الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله يرثى عمّه الحسين بن دريد [1]:
نجم العلا بعدك منقضّ
…
وركنه الأوثق منهضّ
يا واحدا لم تبق لى واحدا
…
يرجى به الإبرام والنّقض
أديل بطن الأرض من ظهرها
…
يوم حوت جثمانه الأرض
ولّى الردى يوم تولّى به
…
ووجهه أزهر مبيضّ
وله من قصيدة بيت ذكر فيه نسب رجل واسمه:
عباد بن عمرو بن الحليس بن جابر ب
…
ن زيد بن منظور بن زيد بن حارث
وشعره كثير؛ قال لى من رآه: فى خمس مجلدات؛ وقيل أكبر من ذلك.
والله أعلم.
620 - محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين ابن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم أبو بكر المقرىء النحوىّ العطّار البغداذىّ
«1»
سمع من ثعلب وأبى علىّ بن شاذان [2] ومن جماعة من أئمة الرواة، وكان ثقة. وكان أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات. وله فى التفسير ومعانى القرآن
[1] ديوانه 71.
[2]
هو أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان. سمع عبد الله بن إسحق البغوى وعبد الله بن جعفر بن درستويه وأبا بكر بن مقسم، وكتب عنه الخطيب البغدادى وأبو بكر اليرقانى وغيرهما. ولد سنة 339 وتوفى سنة 426. انظر تاريخ بغداد (7: 279).
كتاب جليل سمّاه كتاب الأنوار، وله فى النحو والقراءات تصانيف عدّة [1]. وكان قد اختار لنفسه قراءة مفردة، وذكر أنها تجوز فى اللّغة، فأنكر ذلك عليه، ورفع أمره إلى السلطان فأحضر، واستتيب بحضرة القراء والفقهاء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته، وأثبت جماعة ممن حضر المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه.
وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وإنه أقرأ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبى هاشم المقرىء [2] صاحب أبى بكر بن مجاهد [3] فى كتابه الذى سماه كتاب البيان فقال: «وقد نبغ نابغ فى عصرنا هذا، فزعم أن كلّ من صح عنده وجه فى العربية لحرف من القرآن يوافق خطّ المصحف فقراءته جائزة فى الصلاة وغيرها، وابتدع بقيله ذلك بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه فى مزلّة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه؛ إذ جعل لأهل الإلحاد فى دين الله بسيء رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث
[1] ذكر منها ابن النديم: كتاب المدخل إلى علم الشعر. كتاب احتجاجات القراءات.
كتاب فى النحو. كتاب المقصور والممدود كتاب المذكر والمؤنث. كتاب الوقف والابتداء. كتاب عدد التمام. كتاب المصاحف. كتاب أخبار نفسه. كتاب مجالسات ثعلب. كتاب مفرداته. كتاب الانتصار لقراء الأمصار. كتاب شفاء الصدور.
كتاب الأوسط. كتاب اللطائف فى جمع هجاء المصاحف. كتاب السبعة الكبير كتاب السبعة الأوسط. وزاد ياقوت: كتاب فى قوله تعالى: ومن يقتل. كتاب الرد على المعتزلة. كتاب عقلاء المجانين، كتاب الموضح.
[2]
هو أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبى هاشم تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 215.
[3]
هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد. تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 178.
والاستخراج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان أبو بكر شيخنا نضّر الله وجهه نسله من بدعته المضلّة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبول قولهم عند الحكام بترك ما أوقع فيه نفسه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، فاستوهب أبو بكر تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الإقلاع عن بدعته المضلّة، ثم عاود فى وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه، واستغوى من أصاغر المسلمين ممّن هو فى الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما؛ ولن يعدو ما جاء به مجلسه؛ لأن الله قد أعلمنا أنه حائظ كتابه من الزائغين وشبهات الملحدين، بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[1]
.
ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا، وقال بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذى لبّ وفطنة صحيحة؛ وذلك أنه قال: كان لخلف [2] بن هشام وأبى عبيد وابن سعدان [3] أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، وكان ذلك لى أيضا مباحا غير مستنكر، فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا كطريقهم كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة [4]، واختار أن يقرأها على مذهب نافع [5]. وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد
[1] سورة الحجرات آية 15.
[2]
هو خلف بن هشام بن ثعلب أبو محمد الأسدى، أحد القراء العشرة، ولد سنة 150، ومات سنة 229. طبقات القراء لابن الجزرى (1: 274).
[3]
هو محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير تأتى ترجمته.
[4]
هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 375.
[5]
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عن تابعى المدينة، انتهت إليه رياسة القراءة بها، وصار الناس إليها. توفى سنة 169. طبقات القراء لابن الجزرى (2: 334).