المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ) (1901 - 1935 م) - تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ٢

[محمد محفوظ]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌85 - الجادوي (1293 - 1373 هـ) (1876 - 1951 م)

- ‌86 - الجامعي (1087 كان حيا سنة 1132 هـ) (1677 - 1719 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌87 - الجبالي (…1122 هـ) (…1711 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌88 - الجبالي ( .... - كان حيا بعد 1012 هـ) (1690 م)

- ‌المرجع

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌91 - الجزائري ( .... - 1310 هـ) (1892 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌93 - الجزيري (…- 1394 هـ) (1974 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌94 - جعيط (1268 - 1337 هـ) (1852 - 1918 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌للراجع:

- ‌95 - جعيط (1303 - 1389 هـ) (1886 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌96 - جعيط (1246 - 1333 هـ) (1830 - 1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌97 - ابن الجلاّب (…- 664 هـ) (1265 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌98 - ابن جماعة ( ..... - 772 هـ) (1312 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌99 - جمال الدين (كان حيا 1323 هـ) (1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌100 - الجمّالي (كان حيا سنة 1197 هـ) (1787 م)

- ‌المرجع

- ‌101 - الجمّالي (كان حيا سنة 1087 هـ) (1677 م)

- ‌المرجع:

- ‌102 - الجمل (1107 م) (1796 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌103 - الجمّني (1037 - 1134 هـ) (1628 - 1722 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌104 - الجمّني (حوالي 1300 هـ) (1886 م)

- ‌المرجع:

- ‌105 - الجمّوسي (…بعد 1140 هـ) (1728 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌106 - الجموعي (1276 هـ) (1860 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌107 - ابن جميع ( .... - كان حيا بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌108 - الجنرال حسين ( .... - 1304 هـ) (1887 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌109 - الجودي (1278 - 1362 هـ) (1861 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالحاء

- ‌111 - بو حاجب (1244 - 1342 هـ) (1828 - 1924 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌112 - الحارثي ( .... - 877 هـ) (1472 م)

- ‌المصدر والمرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌114 - الحبيب (1320 - 1399 هـ) (1902 - 1980 م)

- ‌آثاره:

- ‌ومن تآليفه:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌117 - الحجري (حوالي 1170 - 1199 هـ) (1757 - 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌118 - الحجيج - (1050 - 1108 هـ) (1640 - 1697 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌119 - ابن الحداد (…- في حدود 570 هـ) (1175 م)

- ‌المراجع:

- ‌120 - ابن الحداد (219 - 302 هـ) (834 - 915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ) (1901 - 1935 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌122 - ابن الحداد (بعد 550 - 625 هـ) (1156 - 1228 م)

- ‌المصدر:

- ‌123 - الحداد ( .... كان حيا سنة 497 هـ) (1104 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته وترجماته:

- ‌المراجع:

- ‌125 - الحربي (…- 1284 هـ) (1868 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌126 - الحرشاني (…- 1353 هـ) (1934 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌127 - ابن حريز (682 كان حيا 735 أو 740 هـ) و (1284 كان حيّا1335 أو 1340 م)

- ‌المصدر:

- ‌128 - حسين (1293 - 1377 هـ) (1873 - 1985 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌129 - حسين (1317 - 1377 هـ) (1898 - 1957 م)

- ‌مؤلفاته المطبوعة:

- ‌المرجع:

- ‌130 - ابن الحسين (1301 - 1382 هـ) (1883 - 1963 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ) (1460 م)

- ‌المرجع:

- ‌132 - ابن الحشّا (من رجال القرن السابع هـ) (13 م)

- ‌المرجع:

- ‌133 - الحشائشي (1271 - 1330 هـ) (1855 - 1912 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌134 - الحصائري (كان حيا 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌137 - الحضرمي (675 - 749 هـ) (1276 - 1349 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌139 - الحفصي (…- 839 هـ) (1436 م)

- ‌المصادر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌141 - الحليوي (1317 - 1398 هـ) (1900 - 1978 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌ومن مؤلفاته المخطوطة:

- ‌المراجع:

- ‌142 - الحمّادي (…- 1256 هـ) (1840 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌143 - الحمروني (كان حيا 1148 هـ) (1736 م)

- ‌المرجع:

- ‌144 - ابن حميدة (1300 - 1381 هـ) (1882 - 1961 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌145 - ابن حميدة (كان حيا 1316 هـ) (1898 م)

- ‌المرجع:

- ‌146 - ابن حميدة (كان حيا 1295 هـ) (1878 م)

- ‌المرجع:

- ‌147 - الحنفي (…- 1199 هـ) (1788 م)

- ‌المراجع:

- ‌148 - ابن حيّان الأوسي (635 - 718 هـ) (1237 - 1319 م)

- ‌المراجع:

- ‌149 - الحيلاتي (…1099 هـ) (1687 م)

- ‌المراجع:

- ‌حرفالخاء

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌151 - الخراط ( ..... - 1114 هـ) (1703 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌152 - خروف (…966 هـ) (1558 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌153 - خرّيف (…- 1356 هـ) (1937 م)

- ‌المراجع:

- ‌154 - خريف (1328 - 1387 هـ) (1910 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌155 - الخزاعي (…- 228 هـ) (911 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌156 - خزنه دار (1297 - 1373 هـ) (1879 - 1954 م)

- ‌المراجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌158 - الخضار (…- 1267 هـ) (1851 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌الخضراوي: ابن هشام159 -ابن خلدون (732 - 808 هـ) (1332 - 1406 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ) (1333 - 1385 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌161 - ابن الخلّوف (829 - 899 هـ) (1425 - 1494 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌162 - خليف (…- 1232 هـ) (1816 م)

- ‌المصدر:

- ‌163 - خليف (حوالي 1250 هـ) (1834 م)

- ‌المصدر

- ‌164 - ابن خليفة (1080 - 1172 هـ) (1669 - 1758 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌165 - الخمّاسي (1293 - 1387 هـ) (1876 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌166 - الخمّاسي (1324 - 1390 هـ) (1906 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌167 - الخميري (من رجال أواخر القرن 9 هـ) (15 م)

- ‌المرجع:

- ‌168 - الخميري (1314 - 1393 هـ) (1904 - 1973 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌169 - ابن الخوجة (1245 - 1313 هـ) (1830 - 1896 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌170 - ابن الخوجة (1275 - 1364 هـ) (1859 - 1946 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌172 - ابن الخوجة (…- 1279 هـ) (1862 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر

- ‌173 - ابن الخوجة (1286 - 1363 هـ) (1870 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌174 - ابن الخوجة (1249 - 1329 هـ) (1834 - 1911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌176 - خير الدين (1324 - 1387 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ) (1820 - 1890 م)

- ‌مؤلفه:

- ‌المراجع

- ‌178 - الخيري (من رجال القرن 10 هـ) (16 م)

- ‌المرجع:

- ‌حرفالدال

- ‌الداني - ابن أبي الصلت179 -الدالي (كان حيا سنة 1277 هـ) (1861 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌180 - داود (1067 - بعد 1137 هـ) (1657 - 1725 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌181 - الدباغ (605 - 699 هـ) (1208 - 1300 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌182 - دحمان (- 1244 هـ) (- 1829 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌183 - دحمان (- 1247 هـ) (- 1832 م)

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌185 - الدرعي (1318 - 1385 هـ) (1902 - 1965 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌186 - الدرناوي (- 1199 هـ) (- 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌188 - الدهماني (كان حيا 1236 هـ) (1837 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌189 - ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ) (1210 - 1285 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌190 - الدوعاجي (1327 - 1369 هـ) (1909 - 1949 م)

- ‌ مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ) (1698 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر:

- ‌حرفالذال

- ‌192 - ذويب (1199 هـ) (1788 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالراء

- ‌193 - ابن راشد القفصي (736 هـ) (1336 م)

- ‌أما مؤلفاته

- ‌في الأصول فهي:

- ‌وفي الفقه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌194 - الراشدي (كان حيا 760 هـ) (1359 م)

- ‌المرجع:

- ‌195 - ابن الرامي (734 هـ) (1334 م)

- ‌المراجع:

- ‌196 - الربعي (639 - 715 هـ) (1241 - 1315 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌198 - ابن الربيع (نحو 254 - 339 هـ) (869 - 951 م)

- ‌المصادر:

- ‌199 - ابن أبي الرجال (426 هـ) (1035 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌204 - الرصاع (894 هـ) (1489 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌205 - الرصافي (650 - بعد 736 هـ) (1253 م - بعد 1335 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌206 - رضوان (1244 - 1322 هـ) (1829 - 1914 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌207 - الرقّادي (310 هـ) (923 م)

- ‌المصادر:

- ‌208 - الرقّادي (316 هـ) (929 م)

- ‌المصدر:

- ‌209 - الرقّام (- 705 هـ) (- 1300 م)

- ‌مؤلفاته

- ‌المرجع:

- ‌210 - بورقعة (1322 - 1386 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌211 - الرقيق (حوالي 425 هـ) (1034 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌212 - الرياحي (1180 - 1266 هـ) (1767 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌213 - الرياحي (كان حيا 1323 هـ) (1905 م)

- ‌المراجع:

- ‌214 - الرياحي (1226 - 1266 هـ) (1811 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌215 - (الرياحي (1323 هـ) (1905 م)

- ‌المرجع:

- ‌216 - الرياضي (223 - 298 هـ) (838 - 911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالزاي

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌221 - الزغواني (- 1399 هـ) (- 1979 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌223 - الزوابي (927 هـ) (1521 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌224 - الزواغي (بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌227 - زيتونة (1081 - 1138 هـ) (1670 - 1726 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

الفصل: ‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ) (1901 - 1935 م)

‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ)(1901 - 1935 م)

الطاهر بن علي بن بلقاسم الحداد، الكاتب الأديب الشاعر الصحفي، نصير المرأة، وأحد مؤسسي الحركة النقابية الأولى، أصله من فطناسة من قرى حامة قابس، ومولده ونشأته بالعاصمة، وهو ينحدر من أسرة عمالية فقيرة، حفظ القرآن بأحد الكتاتيب ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1330/ 1914، ولبث مواصلا للدراسة به ثماني سنوات بدلا من سبع لأن شيخ الإسلام الحنفي أحمد بيرم منعه هو ورفاقه من اجتياز الامتحان في نهاية السنة السابعة لعدم توفر بعض الشروط في الدراسة حسب القانون، وأحرز على شهادة التطويع عام 1336/ 1920 وتابع دروس الحقوق التونسية، وأحرز على الجزء الأول من شهادتها أما الجزء الثاني وهو الجزء النهائي فقد منعه مدير العدلية التونسية - وهو آنذاك فرنسي - من اجتياز الامتحان بناء على ما لديه من تعليمات، لأن جلالة الباي تداخل وطلب منعه من اجتياز الامتحان، وذلك على اثر الحملة الشعواء التي قامت ضده بعد صدور كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» والذين اتصلوا بالباي، وأبدوا له هذه الرغبة هم رجال الشريعة، ومن الملاحظ أنه بعد صدور هذا الكتاب جرّد من شهادة التطويع، ومثل هذه المواقف من علماء جامع الزيتونة ورجال الشريعة تدعو إلى الاستغراب، فإذا كان الحداد عندهم ملحدا وزائغا يكون من حقهم منعه من التدريس أو مباشرة أية وظيفة ادارية في جامع الزيتونة أو الفروع التابعة له، أما بدعة تجريده من شهادة علمية أحرز عليها بجهده وكفاءته فأمر غير مقبول ولا معقول، فما معنى استردادها منه؟ هل هي منحة أو هبة يستردونها متى أرادوا إذا غضبوا؟ وهو اجراء ظالم من الحكمة عدم تبنيه والأخذ به، لكن الأزهر قد سبقهم

ص: 109

في ذلك في قضية الشيخ عبد الرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم» فلماذا لا يقتدون به؟ وما معنى منعه من اجتياز امتحان شهادة الحقوق؟ أليس هو عين الظلم المتطرف؟ وهل المحاكم العدلية هي محاكم دينية حتى يخشى عليها من انحراف الحداد والحاده؟ هي محاكم مدنية تحكم بالأحكام الوضعية ورئاسة هذه المحاكم اداريا بيد مدير العدلية الفرنسي.

الحق ان الحملة هذه كانت متطرفة وظالمة، حتى أصبح الحداد في نظر الكثيرين ضحية التآمر عليه من الرجعية التي زلزل الأرض من تحت أقدامها، والضحية تكوّن العطف عليها في النفوس التي راحت تلتمس المعاذير للتبرير والانتصار والمشايعة لآرائه وإلا فما هي الرجعية؟ وهل لها مصالح خاصة تخالف مصالح بقية الطبقات الاجتماعية تدافع عنها وتقدم لها الضحايا لاستبقائها؟ وراح أنصاره والمؤيدون له بعد وفاته بزمان يلتمسون الأسباب، ويخلعون عليه هالة الاكبار إن لم نقل التقديس، والحق بين طرفي الافراط والتفريط، أن علماء جامع الزيتونة ورجال الشريعة نسوا أو تناسوا أنهم يعيشون في ظل نظام غير إسلامي وإلا لما انزلقوا في ورطة منعه من اجتياز شهادة الحقوق، وبلغ بهم الغضب أنهم حاولوا قتله كفرا لاحدا بواسطة موافقة الباي الذي لا يتصرف في مثل هذا إلا بعد موافقة المقيم العام الفرنسي ولكنه امتنع محتجا بأن لا يقتل أحد من أجل أفكاره، ولم يكن الحداد مرضيا عليه من السفارة الفرنسية حتى يقال إن المقيم دافع عن صنيعة من الصنائع بل كان الحداد عاملا نشيطا في اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري القديم، وألقى بنفسه مرات في مواقع الخطر من أجل وطنه، وكان عضدا متينا للزعيم النقابي الدكتور محمد علي الحامي.

كان من حق جماعة جامع الزيتونة الرد عليه في هدوء واعتدال وبعد عن الاسفاف عملا بقوله تعالى: {اُدْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} أما التطرف واشتداد الحملة فلا يتولد عنهما إلا العناد، وقد كان، ثم إن الإسلام ليس من الهزال بمكان حتى يؤثر في أصوله وأحكامه عشرات من أمثال الحداد، وإن قالوا هذا كله لسد الذريعة وردع لغيره أفلا يراعى في سد الذريعة ما تتركه من آثار في النفوس؟ والتنكيل الظالم

ص: 110

لا يردع الغير بل يخلق فيه روح الصلابة والعناد وهدوء العاصفة مسألة وقت ثم تأتي وتهب بعنف فتذهب بالأوتاد، إن بيان وجه الصدق والحق ينير الدرب، ويوضح الرؤية، ويضع المعالم الهادية، وتبقى شهوة الانتقام امرا غير مرغوب فيه يتعالى عنه ذوو النفوس الكريمة والعقول الراجحة وقد استمرت الحملة على أشدها لمدة سنوات في صحف ذلك الوقت كالزهرة، والنهضة والنديم الخ، وفي الحملة التبس الحق بالباطل، فالحداد عند أنصاره ومؤيديه مجدد وإمام مجتهد سابق لعصره ومجاهد، والحق وراء ذلك، أن من يدرس كتابه «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» دراسة موضوعية بعيدة عن الاندفاع العاطفي، والانسياق الانفعالي، والاغترار بالأغراض الدعائية يجد فيه أن الحداد محدود الافق في الثقافة الإسلامية فهو في الفقه لا يتجاوز معرفة ما في «تحفة الحكام» لابن عاصم وشرحها للتاودي، وفي التفسير لا يتجاوز الاطلاع على تفسير البيضاوي، مع فقر مدقع في الحديث وعلومه كالاطلاع على دواوين السنة، وعلى كتب الطبقات، والجرح والتعديل، فهل من كان على مثل هذا المستوى المتدني يكون مجددا أو مجتهدا؟ ثم ما هو الاجتهاد؟ هل يكون مخالفا للنص الصريح والقاعدة السليمة، إنه لا اجتهاد مع النص، والحداد أراد أن يجتهد في أحكام صريحة قطعية النص والدلالة كأحكام الميراث، فقد جنح إلى تسوية المرأة بالرجل في الميراث، بدعوى تغير الأحوال الاقتصادية، وأن الوحي لو أدرك هذا العصر لغيّر هاتيك الأحكام، وهذه دعوى خطيرة تبيح لكل أحد التسور على الأحكام الشرعية وتغييرها حسب هواه، ثم إنه ينطوي ضمنا على أن الإله غير عالم بما سيحدث أو أنه لم يبين العلاج لهذه الحالة الطارئة، وتركها للهوى والغرض، يضاف إلى هذا أن أحكام الميراث جاءت مردفة بصيغ التأكيد والتهديد لمن يحاول تغييرها مما ينفي كل دعوى للاجتهاد لتبدل العصور وتغير أحوالها الاقتصادية وطراز معاشها، إن دعوى الاجتهاد، ومحاولة التغيير للأحكام الشرعية لغير متمكن من عبقرية اللغة، ولا له ذوق في استشفاف ما يقتضيه سياق الكلام سابقا ولاحقا، ومثل هاته المعرفة والذوق من شروط الاجتهاد أو أن يكون الشرط متوفرا ولكنه لا يطبق لبلوغ مقصد معين يمليه الهوى، فلا وزن لهذا الاجتهاد. وله موقف آخر

ص: 111

حول الحدود، وأثار حولها غبار النقاش هدفا لتبرير تعطيلها، ويطول المقام عن جداله في كل ما أورد من جزئيات، ونكتفي برد اجمالي نقول فيه: إن الحدود الإسلامية هي على شدتها الظاهرية أرحم بكثير من قوانين العقوبات الوضعية، لأن الحدود تدرأ بالشبهات، أية شبهة تسقط الحد حتى أن المجرم لو اعترف أولا بما نسب إليه ثم لاذ بالانكار في خاتمة المطاف، فإن هذا يكون شبهة تسقط الحد، وهذا لا يسقط العقاب المقرر في القانون، ومن القواعد المقررة لأن يخطئ القاضي في العفو خير من أن يخطئ في العقاب، وللمقارنة بين الحدود الإسلامية وقوانين العقوبات الوضعية نذكر أن السارق لخبزة من أجل سد جوعته لا تسقط عنه العقاب المقرر للسرقة في القوانين الجنائية غاية ما في الأمر أنه يسعف بظروف التخفيف، لا سيما إن كان مبتدئا غير متعود، لأن التعود أي من سبق منه ارتكاب هذه الفعلة، وصدر حكم ضده فإن هذا يكون ظرفا من ظروف التشديد، بينما القانون الإسلامي يسقط عنه الحد إذا كانت السرقة لأجل سد الجوع، ولا يرى فيها اعتداء على المجتمع ويرى أن هذا المجتمع مقصر في حقه حين لم يوفر له العمل والعيش الكريم حتى ألجأه إلى السرقة، والحدود الإسلامية زواجر غايتها تطهير المجتمع من العناصر الفاسدة التي لا يجدي معها أي إصلاح أو أية مرحمة ليبقى المجتمع متماسكا منسجما لا تتطاول عليه العناصر الشريرة، وتعبث بالقيم والمبادئ التي يدين بها المجتمع.

وهناك أمر آخر في هذا الكتاب، أثار عليه غضب الناقدين، وذلك أنه في معرض كلامه عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن النبي بشر كسائر البشر» ومعناه أنه لا يتحكم في غريزته الجنسية كسائر البشر التافهين العاديين الذين لم يتحكموا في شهواتهم أو يعملوا على إعلاء غرائزهم والتسامي بها، والنظرة العابرة البسيطة تنسف تلك المقولة من أساسها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا إلا السيدة عائشة، والباقيات كنّ أيامى ثيبات قد ذهب أطيب شطرهن فالزواج بهن كان لمقاصد إنسانية صرفة، وإذن فعامل الشهوة أو الباعث الغريزي مفقودان، هذا زيادة عما في هذا التعبير

ص: 112

النابي من سوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وإيذاء لشعور المواطنين الذين يحترمونه بالغ الاحترام.

إن الحداد لو تحاشى الخوض في مثل هذه المسائل، واقتصر على تعليم البنت وسفورها لم تبلغ الحملة عليه ذروتها من الحدة، ولنوقش في بقية آرائه مناقشة هادئة مثل مسألة السفور، غاية ما في الأمر أن يكون مخطئا في التأويل أو الفهم أو يكون مقلدا لغيره.

والحداد بآرائه قد أعان على نفسه، فهل هي الشجاعة الأدبية التي تبلغ حد التهور أو الجهل باتجاهات المجتمع وآرائه وعقيدته، لا أظن هذا لأنه معروف بحدة ذكائه ورصانته.

وقد اعتبره أنصاره ومؤيدوه نصيرا للمرأة في تونس، وقيل إنه في الاتجاهات العامة لكتابه كان مقلدا للكاتب التركي الملحد ضياء كوك الب، والحداد لا يعرف اللغة التركية، وإنما اطلع على تفكيره من خلال قراءة الصحف والمجلات فاختزنت ذاكرته ما قرأ وأملته عليه عند تدوين كتابه، وكان الكتّاب الأتراك السائرون في اتجاه مصطفى كمال، والمفلسفون لمبادئه لهم دوي عند الكثيرين في ذلك العصر شرقا وغربا، ويعتبر تأييدهم والهتاف لما يدعون إليه تقدمية، وذلك لأسباب نفسية وفكرية لا داعي لذكرها.

ومما ألقى ظلالا مظلمة على الكتاب، وأثار غيوم الريب في سلامة اتجاهه وقصده عند معاصريه أن جريدة «لاتونيزي فرانساز» ذات النزعة الاستعمارية المتطرفة نشرت في ديسمبر 1930 مقالا في مناصرة الكتاب، وهذه الجريدة كان شعارها «إذا لقيت عربيا وأفعى فابدأ بقتل العربي» كما ناصرت الكتاب جريدة «تونس الاشتراكية» (الفرنسية اللسان) منها أربع مقالات للدكتور كوهين حضرية اليهودي الذي قيل عنه إنه أخطر الاشتراكيين الفرنسيين، كما أن الكنيسة قامت بتوزيع الكتاب خارج تونس، وكان المؤلف على صلة وثيقة بالقس يوسف سلام من الآباء البيض، وأقامت البلدية لمؤلف الكتاب حفلة تكريم بكازينو البلفدير، ومن

ص: 113

المعلوم أن البلدية إذ ذاك بيد الاستعماريين، وماذا يكون الانعكاس ورد الفعل في كافة الأوساط إزاء كتاب يباركه غلاة الاستعمار، ويمدحه يهودي، وترعاه الكنيسة في الخارج؟

ومن ذيول الحملة عليه أن الحزب القديم أغرى بعض الأوباش والصعاليك بشتمه وإهانته إذا مروا به، وهذا ينافي الآداب الإسلامية قال الله تعالى:{وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً} والحملة انحرفت عن الخط الإسلامي بالرغم من حماس القائمين بها في تشدقهم بخدمة الإسلام.

وإزاء هذه المضايقة المتناهية اضطر إلى الانزواء في منزله وتسببت له هذه الصدمة في مرض القلب، ولم يبطئ أن وافاه الأجل في عنفوان الشباب، وأبّنه اصدقاؤه ورثوه بمراثي كثيرة من أحسنها مرثية صديقه وتلميذه الصحفي الأديب السيد الهادي العبيدي وطالعها:

قفوا حيوا المجاهد والعميدا

وصلّوا فالنبوغ غدا شهيدا

قفوا حيوا الرجولة والمبادي

فذا معناهما أمسى لحيدا

وللمترجم نشاط سياسي ونقابي، فقد عمل في صفوف الحزب القديم، واشترك مع الدكتور محمد علي الحامي في تكوين النقابات التونسية، وكان كاتبا واضح الأسلوب قوي الحجة، نشر في الصحف كثيرا من المقالات السياسية والنقابية، ومنها سلسلة فصول في مناقشة الأستاذ دارويل الاشتراكي حول استقلال النقابات التونسية عن النقابات الفرنسية، والاشتراكيون يرون في هذا الاستقلال تشتيتا لقوى العمال، وهم في الحقيقة يخفون فكرة الابتلاع الاستعمارية، وكان لهذه المقالات صدى طيب ووقع حسن في الوسط، وحاز بها شهرة ككاتب صحفي ممتاز، ومفكر لامع.

وله شعر قيد به خواطره وآراء لا تسري فيه حرارة العاطفة، وإنما تبدو عليه برودة التفكير، ويسف أحيانا إلى حد النظم الخالي من الروح وأصدقاؤه ومحبوه منذ كان حيا هم: أحمد الدرعي صديقه الحميم وزميله في الدراسة، وقد سلم له آثاره المخطوطة قبيل وفاته كديوان شعره

ص: 114