الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2) كتاب الوثائق والشروط، في عشرة أجزاء.
المصادر والمراجع:
- البيان المغرب لابن عذاري (دار الثقافة، بيروت) 1/ 204.
- الديباج 37.
- شجرة النور الزكية 81.
- طبقات علماء افريقية للخشني (مصر) 221 - 223.
226 -
ابن زيتون (620 (1) - 690 هـ) (1223 - 1291 م)
أبو الفضل، أبو القاسم (2) بن أبي بكر (3) بن مسافر بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع اليمني المعروف بابن زيتون، الملقب تقي الدين، الفقيه النظار، المعقولي، له علم بالمنطق والجدل وله مشاركة في الحكمة (الفلسفة)، قاضي الجماعة بتونس.
تفقه بتونس على المحدّث الراوية أمين الدين عبد الرحيم بن أحمد ابن طلحة المعروف بابن عليم الأنصاري السبتي نزيل تونس، وشيخ الجماعة محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وابن القاسم بن البراء.
رحل إلى المشرق مرتين الأولى سنة 648/ 1250 - 51 أخذ فيها الأصلين عن شمس الدين الخسروشاهيّ تلميذ الإمام فخر الدين الرازي، وسراج الدين الأرموي، وسمع من عزّ الدين بن عبد السلام تأليفيه «مختصر الرعاية» والقواعد المسماة «بمصالح الطاعات» ، وسمع من فخر الدين البندهي، وسمع الحديث من الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، ومن الحافظ رشيد الدين العطار، ومحمد بن أبي الفضل المرسي، وعبد الغني بن سليمان بن بنين، وغيرهم، وحج، ورجع إلى تونس بعلم كثير ورواية واسعة، ثم رحل ثانية سنة 656/ 1258 فأقام في القاهرة بالمدرسة الضيائية، وبمدرسة الصاحب ابن شكر، ثم حج ورجع إلى تونس، ويفهم من كلام ابن خلدون أنه آب إلى تونس بأسلوب جديد حسن في التعليم، وجاء بعده من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي ذو الأسلوب المفيد
(1) وفي رواية 621.
(2)
انفرد الديباج بالاقتصار على تكنيته بأبي أحمد.
(3)
وفي رواية بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع، على وجه الحذف والاختصار.
في التعليم، وأخذ عنها أهل تونس، واتصل سند تعليمهما جيلا بعد جيل حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام، ثم انتقل هذا السند التعليمي من تونس إلى تلمسان. قال ابن خلدون (1):«وبعد انقراض الدولة بمراكش ارتحل إلى المشرق من افريقية القاضي أبو القاسم بن زيتون لعهد المائة السابعة فأدرك تلميذ الإمام ابن الخطيب، فأخذ عنهم واتقن تعليمهم، وحذق في العقليات والنقليات، ورجع إلى تونس بعلم كثير وتعليم حسن، وجاء على أثره من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي كان ارتحل من المغرب فأخذ عن مشيخة مصر، ورجع إلى تونس، واستقر بها، وكان تعليمه مفيدا فأخذ عنهما أهل تونس واتصل سند تعليمهما في تلاميذهما جيلا بعد جيل، حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام شارح ابن الحاجب وتلميذه، وانتقل من تونس إلى تلمسان في ابن الإمام وتلميذه، فإنه قرأ مع ابن عبد السلام على مشيخة واحدة، ومجالس بأعيانها. وتلميذ ابن عبد السلام بتونس وابن الإمام بتلمسان لهذا العهد إلا أنهم من القلة بحيث يخشى انقطاع سندهم» .
قال المقري (2): «له تمكن من ملكة التعليم، وقدم إلى تونس فانتفع به أهلها» ولاحظ أيضا أن طريقته النظرية تلفاها تلميذه محمد بن عبد السلام، ثم استقل بها محمد بن عرفة، ولما رجع إلى تونس من رحلته المشرقية الثانية تولى بها قضاء الجماعة، فعظم محله ونبل قدره، وانتفع به الناس، وكان إماما عالما، حسن الخلق والخلق.
قال ابن رشيد: «كان أبو القاسم ممن أعزّ به العلم، وصان نفسه عن الضعة والابتذال، وأعانه على ذلك الجد وسعة الحال، وكان المفزع إليه في الفتيا بتونس» .
وهو أول من أظهر بتونس تآليف الإمام فخر الدين الرازي، وأول من نشر طريقته في الأصول.
(1) مقدمة ابن خلدون (مط. مصطفى محمد، القاهرة، بلا تاريخ) ص 431.
(2)
ازهار الرياض 3/ 26.
درّس بالمدرسة الشماعية، وبسقيفة منزله أين تغص الدكاكين بالطلاب، ومما قرئ عليه الموطأ، ومختصر الرعاية لشيخه عزّ الدين بن عبد السلام، وكتاب الأسامي والغايات في شرح الآيات البيّنات لفخر الدين الرازي بشرح سراج الدين الأرموي.
أخذ عنه ابن رشيد، والعبدري، ومحمد بن جابر الوادي آشي، وغيرهم.
وفي سنة 670/ 1271 توجه رسولا في مهمة إلى الملك يغمراسن الزياني العبدوادي ملك تلمسان.
وهو الذي تولى كتابة الصلح المنعقد بين المستنصر الحفصي ولويس التاسع ملك فرنسا، ومعاهدة الصلح هذه محفوظة إلى الآن في وزارة الخارجية الفرنسية، وأثبت صورة شمسية منها الشيخ محمد المقداد الورتتاني في كتابه النفحة الندية ص 28 (1).
وتوجه لبعض ملوك المغرب عن المستنصر بالله مرتين فشكرت رسالته، وحمدت همته العلية وسياسته، وكان قبل ولايته القضاء من أشياخ البيت (أي الحفصي الموحدي) في المدة التي كان فيها البيت بيتا.
وكان يقول إن ادخار القوت عامين بتونس لا ينافي التوكل لفساد اعرابها، وعدم أمن الاعراب بها (2)، وحكى ابن عبد السلام أن ابن زيتون كان يتخذ العصافير في الأقفاص لسماع نغماتها، فإذا مضت عليها مدة - أظنه قال ستة أشهر - أطلقها (3).
ولما دخل على الأمير أبي عبد الله المستنصر سلطان افريقية سأله عن اسمه فعرفه به فقال له: كيف هذا؟ وقد صح حديث تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فقال: إنما تسميت بكنيته، ولم أتكن بكنيته، فاستحسن
(1) المؤنس لابن أبي دينار (ط 3/) ص 136 التعليق (2) لمحقق الكتاب الشيخ محمد الشمام.
(2)
اكمال الاكمال للأبي 7/ 58.
(3)
المصدر السالف 5/ 224.