الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
191 - ابن أبي دينار (كان حيا قريبا من 1110 هـ)(1698 م)
محمد بن أبي القاسم الرعيني المعروف بابن أبي دينار القيرواني، الأديب الشاعر، وشعره أحسن من نثره، المؤرخ.
ولد بالقيروان، وتعلم بها، ثم بتونس. كان في طبقة الآخذين عن الشيخ محمد فتاتة، ولكن لم يأخذ عنه، وإنما أخذ عن ابنه الشيخ أحمد مسائل، واستفاد منه. قال في أواخر الفصل الأول من خاتمة «المونس» أثناء كلامه عن الشيخ فتاتة ما نصه «وان كنت حرمت أن اغترف من بحره، ولم يساعدني الحال أن ألتقط من درره، ولقد أصابني رذاذ من وبله، ذلك أن نجله السعيد النجيب، الشاب الأنجد الشيخ أبا العباس أحمد ابن الشيخ المذكور، له عندي يد، أفادني مسائل فتق ذهني بها، واستفدت به زاد الله في حسناته» .
وأخذ عن الأستاذ محمد المعروف بابن الشيخ من علماء عصره على ما يؤخذ من قوله أواخر الفصل الثالث من الخاتمة عند الكلام على علماء الحاضرة «ومنهم شيخنا وصديقنا، الشيخ الفقيه والحبر النبيه الوجيه، الشيخ الأمجد أبو عبد الله محمد، عرف ابن الشيخ
…
».
وذكر في آخر «المونس» أنه عاين اعلاما فضلاء، وأيمة نبهاء، وأخذ عن بعضهم منهم الشيخ أحمد الشريف الأكبر، وأبو عبد الله الغمّاد، وأبو الحسن الغمّاد والشيخ المهدوي، والشيخ سعيد الشريف، وعبد القادر الجبالي، ومحمد قويسم، وأبو القاسم الغماري.
وأخذ أيضا عن الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري على ما يؤخذ من تأليفه الأدبي «هداية المتعلم» إذ جاء فيه «ولما اجتمعنا
بالعالم الجليل الذي فاق نظمه الرائق سيبويه والخليل، فرد الزمان، وواحد الاقران، العالم الراوية، ذي التآليف العجيبة، والتقاليد الغريبة شيخنا أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري».
ولعله باشر التدريس واقرأ «الشفا» للقاضي عياض. قال في تأليفه الأدبي السابق الذكر إذ تكلم على ما امتحن به القاضي «وقد تعرضنا لذلك في تخلص ذوي المودة والصفا بختم أواخر الشفا» .
وكان ولي قضاء سوسة، ثم نقل إلى قضاء القيروان، كما ذكر ذلك في تأليفه الأدبي المار ذكره، وأنه كان قاضيا بالقيروان على عهد مراد باي ابن الأمير حمودة باشا، ويؤخذ من تأليفه هذا أنه سكن تونس قال فيه:
قال الأستاذ الشيخ محمد شمام «والذي نستفيده مما وصل إلينا من مؤلفاته ومما وقفنا عليه من نظمه ونثره أنه كان ضعيفا في العربية وصناعة الإعراب (1) ويبعد غاية البعد أن يكون كل ما وقع في مؤلفاته من اللحن الكثير تحريف الناسخين» .وقد أثنى على بلاغة شعره وذيوع صيته الأدبي الشيخ محمد بن محمد المؤدب الشرفي الصفاقسي، وهو شاعر يتذوق الشعر الجديد فمدحه بعشرة أبيات طالعها:
وقائلة أرى الأيام ولت
…
وأعقب حسن بهجتها الذبول
وهي موجودة في ديوانه ص 55 وفي نزهة الأنظار لمقديش 2/ 178.
وقال فيه قصيدة ثانية في 21 بيتا:
يا سميري بليلتي ونهاري
…
ونديمي بقهوتي وخماري
(1) الظاهر أن هذا الكتاب (المؤنس) أصلح عربيته مصحح المطبعة التونسية لما طبع هناك لأن النسخ الخطية التي وقعت بأيدينا كثيرة اللحن ومنها النسخة التي بالجامع تحت عدد 49606 ولعلها التي طبع عليها بالطبعة الأولى (من مقدمة الطبعة الثالثة للشيخ الأستاذ محمد الشمام).