الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي حصل من الفدائيين عمل إجرامي كما قال الله في محكم كتابه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى} والذي حدى بهم إلى ذلك هو أن فدائيا قد قبضت السلطات الأردنية عليه وزجته بالسجن فعمل الفدائيون هذا التصرف لترغم الحكومة السعودية حكومة عمان على إطلاق سراح صاحبهم وبما أنه مشتبه في أولئك الفدائيين فإنها لا تخلو المسألة من دسيسة يهودية لتشوش على العرب مؤتمر القمة الذي عقد في الجزائر في أوائل شعبان المذكور، أما ما كان عن ياسر عرفات فقد تنصل من أن يكون ذلك العمل قد صدر من أتباعه.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
ففيها وفاة رجل الدين والفضل صاحب السمو الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن آل فيصل أخي أمير منطقة القصيم ابن عم الملك فيصل رحمه الله وعفا عنه وذلك على إثر جلطة أثرت عليه وأذاع الديوان الملكي ما يأتي: في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس الثلاثاء 14/ 3 / 1393 هـ حسب توقيت المملكة المحلي انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن على إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز الخامسة والخمسين والديوان الملكي إذ يعلن ببالغ الأسى فقد رجل كبير وبارز من أفراد الأسرة يرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقد برحمته ورضوانه وإنا لله وإنا إليه راجعون. وقد شيع الجمهور في مدينة الرياض جثمان الأمير عبد الله وحضر تشييعه الملك فيصل وعمه عبد الله بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد العزيز وخالد بن عبد العزيز والعلماء والأمراء وكبار المسؤولين وجمع كثير من المواطنين وصلى عليه في الجامع الكبير وساروا به إلى قبره وأثنى عليه العلماء لصلاحه ونزاهته ورثاه وزير المعارف حسن بن عبد الله بن حسن بكلمة عدد فيها محاسنه وأنه كان مثالًا صالحًا تتجلى في سيرته وأعماله كل الفضائل التي يتمنى المخلصون لو استطاعوا إلزام أنفسهم بها وختمها بقوله وأدعو الله أن يجعله مع الأبرار وأن يجبر المصيبة برحيله وإنا لله وإنا إليه
راجعون. وقد حدثني عنه أهل الخبرة بأنه موسوم بالصلاح والزكاء والعفة والديانة وأن جاهه مبذول لقضاء الحاجات وتفريج الكربات وله عطف على الفقراء والمحتاجين وهذه دمعة رثاء قالها محمد بن عبد الرحمن السديري أعربت عن بعض خصاله وأفعاله الحميدة التي استحق بها الثناء والمديح رحمه الله:
أتانا الصبح نعيك والرثاء
…
فلا عاد الصباح ولا المساء
فقدنا فيك عبد الله شهمًا
…
سجاياه الرجولة والوفاء
كريم كان ذا خلق عظيم
…
وفيًا حين قلّ الأوفياء
رأيت الناس تبكي من قلوب
…
وبعض الناس أدركه العياء
رأيت الأكرمين تحف نعشًا
…
ويحمله الرجال الأقوياء
فأنت اليوم منهم كل قلب
…
وما في القول كذب أو رياء
سيبكيك الضعيف بكل دمع
…
فأنت ملاذه أنت الرجاء
تفرج همه وتزيل كربًا
…
تواسيه إذا اشتد البلاء
وما للناس غير الذكر باق
…
وذكراك السماحة والثناء
يصب الله رحمته بقبر
…
لعبد الله تمطره السماء
نعزي فيك إخوانًا كراما
…
وأبناء لنا فيهم عزاء
ونشرت عنه الصحف ثناء حسنًا فقالت إحدى الجرائد كانت الفاجعة بموته كبيرة جدًّا وكانت الخسارة بفقدانه فادحة مؤلمة ذلك لأنه لم يكن لنفسه ولم يكن لأشخاص معدودين فقد كان للجميع نعم الأب والأخ والصديق وكان للبلاد ذلك الرجل الذي يحرص على توقير كل خير لها كما كان هكذا في خدمته لبلاده وأبناء وطنه، ومن هنا بكاه كل الناس وخصوه بأحاديثهم عن فضل الرجل وإنسانية المفقود، قال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل يرثاه بهذه القصيدة ولا ريب أن ثناء الناس شهادة بفضله كما أشار إلى ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه:
مال البرايا للمصير مؤكد
…
وأن المنايا للنفوس بمرصد