الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
داهم السيل المحلات التجارية والدكاكين وكان مرور السيل في الأحياء والشوارع التالية: الششه، الروضة، المعابدة، الملاوي، الخانسة، الخريق، المعلاه، الفزة، القشاشية حتى أبواب المسجد الحرام داهمها السيل ومن جراء هذا السيل وقعت حوادث غرق استشهد فيها عدد من المواطنين وجرف السيل أكثر من ثلاثين سيارة متنوعة معظمها من السيارات الصغار.
ذكر ضحايا ذلك السيل
اعلم أيها الموفق، أن الخلائق بحاجة إلى لطف الله تعالى وأنهم لما غنى لهم عن لطفه طرفة عين كيف لما وقد خلق الإنسان ضعيفًا اللهم الطف بنا في قضائك وعافنا من بلائك فإنه بتأخر الأمطار وقلتها يحدث القحط والجدب ونشاف المياه وغورها وبكثرتها يحدث الغرق والهدم كما ترى ونحن نتكلم عما جرى فنقول لما نزلت السيول وهطلت تلك الأمطار قامت معدات ابن لادن لما خفت حدة السيل بإخراج السيارات التي جرفها السيل إلى كبرى باب الصفا، كما قامت فرق الإنقاذ بمديرية الدفاع المدني بواجبها حتى ساعة متأخرة من الليل واشتركت أجهزة أمانة العاصمة ومعداتها في عمليات الإنقاذ وقام المواطنون يشتركون في عمليات تنظيف المسجد الحرام من بقايا السيول ولقد كان أرباب السيارات القاطنون في عمائر الجفالي والأوقاف بشارع الفزة يشاهدونها والسيل يحملها فما استطاعوا إلى إنقاذها سيبلًا بل وجموا وتجرفت الطرق بين مكة وجدة حتى انقطعت المواصلات بالسيارات وتوقفت طوال ليلة الجمعة وعادت سيارات تريد مكة إلى جدة وبقيت أخرى معطلة في الطريق وكانت السيول قد جرفت الطريق عند الكيلو العاشر من السكة وما بعده لما تدفقت من الجبال والوديان المحيطة ككة وسارعت فرقة مصلحة الطرق وأمانة العاصمة بإصلاح الطريق وإزالة أكوام التراب والحجارة التي جرفتها السيول إلى الإسفلت وكان قد وقع عدة حوادث انقلاب في السيارات الكبار وفقد خمسة أشخاص بكوبري الصفا لم يعرف مصيرهم وحمل السيل مواطنًا يدعى عواض سلطان كان موظفًا بمشروع إدارة الحرم فألقاه إلى كبري الصفا ولطف الله
به بأن بقي معلقًا بطرف سيخ داخل الكوبري أكثر من ربع ساعة تمكن المنقذون له بعدها بسحبه بالحبال إلى خارج الكوبري، وقد أدخل مستشفى أجياد لإسعافه وانهار منزل في دحلة الجن بشعب عامر وحدث حريق في محلة ريع الرسام بجرول سببه التماس الكهرباء، ووقع حريق آخر في الفلق بسبب انفجار بوتوجاز وفجع شباب مكة الكرمة باستشهاد الشاب عبد الله حمزة من موظفي وزارة الخارجية وقد جرفه السيل بينما كان يحاول سحب سيارته فشيع جثمانه صباح الجمعة في موكب حزين، أما مدير شركة كهرباء مكة الكرمة فقد أصيب في طريقه من مكة والطائف بين عرفات والكراذ داهمته السيول هو وعائلته فسقطت سيارته في جرف غير أنه أنقذ هو وعائلته، وانفجر سد المعابدة وتدفقت مياه السيول إلى مكة وقد اتفق المسنون بمكة على أنهم لم يشاهدوا مثل هذا السيل منذ 25 عامًا وتقدم إنسان يريد محاولة إنقاذ سيارته الواقفة أمام بيته فحمله السيل وعثر بعد ذلك على جثته في المسفلة وحمل السيل سيارهْ مواصلات سمع منها المنبه وقد جرفها السيل إلى كبري الصفا وسيارة تحمل أربع نساء وثلاثة رجال جرفها السيل إلى الكبرى ومواطنان كانا يقومان بعمليات إنقاذ جرفها السيل إلى كبري الصفا فماتا وجرف السيل إِلى الكبرى ثلاث سيارات فولكس واجن دفعة واحدة وسيارة جيب وحدثني صاحب سيارة ونيت قال: أن السيل حمل سيارتي فلم أحصل منها على شيء في الكبرى سوى المكينة والشاصي عرفتهما باللوحة وتم إنقاذ عائلة كانت تركب سيارة في شارع الحجون وأنقذت طلفة وطفل واجتاحت السيول شارع الجودرية واجتاحت سدريع اللصوص وسببت فيه خسائر وحملت السيول حيضات أجياد وميضات السوق الصغير وكانت السيول قد عمت بكثرة فهطلت على القوارة وضواحيها وعلى جبال تهامة والليث وضواحيها وعلى تربة وضواحيها فسال على أثرها وادي تربة سيلًا كثيرًا كما هطلت الأمطار على الحرة وعلى عرعر وثادق والسليل والحوطة والأفلاج وضواحيها وجرت الأودية والشعاب.
وفيها بعد ظهر يوم الأربعاء 12 محرم الموافق 10 إبريل (1968 م) تم توقيع