الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
181 - الدباغ (605 - 699 هـ)(1208 - 1300 م)
عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأوسي الأسيدي من ولد أسيد بن حضير الاشهلي، المعروف بالدباغ، أبو زيد، المحدث، الفقيه، الصوفي المؤرخ.
ولد بالقيروان في ذي الحجة سنة 605/ 1208 أخذ عن القاضي أبي زكرياء يحيى البرقي المهدوي، والقاضي عبد الجليل الأزدي، ووالده، وأبي عمرو عثمان بن شقر، وأبي العباس البطرني، وأبي المكارم محمد بن يوسف بن موسى، والقاضي أبي محمد عبد الله بن برطلة الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الحضرمي، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الزناتي المهدوي المعروف بالحنفي نزيل المنستير، روى عنه الحديث المسلسل بالأولية، وحديث انس بن مالك المسلسل بالمصافحة، وحديث ابن مسعود المسلسل بالتشهد، وأحاديث أخر من مسلسلات أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، كما أخذ عن العالم الصوفي أبي محمد عبد السلام بن عبد الغالب المصراتي القيرواني الذي قال فيه «هو شيخي ومعلمي واحد من أنعم الله عليّ بصحبته اختلفت إليه كثيرا فلم تر عيني قط مثله نسكا وفضلا وصيانة لنفسه وانقباضا عن الناس، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رأيت أحفظ منه لأخبار الصالحين وحكاياتهم، حسن الايراد لها، متقنا لما قد يحكيه منها، أنيس المجالسة، مليح المحادثة. ولعله تأثر بشيخه هذا في اتجاهه نحو التصوف وفي سلوكه كما أخذ عن أمين الدين بن أبي جعفر أحمد بن علي بن طلحة السبتي المعروف بابن عليم نزيل تونس، وأجازه من مصر تلامذة الحافظ أبي طاهر السلفي عبد الوهاب بن ظافر بن رواج، وأبي التقى صالح بن شجاع، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي، وأبو
القاسم بن الحاسب سبط السلفي، وشيوخه يزيدون على الثمانين كما ذكره في برنامجه وقاله العواني، والعبدري في رحلته.
كان معتنيا بالآثار جامعا لها، محدثا فقيها، مؤرخا، مشاركا في العلوم النقلية والعقلية، نظم الكثير وربما أجاد في بعضه، قال العبدري:
وله نظم جيد كثير، ومما كتبه على جلاء الأفكار في مناقب الأنصار من تأليفه:
كتبت جلا الأفكار في فضل معشر
…
بهم عزّ دين الله في الشرق والغرب
الهي فحقّق للأسيديّ ما رجا
…
بتأليفه واغفر لنا سائر الذنب
وبوّأه والقاري ومن هو سامع
…
وكاتبه اعلا المقامات في القرب
لقيه العبدري واثنى عليه، وامتدح سعة مروياته، وأجازه إجازة عامة، ولقيه محمد بن جابر الوادي آشي في تونس، وروى عنه، ووصفه بالشيخ الفقيه العدل المؤرخ الفقيه المسند.
قال ابن ناجي: وكان عادلا شهادته اكثرية، يرفع على خطه، ويظهر من هذا أنه كان مباشرا لخطة العدالة في بلده القيروان، وسبب تسمية جده الكبير بالدباغ هو أنه قدّمه قاضي الجماعة والسلطان لقضاء بلده وكتب له الظهير وبعث له به فلما عرف أن الظهير يرد عليه في وقت الضحى بكر إلى دار الدباغ وعرى حوائجه (1) وتحزم ثم أخذ يملي بالدلو من بئر الدار ويفرغ على الجلود، فلما وصل الرسول بالظهير إليه طلبه في داره وفي المسجد وما زال يبحث عنه حتى وجده فقال له يا سيدي، نحب البشارة. فقال له ارجع بظهيرك وقل لمن بعثك به وجدته دباغا فلا يليق بكم أن تقدموا من كانت هذه حالته قاضيا على رقاب الناس، فلما عرف من ذكر نعرف أنه ليس صناعته دبغ الجلود، وإنما تظاهر بذلك بقصد
(1) كلمة مستعملة إلى الآن في اللهجة التونسية ومعناها نزع الثياب، ونستفيد من النص أنها كانت مستعملة منذ العصر الحفصي.