الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمشاريع، منها: أنه سوى المشروع لإدخال الماء في بيوت أهالي عنيزة وإنشاء زراعة عظيمة في مساحة أرض واسعة في الزغيبية وغير ذلك وكان يتقلب في أعمال الوزارة وهو في سن الشيخوخة وله من القوة والنشاط والجلد الحظ الأوفر ولما أن تقدمت به السن طلب الاستقالة من العمل ولزم الزغيبية حوالي عنيزة حتى توفاه الله تعالى بعد ظهر يوم الأربعاء 17/ 7 من هذه السنة عن عمر يناهز الثالثة والثمانين فالله المستعان.
وفاة رئيس الجمهورية العراقية
ففي مساء يوم الأربعاء الموافق 23/ 12 من هذه السنة امتطى الرئيس عبد السلام عارف رئيس جمهورية العراق طائرته يصحبه طائرتان من قرية قرناء يريد البصرة فلما حلقت الطائرات بالجو واستمرت بالسير أصيبت بعاصفة رملية شديدة وكانت طائرة الرئيس هي المقدمة في السير وكان من المفروض أن تكون هي الوسطى فلما جرت هذه العاصفة تمكنت الطائرة الأخيرة من الرجوع اتبعتها الطائرة التي تليها فما وصلتا إلى الأرض إلا بعد كلفة ومشقة أما طائرة الرئيس فإنها تغيبت في العاصفة ولما أذاع الخبر ركاب الطائرتين قامت الجهة المسؤولة في صحن المطار وأوقدت النيران والأنوار العظيمة حتى كأن الشمس لم تغب لعل الطائرة تهتدي إلى المطار ولما لم يحصلوا على نتيجة أبرق المطار الذي طار منه إلى البصرة هل عندهم خبر من تلك الطائرة التي غابت في العاصفة فجاءهم الجواب بأنهم لم يتوصلوا إلى خبر ولم يجدوا لها من أثر بل هم في انتظار الرئيس لتناول المائدة التي أعدت له وقام موظفو مطار البصرة فأشعلوا النيران والأنوار للطائرة إذا كانت في الجو لعلها تهتدي إليه سبيلًا واستمر ذلك إلى الصباح غير أنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة، فلما أن كان من الصباح 24/ 12 طار من العراق عشر طائرات للكشف والوصول إلى الحقيقة فتمكنت إحدى الطائرات أن رأت جثمان الطائرة التي تحمل الرئيس ورفقته الذين هم عشرة من بينهم وزير الداخلية ووزير الصناعة ووكيل وزير الصناعة ومدير مصلحة الكهرباء فنزلت الطائرة إلى الأرض
وحصل لذلك الحادث أسف شديد ووجدوا وقد أصيبوا بجراحات خطيرة وهلكوا عن آخرهم، وقد تحطمت الطائرة لهذا السقوط فحملوا إلى بغداد من الغد يوم الخميس ومنع التجول في العراق حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية ونكست الأعلام في بغداد وفي سائر الممالك العربية ووقع الحداد في العراق شهرًا كاملًا وفي مصر أسبوعًا وفي إيران خمسة أيام وجاءت وفود الدول العربية إلى العراق للاشتراك في تشييع جثمانه ظهر يوم السبت الموافق 26/ 12 / 1385 هـ أما رفقته العشرة فقد شيعوا قبله بيوم أعني يوم الجمعة ودفنوا وكان سن الرئيس حين وفاته خمسًا وأربعين سنة ويحمدونه في سيرته بأنه رجل مسالم ثم أنه ولي الرئاسة بعده أخوه عبد الرحمن محمد عارف في يوم الأحد 27/ 12 وصفقت الأمة العراقية له وجعلوه خير خلف لهم من خير سلف وتوالت برقيات التهاني من داخل العراق وخارجه يهنئونه بهذه الرئاسة.
وفيها في شهر رمضان وفاة العابد الزاهد المعروف بالجد والاجتهاد سليمان بن طلق بن علي بن طلق من قبيلة حرب الفخذ غرابي ولد عام (1308 هـ) بقرية صبيح في القصيم ونشأ في أوقات عن وقلة ذات يد عيشة البداوة ولكنه مع ذلك أخذ فن القراءة على مقرئ حتى ختم القرآن وأخذ في الدراسة على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم مع قوة في الدين وكان ملازمًا على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ويخفي أعماله عن الناس في العبادة وأصيب بالشلل في آخر عمره لمدة خمس عشرة سنة ومات صائمًا وهو يغرغر رحمه الله.
هذا ولا تزال الجماعة الخيرية في بيوت الله المساجد باذلة المجهود في تعليم القرآن وكان تأسيس هذه المهمة في بريدة وما يليها في السنة التي قبل هذه بسنتين وكان أول مؤسس لها هو الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد قاضي البرك، وسميت الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن يتبرع لها الأجواد صدقة من أموالهم لأن المدرسين الذين تولوا ذلك أو غالبهم كانوا من الهنود ويجعل لهم مرتبات شهرية إعانة لهم وقد يبذل للطلاب الذين يدرسون تشجيعات ومكافآت، ولقد قام المحسن
الكبير ببذل مكافآت للطلاب في مكة والمدينة المنورة أعني به حسن عباس الشربتلي لكل طالب مائتان وخمسون ريالًا وأثبتها في حياته وبعد وفاته في وصيته وما زالت تتضخم هذه الجماعة الخيرية حتى كان لها فروع في سائر مدن القصيم وساعد الشيخ عبد الله بن سليمان المذكور الأخ عبد الله المحمد العجاجي وكانت الجماعة تتلقى إيراداتها المالية من مصدرين هما ما تبذله جامعة الإمام محمد بن سعود وما يبذله المحسنون الذين يتسابقون إلى الخير ومن أهداف الجماعة ربط المسلم بكتاب الله علمًا وعملًا وإحياء دور الإسلام في المسجد وتشجيع أبناء المسلمين على تلاوة كتاب الله وحفظه.
وفي هذه السَّنة تقدمت كلية الهندسة بالرياض وسارت بخطوات ثابتة نحو التقدم وذلك بأنها لما تأسست في السنة الثانية والثمانين بأربعة عشر طالبًا بلغ عدد تلامذتها في هذه السنة مائة وخمسين طالبًا وبلغت تكاليفها 19.400.000 ريال منها أربعة ملايين وثلاثة أرباع مليون تكاليف بنائها ومختبراتها والباقي تكاليف المعدات العلمية وغيرها.
وفيها في 25/ 4 الموافق ليوم الأحد قدم زائر للمملكة رئيس الجمهورية المصرية جمال عبد الناصر فاستقبله الملك فيصل لدى وصوله إلى ميناء جدة، ثم تكونت لجنة السلام في اليمن يرأس الجانب السعودي عبد الله السديري وكيل الداخلية وأشاد الجانب المصري بما عرفه ولمسه من المساعي الحثيثة التي يبذلها الجانب السعودي وذلك لبذل نقاط خلال أسبوع ثم تعرض على الحكومتين السعودية والمصرية في سبيل تنفيذ اتفاقية جدة.
وفيها زار الملك فيصل بن عبد العزيز بلاد الإحساء وأقيم له هناك احتفال رائع وأشاد بشأن الزراعة وأنه قرر لهذا المشروع في الإحساء مائة مليون ريال وكانت هذه الزيارة في أوائل شهر شوال من هذه السنة في اليوم الرابع منه. وفي هذه السنة رسم تخطيط لمكة المكرمة وقام أمين العاصمة عبد الله عريف بذلك وبلغت مشروعاتها 23 مشروعًا.
وفيها في 23 ربيع الأول قامت الحكومة بمشروع ضخم لتطوير التعليم الصناعي وذلك باعتماد تسعة ملايين ريال لميزانية العهد الملكي المهني وتكملة ورش المدارس الصناعية وتزويدها بأحدث المعدات واهتمت وزارة المعارف لذلك بتكوين القوى البشرية التي ستسخر العدات والآلات لمباشرتها فثمانية وعشرون حرفة من بينها صناعة السجاد وصيانة المعدات وصياغة الذهب وسمكرة السيارات وغير ذلك مما يوفر للأمة مصلحتها وقامت الوزارة بابتعاث المدرسين القدراء حتى بلغ عدد المدرسين الصناعيين المبتعثين ثمانين مدرسًا.
وفيها عقدت اتفاقية تقسم المنطقة المحايدة السعودية الكويتية وقد وقعها نيابة عن الملكة الكويتية جابر الأحمد وعن المملكة السعودية أحمد زكي يماني ثم نص المرسوم الملكي رقم 3 تاريخ 12/ 3 / 1385 هـ بتوقيعها الإمضاء -فيصل- كما أنه تم توقيع اتفاقية الحدود بين المملكة السعودية وقطر وذلك لتعيين الحدود البرية والبحرية بين المملكة السعودية وقطر وقد وقع الاتفاقية نيابة عن حكومة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني نائب الحاكم وولي العهد كما وقعها عن حكومة المملكة العربية السعودية أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة العدنية.
وفيها ارتفع مستوى المياه في مدينة بريدة في القصيم فسقطت بيوت في منخفض المدينة الغربي وانهارت فكانت نتيجة هذا الفيضان أن عادت بعض المنخفضات أطلالًا محزنة وقد بحثت الحكومة عن الموضوع لما تكررت استغاثات الأهالي وأقامت لجنة للنظر في الخسائر التي نجمت من جراء هذا الفيضان وجعلت تفكر في حل أزمة تلك الفيضانات التي سببت تلك الأضرار وعمل لذلك خزانات أرضية بصفة جبارة هندسية تأخذه من بطن الأرض وتلقيه إلى الفضاء بعيدا عن البلد تقدر قيمة أربعة من الخزانات بعشرين مليونًا من الريالات، هذا وقد امتدت عمارة مدينة بريدة شمالًا وغربًا وجنوبًا وشرقًا إلى مدى بعيد.
وفيها وقع حريق في مدينة الرياض في حلة القصمان وارتفعت ألسنة اللهب إلى حوالي عشرين مترًا والتهمت النيران ثلاثة متاجر وسقط أحد المنازل بينما انفجرت
أحدى المكائن الملوءة بالبنزين فهب الجيران من نومهم لهذا الانفجار وكان ذلك في الساعة السادسة ليلًا بالتوقيت الغروبي من ليلة الثلاثاء 6/ 4 حتى الساعة الثانية عشرة صباحًا وقد قامت المطافي وبعثت ثلاث فرق فقامت بجهد عظيم في إخماد النيران الملتهبة ولم تقع خسائر في الأرواح.
وفيها في 7/ 3 وفاة الأخ في الإسلام رجل الدين والفضل عبد الله بن سعد بن راشد بن حمد الشبرمي رحمه الله وعفا عنه وكان من الشبارمة أهل سميراء وآباؤه يسكنون في بلدة القصيعة من قرى بريدة في القصيم وينتسبون إلى محمد بن محمد بن علوي بن وهيب ولد في (1309 هـ) فنشأ في طلب القراءة وأخذ عن مدرس في بلده ثم أنه أخذ في الدراسة على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم وعلى الشيخ عمر بن محمد بن سليم وعلى العالم محمد بن صالح المطبوع وأخذ عن مؤلف هذا التاريخ وكان صاحب دين ومعرفة محبًا لأولياء الله ومن رجال الفضل والدين والإنصاف والشهامة وكثيرًا ما ينتدب لحل المشاكل والإصلاح بين المتنازعين وقلمه سائر في كتابة الوثائق والعقود ويرجع إليه فيها في وطنه ولما أن أنشئت المدرسة الحكومية في قرية القصيعة كان من ضمن الدرسين فيها في العلوم الدينية ويؤم في أحد مساجدها وله مكانة حسنة بين أمته مرموقة وكانت وفاته عن سكتة قلبية بينما كان قد تأهب للسفر إلى الرياض للزيارة، فتوفي وهو جالس في انتظار السيارة للركوب رحمه الله وعفا عنه عن عمر يناهز السادسة والسبعين.
وفيها وفاة الرجل النزيه العاقل الرزين حجيلان بن عمير بن حجيلان بن عمير الشايع من أهالي بريدة وكانت أسرته من وادي الدواسر وقد ارتحل جده الثالث من الوادي إلى الزلفي وكان قد طمع في إمارة العتبان هناك فاشتروا الإمارة منه بصاع نقود من المشاخص وهي العملة المتعامل بها إذ ذاك ثم إنه ارتحل إلى النبقية الواقعة شرقًا عن مدينة بريدة على مسافة خمسين كيلو، وبعدما استوطنها بمدة طويلة هربت له ناقتان واتجهتا إلى مدينة بريدة فأدركها في الموضع المعروف بغربي المدينة البوطة قد رتعتا حواليه وكانت ملكًا لمال الربدي الأسرة الكبرى في