الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في فضل القرآن
«1»
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّها ستكون فتن كقطع اللّيل المظلم، قيل: فما النّجاة منها، يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو فصل ليس بالهزل، من تركه تجبّرا، قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، هو الّذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تتشعّب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يملّه الأتقياء، من علم علمه سبق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به، فقد هدي إلى صراط مستقيم» «2» ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أراد علم الأوّلين والآخرين، فليثوّر القرآن» «3» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«إنّ الّذي يتعاهد القرآن، ويشتدّ عليه له أجران، والّذي يقرؤه وهو خفيف عليه مع السّفرة الكرام البررة» «4» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «اتلوا هذا القرآن،
قال ابن عباس: قيدوا العلم بالكتاب.
وسنده ضعيف فرواية عكرمة بن عمار عن يحيى مضطربة.
(1)
هذا الباب يوجد في «المحرر الوجيز» (1/ 36) هكذا: باب: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة، وعن نبهة العلماء، في فضل القرآن المجيد، وصورة الاعتصام به.
(2)
أخرجه الترمذي (5/ 172) ، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضائل القرآن، حديث (2906) ، والدارمي (2/ 435) ، كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، كلاهما من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث، عن علي به.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (6/ 337) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، والدارمي، والترمذي، ومحمد بن نصر، وابن الأنباري في «المصاحف» .
(3)
ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (1/ 548) رقم (2454) ، وعزاه إلى الديلمي، عن أنس مرفوعا، وقد ورد هذا الحديث عن ابن مسعود لكن موقوفا، فأخرجه الطبراني في «الكبير» (9/ 146) ، رقم (8665) من طريق زهير، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود، وذكره الهيثمي في «المجمع» (7/ 168)، وقال: رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني أيضا (9/ 146) ، رقم (8666) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله قال:«من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين» وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (ص 280) ، رقم (814) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص- 197) ، رقم (78) ، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 36) رقم (80) . وابن أبي شيبة (10/ 485) ، رقم (10067) كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود قال:«إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين» .
(4)
أخرجه البخاري (8/ 560) ، كتاب التفسير، باب سورة «عبس» ، حديث (4937) ، ومسلم (1/ 550) ،
فإنّ الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إنّي لا أقول «آلم» حرف، ولكن الألف حرف، واللّام حرف، والميم حرف» «1» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن، لا نبيّ ولا ملك» «2» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«أفضل عبادة أمّتي القرآن» «3» ، وحدّث أنس بن
كتاب «صلاة المسافرين» ، باب فضل الماهر بالقرآن، حديث (798/ 244) ، وأبو داود (1/ 460) ، كتاب الصلاة، باب في ثواب قراءة القرآن، حديث (1454) ، والترمذي (5/ 171) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن، حديث (2904) ، والنسائي في «التفسير» (2/ 492) ، رقم (666) ، وابن ماجة (2/ 1242) ، كتاب «الأدب» ، باب ثواب القرآن، حديث (3779) ، وأحمد (6/ 48، 110، 192، 239) ، وعبد الرزاق (2/ 491) ، رقم (4194) ، وابن أبي شيبة (10/ 490) ، رقم (10085) ، والدارمي (2/ 444) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب فضل من يقرأ القرآن ويشتد عليه، والطيالسي (2/ 2- منحة) ، رقم (1184) ، والبيهقي (2/ 395) ، كتاب «الصلاة» ، وفي «شعب الإيمان» (4/ 537) ، رقم (1822) ، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص- 5) ، رقم (6) ، والفريابي في «الفضائل» (ص- 114) ، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص 39) ، رقم (29) ، وابن حبان (3/ 44) ، رقم (767) ، من طرق، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام الأنصاري، عن عائشة مرفوعا.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(1)
أخرجه الترمذي (5/ 175) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، حديث (2910) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 216) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 548) ، رقم (1831) كلهم من طريق الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، وميم حرف» .
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، سمعت قتيبة يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
…
» اه. قلت: الذي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كعب والد محمد، وينظر «الإصابة» (6/ 346) .
(2)
ذكره الغزالي في «الإحياء» (1/ 273) .
وقال الحافظ العراقي في «تخريجه» : رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سعيد بن سليم مرسلا. اه.
وينظر: «كشف الخفاء» (1/ 20) .
(3)
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2/ 354) ، رقم (2022) من طريق سلمة بن كهيل، عن حجية بن عدي، عن النعمان بن بشير مرفوعا.
وقد ورد بلفظ: «أفضل العبادة قراءة القرآن» .
ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (1/ 511) ، رقم (2263) ، وعزاه إلى ابن قانع، عن أسير بن جابر، وإلى السجزي في «الإبانة» ، عن أنس.
وأسير بن جابر في صحبته نظر، قاله ابن الأثير كما في «فيض القدير» (2/ 44) .
والحديث ذكره الغزالي في «الإحياء» (1/ 273)، وقال الحافظ العراقي: أخرجه أبو نعيم في «فضائل القرآن» من حديث النعمان بن بشير، وأنس، وإسنادهما ضعيف.
مالك «1» عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من قرأ مائة آية، كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ ثلاثمائة آية، لم يحاجّه القرآن» «2» ، قال الشيخ يحيى بن شرف النوويّ «3» : اعلم أنّ قراءة القرآن آكد الأذكار، وأفضلها فينبغي المداومة عليها فلا يخلو عنها يوما وليلة، ويحصل له أصل القراءة بقراءة الآيات القليلة، والمطلوب القراءة بالتدبّر والخشوع والخضوع، وقد روّينا في كتاب ابْنِ السُّنِّيِّ عن أنسٍ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:«من قرأ خمسين آية، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية، كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية، لم يحاجّه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة آية، كتب له قنطار من الأجر» ، وفي رواية:«من قرأ أربعين آية بدل: «خمسين» ، وفي رواية:
«عشرين «4» آية» وفي رواية عن أبي هريرة «5» عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عشر آيات لم يكتب
(1) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار- واسمه تيم الله- بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج بن حارثة.
أبو حمزة. الأنصاري. الخزرجي. النجاري من بني عدي بن النجار. خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة 90 وقيل غير ذلك.
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (258/ 1/ 151) ، «الإصابة» (1/ 71) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 31) ، «الاستيعاب» (1/ 109) ، «الثقات» (3/ 4) ، «سير أعلام النبلاء» (3/ 395) ، «الجرح والتعديل» (2/ 1036) ، «الأعلام» (2/ 24) ، «العبر» (1/ 107) ، «تهذيب الكمال» (1/ 122) ، «تقريب التهذيب» (1/ 14) ، «الوافي بالوفيات» (9/ 411) ، «تاريخ الثقات» (73) .
(2)
أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (679) .
(3)
ينظر: «الأذكار» ص 133، بتصرف.
(4)
أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (679) . [.....]
(5)
أبو هريرة بن عامر بن عبد ذي الشّرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب. الدوسي. وقيل في نسبه غير ذلك. واختلف في اسمه اختلافا كثيرا. ذكره ابن حجر في «الإصابة» وقد عدد من أقوالهم في اسمه الشيء الكثير.
قال ابن الأثير:
أبو هريرة- الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم حديثا عنه، وهو دوسي. وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه.. وقيل: رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كمه هرة فقال:
وفاته: قيل توفي سنة (57) ، وله (78 سنة)، قيل: مات ب «العقيق» ، وحمل إلى المدينة.
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (6/ 318) ، «الإصابة» (7/ 199) ، «الاستيعاب» (1768) ، «تجريد أسماء الصحابة» (2/ 209) ، «تهذيب الكمال» (3/ 1655) ، «تهذيب التهذيب» (12/ 262) ، «الكنى والأسماء» (1/ 60) ، «المغني» (298) ، «الكاشف» (3/ 385) ، «الأنساب» (5/ 402) ، «تنقيح المقال» (3/ 38) ، «معرفة الثقات» (22756) ، «تاريخ الثقات» (2061) .
من الغافلين» «1» ، وجاء في الباب أحاديث كثيرة بنحو هذا. انتهى من «الحلية» .
وروى ابن عبّاس «2» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أشراف أمّتي حملة القرآن» «3» ، وروى أنَسُ بنُ مالكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:«القرآن شافع مشفّع وما حل مصدّق، ومن شفع له القرآن نجا، ومن محل به القرآن يوم القيامة، كبّه الله لوجهه في النّار» «4» ، وأحقّ من شفع
(1) أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص 188) ، رقم (702) ، و «الحاكم» (1/ 555) ، كلاهما من طريق محمد بن إبراهيم الصوري، عن مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرِّجاه.
ووافقه الذهبي.
قلت: ومؤمل بن إسماعيل. وثقه ابن معين وإسحاق بن راهويه.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط.
وقال الدارقطني: كثير الخطأ.
وقال الساجي: صدوق كثير الخطأ، وله أوهام يطول ذكرها.
وقال أبو حاتم: صدوق شديد السنة، كثير الخطأ.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقد لخص الحافظ هذه الأقوال في «التقريب» فقال: صدوق إلا أنه سىء الحفظ.
ينظر: «الجرح والتعديل» (8/ 374) ، و «التقريب» (2/ 555) و «التهذيب» (10/ 380- 381) .
(2)
هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس. القرشي. الهاشمي. ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمه: أم الفضل لبابة بنت الحارث. الهلالية.
ولد وبنو هاشم بالشّعب قبل الهجرة بثلاث، وقيل: بخمس. كان يسمى «البحر» لسعة علمه، ويسمى «حبر الأمة» ، ويسمى «ترجمان القرآن» ، وهو من صغار الصحابة توفي النبي صلى الله عليه وسلم وله على أرجح الأقوال ثلاث عشرة سنة. توفي ب «الطائف» سنة 68 وله (71 أو 72 أو 74) .
ينظر ترجمته في: «الإصابة» (4/ 90) ، «أسد الغابة» (3/ 290) ، «الاستيعاب» (3/ 933) ، «تجريد أسماء الصحابة (1/ 320) ، «التاريخ الكبير» (3/ 3، 5)«الجرح والتعديل» (5/ 116) ، «العبر» (1/ 41) ، «الأعلام» (4/ 95) ، «شذرات الذهب» (1/ 75)«صفوة الصفوة» (1/ 746) .
(3)
أخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص- 494) ، والطبراني في «الكبير» (12/ 125) ، رقم (12612) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2/ 556) ، رقم (2703) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 124)، كلهم من طريق سعد بن سعيد الجرجاني: ثنا نهشل بن عبد الله، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعا.
والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/ 164)، وقال: وفيه سعد بن سعيد الجرجاني، وهو ضعيف.
والحديث ضعفه المنذري في «الترغيب» (919) .
(4)
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب «فضائل القرآن» كما في «تخريج الكشاف» للزيلعي (2/ 187، 188) من طريق حجاج عن ابن جريج قال: حدثت عن أنس، فذكره وقال الزيلعي: وفيه انقطاع، وحجاج ضعيف.
له القرآن أهله وحملته، وأولى من محل به من عدل عنه، وضيّعه، وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم:«ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس «1» لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح؟! فقال لهم: فلعلّه قرأ سورة البقرة، فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم، قرأت سورة البقرة» «2» ، وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير «3» في تنزّل
وللحديث شواهد من حديث جابر وابن مسعود.
حديث جابر:
أخرجه ابن حبان (1793- موارد) ، والبزار (1/ 78- كشف) ، رقم (122)، كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء: ثنا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«القرآن شافع مشفع، وما حل مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار» .
وصححه ابن حبان.
وقال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن جابر إلّا من هذا الوجه وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 174)، وقال: ورجال حديث جابر المرفوع ثقات.
حديث ابن مسعود:
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (4/ 108) ، والطبراني في «الكبير» (10/ 244) ، رقم (10450)، كلاهما من طريق هشام بن عمار: ثنا الربيع بن بدر، عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعا.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرد به عنه الربيع.
(1)
ثابت بن قيس بن الشماس بن زهير بن مالك. أبو عبد الرحمن وأبو محمد. الأنصاريّ الخزرجي.
خطيب الأنصار. قال ابن الأثير: كان ثابت خطيب الأنصار، وخطيب النبي صلى الله عليه وسلم كما كان حسان شاعره.. شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر شهيدا. روى عنه أنس بن مالك وأولاده.
ينظر ترجمته في: «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 64) ، «الاستيعاب» (1/ 200) ، «الاستبصار» (1/ 117) ، «الإصابة» (1/ 203) ، «أسد الغابة» (1/ 275) ، «الثقات» (3/ 43) ، «تقريب التهذيب» (1/ 116) ، «تهذيب التهذيب» (2/ 12) ، «تهذيب الكمال» (1/ 368) ، «الكاشف» (1/ 171) ، «التاريخ الكبير» (5/ 167) ، «الجرح والتعديل» (2/ 456) ، «سير أعلام النبلاء» (1/ 308) .
(2)
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب: «فضائل القرآن» كما في «تفسير ابن كثير» (1/ 33) ، قال حدثنا عباد بن عباد، عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه، فذكروا الحديث.
وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد إلا أن فيه إبهاما، ثم هو مرسل.
(3)
هو: أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.. قيل كنيته: أبو حضير، أبو عمرو، أبو عيسى، أبو يحيى، أبو عتيك. الأنصاري. الأشهلي الأوسي، شهد العقبة الثانية، وكان نقيبا لبني عبد الأشهل. اختلف في شهوده بدرا، وشهد أحدا وكان ممن ثبت يومها، وجرح حينئذ سبع جراحات، قال ابن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن
الملائكة في الظّلّة لصوته بقراءة سورة البقرة «1» .
قلت: وفي رواية سورة الكهف.
وهذا الحديث خرّجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنّسائيّ. انتهى.
وقال عقبة بن عامر «2» : «عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع، فقال: عليكم بالقرآن» «3» ، وقال عبد اللَّه بن عمرو بن العَاصِي «4» : أنَّ من أشراط السّاعة أن يبسط
عائشة قالت: «ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وعباد بن بشير. توفي سنة (20) ، وقيل 21، وقيل: في إمارة عمر.
ينظر ترجمته في: «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 21) ، «الثقات» (3/ 6) ، «أسد الغابة» (1/ 111) ، «الإصابة» (1/ 48) ، «الإكمال» (2/ 482) ، «الاستيعاب» (1/ 92) ، «تهذيب الكمال» (1/ 113) .
(1)
أخرجه البخاري (8/ 680) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب: نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، حديث (5018) .
(2)
هو: عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة
…
الجهني، أبو حماد. وقيل: أبو لبيد. وأبو عمرو.
قال ابن الأثير في «الأسد» :
روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وأبو عباس، وأبو أيوب، وأبو أمامة، وغيرهم. ومن التابعين: أبو الخير، وعلي بن رباح أبو قبيل، وسعيد بن المسيب وغيرهم.
شهد «صفين» مع معاوية، وشهد فتوح الشام، وهو كان البريد إلى عمر بفتح «دمشق» ، وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن. توفي بمصر، وكان واليا عليها سنة (58 هـ.)
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (4/ 53) ، «الإصابة» (4/ 250) ، «الثقات» (3/ 280) ، «الطبقات الكبرى» (2/ 376) ، «التاريخ الكبير» (6/ 340) ، «التاريخ الصغير» (2/ 123) ، «الرياض المستطابة» (220) ، «الأعلام» (2/ 240) ، «العبر» (1/ 62) ، «الإكمال» (6/ 88) ، «سير أعلام النبلاء» (2/ 467) ، «طبقات الحفاظ» (10)«تذكرة الحفاظ» (1/ 42) ، «روضات الجنات» (8/ 38) ، «الجرح والتعديل» (6/ 313) ، «تهذيب الكمال» (2/ 945) ، «تقريب التهذيب» (2/ 27) .
(3)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (19/ 296) ، رقم (658) .
(4)
هو: عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.. أبو محمد. وقيل: أبو عبد الرحمن. القرشي. السهمي. أسلم قبل أبيه، وكان من فضلاء الصحابة عالما بالقرآن، وقرأ الكتب المتقدمة، وكان من أشهر حفاظهم، وأخباره كثيرة لا يتسع المقام للحديث عنه.
وفاته: قيل: توفي سنة (63) وقيل غير ذلك.
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (3/ 349) ، «الإصابة» (4/ 111) ، «الثقات» (3/ 211) ، «الاستيعاب» (3/ 256) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 326) ، «الجرح والتعديل» (5/ 116) ، «تقريب التهذيب» (1/ 436) ، «تهذيب التهذيب» (5/ 337) ، «تهذيب الكمال» (2/ 716) ، «شذرات الذهب» (1/ 62) ، «النجوم الزاهرة» (20) ، «الوافي بالوفيات» (17/ 380) . [.....]
القول، ويخزن الفعل، ويرفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وأن تقرأ المثناة على رءوس النّاس، لا تغيّر، قيل: وما المثناة «1» ؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله، قيل له: فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أخذتموه عمّن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلّموه، وعلّموه أبناءكم فإنّكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل «2» وقال رجل لعبد الله بن مسعود «3» : أوصني، فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فأرعها سمعك فإنّه خير يأمر به، أو شرّ ينهى عنه «4» ، وروى أبو هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن النّاس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال:«الّذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى» «5» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«اقرءوا بالقرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح «6» ، ويضيّعون معانيه، يتعجّلون أجره، ولا
(1) قال العلامة ابن الأثير: وقيل: إن المثناة هي أن أحبار بني إسرائيل بعد موسى- عليه السلام وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله، فهو المثناة، فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب، وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم، فقال هذا لمعرفته بما فيها.
قال الجوهري: «المثناة» هي التي تسمى بالفارسية دوبتي، وهو الغناء. ينظر:«النهاية في غريب الحديث والأثر» (1/ 225- 226) .
(2)
أخرجه الدارمي (1/ 123)، باب: من لم ير كتابة الحديث.
(3)
هو: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن سمع بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن الحرث بن تيم بن سعد بن هذيل أبو عبد الرحمن الهذلي. حليف بني زهرة.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام «إنك غلام معلم» وقال هو: لقد رأيتني سادس ستة، وما على الأرض مسلم غيرنا، وكان يقول أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة.
توفي سنة: 32، وقيل: 33، وقيل: توفي بالمدينة، وقيل: بالكوفة، والأول أرجح.
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (3/ 484) ، «الإصابة» (4/ 129) ، «الثقات» (3/ 208) ، «الاستبصار» (65، 139) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 334) ، «الأعلام» (4/ 137) ، «التاريخ الصغير» (1/ 60) ، «الجرح والتعديل» (5/ 149) ، «العبر» (1/ 25) ، «حلية الأولياء» (1/ 375) ، «سير أعلام النبلاء» (1/ 461) .
(4)
أخرجه أحمد في «الزهد» (ص 231) رقم (864) وابن المبارك في «الزهد» (ص 12) رقم (36) وسعيد بن منصور رقم (50) وابن أبي حاتم في «تفسيره» كما في «تفسير ابن كثير» (2/ 2) وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 130) .
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (1/ 195) ولكن عن ابن عباس وأظنه خطأ من الطابع أو الناسخ وزاد نسبته إلى أبي عبيد في «فضائله» والبيهقي في «شعب الإيمان» .
(5)
أخرجه عبد الرزاق (2/ 488) رقم (4185) عن طاوس مرسلا.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/ 173) من حديث ابن عمر وعزاه للطبراني في الأوسط وقال:
وفيه حميد بن حماد بن حوار وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وبقية رجاله رجال الصحيح.
(6)
القدح: السهم قبل أن ينصّل ويراش. ينظر: «لسان العرب» (3542) .
يتأجّلونه» «1» ، وروي أنّ أهل اليمن، لمّا قدموا أيام أبي بكر الصديق «2» رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر:«هكذا كنّا، ثمّ قست القلوب» «3» ، وروي أن عمر بن الخطاب «4» رضي الله عنه قرأ مرة إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ [الطور: 7، 8] فأنّ أنّة عيد منها عشرين يوما «5» ، قال القرطبي في «التّذكرة» «6» : وما تقرّب
(1) أخرجه أبو داود (1/ 280)، كتاب:«الصلاة» ، باب: ما يجزىء الأمي والأعجمي من القراءة، حديث (830) ، وأحمد (3/ 397) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص 244) ، رقم (174) ، والآجري في «أخلاق أهل القرآن» (ص 92) ، رقم (28) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5/ 575- 576) ، رقم (2399) ، كلهم من طريق حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعا.
وأخرجه أحمد (3/ 357) ، وأبو يعلى (4/ 140) ، رقم (2197) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» ، (5/ 576- 577) ، رقم (2400) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به.
وقد روي هذا الحديث عن ابن المنكدر مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (3/ 382) رقم (6034) ، وابن أبي شيبة (10/ 480) ، رقم (10053) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5/ 575) ، رقم (2398) ، عن ابن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
(2)
هو: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي..
القرشي. التيمي أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر. هو صحابي شهير غني عن التعريف، وقد جاءت ترجمته في مصادر يصعب حصرها في مثل هذا الموضع. توفي يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة (13) وله (63 سنة) .
ينظر ترجمته في: «الاستيعاب» (293) ، «أسد الغابة» (6/ 37) ، «الإصابة» (4/ 101) ، «المغني» (286) ، «تجريد أسماء الصحابة» (2/ 152) ، «الكنى والأسماء» (1/ 6) ، «بقي بن مخلد» (30) ، «الزهد لوكيع» (99) ، «تاريخ الثقات» (1906) ، «معرفة الثقات» (2092) ، «الأعلام» (4/ 102) ، «تهذيب الكمال» (3/ 1589) ، «تهذيب التهذيب» (12/ 43) ، «تقريب التهذيب» (2/ 401) ، «تذكرة الحفاظ» (1/ 2) ، «شرف أصحاب الحديث» (35، 90) ، «أصحاب بدر» (41) ، «التحفة اللطيفة» (2/ 358) ، «تاريخ الإسلام» (2/ 97)«الرياض المستطابة» (140) ، «صفة الصفوة» (1/ 235) .
(3)
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (1/ 33- 34) من طريق الأعمش عن أبي صالح به وذكره الهندي في «كنز العمال» (4097) وعزاه لأبي نعيم.
(4)
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي.. أبو حفص. القرشي. العدوي. أمير المؤمنين. الفاروق.
ولد بعد «الفجار الأعظم» بأربع سنين قبل المبعث النبوي بثلاثين سنة، وقيل: يرون ذلك. طعن يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة (23) ، ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة (24) على أرجح الأقوال.
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (4/ 145) ، «الإصابة» (4/ 275) ، «تجريد أسماء الصحابة» (1/ 397) ، «الاستيعاب» (3/ 1144) ، «الجرح والتعديل» (6/ 105) ، «تقريب التهذيب» (2/ 540) ، «تهذيب التهذيب» (7/ 438) ، «الكاشف» (309) ، «تاريخ جرجان» (730) .
(5)
ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (6/ 146) وعزاه إلى أبي عبيد في «فضائله» .
(6)
ينظر: «التذكرة» (1/ 126) .
المتقرّبون إلى الله تعالى بشيء مثل القرآن قال صلى الله عليه وسلم: «يقول الرّبّ تبارك وتعالى: من شغله قراءة القرآن عَنْ مَسْأَلتي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائلين» رواه الترمذي. انتهى.
قلت: ولفظ الترمذيّ عن أبي سعيد «1» قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الرّبّ عز وجل: «من شغله القرآن وذكري عَنْ مَسْأَلتي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائلين» ، و «فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» ، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ «2» .
(1) هو: سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج.. أبو سعيد الخدري، الأنصاري.
قال ابن الأثير:
كان من الحفاظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المكثرين ومن العلماء الفضلاء العقلاء. روى عن أبي سعيد قال:
عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وأنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله، إنه عبل العظام. فردني. توفي سنة «74 هـ.» .
ينظر ترجمته في: «أسد الغابة» (6/ 143) ، «الإصابة» (7/ 84) ، «الاستيعاب» (2/ 1671) ، «تجريد أسماء الصحابة» (2/ 172) ، «الأنساب» (5/ 6) ، «الإكمال» (3/ 296) ، «تهذيب الكمال» (3/ 1609) ، «تقريب التهذيب» (2/ 428) .
(2)
أخرجه الترمذي (5/ 184) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب (25) ، حديث (2926) ، والدارمي (2/ 441) ، كتاب «فضائل القرآن» ، باب فضل كلام الله على سائر الكلام، وابن نصر في «قيام الليل» (ص 71) ، والعقيلي في «الضعفاء» (4/ 49) ، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 106) ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص 238) ، كلهم من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
والحديث أعله العقيلي في «الضعفاء» بمحمد بن الحسن وقال: لا يتابع عليه.
وقال ابن أبي حاتم في «العلل» (2/ 82)، رقم (1738) : سألت أبي عن حديث رواه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل:«من شغله القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب السائلين» قال أبي: هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي اه. فأعل العقيلي وأبو حاتم هذا الحديث بمحمد بن الحسن. قلت: قال البيهقي: تابعه الحكم بن بشير، ومحمد بن مروان، عن عمرو بن قيس لتنحصر علة الحديث في ضعف وتدليس عطية العوفي.
وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب: أخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (ص 93) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1/ 413) ، رقم (572) ، كلاهما من طريق صفوان بن أبي الصهباء، عن بكير بن عتيق، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده مرفوعا به، ومن طريق صفوان أورده ابن الجوزي في «الموضوعات» (3/ 166)، وقال: قال ابن حبان: هذا موضوع ما رواه إلا صفوان بهذا الإسناد، فأما صفوان، فيروي عن الأثبات ما لا أصل له من حديث الثقات، ولا يجوز الاحتجاج بما انفرد به. [.....]
وعن عبد الله بن عمرو أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ» ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح «1» . انتهى.
وعماد الأمر التدبّر والتفهّم، فقلّة القراءة مع التفهّم أفضل من كثرتها من غير تفهّم، وهذا الذي عليه المحقّقون، وهو الذي يدلّ عليه القرآن، وصحيح الآثار، ولولا الإطالة، لأتينا من ذلك بما يثلج له الصدر، وقد ذكر بعض شراح «الرسالة» «2» في الذي يقرأ القرآن من غير تأمّل ولا تفهّم، هل له أجر أم لا؟ قولان، وهذا الخلاف، والله أعلم، في غير المتعلّم، والقول بعدم الأجر على ضعفه هو ظاهر ما حكاه عياض «3» في «المدارك» عن
وللحديث شاهد آخر من حديث حذيفة: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (7/ 313) ، عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد، ثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني» .
وقال أبو نعيم: غريب، تفرد به أبو مسلم.
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (1/ 413- 414) ، رقم (573) ، من طريق يزيد بن خمير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى قال:«مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلتي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ما أعطي السائلين» .
(1)
أخرجه الترمذي (5/ 198) ، كتاب «القراءات» ، باب (13) ، حديث (2949) ، وأبو داود (1/ 443) ، كتاب «الصلاة» ، باب تحزيب القرآن، حديث (1394) ، وابن ماجة (1/ 428) ، كتاب «الصلاة» ، باب في كم يستحب يختم القرآن، حديث (1347) ، والدارمي (1/ 350) ، كتاب «الصلاة» ، باب في كم يختم القرآن، وأحمد (2/ 195) ، وابن حبان (3/ 35) ، رقم (758) ، كلهم من طريق قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه ابن حبان.
(2)
هي «الرسالة القشيرية» في التصوف، للإمام أبي القاسم عبد الكريم ابن هوازن القشيري، الأستاذ الشافعي، المتوفى سنة 465 هـ، عن تسعة وثمانين عاما، وهي على أربعة وخمسين بابا، وثلاثة فصول، وقد شرحها القاضي زكريا بن محمد الأنصاري ت 910، في مجلد مع المتن، سماه «إحكام الدلالة على تحرير الرسالة» .
ومن شروحها «الدلالة على فوائد الرسالة» للشيخ الفقيه سديد الدين أبي محمد عبد المعطي بن محمود بن عبد العلي اللخمي.
وشرحها- أيضا- المولى علي القاري في مجلدين. ينظر: «كشف الظنون» (883) .
(3)
هو أبو الفضل عياض- بكسر العين- بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى اليحصبي- بضم الصاد- المالكي، سبتي الدار والميلاد، أندلسي الأصل، ولد سنة 476 هـ، ورحل إلى «الأندلس» ، وأخذ عن علمائها كأبي الوليد بن رشد، وأبي علي الغساني، وغيرهما، ثم عاد إلى «سبتة» وتولى بها التدريس والقضاء، وصار إمام وقته في الحديث، والتفسير، والفقه، والأصول، كما كان عالما بالنحو واللغة ومن أشهر مؤلفاته: كتاب «التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة» ، وكتاب «ترتيب المدارك في طبقات أصحاب مالك» . توفي سنة 544 هـ.
ينظر: «ترتيب المدارك» (1/ 18) ، «الفكر السامي» (3/ 58) وما بعدها، «شجرة النور» ص 140.
الشّبليّ في قصّته مع الإمام المقرئ.
وبالجملة فالتدبّر والتفهّم هو الذي يحصل معه الإنابة والخشوع، وكل خير، ونقل الباجيّ «1» في «سنن الصّالحين» عن محمد بن كعب القرظيّ «2» قال: لأن أقرأ في ليلي حتّى أصبح ب «إذا زلزلت» ، وبالقارعة لا أزيد عليهما وأتردّد فيهما وأتفكّر أحبّ إليّ من أن أهذّ القرآن ليلي هذّا، أو قال: أنثره نثرا «3» ، ونحوه عن مجاهد «4» وغيره، وعن ابن عبّاس قال:
«ركعتان مقتصدتان في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب ساه «5» . انتهى.
قال ابن أبي جمرة «6» : والمرغّب فيه التدبّر في القراءة، وإن قلّت، وهو خير من كثرة
(1) القاضي أبو الوليد: هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الباجي، أصلهم من «بطليوس» ، ثم انتقلوا إلى باجة أعني «باجة» الأندلس، أخذ بالأندلس عن ابن الأصبغ، وابن محمد المكي، وابن شاكر، وغيرهم، ورحل سنة 426، فأقام بالحجاز مع أبي ذر الهروي ثلاثة أعوام، ثم ارتحل إلى «بغداد» ، فدرس الفقه، وسمع الحديث ثم دخل «الشام» ثم «الموصل» . له مؤلفات عديدة منها: كتاب «السراج في علم الحجاج» ، وكتاب «مسائل الخلاف» ، وكتاب «شرح المدونة» ، وكتاب «المقتبس» من علم مالك، وكتاب «المهذب في اختصار المدونة» ، وكتاب «اختلاف الموطأ» ، وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الوصول» ، وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» ، وهو اختصار لكتاب «الاستيفاء» ، وتوفي سنة 494 هـ، وقيل سنة 474.
ينظر: «الديباج» ص 120 وما بعدها، و «شجرة النور» ص 121.
(2)
محمد بن كعب القرظي المدني، ثم الكوفي أحد العلماء. قال ابن عون: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي. وقال ابن سعد: كان ثقة ورعا كثير الحديث. قيل: مات سنة تسع عشرة ومائة.
وقيل: سنة عشرين.
ينظر: «خلاصة تهذيب الكمال» (2/ 452)«تهذيب التهذيب» (9/ 420) ، «تقريب التهذيب» (2/ 203) ، «الكاشف» (3/ 92) ، «الثقات» (5/ 351) ، «طبقات ابن سعد» (5/ 370، 371) .
(3)
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (3/ 214- 215) .
(4)
مجاهد بن جبر، مولى السائب بن أبي السائب، أبو الحجّاج المكي، المقرئ، الإمام، المفسّر، روى عن ابن عباس وقرأ عليه. قال مجاهد: عرضت على ابن عباس ثلاثين مرة. روى عن الصحابة. وثقه ابن معين وأبو زرعة. ولد سنة 21 هـ، وتوفي ب «مكة» وهو ساجد سنة 102 هـ، وقيل: غير ذلك.
ينظر: «الخلاصة» (3/ 10)(6854) ، «صفة الصفوة» (2/ 208- 211) ، و «ميزان الاعتدال» (3/ 439- 440) .
(5)
ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (8/ 201) رقم (22544) وعزاه لابن أبي الدنيا في «التفكر» .
(6)
عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة، الأزدي، الأندلسي، أبو محمد: من العلماء بالحديث، مالكي. أصله من «الأندلس» ، ووفاته ب «مصر» ، من كتبه «جمع النهاية» اختصر به صحيح البخاري، ويعرف بمختصر ابن أبي جمرة، و «بهجة النفوس» في شرح جمع النهاية، و «المرائي الحسان» في الحديث، و «الرؤيا» .
ينظر: «الأعلام» (4/ 89) ، «البداية والنهاية» (13/ 346) .
القراءة بلا تدبّر وفائدة التدبّر هو أن تعرف معنى ما تتلوه من الآي «1» . انتهى.
وقال الحسن بن أبي الحسن «2» : إنّكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل، وجعلتم الليل جملا تركبونه، فتقطعون به المراحل، وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربّهم، فكانوا يتدبّرونه بالليل، وينفذونه بالنهار، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتّخذوا درسه عملا، إنّ أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته، ما يسقط منه حرفا، وقد أسقط العمل به.
قال ع «3» : قال الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ [القمر: 22] وقال تعالى:
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا [المزمل: 5]، أي: علم معانيه، والعمل به، والقيام بحقوقه ثقيل، فمال الناس إلى الميسّر، وتركوا الثقيل، وهو المطلوب منهم، وقيل ليوسف بن أسباط «4» : بأي شيء تدعو، إذا ختمت القرآن؟ فقال: أستغفر الله من تلاوتي لأنّي إذا ختمته، ثم تركت ما فيه من الأعمال، خشيت المقت، فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح، وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء، قال: فلما ختمته، أردت الرجوع من أوّله، فقال لي:
اتخذت القراءة عليّ عملا، اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك، وانظر ماذا يفهمك منه، قال الغزّاليّ في كتاب «التفكّر» : وأما طريق الفكر الذي تطلب به العلوم التي تثمر اجتلاب أحوال محمودة، أو التنزّه عن صفات مذمومة، فلا يوجد فيه أنفع من تلاوة القرآن بالفكر فإنه جامع لجميع المقامات والأحوال، وفيه شفاء للعالمين، وفيه ما يورث الخوف، والرجاء، والصبر، والشكر، والمحبة، والشوق، وسائر الأحوال المحمودة، وفيه ما يزجر
(1)«بهجة النفوس» لابن أبي جمرة (4/ 76) .
(2)
الحسن بن أبي الحسن البصري، مولى أم سلمة، والربيع بنت النضر، أو زيد بن ثابت، أبو سعيد الإمام، أحد أئمة الهدى والسنة. قال ابن سعد: كان عالما جامعا رفيعا ثقة مأمونا عابدا، ناسكا، كثير العلم فصيحا جميلا، وسيما، ما أرسله فليس بحجة، وكان الحسن شجاعا من أشجع أهل زمانه. قال ابن علية: مات سنة عشر ومائة. قيل: ولد سنة إحدى وعشرين لسنتين بقيتا من خلافة عمر. قال أبو زرعة: كل شيء قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلا ثابتا خلا أربعة أحاديث.
ينظر: «خلاصة تهذيب الكمال» (1/ 210) ، «تهذيب الكمال» (1/ 255) ، «تهذيب التهذيب» (2/ 263) و «تقريب التهذيب» (1/ 165) ، «خلاصة تهذيب الكمال» (1/ 210) ، «الكاشف» (1/ 220) .
(3)
ينظر: «المحرر الوجيز» (1/ 39) .
(4)
أحد الزهاد والعباد، وكان له اليد الطولى في المواعظ والحكم. روى عن الثوري وزائدة بن قدامة وغيرهما. وروى عنه المسيب بن واضح، وعبد الله بن خبيق. نزل الثغور مرابطا. قال شعيب بن حرب: ما أقدم على يوسف بن أسباط أحدا. وقد وثقه ابن معين. ينظر ترجمته في: «حلية الأولياء» (8/ 237) ، «سير أعلام النبلاء» (9/ 169) . [.....]