الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ)(1460 م)
علي بن محمد الحسيني المحمدي الغزالي، القادري، الشاذلي، الموحدي، نزيل تونس الوافد إليها من المشرق، الصوفي المحدث.
في بداية وجه الورقة الأخيرة من الجزء التاسع من كتابه عمدة المرغب الأريب: «وكان ابتدائي ذلك (خرم) وتصنيفه بالحضرة العلية بتونس المحرو [سة] أدام الله إنارة ربوعها المحروسة - عن الأمر العلي الإمامي الأعظمي العثماني العمري المتوكلي، اعلاه الله تعالى ..
في سنة ثلاث وستين وثمانمائة للهجرة النبوية.
ونستفيد من هذا أن المترجم ألف كتابه بأمر من السلطان المتوكل على الله أبي عمرو عثمان بن أبي المنصور بن أبي فارس عبد العزيز الحفصي «خاتمة الفضلاء من هذا البيت وأطولهم مدة» (1).
ومما يثبت أن المؤلف مشرقي أن صيغ الألقاب التي أطلقها على السلطان أبي عمرو عثمان الحفصي (الإمامي الأعظمي الخ) والمختومة بياء النسب هي صيغ معروفة في المشرق، وغير معروفة في أقطار المغرب (2) ومما
(1) اتحاف اهل الزمان 1/ 136.
(2)
الألقاب الملحق بها ياء النسب تارة يراد بالنسب فيها الحقيقي على بابه وتارة يراد بها المبالغة راجع: صبح الأعشى للقلقشندي 5/ 503 - 504 وبالجملة فقد اصطلحوا على أن يكون ما ألحقت به ياء النسب أرفع رتبة مما تجرد عنها سواء كان منسوبا إلى نفس صاحب اللقب أو غيره فيجعلون الأميري اعلى رتبة من الأمير، والقضائي أرفع رتبة من القاضي ثم يجعلون المنسوب إلى نفس صاحب اللقب أرفع رتبة من المنسوب إلى شيء خارج عنه. المصدر السالف 6/ 100.
يرجع كونه مشرقيا أن الكتاب بخط مشرقي نسخي جميل، الراجح أنه خط المؤلف.
وهو من رجال الطرق الصوفية على ما نعت به نفسه فهو غزالي، قادري، شاذلي أما الموحدي فهو - فيما يبدو - للتقرب من الدولة الحفصية التي هي فرع عن الدولة الموحدية، وفي آخر هذا الجزء ما نصه:«قال مؤلفه العبد الفقير المقر بالعجز والتقصير علي بن محمد الحسيني المحمدي الغزالي القادري الشاذلي الموحدي هذا ما انتهى إليه من هذا الشأن علمي وأتى على تبويبه فهمي» .له عمدة المرغب الأريب وعدة المرهب اللبيب في تسعة أجزاء من القطع النصفي يوجد منه بالمكتبة الوطنية بتونس الأجزاء:
الخامس في 126 ورقة، والسابع في 123، ورقة، والثامن في 121 ورقة، والتاسع والأخير في 133 ورقة (أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري) والكتاب مرتب على أبواب الفقه، ويسوق في كل باب الأحاديث الخاصة به من الترغيب والترهيب، ويذكر في عقب كل حديث من خرّجه من الأئمة، ويفسر أحيانا الألفاظ اللغوية، وأحيانا يتكلم على درجة الحديث وراويه إن كان متهما أو ضعيفا، ويبين ما في الحديث من علل خفية، مما يدل على تمكن ومهارة في علوم الحديث، وقد اعتمد في نقله على كتب الحديث المشهورة وفي الجزء التاسع والأخير نقل عن كتب غريبة ونادرة منها: كتاب الياقوتة، وكتاب الرقائق، وكلاهما للمحدث محمد بن فضالة الساوي، وكتاب أهوال يوم القيامة، وكتاب التخويف من أهوال دار البوار، والتعريف بأهوال دار القرار، وهما من تأليف عبد الجليل النيسابوري، وكتاب الرقائق لعبد الله بن شافع الجزري، وكتاب الرقائق وطبقات المحدثين، وكلاهما للحافظ محمد بن زين العبدري، والمعجم للحافظ محمد بن عبد الغافر النشاوري، وكمال الآمال للحافظ عبد الصمد (لم يزد عن ذلك مع تكرر النقل عنه).
ونقل في الجزء الخامس من كتاب شفاء الصدور لمحمد بن مقسم وفي جميع أجزاء الكتاب نقل عن تفسير ومسند عبد بن حميد (1).
(1) في الأصل «الحميدي» والمقصود به عبد بن حميد الكشّي وتفسيره من كتب التفسير بالمأثور.