الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصادر والمراجع:
- بغية الوعاة 2/ 116 - 117.
- تاريخ الدولتين 72 - 73.
- التعريف بابن خلدون 20، 40 - 41، 309.
- جذوة الاقتباس 127.
- الحلل السندسية 1 ق 4/ 1057.
- درة الحجال 3/ 173 - 174.
- برنامج المجاري (خط).
- شجرة النور الزكية 220 - 221.
- فهرس الفهارس 1/ 258.
- مستودع العلامة ومستبدع العلاّمة لأبي الوليد بن الأحمر ص 50.
- نفح الطيب 3/ 243.
- الوفيات لابن قنفذ 56.
138 -
الحفصي (651 - 728 هـ)(1)(1253 - 1328 م)
زكريا ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ اللحياني محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاتي، أبو يحيى الحفصي، من ملوك الدولة الحفصية بتونس، العالم المحدث، الكاتب الشاعر، أمه أم ولد اسمها محرم أصلها رومية.
قرأ على جماعة بتونس، ورحل إلى المشرق، ولقي جماعة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية سماه ابن عمه السلطان الواثق بالله الملقب بأبي عصيدة شيخا للموحدين عند ما تولى المملكة سنة 694/ 1295.
وفي منتصف سنة 706 ديسمبر 1306 عزم على تفقد شؤون المملكة، وأشاع أنه يريد محاربة الأسبان المغتصبين لجزيرة جربة، فجال في المملكة، ودخل طرابلس، ودامت هذه الرحلة عامين، وصاحبه فيها حد خواص كتابه الشيخ عبد الله بن محمد التجاني، الذي دوّن رحلته على اثر هذه السفرة، وحج الأمير أبو يحيى زكريا، ثم رجع إلى طرابلس، يرقب تطور الأحداث، لأن البيت الحفصي انقسم على نفسه، وهمّ افراده المسارعة للوصول إلى الحكم، وإحداث الثورات والاضطرابات، فعند ما توفي السلطان أبو عصيدة سنة 709/ 1309 قامت الحرب لأجل التنازع على السلطة بين الأمراء، أبي بكر بن يزيد الملقب بالشهيد، وبين أبي البقاء خالد وأخيه أبي بكر والي قسنطينة وعملها من قبل أخيه، وجهز له أبو البقاء خالد حملة عسكرية انتهت إلى باجة.
ولما وصلت الحالة بتونس إلى هذا الحد من الاختلال دعا الأمير
(1) وقيل سنة 727.
المترجم له لنفسه بطرابلس، وبايعته قبائل العرب، وراسله الثائر أبو بكر من قسنطينة، ووعده بالنصر، فقوي عزمه وزحف على تونس التي وصلها 8 جمادى الأولى سنة 711/ 1311، وخلع أبو البقاء خالد نفسه وكان مريضا وبويع أبو يحيى زكريا بالمحمدية في رجب 711.
ولما استوثق له الأمر قطع ذكر المهدي بن تومرت من الخطبة واستبدل به اسم محمد بن قلاوون ملك مصر والشام لما بينهما من الود والمجاملة، وانكر عليه أهل بيته قطع ذكر المهدي من الخطبة.
وقيل إنه توجه إلى الحج سنة 709 ثم رجع إلى القاهرة سنة 710، فجهز الناصر عسكرا فملك طرابلس، وخطب للناصر بها ثم صبحوا تونس في ثامن جمادى الأولى فنازلوها وصاحبها أبو البقاء خالد مريض، فدخل الأمير زكريا البلد وأشهد أبو البقاء على نفسه بالخلع، ثم إنه بعد استقراره بتونس أرسل إلى صاحب بجاية فهادنه فسار صاحب بجاية إلى افريقية وكان الأمير أبو بكر والي قسنطينة وعملها يستشعر ضعف قريبه السلطان أبي يحيى زكريا عن القيام بأعباء الملك لكبر سنه، وأعد العدة للثورة، فجمع حوله قبائل زناتة وزحف على افريقية وجال في هوارة وجباها، ورجع إلى قسنطينة، فخافه أبو يحيى زكريا، وعزم على مفارقة البلاد، فباع جميع ذخائر القصبة حتى الكتب التي جمعها أبو زكريا الأول وخرج من تونس سنة 717/ 1317 قاصدا قابس لمراقبة سير الأحداث، ولما بلغه أن الأمير أبا بكر هزم ولده محمد أبا ضربة خرج من قابس متوجها إلى طرابلس ببقية الجيش الذي معه وخمسين فارسا من رماة الأندلس، وأقام بطرابلس، وبنى موضعا لجلوسه بالزليج والرخام يقال له «الطارمة» ، وأرسل الجيش الذي كان معه لنصرة ولده صحبة حاجبه أبي زكريا بن يعقوب ووزيره ابن ياسين الذي أعطاه مالا لتوزيعه على قبائل العرب، وزحفوا بهم على القيروان مع الأمير محمد أبي ضربة، فهزمهم الأمير أبو بكر، والتجأ محمد أبو ضربة إلى المهدية محتصنا بها، ورجع الحاجب أبو زكريا بن يعقوب وبعض فلول الجيش إلى السلطان أبي يحيى زكريا