن آدم ذلك القيام والركوع والسجود وقد اصطحبنا نحن وإياهم في سفر الحج عام (1359 هـ) فرأيته لا يفتر بالليل عن الصلاة والتهجد طوال الليل ويبذل الطعام ولا يمسك شيئًا ولو كان شهيًا وحج ما يفوق عن ستين حجة وغالبها على ظهور الإبل حتى ظهرت السيارات وله خوارق عادات منها أنهم لما أحضروا طعام العشاء له ولأولاده وعاملين عندهم إذا بضيوف لا يقل عددهم عن سبعة فكانوا خمسة عشر بأجمعهم فقام وقعد وأحضر مع الطعام المعتاد تمرًا ثم جعل يسمي ويدير يده على الصحن الصغير ويستنزل البركة فأكلوا وشبعوا جميعًا والصحن على حالته وقد وجد في مزرعته ورقة سنبلة فيها الكتابة التي قدمنا ذكرها في السنة التي قبلها. وكان متقشفًا ششن اليدين والرجلين لا يعبأ كما يصيبه من الصدمات وما يكابده من المشاق في هذه الحياة وكان من رفقه الزاهد محمد بن إبراهيم النجيدي يحجون جميعًا ويعتمرون جميعًا كافًا أذاه عن الناس غامض الذكر غير أن شهرة عبادته وزهده مذكورة وله أخوة منهم عبد الله بن صالح الرشودي يعد من زهاد أهل زمانه وبما أنه لا يقرأ القرآن فهو مولع بسماعه واستماعه فتجده لا يمل من استماع القرآن من كل قارئ لكتاب الله كبيرًا أو صغيرًا فيجلس متواضعًا عن يمين القارئ ويأتم به إذا سجد للتلاوة ولو كان ابن خمس سنين وإذا سمع بجنازة قام مهرولًا لتشييع الميت من البيت أو من حيث وجد الجنازة إلى قبره ويطعم الطعام على حبه مما وجده عند أهله فهو فلاح في سباخ بريدة ويكابد الفقر ويستدين لحبه للصدقة عن جهد مقل ويتابع مجالس الذكر فلا
يفوته منها شيء، وإذا وجد الغريب أخذ بيده وذهب به إلى بيته فيطعمه مما يجده وربما اغترف من القدر وهي على النار فلا إله إلا الله ما أعجب حالته ولهما أخ يدعى إبراهيم بن صالح يتعبر من الزهاد مات من دور العام المقبل من وفاة محمد.
وفيها وقعت اشتباكات عنيفة في ربيع الثاني بين المواطنين العرب داخل المسجد الأقصى وبين عصابة يهودية حاولت تدنيس جدران المسجد، وذلك أن العصابة اقتحمت أبواب المسجد الأقصى وقت صلاة الفجر وتوجهت إلى الجدران تلطخها بالدهان الأسود تقديرًا وتحقيرًا للإسلام ولم ترع للمسجد حرمة بينما توجهت عصابة أخرى إلى مسجد عمر بالقيام بالعملية نفسها وأكدت الأنباء من القادمين من الضفة الغربية المحتلة أن هذه العصابة كانت تستهدف هدم أحد أسوار المسجد الأقصى وقامت جموع المصلين في المسجد وسكان البيوت المجاورة ضد هذه العصابة وتصدوا لهذه الفئات التي كانت تحمل المعاول فدارت اشتباكات عنيفة سقط فيها عدد من الجرحى وقد قامت العرب بمحاولات ضد اليهود فوضعت السعودية قوات مرابطة على الجبهة السورية وقوات مرابطة على الجبهة الأردنية وقام سمو الأمير تركي بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع في هذا الشهر بزيادة هذه القوات المرابطة هناك وتفقدها كما قام الرئيس المصري أنور السادات بجولة تشمل الكويت والعراق وسوريا والأردن تهدف لصالح العرب بعد فشل جهود هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية المتقدمة في شهر مارس الماضي، وهذا في شهر ربيع الثاني من هذه السنة.
وفيها في 22/ 1 بعد العصر توفيت أم كلثوم المغنية في مصر وقد تأخر تجهيزها ليوم 24/ 1 وقدم إلى مصر لتشييعها إلى قبرها وفود كثرة من بعض الحكومات التي فتنت بالأغاني والأخلاق الساقطة من ذوي العقول السخيفة. وسنورد مقالا من مجلة المجتمع متهكمة إلى آخر السخرية قالت المجلة: (العالم العربي يعيش مرحلة حرجة لا بسبب الاعتداءات على جنوب لبنان وإبادة الأبرياء من السكان الأمنين ولا بسبب تهديدات أمريكا التي تخدش كرامة كل عربي ولا حتى بوقوع حرب
خامسة ما بين العرب وإسرائيل ليس بسبب كل هذا يعيش العالم العربي مرحلة معلقة إنما بسبب تدهور صحة ملكة الغناء وكوكب الشرق (أم كلثوم) وإليكم ما جاء في الصحف العربية أصدقاء العائلة عائلة أم كلثوم قالوا إن حالة معبودة العالم العربي منذ 50 سنة قد تحسنت أمس فلماذا تحمر أنوف بعض الناس عندما نقول أن ناسًا في بلادنا يعبدون غير الله ويعيشون في جاهلية أشد من جاهلية أبي جهل وأبي لهب وأمية بن خلف ولما أن فرغ صاحب المقالة من السخرية بأولئك المهووسين وكال لهم ككيال السخرية والشماتة ما يقابل خسائرهم في ذهابهم وإيابهم قال اللهم إن المرض والحياة والموت قدر لك حسب أجل معلوم لا يتأخر ولا يتقدم وقدر الله ليس فيه شماتة بل يسرنا أن تتوب (أم كلثوم) قبل موتها عن جريمة تخدير العالم العربي خلال نصف قرن، وإن كان أثرها السيء سيستمر بعد وفاتها ولكن أليس انشغال العالم العربي بمثل هذا دليلًا على ما يعيشه من تخلف وانحراف عن منهج الله.
وقال صاحب مقالة أخرى ما هي أم كلثوم إنما هي عجوز شمطاء بلغت من الكِبر عتيًا ويكفيها من الإثم ما ملئت به الأشرطة التي هي وصمة في وجهها إلى يوم القيامة فما اهتز العالم من أقصاه إلى أقصاه لنزول اليهود بلاد العرب وتحكماتهم الانحرافية ولا لما جرى من استلاب فلسطين من أهلها المقيمين الآمنين بأيدي اليهود المغضوب عليهم الذين لم يجدوا رادعًا ولا وازعًا دينيًّا ولا خلقًا عقليًا يمنعهم من الظلم الوجيع لسلام وأهله ولا لما نزل بالقدس والمسجد الأقصى، تارة تأتي العصابات اليهودية بمعاولها لهدمه جهارًا كشهد من الله ومن خلقه ولا لما وقع بلبنان من المجازر الوحشية التي تشيب لها النواصي حتى أصبح الأهالي صيد القناصة من الشيوعيين والنصيرين ولا ما أمسى به أهل فلسطين من أخذ أبريائهم وضعفائهم وزجهم في غيابات السجون حتى امتلأت بمئات الألوف منهم من لقي مصيره بالقتل ومنهم من شردوا عن أوطانهم وانتهبت أموالهم، ومنهم من لا يزال تحت التعذيب ورحمة اليهود الذين نزعت الرحمة من قلوبهم ولا لتوسعات اليهود
وتحكماتهم في بلاد العرب لم يهتز العالم لذلك كله بل اهتز لموت أم كلثوم العجوز الشمطاء المغنية، فوالله لو عقل أولئك المجانين لعلموا أن قلوبهم قد ماتت قبل موت أم كلثوم {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)} .
وفيها 8/ 8 ثار شعب بنغلادش من الباكستان الشرقية التي سكانها 75 مليونًا وأطاحوا بحكومة مجيب الرحمن، فقتل في بيته وهو رئيس الجمهورية وكانت ولادته عام (1920 م) عن عمر يناهز الخامسة والخمسين وتولى بعده الرئيس أحمد وكان يتظاهر بالإسلام ويحارب الشيوعية وكان عضد الرئيس مجيب الرحمن غير أنه كثير الخلاف في الشيوعية.
وفيها في يوم عيد الأضحى نشب حريق هائل في منى وحجاج بيت الله مكتظين هناك، وبما أن خيام الحجاج متماسكة فقد أتى الحريق على جملة منها وهلك بأسبابه أنفس كثيرة بشرية، وأصيب آخرون وترك ذلك الحريق ميدانًا كبيرًا وكان أسبابه أسطوانة غاز انفجرت فسببت تلك الأضرار وعم الحريق ما يليه من الأسطوانات.
وفيها في اليوم 19/ 12 قام خمسة إرهابيون فدائيون فاختطفوا طائرة تحمل وزراء البترول أحمد زكي يماني السعودي ووزير الكويت ووزير إيران ووزير العراق وغيرهم وكانوا قد امتطوا تلك الطائرة لحضور المؤتمر في النمسا فأصبحوا مهددين تحت الأخطار وقام أولئك الأشقياء بتسخير الكابتن على ما تقتضيه إرادتهم بعدما قتلوا اثنين من رفقة الوزراء، ثم أنهم ذهبوا بالطائرة يريدون مطار الجزائر وطلبوا تزويدها بالوقود، ثم ذهبوا بالطائرة يريدون مطار تونس غير أن الحكومة هناك مانعت من نزولهم فيها ثم أفرجوا عن بعض الوزراء وأصبح البقية مهددين تحت رحمة الإرهابيين ولما أن رجعوا إلى الجزائر ورجع بقية الوزراء سالمين على متن طائرات بعثت بها إليهم حكوماتهم.