المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ) (1820 - 1890 م) - تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ٢

[محمد محفوظ]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌85 - الجادوي (1293 - 1373 هـ) (1876 - 1951 م)

- ‌86 - الجامعي (1087 كان حيا سنة 1132 هـ) (1677 - 1719 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌87 - الجبالي (…1122 هـ) (…1711 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌88 - الجبالي ( .... - كان حيا بعد 1012 هـ) (1690 م)

- ‌المرجع

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌91 - الجزائري ( .... - 1310 هـ) (1892 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌93 - الجزيري (…- 1394 هـ) (1974 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌94 - جعيط (1268 - 1337 هـ) (1852 - 1918 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌للراجع:

- ‌95 - جعيط (1303 - 1389 هـ) (1886 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌96 - جعيط (1246 - 1333 هـ) (1830 - 1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌97 - ابن الجلاّب (…- 664 هـ) (1265 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌98 - ابن جماعة ( ..... - 772 هـ) (1312 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌99 - جمال الدين (كان حيا 1323 هـ) (1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌100 - الجمّالي (كان حيا سنة 1197 هـ) (1787 م)

- ‌المرجع

- ‌101 - الجمّالي (كان حيا سنة 1087 هـ) (1677 م)

- ‌المرجع:

- ‌102 - الجمل (1107 م) (1796 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌103 - الجمّني (1037 - 1134 هـ) (1628 - 1722 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌104 - الجمّني (حوالي 1300 هـ) (1886 م)

- ‌المرجع:

- ‌105 - الجمّوسي (…بعد 1140 هـ) (1728 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌106 - الجموعي (1276 هـ) (1860 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌107 - ابن جميع ( .... - كان حيا بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌108 - الجنرال حسين ( .... - 1304 هـ) (1887 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌109 - الجودي (1278 - 1362 هـ) (1861 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالحاء

- ‌111 - بو حاجب (1244 - 1342 هـ) (1828 - 1924 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌112 - الحارثي ( .... - 877 هـ) (1472 م)

- ‌المصدر والمرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌114 - الحبيب (1320 - 1399 هـ) (1902 - 1980 م)

- ‌آثاره:

- ‌ومن تآليفه:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌117 - الحجري (حوالي 1170 - 1199 هـ) (1757 - 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌118 - الحجيج - (1050 - 1108 هـ) (1640 - 1697 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌119 - ابن الحداد (…- في حدود 570 هـ) (1175 م)

- ‌المراجع:

- ‌120 - ابن الحداد (219 - 302 هـ) (834 - 915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ) (1901 - 1935 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌122 - ابن الحداد (بعد 550 - 625 هـ) (1156 - 1228 م)

- ‌المصدر:

- ‌123 - الحداد ( .... كان حيا سنة 497 هـ) (1104 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته وترجماته:

- ‌المراجع:

- ‌125 - الحربي (…- 1284 هـ) (1868 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌126 - الحرشاني (…- 1353 هـ) (1934 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌127 - ابن حريز (682 كان حيا 735 أو 740 هـ) و (1284 كان حيّا1335 أو 1340 م)

- ‌المصدر:

- ‌128 - حسين (1293 - 1377 هـ) (1873 - 1985 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌129 - حسين (1317 - 1377 هـ) (1898 - 1957 م)

- ‌مؤلفاته المطبوعة:

- ‌المرجع:

- ‌130 - ابن الحسين (1301 - 1382 هـ) (1883 - 1963 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ) (1460 م)

- ‌المرجع:

- ‌132 - ابن الحشّا (من رجال القرن السابع هـ) (13 م)

- ‌المرجع:

- ‌133 - الحشائشي (1271 - 1330 هـ) (1855 - 1912 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌134 - الحصائري (كان حيا 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌137 - الحضرمي (675 - 749 هـ) (1276 - 1349 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌139 - الحفصي (…- 839 هـ) (1436 م)

- ‌المصادر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌141 - الحليوي (1317 - 1398 هـ) (1900 - 1978 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌ومن مؤلفاته المخطوطة:

- ‌المراجع:

- ‌142 - الحمّادي (…- 1256 هـ) (1840 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌143 - الحمروني (كان حيا 1148 هـ) (1736 م)

- ‌المرجع:

- ‌144 - ابن حميدة (1300 - 1381 هـ) (1882 - 1961 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌145 - ابن حميدة (كان حيا 1316 هـ) (1898 م)

- ‌المرجع:

- ‌146 - ابن حميدة (كان حيا 1295 هـ) (1878 م)

- ‌المرجع:

- ‌147 - الحنفي (…- 1199 هـ) (1788 م)

- ‌المراجع:

- ‌148 - ابن حيّان الأوسي (635 - 718 هـ) (1237 - 1319 م)

- ‌المراجع:

- ‌149 - الحيلاتي (…1099 هـ) (1687 م)

- ‌المراجع:

- ‌حرفالخاء

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌151 - الخراط ( ..... - 1114 هـ) (1703 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌152 - خروف (…966 هـ) (1558 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌153 - خرّيف (…- 1356 هـ) (1937 م)

- ‌المراجع:

- ‌154 - خريف (1328 - 1387 هـ) (1910 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌155 - الخزاعي (…- 228 هـ) (911 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌156 - خزنه دار (1297 - 1373 هـ) (1879 - 1954 م)

- ‌المراجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌158 - الخضار (…- 1267 هـ) (1851 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌الخضراوي: ابن هشام159 -ابن خلدون (732 - 808 هـ) (1332 - 1406 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ) (1333 - 1385 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌161 - ابن الخلّوف (829 - 899 هـ) (1425 - 1494 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌162 - خليف (…- 1232 هـ) (1816 م)

- ‌المصدر:

- ‌163 - خليف (حوالي 1250 هـ) (1834 م)

- ‌المصدر

- ‌164 - ابن خليفة (1080 - 1172 هـ) (1669 - 1758 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌165 - الخمّاسي (1293 - 1387 هـ) (1876 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌166 - الخمّاسي (1324 - 1390 هـ) (1906 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌167 - الخميري (من رجال أواخر القرن 9 هـ) (15 م)

- ‌المرجع:

- ‌168 - الخميري (1314 - 1393 هـ) (1904 - 1973 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌169 - ابن الخوجة (1245 - 1313 هـ) (1830 - 1896 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌170 - ابن الخوجة (1275 - 1364 هـ) (1859 - 1946 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌172 - ابن الخوجة (…- 1279 هـ) (1862 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر

- ‌173 - ابن الخوجة (1286 - 1363 هـ) (1870 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌174 - ابن الخوجة (1249 - 1329 هـ) (1834 - 1911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌176 - خير الدين (1324 - 1387 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ) (1820 - 1890 م)

- ‌مؤلفه:

- ‌المراجع

- ‌178 - الخيري (من رجال القرن 10 هـ) (16 م)

- ‌المرجع:

- ‌حرفالدال

- ‌الداني - ابن أبي الصلت179 -الدالي (كان حيا سنة 1277 هـ) (1861 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌180 - داود (1067 - بعد 1137 هـ) (1657 - 1725 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌181 - الدباغ (605 - 699 هـ) (1208 - 1300 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌182 - دحمان (- 1244 هـ) (- 1829 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌183 - دحمان (- 1247 هـ) (- 1832 م)

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌185 - الدرعي (1318 - 1385 هـ) (1902 - 1965 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌186 - الدرناوي (- 1199 هـ) (- 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌188 - الدهماني (كان حيا 1236 هـ) (1837 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌189 - ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ) (1210 - 1285 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌190 - الدوعاجي (1327 - 1369 هـ) (1909 - 1949 م)

- ‌ مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ) (1698 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر:

- ‌حرفالذال

- ‌192 - ذويب (1199 هـ) (1788 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالراء

- ‌193 - ابن راشد القفصي (736 هـ) (1336 م)

- ‌أما مؤلفاته

- ‌في الأصول فهي:

- ‌وفي الفقه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌194 - الراشدي (كان حيا 760 هـ) (1359 م)

- ‌المرجع:

- ‌195 - ابن الرامي (734 هـ) (1334 م)

- ‌المراجع:

- ‌196 - الربعي (639 - 715 هـ) (1241 - 1315 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌198 - ابن الربيع (نحو 254 - 339 هـ) (869 - 951 م)

- ‌المصادر:

- ‌199 - ابن أبي الرجال (426 هـ) (1035 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌204 - الرصاع (894 هـ) (1489 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌205 - الرصافي (650 - بعد 736 هـ) (1253 م - بعد 1335 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌206 - رضوان (1244 - 1322 هـ) (1829 - 1914 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌207 - الرقّادي (310 هـ) (923 م)

- ‌المصادر:

- ‌208 - الرقّادي (316 هـ) (929 م)

- ‌المصدر:

- ‌209 - الرقّام (- 705 هـ) (- 1300 م)

- ‌مؤلفاته

- ‌المرجع:

- ‌210 - بورقعة (1322 - 1386 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌211 - الرقيق (حوالي 425 هـ) (1034 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌212 - الرياحي (1180 - 1266 هـ) (1767 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌213 - الرياحي (كان حيا 1323 هـ) (1905 م)

- ‌المراجع:

- ‌214 - الرياحي (1226 - 1266 هـ) (1811 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌215 - (الرياحي (1323 هـ) (1905 م)

- ‌المرجع:

- ‌216 - الرياضي (223 - 298 هـ) (838 - 911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالزاي

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌221 - الزغواني (- 1399 هـ) (- 1979 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌223 - الزوابي (927 هـ) (1521 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌224 - الزواغي (بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌227 - زيتونة (1081 - 1138 هـ) (1670 - 1726 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

الفصل: ‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ) (1820 - 1890 م)

‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ)(1820 - 1890 م)

خير الدين التونسي، السياسي، المصلح رجل الدولة.

أصله من قبيلة أباظة الجركسية الضاربة بجبال الجركس في الشمال الغربي من بلاد القوقاز بمنطقة نهر الكوبان، فقد أباه مبكرا على أثر خلاف بين فريقين، وعند ما كان يقوم بجولة اختطفه فرسان مسلحون، واقتيد رقيقا إلى استانبول، وبيع في السوق لنقيب الاشراف تحسين بك ابن محمد الكبرى واتخذه رفيقا وأخا لابنه الوحيد في الدراسة، وكان يقاربه في السن، وأشرف على تعليمهما في المنزل مرب تلقيا عنه مبادئ العلوم الإسلامية ومبادئ اللغة الفرنسية، وعاش باستانبول حتى السابعة عشرة من عمره وفي يوم من الأيام مات رفيقه الابن الوحيد لسيده، واضطرب الأب لهذه المصيبة، ولم يعد يحتمل حضور رفيق ابنه الوحيد المفقود فحمله إلى سوق الرقيق وباعه إلى مبعوث باي تونس الذي جاء إلى استانبول للبحث عن مملوك صغير متعلم يعرف الفرنسية، وحمله هذا المبعوث إلى تونس التي وصلها في سنة 1255/ 1837 في بداية عهد المشير الأول أحمد باشا باي الذي ألحقه بمماليكه في قصر باردو حيث تعلم القرآن، واللغة العربية واستكمل معارفه الدينية، ثم انتقل إلى مدرسة باردو الحربية المؤسسة حديثا، ولاتباعه النظام، وانكبابه على التحصيل لفت أساتذته نظر أحمد باي الذي كان يزور المدرسة كثيرا، ويدعو إلى سؤال التلاميذ بمحضره، ويهتم بارتقاء الأصاغر، وألحق أحمد باي هذا الضابط الصغير بخدمته عند ما تمت دراسته، وترقى بسرعة إلى الرتب العسكرية للخيالة، فتحصل على رتبة أمير لواء (كولونيل) سنة 1266/ 1850.وكان لما أبداه من تنظيم ومهارة في الخدمة العسكرية أن التحق بحاشية المشير الأول أحمد باشا، وأظهر تفوقا

ص: 271

ومهارة في فهم المشاكل السياسية وبالخصوص ما يتصل منها بالعلائق الأوربية.

وأسند إليه المشير الأول أحمد باشا باي في 1853 بيع مصوغه بفرنسا لأجل إرسال بعثة عسكرية تونسية إلى استانبول إعانة للسلطنة العثمانية في حرب القرم، والبحث عن إمكانية قرض مالي من فرنسا، وبالرغم من إلحاح المشير الأول في الاقتراض فانه تلكأ، ولم يرد سن سياسة الاقتراض من الأجنبي رعاية لمصالح القطر ولم يتم الاقتراض.

كان الملتزم محمود بن عياد فر من تونس إلى باريس حاملا معه نصيبا مهما من موارد الخزينة التونسية فكلفه المشير الأول في سنة 1270/ 1854 بالدفاع أمام القضاء الفرنسي عن مصالح الايالة التونسية، وعاونه في معالجة هذه القضية صديقه الجنرال حسين، ونجح في هذه المهمة إذ توصل إلى رد قسط مهم من الأموال التي اختلسها ابن عياد من المالية التونسية، وعند ما توفي المشير الأول 1272/ 1855 وخلفه المشير الثاني محمد باي رقاه إلى رتبة امير أمراء (جنرال) وهو ما زال في باريس يتتبع قضية ابن عياد، وأقره الباي الجديد على هذه المأمورية، وعاد إلى تونس في سنة 1273/ 1856 فأقام بها مدة للبحث عما له ارتباط بقضية ابن عياد، ثم رجع إلى باريس وسماه محمد باي في مغيبه وزيرا للبحرية سنة 1274/ 1857 فعاد إلى تونس لتقلد مسئوليات المنصب الجديد، وفي ولاية المشير الثالث محمد الصادق باي سمي كاهية لرئيس المجلس الأكبر، وبعد أشهر سمي رئيسا للمجلس الأكبر عند وفاة رئيسه الوزير مصطفى صاحب الطابع مع بقائه وزيرا للبحرية، وفي أثناء قيامه برئاسة المجلس الأكبر الاستشاري أبدى نشاطا كبيرا لإظهار مبادئه الاصلاحية في السياسة والادارة والعسكرية والمجاهرة بنقد الأساليب التي كانت تسير فيها الدولة، ومن أجل ذلك اشتد الخلاف بينه وبين صهره الوزير الأكبر مصطفى خزنه دار، وأفكاره وأعماله أثارت اعجاب وتقدير المصلحين، وقاومهما مع خزنه دار كل الذين ليست لهم مصلحة في تغيير الأشياء، وشنوا حملة من الدسائس والافتراءات، وبعد خمس سنوات من المجهودات المبذولة للاصلاح وتغيير الأوضاع باءت

ص: 272

بالفشل وانتهت إلى خيبة، فقدم استقالته من الوزارة ورئاسة المجلس الأكبر في سنة 1862 وآثر الانزواء والاعتزال في بستان له.

وانفجرت ثورة 1864 التي جعلت نظام الباي على حافة الهاوية، والقوات البحرية الأوربية على أهبة الاستعداد للتدخل في البلاد، وهذه الوضعية المحلية والعالمية للقطر التونسي، ووضعية السلطنة العثمانية بتونس، وسياسة بعض الدول الأوروبية في إبعاد الدولة العثمانية من الاهتمام بتونس أو القيام بمبادرة فيها فإنها أخرجته من عزلته السياسية فوالى الاجتماعات والمناقشات في تونس أو في ضاحية المرسى مع أنصاره من جماعة الإصلاح، وتحدثوا في وضعية الدولة العثمانية وولاياتها العربية الإسلامية، وبعد مدة كلفته حكومة الباي بسفارات خارجية زار فيها تسع دول أوروبية منها بالخصوص فرنسا. وفي رحلته الواسعة هذه اغتنم الفرصة لدراسة الأسس الحضارية والثقافية الغربية، والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه الدول التي زارها واتضح له أسباب ركود المجتمع العربي الإسلامي، وتبين له برنامج إصلاح السلطنة، وعلاوة عن ذلك فإن مطالعاته للمؤلفات السياسية المترجمة في مصر عن الفرنسية باشراف رفاعة الطهطاوي الموجودة في مكتبة المدرسة الحربية بباردو، ومؤلفات خاصة بتاريخ المجتمع الإسلامي، ومؤلفات خاصة بتاريخ الغرب، ومعرفة فلسفة الدولة عند ابن خلدون، ومناقشاته مع أساتذة المدرسة الحربية بباردو، ومع اللاجئين السياسيين واتصالاته مع المصلحين العثمانيين وبالخصوص أنصار التنظيمات، سمحت له بتشكيل أفكاره السياسية والاجتماعية، وللاجابة عن المتعنتين، وعرض برنامجه السياسي، كتب عند ما تحرر من مسئولياته الحكومية في تونس واستانبول مذكراته.

وفي مدة اعتزاله للمناصب السياسية دون كتابه «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك» وأودع فيه خلاصة آرائه في الاصلاح والتمدن.

بعد ثورة 1864 اجتاحت البلاد ظروف سيئة من انتشار المجاعات والأوبئة واختلال الحياة الاقتصادية وإفلاس ميزانية الدولة، وانتصاب

ص: 273

اللجنة المالية المشهورة بالكومسيون المالي، كل ذلك دعا الوزير خزنه دار ومحمد الصادق باي إلى إعادة خير الدين إلى العمل والاستفادة من خبرته وتفكيره فسمي رئيسا للكومسيون المالي، ووزيرا مباشرا أي مباشرا لرئاسة الحكومة وشؤون الوزارة الكبرى مع بقاء مصطفى خزنه دار على لقب الوزارة الكبرى ملقيا بالنفوذ كله في يد خير الدين فتم ذلك في شعبان 1286 جانفي 1870، وسرعان ما دب الخلاف بين الوزيرين، ومن أهم أسبابه تصرفات الوزير خزنه دار على خلاف نظام قانون اللجنة المالية، وأدى هذا النزاع إلى استقالة خزنه دار وتولي خير الدين وزيرا أكبر عوضه في شعبان 1290/ 22 اكتوبر 1873.وفي مدة وجيزة ظهرت سداد آرائه ونجاعة سياسته في رئاسة اللجنة المالية فإنه أمام قوة حججه في مجلس اللجنة تمكنت تونس من تسديد فوائض ديونها في آجال معقولة ومناسبة وتعرض ابن أبي الضياف لنجاح هذا المصلح في هذه المهمة الصعبة قائلا:

«

إن هذه البلاد لها تيمن بخدمة هذا الوزير المنصف خير الدين الذي صار رئيسا للكومسيون وقد أعانها في شدائد وانقذها بنصحه من معضلات» (اتحاف اهل الزمان 6/ 135).

ولنجاحه في رئاسة الكومسيون المالي كلفه محمد الصادق باي بمهمة توثيق الصلة بين تونس والدولة العثمانية وتحصل على فرمان من السلطان عبد العزيز ينظم العلاقات بين تونس والباب العالي فجازاه الباي بضيعة النفيضة (000.100.8 هكتار).

وكان لولايته الوزارة الكبرى رنة ابتهاج واستبشار في الأوساط الشعبية فأقاموا الاحتفالات المعبرة عن عواطفهم وفرحتهم في العاصمة وفي المدن كباجة وبنزرت وتوزر وصفاقس والقيروان.

وامتاز في وزارته بحسن التنظيم والكفاءة والاخلاص لمصالح البلاد وانجز كثيرا من الاصلاحات والمؤسسات الهامة التي بقي بعضها قائما حتى الآن منها المدرسة الصادقية، والخزانة العامة لأوراق الدولة، وإنشاء المكتبة الصادقية (العبدلية) الزيتونية وجمع الكتب المشتتة في المساجد فيها عدا ما

ص: 274

أهداه هو إليها من خزانته الخاصة، وتأسيس جمعية الأوقاف، وسن نظام العدول، وسن قانون الغابة، وقانون الخمّاسة وإصلاح نظام السجون، والتنوير بالغاز، والاصلاحات البلدية بتونس، وإسقاط المغارم على أهل الساحل وتوحيد فائض ديونهم، وهي بلايا كبلتهم وأفقرتهم منذ عهد حملة الجنرال أحمد زروق، وتوسيع ساحة الأراضي المبذورة من 60 ألف هكتار إلى نحو المليون هكتار، وحسم مشكلة أراضي السياليين بصفاقس وباعها لصغار الفلاحين.

وقاومه صهره الوزير الأول السابق خزنه دار فكان عملاؤه من يهود وفرنسيين، والمغامر اللبناني الأديب الصحفي الكونت رشيد الدحداح الذي كان متوظفا في وزارة خزنه دار واغتنى بعد فقر يؤاجرون الصحف الباريسية لشن الحملة عليه، علاوة عن حاشية الباي التي لا تريد تبديل الأوضاع واصلاحها لأنها تفوّت عليها مصالحها الشخصية القريبة ولا تهمها المصلحة العامة، ومنها الوزير مصطفى بن إسماعيل المقرب من محمد الصادق باي ومحل ثقته، فقد وسوس إليه أن مقصد خير الدين هو تولي الملك بدل العائلة المالكة، ومحمد الصادق باي رجل ضعيف الشخصية، سريع التصديق لما يقال له، لا يعمل الفكر الصحيح الباحث المستقصي فيما يعرض له من مشاكل وأقوال، ولا يريد الاهتمام بالحياة العامة لأن اهتمامه مصروف إلى العب من لذات سخيفة تافهة كادمان شرب الخمر وغير ذلك مما لا خير في ذكره «فظن شرا ولا تسأل عن الخبر» .

وإزاء هذا الجو العفن الذي يسمم الأنفاس ولا يترك مجال العمل ميسرا اضطر للتخلي عن مباشرة الوزارة بعد أن سيرها أربع سنين إلا شهرا، فقدم استقالته إلى الباي في مجلس خاص بقصر حلق الوادي صباح يوم السبت 10 رجب 1294/ 22 جويليه 1877.

وخير الدين على ما فيه من خصال عالية كرجل دولة من كفاءة واخلاص وتفان في خدمة المصلحة العامة ووطنية صادقة، وحسن تنظيم، وحب للاصلاح لم يكن يخلو من عيوب عرف كيف يستغلها خصومه فهو

ص: 275

لا مرونة له إذا عنت له فكرة أو تمسّك بمبدأ فهو لا يتزحزح عنهما ولو كانت الظروف الحالكة المحيطة به تجبر على انحناء الرأس قليلا حتى تمر العاصفة، مثلا ابان اشتداد الحملة الصحفية عليه في باريس عرض عليه صحفي فرنسي الدفاع عنه في مقابل معلوم مالي لا يتجاوز الثلاثين ألف فرنك فامتنع بحجة أن مالية الدولة لا تسمح بمثل هذا، وكان بوسعه أن يدفعها من حسابه الخاص، وهو ثري لا يثقله دفع هذا المبلغ، وكان فيه تعال وكبرياء، وعلى كل فإن استقالته كانت خسارة لتونس، إذ فقدت فيه رجل دولة عظيما.

سافر في الصائفة التي استقال فيها للاستجمام في فيشي وفي الصائفة الموالية للاستجمام في سان نيكاتور، وكان بعد تخليه من الوزارة على اتصال مستمر بالأوساط السياسية العليا في الآستانة وعلى اتصال بقصر السلطان بواسطة الشيخ محمد ظافر المدني الطرابلسي شيخ الطريقة المدنية الدرقاوية الشاذلية والمقرب من السلطان عبد الحميد الثاني الذي أعجب بآراء خير الدين وسمو برنامجه الاصلاحي اللذين تضمنهما كتابه «أقوم المسالك» فاستدعاه للحضور لديه بدار الخلافة، فاستأذن من الباي وسافر إلى الآستانة فوصلها في شوال سنة 1295/ 1877 فكانت مدة إقامته بتونس أربعين سنة.

وبمجرد مثوله لدى السلطان عبد الحميد الثاني أنعم عليه برتبة مشير، وهي أعلى رتبة في سلك التشريفات العثمانية، وأنزله في جناح خاص من قصر طولمه بغجة وعينه رئيسا للجنة اصلاح مالية الدولة، ثم ضم إليه وزارة العدل، وفي الثامن ذي الحجة 1295/ 4 ديسمبر 1878 سمي صدرا أعظم (رئيس الوزراء) وترك اصلاحات مهمة في مختلف الوزارات والادارات، وكانت الدولة العثمانية تتخبط في أزمات خطيرة ومشاكل عديدة سياسية ومالية واجتماعية، فبادر بعلاج ما يمكن علاجه وإنقاذه، فكفل مصالح المسلمين في بلغاريا، وأمضى معاهدة الهدنة بين تركيا والروسيا المعروفة بمعاهدة سان ستيفانو المنعقدة في برلين عام 1878 وسوى

ص: 276