الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
635 - محمد بن حارث بن أحمد ميمويه النحوىّ
«1»
سرقسطىّ، أبو عبد الله. كان من جلّة أهل الأدب، ومن أهل الحفظ والمعرفة والتقدّم فى ذلك. كان يفيد هذا العلم سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة [1].
636 - محمد بن حبيب
«2»
وحبيب اسم أمّه فى أكثر الروايات. ووجد بخطّ العلماء «حبيب» غير مصروف لأجل التأنيث والعلميّة، وبعضهم يصرفه بناء على أنه اسم أبيه.
وكان محمد عالما بالنسب وأخبار العرب، مكثرا من رواية اللغة، موثّقا فى روايته. وذكر أبو طاهر القاضى أن محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبّر حبيب أمه، وهو ولد ملاعنة [2].
[1] عبارة ابن بشكوال: «حدّث عنه أبو الحسن على بن أحمد المقرىء، لقيه بغرناطة وأخذ عنه منها سنة 473» .
[2]
الملاعنة بين الزوجين: هى أنه إذا قذف الرجل امرأته، أو رماها برجل أنه زنى بها؛ فالإمام يلاعن بينهما، ويبدأ بالرجل ويقفه حتى يقول: أشهد أنها زنت بفلان؛ وإنه لصادق فيما رماها به، فإذا قال ذلك أربع مرات قال فى الخامسة: وعليه لعنة الله إن كان من الكاذبين فيما رماها به. ثم تقام المرأة فتقول أيضا أربع مرات أشهد بالله أنه من الكاذبين فيما رمانى به من الزنا، ثم تقول فى الخامسة: وعلىّ غضب الله إن كان من الصادقين. فإذا فرغت من ذلك بانت منه، ولم تحل له أبدا، وإن كانت حاملا فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج.
وقال ثعلب: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يملّ، فقلت: ويحك! أملّ، مالك! فلم يفعل؛ حتى قمت. وكان والله حافظا صدوقا، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه، وكان بغداذيا.
وقال أبو سعيد السّكّرى: توفى محمد بن حبيب يوم الخميس لسبع بقين من ذى الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين بسرّ من رأى.
وقال ثعلب: بلغنى أن محمد بن حبيب يملى شعر حسان بن ثابت فأتيته، ولما عرف موضعى قطع الإملاء، فانصرفت وعدت إليه، فترفقت به، فأملى.
وكان لا يقعد فى المسجد الجامع، فعذلته على ذلك، ولم أزل به حتى قعد فى جمعة من الجمع، واجتمع الناس، فسأله سائل عن هذه الأبيات [1]:
أزحنة عنى تطردين تبددت
…
بلحمك طير طرن كلّ مطير [2]
قفى لا تزلّى زلة ليس بعدها
…
جبور وزلّات النساء كثير
فإنى وإياه كرجلى نعامة
…
على كلّ حال من غنى وفقير [3]
ففسّر ما فيه من اللغة. فقيل له: كيف تقول: «من غنى وفقير» . وكان يجب أن تقول: «من غنى وفقر» ؟ فاضطرب. فقلت للسائل: هذا غريبة، وأنا أنوب عنه، وبيّنت العلة [4] وانصرف، ثم لم يعد للقعود بعد ذلك، وانقطعت عنه [5].
[1] الأبيات فى المضاف والمنسوب 352، مع تقديم البيت الأوّل على الثانى؛ منسوبة إلى بعض الأعراب يخاطب امرأته؛ وهى أيضا فى طبقات الزبيدى ومعجم الأدباء ومجالس العلماء.
[2]
زحنة: اسم أخى الشاعر، وكانت امرأته تجفوه وتطرده.
[3]
أخبر أنه وأخاه كرجلى نعامة؛ إن أصاب أحدهما شىء بطلت الأخرى؛ ورجلا النعامة يضرب بهما المثل للاثنين، لا يستغنى أحدهما عن الآخر بحال. قال الجاحظ:«كل ذى أربع إذا اندقت إحدى قائمتيه ظلع وتحامل ومشى، وإذا استكره نفسه واحتاج أن يستعين بالصحيحة فعل، إلا النعامة فإنها متى انكسرت إحدى رجليها عمدت إلى السقوط» . وانظر الحيوان (5: 218)، وطبقات الزبيدى ص 98، ومعجم الأدباء (18: 115).
[4]
قال الزبيدى فى شرح العلة: «والأسماء ترد على المصادر والمصادر على الأسماء؛ لأن المصادر إنما ظهرت لظهور الأسماء وتمكن الإعراب فيها» .
[5]
الخبر فى مجالس العلماء ص 55 - 56.
قال أبو رؤبة: عبرت إلى ابن حبيب فى مكة- وهو يعلّم ولد العباس ابن محمد- فقال: إذا قلت للرجل: ما صناعتك؟ فقال: معلم فاصفع، وأنشد:
إن المعلّم لا يزال معلّما
…
لو كان علّم آدم الأسماء
من علم الصبيان أصبوا عقله
…
حتى بنى الخلفاء والخلفاء
وقيل: كان ابن حبيب يغير على كتب الناس فيدّعيها، ويسقط أسماءهم [1].
[1] قال ابن النديم: «ولابن حبيب من الكتب: كتاب النسب. كتاب الأمثال على أفعل، ويسمى: المنمق. كتاب السعود والعمود. كتاب العمائر والربائع فى النسب.
كتاب الموشح. كتاب المختلف والمؤتلف فى أسماء القبائل. كتاب المحبر. كتاب المقتنى.
كتاب غريب الحديث. كتاب الأنواء. كتاب المشجر. كتاب من استجيبت دعوته. كتاب الموشى. كتاب المذهب فى أخبار الشعراء وطيقاتهم. كتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ. كتاب نقائض جرير والفرزدق. كتاب المفوف. كتاب تاريخ الخلفاء.
كتاب من سمى ببيت قاله. كتاب مقاتل الفرسان. كتاب الشعراء وأنسابهم. كتاب العقل. كتاب كنى الشعراء. كتاب السمات. كتاب أيام جرير التى ذكرها فى شعره.
كتاب أمهات أعيان بنى عبد المطلب. كتاب المقتبس. كتاب أمهات السبعة من قريش.
كتاب الخيل. كتاب النبات. كتاب ألقاب القبائل. كتاب الأرحام التى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى العصبة. كتاب ألقاب اليمن ومضر وربيعة. كتاب القبائل الكبيرة والأيام. وقال ياقوت: «ومن صنعه فى أشعار العرب: كتاب ديوان زفر بن الحارث.
كتاب شعر الشماخ. كتاب شعر الأقيشر. كتاب شعر الصمة. كتاب شعر لبيد العامرى».
وذكر له صاحب كشف الظنون: كتاب الخيل، وكتاب خلق الإنسان وأسماء أعضائه وصفاته وهو فى مكتبة برلين. وقد نشر من كتبه كتاب المختلف والمؤتلف من أسماء القبائل؛ نشره وستنفلد وطبع فى غوتا سنة 1850 م. ونشر المستشرق ج ليفى دلافيدا كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء فى مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية سنة 1942، وحققه الأستاذ عبد السلام هارون ونشره فى المجموعة القيمة الأولى من نوادر المخطوطات سنة 1951. ونشرت جمعية دائرة المعارف كتاب المحبر وطبع فى حيدرآباد سنة 1361. وفى دار الكتب المصرية رسالة له مخطوطة تعرف باسم المغتالين من الأشراف.