المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخضراوي: ابن هشام159 -ابن خلدون (732 - 808 هـ) (1332 - 1406 م) - تراجم المؤلفين التونسيين - جـ ٢

[محمد محفوظ]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الجيم

- ‌85 - الجادوي (1293 - 1373 هـ) (1876 - 1951 م)

- ‌86 - الجامعي (1087 كان حيا سنة 1132 هـ) (1677 - 1719 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌87 - الجبالي (…1122 هـ) (…1711 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌88 - الجبالي ( .... - كان حيا بعد 1012 هـ) (1690 م)

- ‌المرجع

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌91 - الجزائري ( .... - 1310 هـ) (1892 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌93 - الجزيري (…- 1394 هـ) (1974 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌94 - جعيط (1268 - 1337 هـ) (1852 - 1918 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌للراجع:

- ‌95 - جعيط (1303 - 1389 هـ) (1886 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌96 - جعيط (1246 - 1333 هـ) (1830 - 1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌97 - ابن الجلاّب (…- 664 هـ) (1265 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌98 - ابن جماعة ( ..... - 772 هـ) (1312 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌99 - جمال الدين (كان حيا 1323 هـ) (1915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌100 - الجمّالي (كان حيا سنة 1197 هـ) (1787 م)

- ‌المرجع

- ‌101 - الجمّالي (كان حيا سنة 1087 هـ) (1677 م)

- ‌المرجع:

- ‌102 - الجمل (1107 م) (1796 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌103 - الجمّني (1037 - 1134 هـ) (1628 - 1722 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌104 - الجمّني (حوالي 1300 هـ) (1886 م)

- ‌المرجع:

- ‌105 - الجمّوسي (…بعد 1140 هـ) (1728 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌106 - الجموعي (1276 هـ) (1860 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌107 - ابن جميع ( .... - كان حيا بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌108 - الجنرال حسين ( .... - 1304 هـ) (1887 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌109 - الجودي (1278 - 1362 هـ) (1861 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالحاء

- ‌111 - بو حاجب (1244 - 1342 هـ) (1828 - 1924 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌112 - الحارثي ( .... - 877 هـ) (1472 م)

- ‌المصدر والمرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌114 - الحبيب (1320 - 1399 هـ) (1902 - 1980 م)

- ‌آثاره:

- ‌ومن تآليفه:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌117 - الحجري (حوالي 1170 - 1199 هـ) (1757 - 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌118 - الحجيج - (1050 - 1108 هـ) (1640 - 1697 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌119 - ابن الحداد (…- في حدود 570 هـ) (1175 م)

- ‌المراجع:

- ‌120 - ابن الحداد (219 - 302 هـ) (834 - 915 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌121 - الحداد (1317 - 1354 هـ) (1901 - 1935 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌122 - ابن الحداد (بعد 550 - 625 هـ) (1156 - 1228 م)

- ‌المصدر:

- ‌123 - الحداد ( .... كان حيا سنة 497 هـ) (1104 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته وترجماته:

- ‌المراجع:

- ‌125 - الحربي (…- 1284 هـ) (1868 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌126 - الحرشاني (…- 1353 هـ) (1934 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌127 - ابن حريز (682 كان حيا 735 أو 740 هـ) و (1284 كان حيّا1335 أو 1340 م)

- ‌المصدر:

- ‌128 - حسين (1293 - 1377 هـ) (1873 - 1985 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌129 - حسين (1317 - 1377 هـ) (1898 - 1957 م)

- ‌مؤلفاته المطبوعة:

- ‌المرجع:

- ‌130 - ابن الحسين (1301 - 1382 هـ) (1883 - 1963 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌131 - الحسيني (كان حيا 863 هـ) (1460 م)

- ‌المرجع:

- ‌132 - ابن الحشّا (من رجال القرن السابع هـ) (13 م)

- ‌المرجع:

- ‌133 - الحشائشي (1271 - 1330 هـ) (1855 - 1912 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌134 - الحصائري (كان حيا 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌137 - الحضرمي (675 - 749 هـ) (1276 - 1349 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌139 - الحفصي (…- 839 هـ) (1436 م)

- ‌المصادر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌141 - الحليوي (1317 - 1398 هـ) (1900 - 1978 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌ومن مؤلفاته المخطوطة:

- ‌المراجع:

- ‌142 - الحمّادي (…- 1256 هـ) (1840 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌143 - الحمروني (كان حيا 1148 هـ) (1736 م)

- ‌المرجع:

- ‌144 - ابن حميدة (1300 - 1381 هـ) (1882 - 1961 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌145 - ابن حميدة (كان حيا 1316 هـ) (1898 م)

- ‌المرجع:

- ‌146 - ابن حميدة (كان حيا 1295 هـ) (1878 م)

- ‌المرجع:

- ‌147 - الحنفي (…- 1199 هـ) (1788 م)

- ‌المراجع:

- ‌148 - ابن حيّان الأوسي (635 - 718 هـ) (1237 - 1319 م)

- ‌المراجع:

- ‌149 - الحيلاتي (…1099 هـ) (1687 م)

- ‌المراجع:

- ‌حرفالخاء

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌151 - الخراط ( ..... - 1114 هـ) (1703 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌152 - خروف (…966 هـ) (1558 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌153 - خرّيف (…- 1356 هـ) (1937 م)

- ‌المراجع:

- ‌154 - خريف (1328 - 1387 هـ) (1910 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌155 - الخزاعي (…- 228 هـ) (911 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌156 - خزنه دار (1297 - 1373 هـ) (1879 - 1954 م)

- ‌المراجع:

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌158 - الخضار (…- 1267 هـ) (1851 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌الخضراوي: ابن هشام159 -ابن خلدون (732 - 808 هـ) (1332 - 1406 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ) (1333 - 1385 م)

- ‌تآليفه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌161 - ابن الخلّوف (829 - 899 هـ) (1425 - 1494 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌162 - خليف (…- 1232 هـ) (1816 م)

- ‌المصدر:

- ‌163 - خليف (حوالي 1250 هـ) (1834 م)

- ‌المصدر

- ‌164 - ابن خليفة (1080 - 1172 هـ) (1669 - 1758 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌165 - الخمّاسي (1293 - 1387 هـ) (1876 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌166 - الخمّاسي (1324 - 1390 هـ) (1906 - 1970 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌167 - الخميري (من رجال أواخر القرن 9 هـ) (15 م)

- ‌المرجع:

- ‌168 - الخميري (1314 - 1393 هـ) (1904 - 1973 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌169 - ابن الخوجة (1245 - 1313 هـ) (1830 - 1896 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌170 - ابن الخوجة (1275 - 1364 هـ) (1859 - 1946 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌172 - ابن الخوجة (…- 1279 هـ) (1862 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر

- ‌173 - ابن الخوجة (1286 - 1363 هـ) (1870 - 1943 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌174 - ابن الخوجة (1249 - 1329 هـ) (1834 - 1911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌176 - خير الدين (1324 - 1387 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌177 - خير الدين (1238 - 1308 هـ) (1820 - 1890 م)

- ‌مؤلفه:

- ‌المراجع

- ‌178 - الخيري (من رجال القرن 10 هـ) (16 م)

- ‌المرجع:

- ‌حرفالدال

- ‌الداني - ابن أبي الصلت179 -الدالي (كان حيا سنة 1277 هـ) (1861 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌180 - داود (1067 - بعد 1137 هـ) (1657 - 1725 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌181 - الدباغ (605 - 699 هـ) (1208 - 1300 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌182 - دحمان (- 1244 هـ) (- 1829 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌183 - دحمان (- 1247 هـ) (- 1832 م)

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌185 - الدرعي (1318 - 1385 هـ) (1902 - 1965 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌186 - الدرناوي (- 1199 هـ) (- 1785 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌188 - الدهماني (كان حيا 1236 هـ) (1837 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌189 - ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ) (1210 - 1285 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌190 - الدوعاجي (1327 - 1369 هـ) (1909 - 1949 م)

- ‌ مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ) (1698 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع والمصادر:

- ‌حرفالذال

- ‌192 - ذويب (1199 هـ) (1788 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالراء

- ‌193 - ابن راشد القفصي (736 هـ) (1336 م)

- ‌أما مؤلفاته

- ‌في الأصول فهي:

- ‌وفي الفقه:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌194 - الراشدي (كان حيا 760 هـ) (1359 م)

- ‌المرجع:

- ‌195 - ابن الرامي (734 هـ) (1334 م)

- ‌المراجع:

- ‌196 - الربعي (639 - 715 هـ) (1241 - 1315 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌198 - ابن الربيع (نحو 254 - 339 هـ) (869 - 951 م)

- ‌المصادر:

- ‌199 - ابن أبي الرجال (426 هـ) (1035 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌204 - الرصاع (894 هـ) (1489 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌205 - الرصافي (650 - بعد 736 هـ) (1253 م - بعد 1335 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌206 - رضوان (1244 - 1322 هـ) (1829 - 1914 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌207 - الرقّادي (310 هـ) (923 م)

- ‌المصادر:

- ‌208 - الرقّادي (316 هـ) (929 م)

- ‌المصدر:

- ‌209 - الرقّام (- 705 هـ) (- 1300 م)

- ‌مؤلفاته

- ‌المرجع:

- ‌210 - بورقعة (1322 - 1386 هـ) (1906 - 1967 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

- ‌211 - الرقيق (حوالي 425 هـ) (1034 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌212 - الرياحي (1180 - 1266 هـ) (1767 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌213 - الرياحي (كان حيا 1323 هـ) (1905 م)

- ‌المراجع:

- ‌214 - الرياحي (1226 - 1266 هـ) (1811 - 1850 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌215 - (الرياحي (1323 هـ) (1905 م)

- ‌المرجع:

- ‌216 - الرياضي (223 - 298 هـ) (838 - 911 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌حرفالزاي

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصدر:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌221 - الزغواني (- 1399 هـ) (- 1979 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌223 - الزوابي (927 هـ) (1521 م)

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌224 - الزواغي (بعد 750 هـ) (1350 م)

- ‌المرجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌227 - زيتونة (1081 - 1138 هـ) (1670 - 1726 م)

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المراجع:

الفصل: ‌الخضراوي: ابن هشام159 -ابن خلدون (732 - 808 هـ) (1332 - 1406 م)

‌الخضراوي: ابن هشام

159 -

ابن خلدون (732 - 808 هـ)(1332 - 1406 م)

عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن خلدون الحضرمي، الاشبيلي السلف، التونسي، أبو زيد، ولي الدين، المؤرخ، الفيلسوف، وعالم الاجتماع ورجل السياسة.

ينحدر من أسرة عربية أصلها من حضر موت ترجع إلى الصحابي الجليل وائل بن حجر، استقرت منذ أوائل القرن الثالث للهجرة باشبيلية، ثم إنها انتقلت إلى سبتة قبل حركة الاسترداد، ومن هناك اتجهت إلى افريقية، واستقرت بتونس في عهد ابن زكرياء الأول الحفصي (625 - 647) وبعض أجداده تولى المناصب الرفيعة في تونس ووالده اعتزل السياسة، وعاش حياة فقيه وأديب، ففي هذه الأسرة ذات المكانة العلمية والسياسية نشأ ابن خلدون، فلا عجب إذا كان محبا للعلم مقبلا على دراسته، ومحبا للحياة والسياسة، ولد بتونس أول رمضان سنة 732/ 27 ماي 1332، واعتنى والده بتربيته وتوجيهه نحو الاقبال على الدراسة العلمية، فأخذ القرآن عن ابن برّال، وتأدب بوالده، وأخذ عن المحدث صاحب الرحلتين محمد بن جابر الوادي آشي، وحضر مجالس محمد بن عبد السلام، وروى عن علماء المغرب الوافدين على تونس صحبة السلطان أبي الحسن المريني (748 - 750/ 1347 - 49) كالسطي، وعبد المهيمن الحضرمي إمام المحدثين والنحاة في المغرب، أخذ عنه سماعا وإجازة الأمهات الست، وموطأ الإمام مالك، وكتاب السيرة لابن إسحاق، وكتاب ابن الصلاح في مصطلح الحديث، ومحمد بن إبراهيم الآبلي لازمه وانتفع به في العلوم الرياضية، والفلسفة، وتفقه بمحمد بن عبد الله الجيّاني، وأبي القاسم بن القصير قرأ عليه تهذيب المدونة، وحفظ الحماسة، وشعر أبي تمام، وقطعة من شعر

ص: 211

المتنبي، وسقط الزند للمعري.

وأخذ العربية عن والده، وعن الإمام محمد بن العربي الحصايري شارح «تسهيل الفوائد» لابن مالك.

ومات والده وأكثر مشايخه في الطاعون الجارف العالمي الذي اجتاح تونس سنة 749/ 1349، وله من العمر سبع عشرة سنة، وترك رحيل العلماء المرينيين فراغا كبيرا في الحياة الفكرية بتونس، وفكر في الرحيل إلى فاس التي كانت حينذاك ألمع عاصمة في المغرب الإسلامي، وأخوه الأكبر محمد صرفه عن هذه الوجهة لمدة قليلة، في سنة 751/ 1350 قلده الحاجب القوي ابن تافراجين كتابة العلامة للسلطان أبي إسحاق الحفصي، وهي كتابة «الحمد لله والشكر لله» بالقلم الغليظ مما بين البسملة من مخاطبة أو مرسوم، وقبل هذه الخطة مع العزم على الرحيل إلى فاس عند ما تحين الفرصة، وبهجوم أمير قسنطينة الحفصي على البلاد التونسية سنة 753/ 1352 للمطالبة بالعرش تهيأت له المناسبة المرجوة، فعند ما خرج السلطان أبو إسحاق لقتال أمير قسنطينة كان ابن خلدون معه، وانهزم السلطان، ترك ابن خلدون رفقة سيده بدون استئذان والتجأ إلى أبّة، ثم لحق بتبسة ثم قفصة حيث التقى فيها بمحمد بن مزني صاحب الزاب فصحبه إلى بسكرة حيث أمضى الشتاء عنده ومات السلطان أبو الحسن المريني سنة 752/ 1351 وصفا الجو لابنه أبي عثمان الذي احتل تلسمان سنة 753/ 1352، وأعاد بجاية إلى سيطرته، ومن بسكرة عرض عليه ابن خلدون خدماته، وفي أثناء الطريق لقي الحاجب المربني ابن أبي عمرو المسمى حاكما ببجاية، وصحبه ابن خلدون إلى هناك حيث لبث ببجاية زمنا (إلى نهاية سنة 754/ 1353) قبل أن يستدعى إلى بلاط فاس، ولما عاد السلطان أبو عنان إلى فاس جرى ذكر ابن خلدون عنده فاستدعاه إلى فاس سنة 755/ 1354، ونظمه في مجلسه العلمي، وبعد قليل صار من كتابه، واستمر على مواصلة التعلم والتردد على الشيوخ الكبار سواء من المغرب أو من الأندلس عند مرورهم بفاس، وعند ما مرض السلطان أبو عنان انغمس في مؤامرة هدفها تحرير الأمير أبي عبد الله محمد الحفصي من معتقله لاسترجاع

ص: 212

إمارته في بجاية، واستنصر هذا الأمير بابن خلدون، ووعده بتوليته منصب الحجابة إذا هو ساعده على الفرار، ونمي الخبر إلى السلطان أبي عنان فأمر بالقبض عليه وعلى الأمير واودعا السجن سنة 758/ 1357، ثم أطلق سراح الأمير بعد ذلك، وبقي ابن خلدون في السجن مدة سنتين، وابن خلدون يدافع عن نفسه ويعزو هذه المحنة التي حلت به إلى الدسائس والحسد وسوء النية، وبعد وفاة السلطان أبي عنان (759/ 1358) بادر وزيره الحسن بن عمر باطلاق سراحه وإعادته إلى ما كان عليه، وكانت وفاة السلطان أبي عنان فرصة لاضطرابات ومعارك مسلحة بين الطامعين في العرش، وكان من بين المطالبين بالعرش الأمير أبو سالم الذي عاد من منفاه إلى الأندلس سعيا وراء هذا الغرض، وناصره جماعة كان من ضمنها ابن خلدون، فدعاه إليه وخرج للقائه مع طائفة من وجوه الدولة، ثم رجع إلى فاس في ركاب السلطان الجديد، ورعى له أبو سالم هذه السابقة واستعمله في كتابة سره وإنشاء مخاطباته في شعبان 760 جويليه 1359، وليقوي وضعيته اجتهد ليصبح شاعر البلاط، وفي أثناء قيامه بهذه الخطة آثر في إنشاء مخاطباته الأسلوب المرسل على المسجوع، وهو شيء انفرد به بين زملائه كتاب العصر، قال «وكان أكثر ما يصدر عني بالكلام المرسل، من دون أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الاسجاع لضعف انتحالها، وخفاء المعاني منها على أكثر الناس، بخلاف غير المرسل، فانفردت به يومئذ وكان مستغربا عند من هم أهل هذه الصناعة» .

ثم إن السلطان أبا سالم ولى ابن خلدون خطة المظالم (وهي ولاية قضائية).

ولما ثار الوزير عمر بن عبد الله على السلطان أبي سالم، ونصب على الملك أبا تاشفين أقرّ ابن خلدون على ما كان عليه، لكن ابن خلدون لم يقنع بذلك لأنه كما قال «يسمو بطغيان الشباب إلى أرفع مما كان عليه» وقد رأته حرم من ثمار النصر، وأظهر سوء مزاجه، وكوّن له الأعداء، وعتب على الوزير عمر بن عبد الله وهجره وانقطع عن دار السلطان مغاضبا له، وبعد عدة صعوبات تحصل على الاذن في السفر إلى غرناطة (خريف

ص: 213

764/ 1362)، وفي غرناطة استقبله سلطانها محمد بن الأحمر ووزيره لسان الدين بن الخطيب استقبالا حسنا، وعرف ابن خلدون ابن الخطيب بفاس وانعقدت بينهما صداقة، عند ما كان ابن الخطيب لاجئا سياسيا بفاس مع سلطانه محمد بن الأحمر قبل أن يعود كل منهما إلى منصبه في فترة من فترات دسائس القصر بغرناطة ودسائس القصر بفاس للتدخل في شؤون السياسة والحكم بغرناطة، وفي نهاية سنة 765/ 1364 أرسله سلطان غرناطة إلى اشبيلية لعقد الصلح مع ملك قشتالة بيدرو الفاسي الذي اتخذ اشبيلية عاصمة له، واستقبل ابن خلدون استقبالا حسنا، ووعده باعادة أملاك أجداده إليه إذا هو رضي بالبقاء في خدمته فرفض هذا العرض، وعاد إلى غرناطة ومعه هدايا ثمينة حملها إلى السلطان الذي أقطعه قرية بمرج غرناطة، ورأى أن يستقدم زوجته وأولاده من قسنطينة، وتوافرت له بعد وصولهم أسباب الراحة والطمأنينة، وشعر بانقباض صديقه القديم لسان الدين بن الخطيب وتنكره له لأنه ألقى عليه بعض الظل من نجاح صديقه الشاب، فأخذ يفكر في مغادرة الأندلس قبل أن تفسد السعايات ما بينه وبين لسان الدين بن الخطيب من أواصر المودة، وبينما هو يفكر في ذلك جاءه كتاب من صديقه أمير بجاية أبي عبد الله محمد الحفصي يدعوه إلى الالتحاق به لتولي منصب الحجابة، وهو ما يرضي طموحه، واستأذن سلطان غرناطة في الارتحال دون اطلاعه على شيء من انقباض لسان الدين بن الخطيب فأذن له بعد مرور نحو ثلاث سنوات على مجيئه إلى الأندلس، وعند وصوله إلى بجاية احتفل أميرها بقدومه وقلده منصب حاجب، والحجابة كانت أهم منصب في الدولة، واسندت الوزارة إلى أخيه الأصغر منه يحيى، وقدمه الأمير للخطابة بجامع القصبة، وداوم به على التدريس بعد فراغه من مهام العمل الرسمي، وإذا كان في بجاية وجد ما يرضي طموحه السياسي وشوقه العلمي إلى التدريس، فإن ذلك كان في ظرف مؤقت قصير الأمد لم يتجاوز سنة، لأنه في السنة الموالية قام أمير قسنطينة أبو العباس الحفصي بهجوم على بجاية وسقط أمير بجاية ابن عم المهاجم قتيلا ومنيت جموعه بهزيمة ساحقة، وانحاز ابن خلدون إلى

ص: 214

رأي القائلين بعدم متابعة المعركة واستقبال الأمير المتغلب وتسليم البلد له، وتم ذلك في شعبان /767 ماي 1366، ورفض الرأي القائل ببيعة أحد أطفال الأمير المقتول، ودخل ابن خلدون في خدمة الأمير الجديد لمدة وجيزة، ثم تخلى عنها، واستأذن في مغادرة بجاية فنزل أولا عند العرب الذواودة، ثم عند أصدقائه بني مزنى ببسكرة، وبعد مغادرته بجاية وقع إيقاف أخيه يحيى، وجاءه مكتوب وهو في بسكرة من السلطان أبي حمو صاحب تلمسان يعرض عليه منصب الحجابة، فأجابه بلطف بأنه لا يقبل، واكتفى بإرسال أخيه يحيى الذي أطلق سراحه قبل ذلك.

وبقي في بسكرة معتزلا المناصب السياسية الرسمية، ولكنه لم يعتزل السياسة فاتصل بشيوخ القبائل محاولا أن يكوّن منها قوة جديرة بمسك نظام قوي حقيقة، وارتاب أصدقاؤه بنو مزنى من نشاطه لدى القبائل، وأوعز ابن مزني أمير بسكرة الى سلطان فاس بأن يستدعي لحضرته ابن خلدون، وفعلا استدعاه سلطان المغرب الأقصى إلى فاس فرحل إلى فاس، وقاسى شدائد في أثناء الطريق، وعند قدومه أكرمه الوزير ابن غازي، ورتب له جراية وافرة، وأقبل على قراءة العلم وتدريسه لكن الاضطرابات السياسية لم تتركه هادئا يعيش حسب هواه، فأوقف ثم أطلق سراحه وأذن له في النهاية بالذهاب إلى الأندلس فدخلها للمرة الثانية سنة 776/ 1375 طلبا للهدوء والاستقرار واعتزال السياسة، والاقبال على دراسة العلم، ولكن الدهر يعاكسه ويخيب آماله، فإن السلطة السياسية بفاس توجست خوفا من إقامته بالاندلس فيفسد علاقاتهم بسلطان غرناطة، وخرج من الأندلس واستقر بعائلته في تلمسان (غرة شوال سنة /776 مارس 1375) مؤملا أن يتفرغ للدراسة، ورأى سلطان تلمسان أن يستخدمه وكلفه بمهمة لدى الذواودة فاضطر لقبول الطلب، ولكنه لم يكد يفارق تلمسان حتى التجأ قرب أولاد عريف الذين اقتبلوه بحفاوة، وتداخلوا لفائدته لدى السلطان أبي حمو، وأنزلوه في قلعة ابن سلامة وأقام فيها أربع سنوات (776 - 780/ 1375 - 79) وهي تقع على بعد ستة كلم في الشمال الغربي من قرندة الحالية في مقاطعة وهران، وفي هذه القلعة شرع في تأليف

ص: 215

كتابه «العبر» وأكمل «المقدمة» منه «على ذلك النحو الغريب الذي اهتدى إليه في تلك الخلوة، فسالت فيها شآبيب الكلام والمعاني على الفكر، حتى امتخضت زبدتها، وتآلفت نتائجها» وأتم تأليف «المقدمة» في مدة خمسة أشهر، ثم كتب أخبار العرب والبربر، وزناتة من حفظه وتبين له ضرورة الرجوع إلى المصادر للتوثيق والتصحيح والتنقيح، وليس في قلعة ابن سلامة ما يريد الرجوع إليه من كتب فقرر العودة إلى تونس حيث يجد فيها ما يهمه من مصادر، فكاتب السلطان أبا العباس الحفصي الذي سبق له التعرف به منذ حادثة بجاية «بالفيئة الى طاعته فما كان غير بعيد وإذا بخطابه وعهوده بالأمان والاستحثاث للقدوم» فارتحل من قلعة ابن سلامة متوجها إلى وطنه، ووافى السلطان أبا العباس بظاهر مدينة سوسة، فأكرم وفادته وبالغ في تأنيسه، وشاوره في مهمات أموره ثم سافر إلى مدينة تونس وألقى عصاه واستقر به النوى في شعبان 780 نوفمبر ديسمبر 1378، وفي تونس اقتصرت جهوده على العلم والتدريس، وأكمل التحرير المبدئي لكتابه «العبر» وأهدى نسخة منه إلى السلطان أبي العباس مصحوبة بقصيدة طويلة في مدحه أملتها الظروف، وكان ابن خلدون يروم الاستقرار بوطنه لكن اعداءه وحساده دسوا له لدى السلطان محاولين إثارة غضبه عليه، وخشي من مساعيهم الهلاك، وعزم على ترك المغرب الإسلامي، وتعلل بالسفر للشرق لأداء فريضة الحج، واستأذن السلطان فأذن له، وكانت سفينة لتجار الاسكندرية راسية بميناء تونس فركب فيها متوجها إلى الاسكندرية، في 15 شعبان سنة 784/ 14 اكتوبر 1382 التي وصلها بعد أربعين ليلة، واستقر رأيه تأجيل السفر إلى الحجاز والذهاب إلى القاهرة، وفيها جلس للتدريس في الجامع الأزهر، وتقاطرت الطلبة على دروسه، ثم اتصل بالسلطان الظاهر برقوق فأبّر لقاءه وأنّس غربته، ووفّر الجراية من صدقاته، ثم ولاه التدريس بالمدرسة القمحية على أثر وفاة بعض المدرسين بها ثم المدرسة الظاهرية بعد فراغ السلطان الظاهر برقوق من بنائها، وبعد رجوعه من الحج شغرت خطة مدرس الحديث في مدرسة صرغتمش وذلك بدلا من تدريسه بالظاهرية، وجلس للتدريس فيها في محرم سنة 791، ثم

ص: 216

ولاه السلطان مشيخة خانقاه بيبرس بعد موت شيخها عند منصرف ابن خلدون من قضاء الحج، وهي من أعظم المصانع وأحفلها، وأوفرها ربحا، وأكثرها أوقافا، فكان رزق النظر فيها والمشيخة واسعا لمن تولاه (التعريف 313) وولي قاضي قضاة المالكية في جمادى الثانية سنة /786 جويليه - اوت 1384، وكانت ولايته للقضاء نذيرا بتوالي المحن، أذن السلطان الحفصي لعائلة ابن خلدون الالتحاق به بتداخل من السلطان الظاهر برقوق وغرقت السفينة الحاملة لهم في ميناء الاسكندرية «فذهب الموجود والمولود، فعظم الأسف واختلط الفكر» (التعريف 285)، وكان لتشدده في الأحكام والاجراءات مما أثار عليه أحقاد أصحاب المصالح من الأعيان، ودسائس أعدائه الغاصبين لتقليده إحدى الوظائف الهامة لأجنبي أدت في النهاية إلى تأخيره عن القضاء في جمادى الأولى /787 جوان - جويلية 1385 قال ابن خلدون بعد انصرافه عن القضاء «وفرغت لشأني من الاشتغال بالعلم تدريسا وتأليفا» .

وبعد أربع عشرة سنة في التدريس والتأليف قلده السلطان الظاهر برقوق خطة القضاء مرة ثانية في 15 رمضان 801/ 21 ماي 1399، وعزل منها في محرم /803 اوت - سبتمبر 1400، ولما اعتلى السلطان فرج بن برقوق عرش مصر بعد وفاة أبيه ثبّت ابن خلدون في وظيفة القضاء، ثم عزله بتأثير السعايات، ثم أعاده ثم عزله، وهكذا لبث مترددا بين الولاية والعزل إلى ما قبل وفاته بقليل، وولايته الأخيرة والسادسة كانت في شعبان /808 جانفي - فيفري 1406 قبل أسابيع من وفاته في 26 رمضان 808/ 17 مارس 1406، ودفن بمقبرة الصوفية.

وخرج من مصر في ركاب السلطان الناصر فرج لنجدة دمشق المهددة بهجوم تيمور لنك وبينما السلطان الناصر يستعد للدفاع عن دمشق بتقوية اسوارها بلغه خبر مؤامرة تحاك ضده في مصر، فخرج من دمشق عائدا إلى القاهرة، وكان بعض علماء دمشق مجتمعين في المدرسة العادلية، واتفقوا على طلب الأمان من تيمور لنك، وشاوروا نائب القلعة فأبى عليهم ذلك ونكره، فلم يوافقوه، وخرج القاضي برهان الدين ابن مفلح الحنبلي

ص: 217