الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال فى صبى نصرانىّ من نصارى الفرنج واسمه نسطاس:
أقول وقد مرّ نسطاس بى
…
وقلبى فيه عذاب أليم
وقد ماس كالبان فوق الكثيب
…
وأقبل يرنو بألحاظ ريم [1]
لئن كان فى النار هذا غدا
…
فإنى أحبّ دخول الجحيم
وقوله:
انظر إلى حسن وحسن عذاره
…
لترى محاسن تسحر الأبصارا
فإذا رأيت عذاره
…
لترى محاسن تسحر الأبصار
فإذا رأيت عذاره فى خدّه
…
أبصرت ذا ليلا وذاك نهارا [2]
كان هذا الفاضل موجودا فى سنة خمسين وأربعمائة بصقلّية، وأظنه عاش بعد ذلك مدّة [3].
624 - محمد بن الحسن الزّبيدىّ النحوىّ الأندلسىّ أبو بكر
«1»
من الأئمة فى اللّغة والعربية. ألّف فى النحو كتابا سماه الواضح [4] واختصر كتاب العين [5] اختصارا حسنا، وجمع كتابا فى الأبنيه، وكتابا فى لحن العامة.
[1] ماس: تبختر: والبان: شجر ينمو ويطول فى استواء، والريم: الظبى الخالص البياض؛ وأصله بالهمز.
[2]
العذار: الشعر النازل على الذقن.
[3]
قال ابن مكتوم: «محمد بن الحسن الطوبى صاحب ديوان الإنشاء بصقلية لعلى بن الحسين الكليبين كذا ذكره صاحب الديباجة، وذكره ابن القطاع فى كتاب الدرة الخطيرة وأورد له صاحب الديباجه أشعارا كثيرة منها قوله:
إحذر صديقك إنه
…
يخفى عليك ولا يبين
إن الصدور مبارز
…
لك والصديق هو الكمين.
وقوله: كأنما عذاره
…
والخدّ منه أحمر
غلالة وردية
…
فيها طراز أخضر
[4]
من هذا الكتاب نسخة مصورة بدار الكتب المصرية عن الأصل المحفوظ بمكتبة الجامع المقدس بصنعاء.
[5]
نشر في روما سنة 1890 م بتحقيق الأستاذ جويدي. من هذا المختصر نسخ خطية متعددة بدار الكتب المصرية وانظر كشف الظنون ص 1442.
وكتابا فى أخبار النحويين [1]. ورسالة الانتصار للخليل [2]؛ فيما ردّ عليه فى العين. إلى غير ذلك [3]، وله شعر جميل كثير، فمن ذلك ما كتب به إلى أبى مسلم بن فهد:
أبا مسلم إن الفتى بجنانه
…
ومقوله لا بالمراكب واللّبس
وليس ثياب المرء تغنى قلامة
…
إذا كان مقصورا على قصر النفس
وليس يفيد العلم والحلم والحجا
…
أبا مسلم طول القعود على الكرسى
وكان الحكم المستنصر استدعاه من إشبيليّة إلى قرطبة لفضله والاستفادة منه، واستأذنه فى العود إلى وطنه فلم يأذن له. فكتب إلى جارية له هناك اسمها سلمى:
ويحك يا سلم لا تراعى
…
لا بدّ للبين من زماع
لا تحسبينى صبرت إلّا
…
كصبر ميت على النّزاع
ما خلق الله من عذاب
…
أشدّ من وقفة الوداع
ما بينها والحمام فرق
…
لولا المناجاة والنواعى
إن يفترق شملنا وشيكا
…
من بعد ما كان ذا اجتماع
فكلّ شمل إلى فراق
…
وكل شعب إلى انصداع
وكل قرب إلى بعاد
…
وكل وصل إلى انقطاع
توفى أبو بكر الزّبيدىّ قريبا من الثمانين والثلاثمائة. روى عنه ابنه أبو الوليد محمد وأبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن زكريا الزهرىّ المعروف بابن الإقليلىّ.
[1] منه نسخة مصوّرة بدار الكتب المصرية رقم 876 تاريخ، عن نسخة مخطوطة بمكتبة نوو عثمانية بإستانبول، وله مختصر نشر فى مجلة الدروس الشرقية يروما بتحقيق الأستاذ كرنكو سنة 1919 م ونشر فى مجلد صغير. وانظر معجم المطبوعات ص 962، وفهرس دار الكتب المصرية (4: 333).
[2]
هو جزء من كتابه مختصر العين وسماه السيوطى فى المزهر، (1: 79) استدراك الغلط الواقع فى كتاب العين، ونقل جزء منه، وعلق عليه.
[3]
وذكر السيوطى أنه ألف كتابا فى الرد على ابن مسرة وأهل مقالته؛ سماه هتك ستور الملحدين.