الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
154 - خريف (1328 - 1387 هـ)(1910 - 1967 م)
مصطفى ابن الشيخ إبراهيم بن عبد الكبير خريف، النفطي الأديب، الشاعر، والكاتب الصحفي، القصاص.
ولد بنفطة في 10 اكتوبر 1910، وفيها استظهر القرآن، ثم انتقل إلى مدينة تونس صحبة اسرته عام 1920، ودخل مدرسة السلام القرآنية التي يديرها الشيخ الشاذلي المورالي، وفيها تعلم العربية تعلما صحيحا، وكان أستاذه في العربية العالم الأديب الشيخ محمد مناشو وتأثر بفصاحته، ومكث بهذه المدرسة نحو عامين، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1344/ 1926، ومن شيوخه: البشير النيفر قرأ عليه التاودي، والطاهر بن عبد السلام قرأ عليه شرح الأشموني على الفية ابن مالك، والشاذلي ضيف قرأ عليه البلاغة، وعلي النيفر قرأ عليه أصول الفقه، ومحمد الصالح بن مراد قرأ عليه تفسير حزب سبح باسم ربك الأعلى، ومحمد العنابي قرأ عليه الدردير على مختصر خليل، واستاذه في المدرسة القرآنية الشيخ محمد مناشو قرأ عليه الرحبية في الفرائض، وكان لا يحضر من الدروس إلاّ ما تتوق اليه نفسه مثل دروس التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، لأنه كان مصابا بعلل جسمية لا يتحمل معها الارهاق والتعب، وقرأ العروض في المدرسة الخلدونية على الشاعر الشاذلي خزنه دار.
نظم الشعر في عهد مبكر، وهو ما يزال تلميذا بالمدرسة القرآنية، ونشرت له جريدة «الوزير» في 8 جويلية 1924 قصيدة وعمره ثلاث عشرة سنة.
وكانت له شجاعة أدبية في الجهر بآرائه في أحلك الظروف، فقد صاول الاستعمار بشعره، وحمل عليه، وشهّر بمظالمه في وقت خرست فيه
ألسن الشعراء، وكانت فيه عزّة نفس لا يتنازل للتزلف إلى طواغيت الاستعمار، ولا يهادن في سبيل قوميته ومبادئه.
وشعره تقليدي، قوي النسج، متين السبك، جميل الايقاع، فيه رومانسية، وحوار، ودعوة قوية إلى البذل والفداء لتحرير الوطن، قال الناقد الكبير الذواقة مارون عبود في ختام كلامه عنه:«ومجمل القول يا سيد مصطفى أنك شاعر موهوب لا ينقصك إلا (الغربة) ليتك تقرأ روائع شعراء العالم، فلا تتكل على مخيلتك وحدها وإن كانت قوية» .
قال الأستاذ رشيد الذوّادي: «لاحظت أن هذا الشاعر يندرج في الشعراء التقليديين، لكن بجانب هذا له محاولات في تقليد الرومانسيين من الشعراء مثل إبراهيم ناجي، وإيليا أبو ماضي، وأحمد زكي أبو شادي، وجبران خليل جبران، وأبو القاسم الشابي تلمس في شعره ازدواجية في الشكل والمضمون لقد حاول خريف أن يصيغ اشعاره على أنماط الشعر الحديث الذي لا يحفل بالموسيقى والقافية، نظم قصيدة بين جبل وبحر على هذا النسق حاول أن يستعمل الكثير من أدوات التعبير التي اعتاد أن يستعملها أدباء المهجر والمجددون بوجه عام
…
سعى إلى تقليد المجددين حتى في المضامين لكنه لم يستطع في رأيي أن يتخلص في مواطن أخرى من التعابير اللغوية التي كانت تستعمل في العصرين الجاهلي والأموي
وخريف الذي عاش حياة بوهيمية، وأحب حلقات تحت السور، وواكب تاريخها السياسي والفكري أكثر من أربعين سنة يبدو لي شخصيا في شعره رؤية ومضامين هادفة وتأصلا».
وكان إلى جانب براعته في الشعر الفصيح يجيد الشعر الملحون الشعبي.
في سنواته الأخيرة اتعبه مرض السكر، ودخل المستشفى مرارا لمعالجته والحد من طغيانه إلى أن فارق الحياة وهو ما يزال في أوج فنه وذروة عطائه.