الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2) جني الزّهر ووشي الزّهر.
3) الدرر الثمينة في خبر القلّ وفتح قسنطينة.
4) فهرسة أسماء شيوخه ومروياته، وصفها العبدري بقوله:«جمعها فحسّن ونمّق، واتقن وحقق» .
5) مجموع في شعره وترسيله.
6) نظم الفريد في منتخب الطارف والتليد.
وهذه المؤلفات مفقودة.
المصادر والمراجع:
- برنامج الوادي آشي ص 65.
- رحلة العبدري 252 - 256.
- فهرس الفهارس 1/ 330 - 331.
- محمد الحبيب بن الخوجة: الحياة الثقافية بافريقية صدر الدولة الحفصية:
النشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين ع 4 س 4، 1976 - 1977 ص 72 (نقل ترجمته عن رحلة ابن رشيد).
202 -
ابن رشيق (390 (1) - 463 (2) هـ) (1000 - 1071 م)
الحسن بن رشيق القيرواني، أبو علي، الأزدي مولاهم، المسيلي الأصل، الأديب الشاعر الناقد، اللغوي.
ولد بالمسيلة (المحمدية بالجزائر) وعرف أبوه برشيق، وكان على الراجح مملوكا عتيقا من أصل بيزنطي (رومي) حليفا للأزد، وكان صائغا، وتعلم منه ابنه هذه الصناعة، وبعد دراسته الأولية بدأ ميله للأدب فقال الشعر قبل أن يبلغ الحلم. وتاقت نفسه إلى التزيد من المعرفة والرغبة في استكمال معلوماته فارتحل إلى القيروان فوصلها سنة 406/ 1016 سنة وفاة ابن باديس، وله من العمر سبع عشرة سنة أو عشرون سنة، وتتلمذ على مشاهير رجال المدرسة الأدبية بالقيروان أمثال: الخشني، والقزاز، وإبراهيم الحصري، والنهشلي الذي سبق له التعرف به - فيما يبدو - بمسقط رأسه المسيلة، والراوية محمد بن إبراهيم السمين، وغيرهم.
ومنذ سنة 410/ 1020 أصبح محميا لنصير الآداب علي بن أبي الرجال الشاعر الأديب الفلكي رئيس ديوان الانشاء حيث استخدم فيه ابن رشيق. وفي نفس السنة أصبح شاعر بلاط المعز بن باديس، واحد المقربين لديه، ومنذ ذلك الحين لم يكف مجده عن الارتفاع بفضل شاعريته وصفاته المعنوية، فهو بشوش، ذو فكر جميل، ممتلئ رشاقة، وكان المعز معجبا به لأجل شعره الذي نال شهرة فائقة في حياته في الأندلس وصقلية. وكان بينه وبين ابن شرف في أول الأمر مواصلة، ثم آلت إلى خصومة ومناقضة
(1) وقيل سنة 385.
(2)
قال ابن العماد الحنبلي وهو الأصح.
ومنافسة غذاها خفية الأمير المعز الهمت ابن رشيق تأليف عدد من رسائل الهجاء، وأثارت غالبا مساجلات شعرية بينهما، ولم ينته ما بينهما إلا في صقلية بتدخل من المعجبين الصقليين بالشاعرين.
وبعد سقوط القيروان وتخريبها من الاعراب الهلاليين في سنة 449/ 1057 تابع ابن رشيق المعز إلى المهدية، ونظم المدائح في المعز وابنه تميم حاكم المهدية، بالرغم من أنه تحمل أحيانا غضبا قاسيا من المعز الذي أصبح سريع الغضب بعد طوارق الدهر.
ولما هاجم أسطول مسيحي المهدية قال مخاطبا الأمير تميم بن المعز:
تثبت لا يخامرك اضطراب
…
فقد خضعت لعزتك الرقاب
فقيل إنه وبخ على هذا الفضول والتدخل فيما لا يعنيه، فكانت حياته بالمهدية يشوبها حرج وإيلام لم يعرفهما في القيروان.
وبعد وفاة المعز بن باديس في 24 شعبان سنة 454/ 2 سبتمبر 1052 ببضعة أشهر ركب البحر قاصدا صقلية حيث وجد ابن شرف سبقه إليها، وتصالح معه، واستقر بمدينة مازرة، وأحسن إليه حاكمها، ولم يتابع ابن شرف في السفر إلى الأندلس حيث استدعاهما المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية، وقال لزميله متبرما بملوك الطوائف في الأندلس وتحليهم بالألقاب الفخمة ببيتيه المشهورين:
مما يزهدني في أرض أندلس
…
القاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب سلطنة في غير مملكة
…
كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
فأجاب ابن شرف:
إن ترمك الغربة في معشر
…
قد جبل الطبع على بغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم
…
وأرضهم ما دمت في أرضهم
ومات بمازرة سنة 456/ 1063 - 64 أو 463/ 1070 - 71.
قال الشعر في جميع الأغراض المعروفة للشعر العربي، وله أشعار كثيرة خاصة بالمناسبات، من أشهر قصائده مرثيته في خراب القيروان، والتعبير فيها واضح لا ينقصه النفس الملحمي، وهو شاعر ماهر يطبق النظريات وقواعد الشعر العربي المعروضة باتقان في كتابه «العمدة» ، وهو أحد كبار النقاد في الأدب العربي، يعرف تيارات النقد الأدبي التي يمثلها اعلام النقد في المشرق العربي وفي نقده للشعر قام بعمل تركيبي عقلي قياسي، وهو في عرضه ودراسته للصور الشعرية لم يقتصر على شاعر واحد لكن للشعر في مجموعه، وتكلم في آخر «العمدة» عن السرقات الشعرية وأفردها بالتأليف في كتابه «قراضة الذهب في نقد شعر العرب» .
وفيما يخص الشعر القديم والمحدث اضطربت آراؤه قال الأستاذ محمود عبد الله الجادر: وابن رشيق اضطربت آراؤه في هذا الصدد (تفضيل القديم أو المحدث) فهو يقول مرة: «وليعلم المتأخر مقدار ما بقي له من الشعر، فتصفح مقدار ما قبله فينظر كم بين المخضرم والجاهلي، وبين الإسلامي والمخضرم وأن المحدث الأول فضلا عمن دونه دونهم في المنزلة، على أنه أغمض مسلكا، وأرق حاشية فإذا رأى أنه ساقه الساقة تحفظ على نفسه وعلم من أين يؤتى، ولم تغرره حلاوة لفظه، ولا رشاقة معناه ففي الجاهلية والإسلام من ذهب بكل حلاوة ورشاقة، وسبق إلى كل طلاوة ولباقة.
ويقول مرة: «كل قديم من الشعر فهو محدث في زمانه بالإضافة إلى ما كان قبله» .
والشعر عنده مطبوع ومصنوع أكثر منه إلهاما، وهو متفوق على النثر في مضمونه وشكله، وقيمة الشعر عنده في سحر اللغة وانسجام الكلمات، وفي الإيقاع الموسيقى، وأخيار الوزن والقافية. وله ملاحظات دقيقة عميقة عن الطبع والصنعة، والفرق بين الشاعر المصنوع والمطبوع، وعن الفن والعبقرية.
قال فيه ياقوت الحموي: «كان شاعرا أديبا نحويا لغويا حاذقا،