المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٦

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ثم دخلت سنة (1385 ه

- ‌أخطار تهدد بني الإنسان

- ‌ المدير العام للمعارف السعودية سابقًا الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع

- ‌ذكر الوظائف التي نالها

- ‌وفاة رئيس الجمهورية العراقية

- ‌إعادة السلام بين الهند وباكستان

- ‌إذاعة جديدة

- ‌ثم دخلت سنة (1386 ه

- ‌شباب سعوديون يتخرجون من الجامعات الأمريكية

- ‌حادثة غريبة

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌قتل عالم من العلماء

- ‌الأوساط الإسلامية تناشد الرئيس جمال عبد الناصر

- ‌إعدام الشهيد

- ‌مولده وحياته

- ‌تعذيب الإخوان المسلمين

- ‌نوع آخر من التعذيب

- ‌ركن ينهد في شرقي المملكة

- ‌ أمير المنطقة الشرقية سعود بن جلوي

- ‌تشييع جنازته

- ‌عواصف شديدة ورياح مزعجة تهب على الشرق الأوسط

- ‌عقوبات للمفسدين وتنكيل بالمخربين والمعتدين

- ‌ثم دخلت سنة (1387 ه

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌حرب بن العرب وإسرائيل

- ‌ذنوب تحيط بأهلها وعقوبات عاجلة

- ‌تراجع العرب إلى جبهة القتال

- ‌المرابطة في الجبهة

- ‌أعمال الأسد الجريح

- ‌قتل المشير عبد الحكيم عامر

- ‌ذكر الأهوال والأحداث المريرة التي جرت من اليهود

- ‌ذكر ما جرى بعد نكسة حزيران

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌كائنة غريبة

- ‌ذكر الحرب الأهلية في نيجيريا

- ‌ذكر ما حصل من القتل والتشريد

- ‌تلفزيون القصيم

- ‌ذكر مقام إبراهيم عليه السلام

- ‌نافورة الريع

- ‌ثم دخلت سنة (1388 ه

- ‌مكة المكرمة تستهدف لأمطار غزيرة

- ‌ذكر ضحايا ذلك السيل

- ‌طعنة في الصميم

- ‌احتلال اليهود مطار لبنان

- ‌خلع رئيس الجمهورية العراقية

- ‌وفاة عالم ديني

- ‌ الشيخ سليمان الناصر السعدي

- ‌أخلاقه وشمائله

- ‌وفاة أمير القصيم سابقًا

- ‌عفوه وتجاوزه

- ‌أخبار عن وزير الدولة شلهوب

- ‌مصائب تنزل بالعالم

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌ذكر شيء من إصلاحات الملك فيصل

- ‌ثم دخلت سنة (1389 ه

- ‌عدوان صارخ أثيم

- ‌أعمال الفدائيين

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌إمارة فهد بن محمد بن عبد الرحمن

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌اعتداء أثيم

- ‌المبنى الكبير للجامعة الإسلامية

- ‌مصاب عظيم وركن ينهل في عاصمة المملكة السعودية

- ‌ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله

- ‌دروسه وتدريساته

- ‌مقامات المترجم في الإسلام

- ‌تلامذة الشيخ محمد

- ‌تنبيه

- ‌ثم دخلت سنة (1390 ه

- ‌ذكر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر

- ‌رياح تجتاح باكستان

- ‌فصل المعاهد العلمية

- ‌كشف طبي

- ‌رحلتنا إلى قطر عالم (1390 ه

- ‌التعريف بقطر

- ‌الاعتراف بالجمهورية اليمنية

- ‌بناء برج الرياض الحديث

- ‌مجازر أهوال تصيب العالم

- ‌فائدة عظيمة النفع

- ‌تخريج أناس من تحفيظ القرآن

- ‌ثم دخلت سنة (1391 ه

- ‌جراد في أفريقيا يلتهم ما مر عليه

- ‌شعب يتعرض للإبادة

- ‌ذكر ما جرى على المسلمين هناك من الخزي والتعذيب والهلاك والدمار

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ الشيخ محمد حسين نصيف

- ‌وفاؤه وكرمه

- ‌وممن توفي فيها

- ‌وممن توفي فيها من الأعيان

- ‌وممن توفي فيها من الأعيان

- ‌ذكر شيء من نباهة المترجم وسياسته

- ‌شر عظيم وبلاء مستطير تعانيه باكستان

- ‌التهديد بحرب عالمية

- ‌موقف المملكة العربية السعودية

- ‌ضرب فيتنام

- ‌المعهد الفني في الظهران

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌إنشاء الهاتف الآلي

- ‌النظر إلى الماضي والحاضر

- ‌وفاة عالم من العلماء

- ‌ فالح بن مهدي

- ‌أخلاقه وصفاته

- ‌تنبيه

- ‌ثم دخلت سنة (1392 ه

- ‌رحلتنا إلى الجهة الشمالية الغربية

- ‌تيما والحديث عنها

- ‌صفة قتل أمير تيماء

- ‌محتويات تبوك

- ‌رحلتنا إلى الحجر

- ‌الوجه وموقعه والحديث عنه

- ‌مسيرتنا إلى ضباء

- ‌محتويات ضبا

- ‌مرئياتنا في مدين

- ‌ترتيبه لفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌أعماله التي كان يمارسها

- ‌غريبة من الحوادث

- ‌إصلاح مجاري مدن المملكة

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌إنشاء مصنع كسوة الكعبة

- ‌أمطار على الأماكن السعودية

- ‌كتب أثرية ومخطوطات نادرة تلتهمها النيران

- ‌إعصار وفيضانات تضرب الفلبين

- ‌إسلام 450 مسلمًا بأفريقيا

- ‌ثم دخلت سنة (1393 ه

- ‌نشاط التعليم

- ‌زيارة الملك للقصيم

- ‌حادثة غريبة ونادرة عجيبة

- ‌انتهاك العراق الحدود الكويتية

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ذكر كارثة في معرض باريس

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌قدح الزناد والحرب بين العرب وإسرائيل

- ‌الجبهة السورية وشدة موقعها

- ‌أعمال الفدائيين

- ‌خديعة أمريكا للعرب وخيانتها

- ‌فشل المؤتمر الذي سعى به كيسنجر

- ‌استدراك لما فات

- ‌رحلتنا إلى حائل

- ‌المعهد الزراعي

- ‌محطة بترومين

- ‌حالة عمّار

- ‌ الشيخ حسن إسماعيل الهضيبي

- ‌ذكر المحن التي مرق عليه

- ‌نشأته

- ‌مشائخه

- ‌شمائله وأخلاقه

- ‌وصمة عظيمة لولا الوقوف بطريقها

- ‌المرصد الفلكي

- ‌تكوين المسالخ في أمهات المدن

- ‌ثم دخلت سنة (1394 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ عمر السقاف وزير خارجية المملكة العربية السعودية

- ‌مشائخه

- ‌حادثة غريبة

- ‌التعويضات

- ‌سحب المياه لمدينة الطائف

- ‌عجائب الشفاء

- ‌زيارة الملك لمصر والاحتفال هناك

- ‌أبشع مجزرة بشرية في القرن الرابع عشر

- ‌اضطهاد المسلمين في زنجبار

- ‌ثم دخلت سنة (1395 ه

- ‌حادث أليم في هذه السنة

- ‌صفة الحادث

- ‌استشهاد الفيصل العظيم رحمه الله

- ‌ كر ما جرى بعد ذلك

- ‌تنبيه لما سبق

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌نشوب الحرب في لبنان

- ‌ثم دخلت سنة (1396 ه

- ‌ضرب المخيمات في لبنان

- ‌تقدم الزراعة في السعودية

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌بيان من وزارة الداخلية

الفصل: ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

الصمود الذي تدفعه الملكة إلى مصر من خمسين مليون جنيه إلى 75 مليون جنيه استرليني لما خفضت قيمة الجنيه الأسترليني بالنسبة للدولار الأمريكي وبذلك غدت المملكة تقدم أكبر حصة عربية لدعم صمود مصر؛ لأنَّ الكويت وليبيا بقيتا على تعهدهما بدفع حصصهما لم ترع حق هذا التخفيض وتم عقد مؤتمر في الخرطوم بين الملك فيصل والرئيس جمال على أن تسحب مصر قواتها من اليمن فانسحبت القوات المصرية من اليمن قبل نهاية عام (1967 م / 1387 هـ) وكان عددها يناهز سبعين ألفًا بين ضابط وجندي بعد سنوات ست قضتها في خوض معارك فوق تراب اليمن أريقت فيها الدماء الكثيرة بين المصريين واليمنيين ثم أن الرئيس جمال عبد الناصر منذ عام (1967 م) غرس جهوده للمشاكل الناشئة عن الحرب فأعاد تكوين وبناء القوات المسلحة بمساعدة الروس استعدادًا لاحتمال وقوع حرب أخرى ولكنه في نفس الوقت التزم السعي إلى حل سلمي سياسي إذا كان هذا ممكنًا وظل يكابد شتى المشاكل الناشئة عنه نظرًا لأنَّ الفدائيين الفلسطينيين ومؤيديهم يعارضون أي حل من هذا النوع ومع أنَّه تورط في حرب طويلة شاقة لم تحرز نصرًا فإنَّه مع ذلك قد أصبح زعيمًا بارزًا حتَّى الوفاة.

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

فمنهم الشَّيخ محمَّد بن فارس رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو الشَّيخ الزَّاهد الورع ذو الأخلاق الطيبة محمَّد بن الشَّيخ أحمد بن فارس بن محمَّد بن رميح ولد عام (1315 هـ) توفي في يوم الأحد الموافق 16/ 4 من هذه السنة عن عمر يناهز الثَّالثة والسبعين أخذ عن الشَّيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ ابن راشد، وأخذ عن الشَّيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ، وكان رحمه الله قد اشتغل مع والده الشَّيخ حمد في بيت المال للملك عبد العزيز كمساعد له فترة من الزمن لأنَّ الملك قد جعل والده إذ ذاك ثقة

ص: 66

به ولأنَّه يكون أحنى على الفقراء والمساكين ورغم اشتغال المترجم بذلك فإنَّه لم يمنعه ذلك عن طلب العلم ومزاحمة الطلاب في حلق الذكر وكان وجيهًا لدى الملك عبد العزيز وكثيرًا ما يقبل شفاعته ويحترمه وكان ذا أخلاق زكية ومناقب عليه يحب أهل الدين والصلاح ويميل إليهم ويؤثر عدم الخلطة ولقد اجتمعت به قبل وفاته بثلاث سنين لأسأله عن شيء من التَّاريخ في بيته الكائن في الرياض فوجدته مربوع القامة رزين العقل متواضعًا قد تأثرت قواه ونحل جسمه فأطلعني على تاريخ عظيم يظهر لي أنَّه من وضع الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى مؤرخ نجد وكان مجلدًا خطيًّا كبير الحجم عظيم النفع لم أره عند أحد سواه ولكنه لم يحرص على أن يطلع عليه كل أحد وحدد لي أن أطلع عليه ثلاثة أيَّام لا أقل ولا أكثر فتناولته مع الشكر وكنت أجلس في المسجد الذي إلى جانبه وأنقل من دُرره مغتنمًا الوقت القصير ورددته على شرطه جزاه الله خيرًا، وقد استفدتُ منه وقد حدثني الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي عن وجود هذا التَّاريخ أو هداني إليه حتَّى منّ الله بالاطلاع عليه بعد ما أقسم بالله على عدم استطاعته على أن يسلمه بيدي فشكر الله المترجم وأسبل عليه من وابل كرامته.

وممن توفي فيها من الأعيان الشَّيخ أبو حبيب رحمه الله وتجاوز عنه وهذه ترجمته: هو الشَّيخ العالم العامل السلفي عبد العزيز بن محمَّد بن عبد العزيز بن إبراهيم الشتري أبو ناصر من قبيلة بني تميم، ولد رحمه الله في حوطة بني تميم (1303 هـ) وتلقى العلم عن عدة مشائخ فمن أخذ عنه الشَّيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن راشد بن جلعود وأخذ عن الشَّيخ عبد الله بن حسن واشترك في عدة غزوات مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان فيها المجاهد بسيفه ولسانه ثم أن ولي القضاء لدى قحطان في الرين عام (1336 هـ) فكان إلى جانب عمله في القضاء مرشدًا لهم ومدرسًا لحلقة من الطلاب تضم مجموعة كبيرة من الطلبة وكان قويًّا في دين الله في أمره ونهيه وله إقدام وشهامة

ص: 67

توقعه في أمور صعبة ولا تأخذه في الله لومة لائم ولديه نشاط في الدعوة إلى الله تعالى، وقد مكث في الرين لدى قبيلة قحطان ستًّا وثلاثين سنة قاضيًا ومصلحًا ومرشدًا ومفتيًا ولطول المدة التي مكثها بين البادية فإنَّه تأثر بأخلاقهم في التقشف وخشونة العيش والكلام والهيئة واللباس سوى أنَّه كان لا يعتم بالعمامة وفيه جراءة وقلة مداراة وعدم تؤدة غالبًا والله يغفر له لأنَّها عنصر أهل الحوطة الذين تفوقوا بالشدة لذلك فإنَّه يظهر دينه في مخاطباته للملوك والأمراء والأمة ولا يداري أحدًا كائنًا من كان مع قوة وشجاعة عديمة النظير وكانت الأمراء والرؤساء لما يعرفون من حسن نيته يتحملون منه ويغتفرون ما قد يصدر منه لغيرته الدينية وفي عام (1372 هـ) نقل إلى الرياض للتدريس وذلك لرغبته منه لأنَّها كلت قواه فجعل مدرسًا في معهد إمام الدعوة وفي المساجد بعد الظهر والعصر والمغرب وقام بطبع كتب نفيسة منها الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشَّيطان لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ومختصر شعب الإيمان، وألف رسائل مختصرة وطبعها على حسابه الخاص في معرفة ثلاثة الأصول والتوحيد وأبدى عذره في تأليفها، ولقد وافيته مرَّة بمنى في أحد أيَّام التشريق فبينما هو جالس إذ دخل عليه أمير من أمراء البادية وكان شابًّا ضخمًا فسلم عليه ثم جلس أمامه يقلب سبحته وكان إلى جانب ذلك متكبرًا فاغتفله الشَّيخ وأخذ بالسبحة ورمى بها خارج الخيمة في الشارع بشدة وقال بعدما انتهره والله إن أباك رجل طيب كأنه لا يرضى له بالسبحة فخجل الرجل وسكت وبينما هو نائم بعد صلاة الظهر في الحرم المكيِّ الشريف في الجهة الجنوبية في يوم شديد الحر من شهر رمضان المبارك إذ أقبل أفراد الشرطة ينبهون النوام في أروقة المسجد الحرام فاستوى جالسًا وقال لم توقظون هؤلاء الصوام فإنَّه لا بأس في النوم في المساجد فقد أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم ورخص فيه فأجاب الجندي بأن الضابط بعثه لذلك فقال له إن كنت لا تعرف إلَّا الضابط فإني أعرف إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز وأعرف ولي عهده ثم ألقى بوسادته الكبيرة على الأرض ونام هو ومن

ص: 68

حوالي الجهة الجنوبية فلم يتعرض لتلك الجهة أحد للتشويش فكان المسلمون ينتابون الجهة الجنوبية وكان محسنًا إلى الفقراء والمساكين ويواسيهم ويصلهم، كما أنَّه يصل القرابة ويحن على الفقراء، ولديه كرم ومن خصائصه أنَّه يعد التمر صباحًا واللبن فمن جاء إليه فإنَّه يتناول التمر ويصب له اللبن ويقول خذ صبوحك وقد ظل يوالي وعظه وإرشاده بنشاط وقوة عزيمة ووفق في زمان كانت الظروف تساعده لأنَّ حكومتنا لا تزال جادة في نصرة الدين وأهله وتشد من عزمهم رغم تيارات الأهواء واندفاع النفوس إلى ما يلائمها إلَّا من شاء الله ويلوم من يأمره باللين والرفق ويرى أن ذلك من المداهنة في دين الله وكثيرًا ما يتصل برئيس الهيئات العام عمر بن حسن آل الشَّيخ ويرفع إليه أمور الخنا إذا لم يستطع بنفسه إزالتها، كما أن هيئة الحسبة كانوا يجلونه ويشدون أزره ويبتدرون لأمره وقد تخرج على يديه طلاب كثيرون منهم الشَّيخ عبد الرحمن بن فريان وعبد الله بن جبرين وعبد الرحمن بن مقرن. وكان إلى ذلك ينشر الدعوة إلى الله تعالى ويحث على الاستقامة وكان يديم الحج والعمرة ولما أن كان في أواخر شعبان من هذه السنة ذهب لأداء العمرة في شهر رمضان كعادته وكان ذهابه على أثر مرض ألَمَّ به لأنَّ الشيخوخة قد أرهقته ولما أن قدم إلى مكة المشرفة اشتدت عليه وطأة المرض فعاد إلى الرياض فلما أن علم الملك فيصل رحمه الله بمرض أمر بسفره للعلاج في لندن ولما أن سار للعلاج لم تمهله المنية وفاضت روحه إلى بارئها رحمه الله وعفا عنه وقد حدثني نجله ناصر بن عبد العزيز فإنَّه لما كان في غمرات الموت وسكراته قال له أعطني الملك فيصل لأكلمه قال فناولته التلفون غير أني حبست الحرارة فقال: يا فصيل اتق الله في الرعية وأحسن إلى من استرعاك الله عليهم ثم تشهد وقضى نحبه، لما أن توفي نقل جثمانه بطائرة لأنَّه أوصى بأن يدفن في مقابر المسلمين ولتسهل زيارته في بلده الرياض وكان له عقب حسن وكان إلى جانبه في المرض الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز المطبوع من أهالي عنيزة، دفن هناك في لندن لأنَّه أوصى أن يدفن في البلد التي يموت

ص: 69

فيها إن كان فيها مقابر للمسلمين فدفن كما سيأتي وأمَّا المترجم فإنَّه حسب وصيّته ورغبته نفذت وحمل جثمانه بطائرة إلى الرياض حيث دفن فيها عن عمر يناهز الثَّالثة والثمانين وكانت وفاته ليلة 17 من رمضان المبارك الموافق للاثنين من هذه السنة وصلى عليه في الرياض جمع غير على رأسهم جلالة الملك فيصل وأقيمت عليه صلاة الغائب في مدن وقرى المملكة رحمه الله. ولما بلغت وصيّته الملك فيصل بكى وترحم عليه وقال: ذهب الصادقون وقد رثاه العالم الأديب الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز بن هليل بهذه القصيدة:

فيض الدموع على الخدين مسكوب

يهمي غزيرًا كما تهمى الشآبيب

والقلب من لاذع الأشجان متقد

والطرف عنه لذيذ النوم محجوب

لفادح الخطب أنباء مروعة

لها إلى الأرض تشريق وتغريب

رحيل أهل التقى والعلم فاجعة

ورزء به عالم الدنياء منكوب

أئمة جاهدوا في الله واجتهدوا

حقًّا وما صدهم وهن وتأنيب

كواكب في سما العرفان ثاقبة

تهدي الورى وظلام الشر غربيب

أنس مجالسهم يلقى مجالسهم

خير الفوائد إن الخير مرغوب

منهم أديب أريب عالم علم

في راسخ الجد والأخلاق محسوب

الشَّيخ عبد العزيز الفذِّ ذو ورع

نعم التقى بخير الذكر مصحوب

أبو حبيب حبيب في سجيته

محقق فاضل في الله محبوب

مناصح ناصح في المسلمين له

لدى المحافل ترغيب وترهيب

من الأولى عمرو الأوقات فازدهرت

فالوقت حفظ وأعمال وترتيب

لله يدعو وذا في الدين مفترض

على البصيرة والإخلاص مطلوب

لحكمة الوعظ والتذكير أسلوب

كم حسن وعظ به تجدي الأساليب

سليم قلب كما دلت شمائله

منها الصراحة والوجدان والطيب

سمح كريم متى يزره زائره

يلقَ الندا ومكانًا فيه ترحيب

ص: 70

بمثله عمرت مساجد فزهت

بالعلم فيها وبالذكر المحاريب

لله قلب قوي العزم متكل

على الإله سعيد الحظ موهوب

صافي العقيدة فالوحيان منهجه

نور ورشد وفرقان وتهذيب

جادت ثرى حل في أحضانه وثرى

من رحمة الراحم المولى شأبيب

والموت حق ومحتوم له أجل

وكل شيء بحكم الله مكتوب

والكل فإن سوى الرحمن خالقنا

فأمره غالب والخلق مغلوب

جبر المصاب وحسن في العزاء به

إليه يلجأ ملهوف ومكروب

ناه آه نوح والخليل كذا

نادى الكليم وذو النون وأيوب

وكل داعٍ دعاه واستغاث به

يرجو ويخشى وهول الخطب مرهوب

وخاتم الأنبياء عند الإله له

أعلى المقام وما بالحق تكذيب

صَلَّى عليه وكل الأنبياء ومن

لهديه اتبعوا ما انهل مسكوب

إن هذا العالم قد تأثر لوفاة المترجم فجادت قريحته بهذه الأبيات التي أبدت الأسف الشديد لوفاته لما كان يعلم عنه من مقامات قامها لله وفي طلب مرضاته.

أما عن صفاته الخَلقية فكان طوالًا، قليل اللحم قويًّا كريمًا مبذالًا، يحرص على إطعام كل من قصده ولو كان من التمر واللبن، فكان يصب في تلك الأواني من اللبن ويناول بيده قائلًا خذ صبوحك، وله قوة عزيمة وقلة مداراة غالبًا والله يغفر له ومع هذا فكان له قبول بين الأمة، فكان علماء آل الشَّيخ كثيرًا ما ينتدبونه لحل مشاكل البادية والقرى والوعظ والإرشاد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يداري أحدًا كائنًا من كان مع تفقد المتخلفين عن حضور الصلوات في الجماعة، ويكثر المشي على قدميه كعادة العربي وله لحية كثة وله هيبة في القلوب بتأييد من حكومتنا التي لا تزال جادة في تأييد القائمين بشريعة سيد المرسلين وله إقدام وشجاعة فكان يذهب إلى المجامع السيئة ويشتت أهلها ويقطب في وجوههم ويناصح الملوك ويحثهم على القيام كما أوجب الله عليهم ولا يداهن في دينه.

ص: 71

وفيها في 18/ 7 أعني رجب وفاة الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز المطبوع من أهالي عنيزة، وكان قد سافر إلى لندن لما اشتدّ به مرض الضغط وأتعبه فتوفي هناك ودفن لأنَّه أوصى أن يدفن في بلده الذي مات فيه إن كان هناك مقابر للمسلمين وقد تولى عدة وظائف في القضاء في عنيزة وغيرها وقد تولى التدريس في المساجد وفي المدرسة العزيزية بعنيزة وصلى عليه في سائر المملكة. أخذ الشَّيخ العِلم عن الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم وعن الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن مانع وعن الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي وغيرهم، وتخرج عليه عدة من التلاميذ وكان موصوفًا بالدين ومعرفة العقيدة رحمة الله عليه.

وفيها وفاة شاعر لبنان بشارة الخوري، وهو: بشارة بن عبد الله الخوري ولد في (1885 م) في بيروت وهو أصلًا من بلدة أهج في بلاد جبيل جاء والداه إلى بيروت وكان طبيبًا على مذهب ابن سينا فسكن في محلة الرميلة وبدأ المترجم دروسه في مدرسة مطرانية الروم الأرثوذوكس ثم أكملها في مدرسة الحكمة، بويع أميرًا للشعراء سنة (1961 م) في مهرجان كبير اشتركت فيه وفود عن البلاد العربيَّة ومارس الصحافة وقال الشعر فأنشأ سنة (1908 م) جريدة البرق وبقي يحررها سنوات عدة وكانوا يسمونه الأخطل الصَّغير، ثم ذهب إلى بغداد للاشتراك في حفلة تأبين الملك فيصل بن الحسين حيث ألقى قصيدة مشهورة أغضبت سلطات الانتداب فعطلت جريدة البرق وفي عهد جريدة البرق انتدب الخوري نقيبًا للصحفيين وكانت مكاتب ملتقى لكبار أدباء العربيَّة وشعرائها وكانت جريدة البرق صوت لبنان المناضل يلتف حولها رجالاته من سياسيين وأدباء يعقدون فيها مجالسهم فيراقبون مصائر البلاد ويحاسبون حكامها حسابًا عسيرًا وكان أهل لبنان يعظمونه ويترحمون عليه بعد وفاته ويصفونه بأنه أديب ولا يعرف المجاملة أو التصنع، ولما توفي قالت إحدى صحف لبنان فيه مات أمير الشعراء الأخطل انطفأت جذوة الحياة فيمن أوقد طيلة حياته ويوقد بعد مماته جذوة الحياة في النفوس الطامحة سكت القلب الذي حرك القلوب وترك فيها .. إلخ أما عن الحقيقة فهو ملحد زنديق نصراني وهو الذي يقول:

ص: 72