الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمطار وتغمرهم الثلوج وإذا كانت أمريكا وبريطانيا هما اللتين مكنتا اليهود من سكنى تلك الجهات وأيدتها بقوة حرابها وما تستطيعه من الحيل الجائرة فإن اليهود أو دولة إسرائيل نالت أمنيتها التي لم تكن تحلم بها قبل وصممت على البقاء والعناد ولا تزال في التوسع ورؤية جاراتها بعين الاحتقار كما صنعته أيضًا في لبنان وهكذا فعل مستعمر خسيس لا دين له ولا شرف.
وفي شوال من هذه السنة عقد مؤتمر القمة في الرباط وحضر لذلك رؤساء الدول العربية وذلك للنظر في مشكلة فلسطين التي تأزمت في ضل مجلس الأمن في حلها ولما كانت اليهود تعمل ما تشاء من التنكيل بعرب فلسطين ولم تخشَ سطوة خالق ولا مخلوق لمساندة أمريكا للعدو فقد قام الملك العظم فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية يستميل أفريقيا للانضمام إلى العرب ليكونوا يدًا واحدة واستمال بما لديه من القدرة دولة فرنسا لتقوم بمساندة العرب وقد نجحت أعماله وانضم غالب أفريقيا إلى العرب.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
ففيها وفاة
عمر السقاف وزير خارجية المملكة العربية السعودية
على أثر جلطة في الدماغ كان بها حتفه وذلك في يوم الخميس 30/ 10 وهو في أمريكا منتدبًا من الحكومة السعودية يناقش قضية فلسطين فكان لوفاته رنة أسف في البلاد العربية ولا سيما في حكومته لأنه توفي وهو يؤدي واجبه في أمريكا نحو الموقف في الشرق الأوسط وضجت الإذاعات تندبه بأن الأمة العربية وغيرها فقدت رجلًا مخلصًا طالما ترأس وفد المملكة العربية السعودية وأظهرت الحكومات الحداد عليه كما أن الحكومة الأمريكية وضعت علمها لهذا الحادث المؤسف الشديد وقد أقرت له مندوبو الدول بالشجاعة والتقدم والإخلاص والتفاني في قضية العرب وجاءت التعازي من رئيس أمريكا ووزير خارجيتها للملك فيصل وحمل جثمانه بطائرة خاصة من أمريكا إلى جدة ثم نقل جثمانه إلى المدينة المنورة للصلاة عليه وإيداعه في قبره.
وفيها في 20 جمادى الثانية الموافق ليوم الخميس وفاة الحاج أمين الحسيني رحمة الله على أموات المسلمين، وقد أقيمت صلاة الغائب على فضيلته بالمسجد الحرام وكان يعتبر من أكابر علماء الشام وأيضًا كان معظمًا من بين العرب لأنه يناقش في قضية فلسطين وأدى واجبًا نحو هذه المشكلة، وقد توفاه الله تعالى ولم تنحل ولم توفق لحل يشفي ويكفي وكان هو المفتي الأكبر في فلسطين ورئيس مجلس الأمة الفلسطينية العربية، وقالت عنه صحيفة الحياة بعددها 8937/ 16 تموز 1974 م كان الحاج أمين من عظماء أمتنا في العصر الحاضر بالرغم مما لقي من جفاء وجحود ومقاومة ودعاية مغرضة في الداخل والخارج وتتجلى مظاهر عظمته في شخصيته الساحرة ووجهه النوراني الباش وفي قوة حجته وصلابته في الدفاع عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني وعدم النساهل في ذلك قيد أنملة، لقد رأى الحاج أمين الخطر الصهيوني المحدق بالأمة العربية مبكرًا منذ صدور وعد بلفور، وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين فتحمل كل المشاق والتشريد في سبيل مكافحة هذا الخطر حتى آخر أيام حياته لا أعرف عربيًّا سلطت عليه الدعاية الصهيونية العالمية قذائفها وحاولت تشويه سمعته كما فعلت مع الحاج أمين، ومع ذلك فقد وقف صلبًا متحديًا الخصوم معززًا مقدرًا في العالمين العربي والإسلامي، لا أعرف عربيًّا حاربته السياسة الاستعمارية غربية كانت أم شيوعية كما فعلت مع الحاج أمين منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى مماته، وقد كانت الدوائر الرسمية البريطانية تتهمه اتهامًا قويًّا بأنه يحاول القضاء على الوحدة العربية وألصقت به تهمة الاغتيال للملك عبد الله بن الحسين في إحدى محاولات اغتياله وساءت العلاقات بينه وبين الملك عبد الله حتى قرر عزله من مقدمه في فلسطين بصفته رئيس مجلس الأمة الفلسطينية العربية، وكان يظهر أنه بريء من كل ما ألصق به وإنما هو رجل مخلص لأمته ووطنه، وقد تقدم له ذكر في هذا التاريخ في الثورة العراقية وفراره لما فشلت ألمانيا وقد عاد بعدها واستقرّ في لبنان حتى توفي فيها وأوصى أن يدفن في القدس.