الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمعت أبا القاسم مكىّ بن محمد بن عيسى النحوىّ يقول: آخر ما سمع من عضد الدولة ابن بويه عند النزع: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
[1]
.
وكان مكىّ هذا موجودا فى وسط المائة السادسة، فإنّ أبا البركات الراوى عنه توفّى فى جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وبالإسناد عن السّلفىّ قال: سمعت أبا البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن ابن غلاب بن البكرىّ السّوسىّ القضاعىّ بالثغر يقول: سمعت مكىّ بن محمد بن عيسى النّحوىّ يقول: حضرت عند أبى على الحضرمىّ القيروانىّ، وسأله ابن سابق الصّقلّىّ عن مسألة كلامية فقال: هذا السؤال فى نفسه فاسد فصحّحه ليصحّ لك الجواب؛ فخجل ابن سابق وسكت.
771 - المنتجع بن نبهان الأعرابىّ التميمىّ
«1»
وهو من بنى نبهان من طيّىء، لغوىّ أخذ عنه علماء زمانه، قال الأصمعىّ:
سألت المنتجع بن نبهان عن السّميدع فقال: هو السيّد الموطّأ الأكناف.
772 - المنذر أبو الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنذر ابن عبد الرحمن بن معاوية الأموىّ الأندلسىّ
«2»
من أولاد المستولين عليها، من بنى أميّة، ويعرف بالمذاكرة، لأنه كان إذا لقى رجلا من إخوانه قال له: هل لك فى مذاكرة باب من النحو؟ فلهج بهذه
[1] سورة الحاقة: 28، 29.
الكلمة، وأكثر منها حتى نبز بها. وكان له القدر النبيل، والحظ الوافر فى العربية وعلم الأدب، مع التّصاون والنزاهة وحسن السّمت، وكان واسع العلم، ولقد حضر عند ابن أبى عبدة، وهو الجليل المنزلة فى الدولة، فأكرمه إكراما كبيرا، وكان بين يديه سيف، فقال له: يا سيّدى يا أبا الحكم، إن ذكرت فى هذا السيف ما ذكرته العرب من أسرار أجزائه، من رأسه إلى أسفله فهو لك، فمدّ منذر يده إليه، وأخذه والخجل باد على وجهه، وبدأ يذكر قائمه، وما قالته العرب فيه، ثم بما يلى ذلك، إلى أن انتهى، وتركه بين يدى ابن أبى عبدة، فعجب وعجب الحاضرون من سعة علمه، وكثرة حفظه، وأمر به ابن أبى عبدة أن يخرج إلى غلامه، فاستعفاه من ذلك، فأبى إلا إخراجه فأخرج، ودعا بإحضار سيف آخر فركب به.
وسأل المنذر يوما محمد بن مبشر الوزير: كيف تأمر المرأة بالنّون الثقيلة، من «غزا يغزو» ؟ فأجال ابن مبشّر فيها فكره، فلم يتجه له جوابها، فقال له:
يا أبا الحكم، ما رأيت أشنع من مسألتك، الله يأمرها أن تقرّ فى بيتها، وأنت تأمرها بالغزو! ولأبى الحكم المنذر هذا شعر حسن؛ يدل عليه هجاؤه لأبى محمد بن عبد الجبار الذى استولى على الأندلس، وكونه خلّصه من نصف النسب، وقدح فيه بنصفه، وهو قوله:
لئن كرمت فروعك من قريش
…
لقد خبثت فروعك من نوار
فنصفك كامل من كلّ مجد
…
ونصفك كامل من كلّ عار