الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
211 - الرقيق (حوالي 425 هـ)(1034 م)
إبراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق القيرواني، أبو إسحاق، الكاتب الأديب الشاعر المؤرخ.
ولد بالقيروان ومات بها وتاريخ ميلاده ووفاته غير معروفين، كما أن تفاصيل حياته غير معروفة بدقة.
تولى الكتابة الخاصة لثلاثة أمراء صنهاجيين زيريين: المنصور (96 - 984/ 86 - 374) وباديس (386 - 406/ 996 - 1016)، والمعز (بداية من 406/ 1016). ذكر ابن رشيق في «أنموذج الزمان» وهو مصدر أولي لتعيين وتحديد زمن وظائفه وكذلك اشارة نفس المؤلف إلى مهمة الرقيق في القاهرة في 388/ 998، وعبارة ابن خلدون في رفوف سنة 417/ 1026 - 27 عن خبر الرقيق عن تاريخ بني خزرون بطرابلس، استخدمتها الدراسات الحديثة في محاولات غير منزهة من الضعف لتعيين بعض نقط الاستدلال في حياة الرقيق التي بقيت مع ذلك غير تامة المعرفة وقليلة الوضوح (1).
قال ابن رشيق من جملة كلام له عن الرقيق: «وكاتب الحضرة منذ نيّف وعشرين سنة إلى الآن» .وذكر المؤرخ المرحوم ح. ح. عبد الوهاب أن كلمة «الآن» الواردة في كلام ابن رشيق تعني حدود عام 425 هـ وهو الوقت الذي ألف فيه ابن رشيق كتاب «الأنموذج» ومما سبق يتضح أن وفاة الرقيق كانت حوالي سنة 425 هـ أو بعدها بقليل، وهذا غاية ما يمكننا ترجيحه (2).
(1) انظر ما كتبه الشاذلي بو يحيى عن الرقيق في كتابه الحياة الأدبية بافريقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) ص 138.
(2)
المرجع السالف نفس الص. وترجمة الرقيق المنقولة من كتاب «العمر» للمؤرخ المرحوم ح. ح. عبد الوهاب، المنشورة في تقديم كتاب اختيار قطب السرور لعلي المسعودي ص 14.
ويرى أنه ولد بالقيروان في منتصف القرن الرابع للهجرة حوالي الوقت الذي انتقل فيه الفاطميون من افريقية إلى مصر (362/ 972) عقب تأسيس القاهرة المعزيّة (1).
ووظائف كاتب الأمير أسندت له القيام بمهمات تشريفاتية أكثر منها ديبلوماسية (2) وسافر مع مخدوميه في حروبهم مع قبائل المغرب الأوسط أو بني عمهم الحمّاديين أمراء القلعة.
أرسله باديس بن المنصور سنة 386/ 996 ثم في سنة 388/ 998 إلى القاهرة لتهنئة الحاكم بأمر الله الفاطمي، مع هدية لتقديمها له، وأنشد الحاكم قصيدة طالعها:
إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه
…
بدا آخر من جانب الأفق يطلع
وهي طويلة ثم عاد إلى وطنه.
وخدمته للأمراء الثلاثة جعلته نديما لهم ومقدرين فيه آداب السلوك وميله إلى حياة السرور، ولثقافته وصفات الأديب الماهر، سمي الكاتب النديم (3).
وابن رشيق يثني على شعره مع قلته، ويرى أنه غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ، فقد قال عنه في الأنموذج:«هو شاعر، سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويه، تلوح الكتابة على ألفاظه قليل صنعة الشعر، غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار، وهو بذلك أحذق الناس» .
وقال ابن خلدون في أوائل «المقدمة» مثنيا على موهبته التاريخية ومهارته فيها: «ابن الرقيق مؤرخ افريقية والدول التي كانت بالقيروان، ولم يأت من بعده إلا مقلد» .
(1) الترجمة المنقولة من كتاب «العمر» ص 11.
(2)
الشاذلي بو يحيى، مرجع سبق ذكره، ص 139.
(3)
المرجع السالف نفس الص.
وكان يعيش عيشة الأدباء من معاقرة الخمر مع أصحابه، وله شعر أجاب به عن أبيات كتبها إليه عمار بن جميل وقد انقطع عن مجالس الشراب، ولذلك تحامى الفقهاء رواياته الشاذة التي ينفرد بها والتي يحوم الشك حول صحتها (1) ولعل ولوعه بإيراد الحكايات سعيا وراء تخفيف جفاف السرد الأخباري جعله لا يتحرى، ولا يستخدم النقد في غربلة ما ينقله.
قال بروكلمان في «ملحقه» : «وذكر دوسلان أن للرقيق كتابا في تاريخ البربر تحدث عنه في «المجلة الآسيوية» الفرنسية ج 4 م 4 سنة 1844 ص 347»
وقد ألف تاريخا لافريقيا الشمالية (تاريخ افريقية والمغرب في عدة مجلدات) وتاريخ انساب البربر، وديوانا شعريا توجد منه نسخة بمكتبة باريس.
وذكره الرحالة الاسباني مرمول (ابن الرقيق) وهو الذي ذكره محمد الوزاني (ليون الافريقي) في رحلته أيضا. وفي خلال القرن السابع عشر أي عند ما مرّ مرمول (Marmol) بتونس كانت لا تزال توجد عدة نسخ من تاريخ ابن الرقيق بتونس. ثم إن دوسلان تحدث بعد ذلك عن المؤرخين الذين اعتمدهم النويري في الجزء من كتابه «نهاية الأرب» عند ما تعرض لتاريخ افريقية فقال (2): «هؤلاء هم المؤرخون الذين اعتمدهم النويري في
(1) قال الأبي في شرحه على مسلم (إكمال اكمال المعلم) 7/ 54 - 55 «قلت كان سحنون في ايام قضائه سجن ابن أبي الجواد في دين ترتب عليه، وضربه بالسوط مرة بعد مرة، واتفق أن مات ابن أبي الجواد من الضرب، فكان سحنون يرى في منامه ابن أبي الجواد بما يسوؤه فإذا استيقظ قال: مالي ولابن أبي الجواد؟ ! فظاهر هذا أن سحنونا قاله بسبب تعذيبه مع أنه إنما عذبه بحق، وإذا كان يقول - إذا ذكر له - الحق قتله. وأجاب بعضهم - وأظنه الشيخ ابن عبد السلام - بأن هذا إنما هو حكاية ابن الرقيق المؤرخ وهو ليس بثقة لأنه كان شارب خمر متخلفا فلا يقبل خبره، والحكاية وإن ذكرها بعض مؤرخي الأندلس فلعله نقلها عن ابن الرقيق» .
(2)
تاريخ تونس من «نهاية الأرب» هو موضوع الجزء 20 تقريبا والبارون دوسلان ترجمه إلى -