الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
160 - ابن خلدون (حوالي 734 - 786 هـ)(1333 - 1385 م)
يحيى بن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المربى والمنشأ، دفين تلمسان، أبو زكرياء، الأديب الشاعر المؤرخ، شقيق عبد الرحمن - المقدمة ترجمته - والأصغر منه سنا تعلم بتونس على الشيوخ ذوي الشهرة في عصره بتونس، والمعلومات عنه قليلة، وله ذوق في الأدب والشعر كما يظهر ذلك من كتابه «بغية الرواد» قال عنه أبو الوليد بن الأحمر «وله معرفة بالتاريخ القديم والحديث، واقتدار على سبك الكلام الرائق وحوك النظام الفائق» .
لما هاجر أخوه عبد الرحمن من تونس، خرج هو منها مع أسرة أخيه، ثم انتقل إلى فاس صحبة أخيه على عهد السلطان أبي عنان المريني، ولما تولى السلطان أبو سالم المريني بعد أبي عنان كتب إلى السلطان أبي زيان المريني بالافراج عن الأميرين الحفصيين أبي عبد الله وأبي العباس، الأول ملك بعد سراحه بجاية، والثاني قسنطينة وأرسل الأمير صاحب بجاية حاجبه يحيى بن خلدون إلى ملك تلمسان أبي حمو الثاني لطلب العون المادي من هذا الملك لأن الأمير صاحب بجاية لم يتمكن من احتلالها واقتبل يحيى بتلمسان قبولا حسنا، وتحصل على ما طلب، وأمضى فترة المولد النبوي بتلمسان، وبهذه المناسبة نظم قصيدة، ثم قفل راجعا إلى مخدومه الذي أرجعه إلى تلمسان في 8 جمادى الثانية 764/ 25 مارس 1363، وعاد بعد قليل ومعه فرقة عسكرية، وقبل أن يتم استيلاء الأمير أبو عبد الله محمد الحفصي على بجاية كتب إلى عبد الرحمن بن خلدون بخطه عهدا بولاية الحجابة متى تملك بجاية، فأرسل إليه أخاه يحيى، وآثر هو الرجوع إلى فاس صحبة السلطان.
وفي خلال سنة 765 استولى الأمير أبو عبد الله محمد بن أبي زكرياء
الحفصي المذكور على بجاية، وكتب يستقدم عبد الرحمن بن خلدون من الاندلس، وولاه الحجابة وفاء بوعده وفي سنة 767/ 1365 - 66 دارت معركة حاسمة بين الأمير أبي عبد الله محمد وبين ابن عمه الأمير أبي العباس أحمد صاحب قسنطينة قتل في أثنائها أمير بجاية، فاستولى عليها، وأبقى عبد الرحمن بن خلدون على خطته، وأكرم أخاه يحيى، وشعر عبد الرحمن بما يحاك ضده من دسائس ووشايات، فتحصل بعد لأي على الإذن في مبارحة بجاية، وبقي أخوه يحيى بها، وأفلحت الدسائس والوشايات، فتنكر الأمير ليحيى وسجنه بعنابة، وكبس بيته وبيت أخيه عبد الرحمن لظنه وجود ذخيرة بهما وأموال فلم يجد بهما شيئا، وبعد قليل فر يحيى من السجن، والتحق ببسكرة حيث نزل أخوه عبد الرحمن في جوار شيخها أحمد بن يوسف بن مزني.
ولما اعتذر عبد الرحمن عن طلب ملك تلمسان أبي حمّو موسى بن يوسف في الالتحاق بخدمته، رحل يحيى إلى تلمسان نيابة عن أخيه، ووصلها في رجب /769 فيفري 1368 وولاه أبو حمّو كتابة سره بديوان الانشاء.
وعند ما علم أن تلمسان مهددة باحتلال المرينيين، اغتنم فرصة غياب السلطان فبارحها في بداية سنة 772 والتحق بفاس، ودخل في خدمة السلطان عبد العزيز المريني ناسيا جميل أبي حمو ثم بعد السلطان عبد العزيز ابنه محمد السعيد المنصوب مكانه، ولما استولى السلطان أبو العباس المريني على المدينة البيضاء (فاس الجديد) في سنة 775/ 1373 استأذن في اللحاق بتلمسان، فأذن له واقتبله أبو حمو بحفاوة، وأرجع له وظيفة كتابة السر، وأحرز سريعا على ثقته، وهو ما أثار حسد الاتباع الآخرين وكان من أشدهم الأمير أبو تاشفين الثاني الابن الأكبر لأبي حمو وولي العهد، فقد طلب هذا ولاية وهران من أبيه التي كان أولى عليها ابنه أبا زيان أخا أبي تاشفين فتظاهر أبو حمو بقبول مطلبه، وعهد إلى المترجم له بمماطلته في كتابة عهد ولاية وهران حتى يجد أبو حمو مخرجا من هاته المشكلة، وظن أبو تاشفين أن الابطاء في إتمام رغبته سببه يحيى بن خلدون، فصمم على