الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمر بتجنيد كافة الإمكانيات لشفط المياه من المسجد الحرام وبذل رئيس البلديات جهودًا في ذلك وكان يتصل بالرياض هاتفيًا لمتابعة الأوضاع وقد وقعت عدة حوادث من جراء هذه السيول بحيث انهار عدد من المنازل القديمة وتقلبت سيارات ولم ينفتح الطريق بين مكة وجدة إلا بعد جهد شديد لأن الرمال والحجارة قد غطت خط الإسفلت وخلفت هذه السيول بعدها حفرًا ومطبات في شوارع جدة.
وفيها في وقت العصر من يوم العشرين من شعبان وصل إمبراطور إيران الشاهنشاه محمد رضا بهلوي إلى المملكة العربية السعودية زائرا وكانت زيارة أريا مهر لتوطيد الصلات وتبادل الرأي والمحبة لما سيكون في صالح قضية العرب وقد استقبل استقبالًا عظيمًا في جدة وأطلقت له المدفعية إحدى وعشرين طلقة.
وفي 2/ 8 قام وزير المعارف ووزير الصحة بالنيابة حسن بن عبد الله بن حسن آل الشيخ بزيارة لمنطقة القصيم لتففد سير الدراسة وتفقد مستشفى بريدة فأقيم فيه احتفال رائع في بريدة وأقام له أمير منطقة القصيم سعود بن هذلول حفل عشاء تكريمي كما أقامت مدارس القصيم حفلات أخرى وقد اشتملت ريارته على مدينة بريدة وعنيزة والرستور البكيرية وقد قام بجولات تفقدية وفي يوم الجمعة 24/ 8 سار إلى منطقة الأفلاج إلى منطقة السليل وإلى وادي الدواسر.
مصائب تنزل بالعالم
إن العالم البشري يكابد آلامًا من المصائب في هذه الآونة فمن هذه المصائب التي لم توفق لحل ما أصبح به أهل فلسطين في وضعهم ذلك من هذه المجازر الدموية بينها وبين اليهود ولحقت الأضرار بالقدس والأردن ومصر والعراق وسوريا وتكلفت الجهات الأخرى بالنفقات ليقفوا أمام هذا التيار الجارف بالشر والويلات ولا ننسى الماساة التي جرت في لبنان فوالله لو كانت هذه الدماء تهراق من الكلاب والخنازير أو من أخس الحيوانات مثلًا لكان من يستطيع وضع حد لها ولا يقوم بذلك قد عدم الرحمة والإنسانية وكذلك حرب فيتنام وما سببت من
الأضرار الوحشية بحيث استمرت طوال هذه السنين والطائرات تضرب وتدمر وتفسد وتخرب وضحايا هذه الحرب قد جاوزت العد والحسبان وقد تهدمت الأماكن وتخربت الطرق وأصبح أهل تلك المناطق في حالة يرثى لها وكان نصيب مجلس الأمن أن يقف موقف المتفرج فلا وساطة ولا صلح ولا قدرة لإيقاف المعتدي فما فائدة هذا الجلس الذي هو اسم لا حقيقة ولا يدير الأمور بنفسه إنما تدمره الأيادي العاملة لهواها ومصالحها وكذلك ما جرى في نيجيريا من الحرب المشؤومة التي تركت غالب الأهالي عراة جياعًا لا يجدون ما يسدون به رمقهم ولا ما يسترون به عوراتهم حتى هلكت أطفالهم جوعًا وأكلوا الجرذان والجيف ولم يزالوا صامدين حتى كتب لهم النصر واستقلت بيافرا وهذا من عقوبات الله الدنيوية بحيث سلط الله بعضهم على بعض فأصبحوا يتاجرون وكان بأسهم بينهم، وكذلك ما جرى على اليمن من العذاب والتخريب والتقتيل والعبث بالأهالي المدنيين الآمنين فعياذًا بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، هذا ولا ننسى ما جرى بين الجزائريين وبين فرنسا من تلك الحروب التي تركت الذراري أرامل والوالدين ثكالًا واستمرت الحال بضع سنين حتى كتب لهم النصر بعد جهاد مرير وواصلوا القتال لإحدى الحسنيين الشهادة أو الظفر كما قيل:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
…
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
…
وجهنم بالعز أطيب منزل
وفي هيروشيما يقيمون المأتم في كل سنة عند ذكرى الضربة الساحقة الماحقة التي سببتها القنبلة الذرية في مدينتهم لما رمتها بها أمريكا بتدبير (ترومان) بحيث أهلكت 78150 قتيلًا وجرحت وشوهت مائة ألف وعشرين ألفًا وذلك في 6 آب (1945 م / 1364 هـ) وكذلك الحرب في كوريا وما جرى من الشيوعيين بحيث تجلت عن قتل اثنين وعشرين ألف أمريكي ومائتين وتسعة وجرح واحد وتسعين ألف جريح وسبعمائة وثلاثة وفقد عشرة آلاف وثمانمائة وخمسة عشر وبلغت
خسائر الشيوعيين مليون وستمائة وتسعة وخمسين ألفًا وكذلك ما جرى في مصر