الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
576 - محمد بن أحمد أبو المظفّر الأبيوردىّ
«1»
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور ابن معاوية بن محمد بن عثمان بن عقبة بن عنبسة بن أبى سفيان صخر بن حرب الأموىّ أبو المظفر بن أبى العباس الأبيوردىّ المعاوىّ، أوحد عصره، وقريد دهره فى معرفة اللغة والأنساب وغير ذلك. وأورد فى شعره ما عجز عنه الأوائل؛ من معان لم يسبق إليها. وأليق ما وصف به بيت أبى العلاء المعرىّ:
وإنّى وإن كنت الأخير زمانه
…
لآت بما لم تستطعه الأوائل [1]
وله تصانيف كثيرة. منها تاريخ أبيورد ونسا [2]، والمختلف والمؤتلف
[1] شروح سقط الزند ص 525.
[2]
نسا: مدينة بخراسان قريبة من أبيورد؛ خرج منها جماعة من العلماء؛ منهم أبو عبد الرحمن أحمد النسائى المحدث المتوفى سنة 303.
وطبقات كل فن، وما اختلف وائتلف فى أنساب العرب، وله فى اللغة مصنّفات ما سبق إليها [1].
وكان حسن السيرة جميل الأمر منظرانيا من الرجال، ذكره أبو زكريا بن منده [2] فى تاريخ أصبهان فقال:
«فخر الرؤساء، أفضل الدولة، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، متصرف فى فنون جمة من العلوم، عارف بأنساب العرب، فصيح الكلام، حاذق بتصنيف الكتب وافر العقل، كامل الفضل، فريد دهره، ووحيد عصره. وكان فيه تيه وتكبر وعزة نفس. وكان إذا صلّى يقول: اللهم ملّكنى مشارق الأرض ومغاربها. قال البديع الهمذانىّ [3]: فلمته على ذلك، فكتب إلىّ بهذه الأبيات:
يعيّرنى أخو عجل إبائى
…
على عدمى وتيهى واختيالى
ويعلم أننى فرط لحىّ
…
حموا خطط المعالى بالعوالى [4]
[1] وذكر منها ياقوت من مصنفاته أيضا: قبسة العجلان فى نسب آل سفيان، ونهزة الحافظ والمجتبى من المجتنى فى رجال كتاب أبى عبد الرحمن النسائى فى السنن المأثورة وشرح حديثه، وتعلة المشتاق إلى ساكنى العراق، وكوكب المتأمل يصف فيه الخيل، وتعلة المقرور فى وصف البرد والنيران وهمذان والدرة الثمينة وصهلة القارح رد فيه على المعرى. وله فى دار الكتب الصرية كتاب فى المحاضرات، يعرف بزاد الرفاق يشتمل على مناظرات مع أرباب النجوم ونقض لجحجهم، مخطوط برقم (582 أدب).
[2]
هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب المعروف بابن منده، تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 27.
[3]
هو أبو على أحمد بن سعيد بن على العجلى الهمذانى. ذكره السمعانى وأورد بعض أخباره مع الأبيوردىّ. وقال عنه: «إمام فاضل لطيف الطبع مليح الشعر عرف بالبديع، وأدرك الشوخ وأكثر من الحديث، وسمعته منه فى النوبة الأولى بهمذان» . الأنساب ص 385 ا.
[4]
عوالى الرماح: أسنتها. والفرط هنا: المتقدم على القوم. وفى الأصلين: «من فرط» وصوابه من معجم الأدباء.
فلست لحاصن إن لم أزرها
…
على نهل شبا الأسل الطّوال
وإن بلغ الرجال مداى فيما
…
أحاوله فلست من الرجال
وقال البديع أيضا: أردت يوما القيام فشدّ الأبيوردىّ عضدى حتى قمت، ثم قال: أموىّ يعضد عجليا، كفى بذلك شرفا! وكتب الأبيوردىّ قصة إلى الخليفة وكتب عليها:«العبد المعاوىّ» نسبة إلى معاوية الأصغر بن محمد بن عثمان بن عقبة، فكره الخليفة هذه النسبة، وأمر فكشطت الميم، فصار:«العاوى» ، وردّها.
وقال الأبيوردىّ: أقمت ببغداذ عشرين سنة حتى أمرّن طبعى بالعربية، وبعد فأنا أرتضخ لكنة.
وقال أحمد بن سعيد العجلىّ: ركبت يوما أمضى إلى العسكر ظاهر همذان والسلطان كان نازلا على بابها، فرأيت الأديب الأبيوردىّ راجعا من العسكر، فقلت له: من أين؟ فأنشد ارتجالا:
ركبت طرفى [1] فأذرى دمعه أسفا
…
عند انصرافى منهم مضمر الياس
وقال حتّام تؤذينى فإن سنحت
…
حوائج لك فاركبنى إلى الناس
وشعره كثير [2]، قد فنّنه فنونا على البلاد؛ فمنه العراقيات [3]، ومنه النجديّات [4] إلى غير ذلك [4].
[1] الطرف: الكريم من الخيل.
[2]
من ديوانه نسخ مخطوطة متعدّدة بذار الكتب المصرية. وطبع بالمطبعة العثمانية فى لبنان سنة 1217، وبالمطبعة الأنسية ببيروت سنة 1327، وطبع جزء منه باسم مقطعات الأبيوردى فى الافتخار وشكوى الزمان وفى الأوصاف والمخاطبات وغير ذلك. كما شرح هذا الجزء الشيخ عمر بن القوام المعروف بالنظام من علماء القرن الثانى عشر، وسماه:
جهد المقل وجهد المستدل، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم (527 أدب).
[3]
أكثر العراقيات فى مدح المقتدر والمستظهر ووزرائهما، ومنها نسخة فى باريس وأيا صوفيا. وانظر تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 3:29.
[4]
ومنه جزء يعرف بالوجديات، ومنه نسخ فى برلين ومنشن وأكسفورد. (زيدان 3:؟؟؟).