الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الباء فى آباء المحمدين)
607 - محمد السعيدىّ بن بركات النحوىّ البصرىّ السعيدىّ
«1»
نحوىّ مصر. ذكره ابن الزبير [1] فى كتاب جنان الجنان، وقال:«كان عالى المحلّ فى النحو واللغة وسائر فنون الأدب، منحطّا فى الشعر إلى أدنى الرتب» .
وذكره أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصبهانىّ فى كتابه فقال: «كان- يعنى ابن بركات- فى عصرنا الأقرب، وهو نحوىّ مصر والمغرب. له فى مسافر العطّار:
يا عنق الإبريق من فضة
…
ويا قوام الغصن الرطب
هبك تجافيت فأقصيتنى
…
تقدر أن تخرج من قلبى!
قال القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على- قدس الله روحه-: ليس له أحسن من هذين البيتين.
وذكر القاضى الموفق يوسف بن الخلال [2] كاتب الإنشاء فى زمانه بالدولة المصرية.
ابن بركات هذا فقال: «الشيخ أبو عبد الله محمد بن بركات السعيدىّ النحوىّ
[1] هو أبو الحسين الرشيد أحمد بن على بن إبراهيم المعروف بابن الزبير الغسانى الأسوانى، كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة، ولى النظر بثغر الإسكندرية فى الدواوين السلطانية سنة 559، وقتل مظلوما سنة 563. ابن خلكان (1: 51). وكتابه جنان الجنان ورياض الأذهان، ذكره صاحب كشف الظنون وقال عنه: إنه ألفه فى شعراء مصر، وجعله ذيلا لليتيمة.
[2]
تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 344
اللغوىّ. ولد بمصر فى سنة عشرين وأربعمائة، وتوفى بها فى سنة عشرين وخمسمائة.
أخذ النحو عن أبى الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ- رحمه الله وغيره.
وأخذ اللغة عن أصحاب أبى يوسف يعقوب بن خرّزاذ النّجيرمىّ وغيرهم. وأدرك ابن خرّزاذ ورآه وهو صبىّ، فلم يهتد للأخذ عنه لصبوته. قال لى: ورأيته ماشيا فى طريق القرافة شيخا أسمر، كبير اللّحية، مدوّر العمامة، وبيده كتاب وهو يطالع فيه فى مشيته. وكان الغالب على شعر ابن بركات طريقة أصحاب اللغة.
ومذهبه فى الشعر مذهب من يرضى بالجائز، ويندر له القليل». وأنشد له البيتين المتقدمين قوله: «يا عنق الإبريق
…
».
وأنشد له أيضا فى صفة الحمر من قصيدة مدح بها الأفضل بن أمير الجيوش:
شعاعها المستطير منها
…
قد ضمّخ الجوّ بالخلوق