الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
760 - معاذ بن عبد الله بن طاهر البلوىّ الإشبيلىّ أبو عمرو النحوىّ اللغوىّ
«1»
أخذ عن أبى بكر بن القوطيّة اللغوىّ والرّياحىّ وغيرهما. وكان عالما باللغة والعربية، بارعا فى الآداب، قديم الطلب. وتوفى سنة ثمان عشرة وأربعمائة، ومولده سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. ذكره ابن خزرج.
761 - معاذ بن مسلم الهرّاء
«2»
كان يبيع الثياب الهرويّة، فسمّى بذلك؛ نحوى كوفىّ، وهو أستاذ الكسائىّ، وله شعر كشعر النحاة ومنه:
وما كان على الجئ
…
ولا الهئ امتداحيكا [1]
الهئ: دعاء الحمار للعلف. والجئ: دعاؤه للماء.
قال محمد بن إسحاق النديم فى كتابه: «معاذ الهرّاء عم الرّؤاسىّ. يكنى أبا على من موالى محمد بن كعب [القرظىّ [2]]، وقيل كنيته أبو مسلم كنّاه بذلك أبوه، ثم ولد له ولد آخر [سمّاه عليا [3]] فكنّاه به. وكان معاذ صديقا للكميت [4]، فأشار عليه
[1] اللسان (جيأ- هيأ).
[2]
من الفهرست؛ وهو محمد بن كعب بن سليم القرظى أبو حمزة، من حلفاء الأوس، وكان أبوه من سبى قريظة. سكن الكوفة ثم المدينة، ومات سنة 108. (تهذيب التهذيب 9: 431).
[3]
من الفهرست
[4]
هو الكميت بن زيد بن الأخنس أبو المستهل الأسدى، شاعر إسلامى عاش فى الدولة الأموية، وكان معروفا بالتشيع. (وانظر ترجمته فى الشعر والشعراء 562 - 566، والأغانى 15: 108 - 125).
بالخروج من عمل القرى، وكان شديد العصبية على المضرية، فلم يقبل منه، فلمّا قبض خالد على الكميت وحبسه اغتمّ معاذ وقال:
نصحتك والنّصيحة إن تعدّت
…
هوى المنصوح عزّ لها القبول
فخالفت الذى لك فيه رشد
…
فغالت دون ما أمّلت غول
فعاد خلاف ما تهوى خلافا
…
له عرض من البلوى وطول
فبلغ الكميت قوله، فكتب إليه:
أراك كمهدى الماء للبحر حاملا
…
إلى الرّمل من يبرين متّجرا رملا [1]
وعاش معاذ الهرّاء إلى أيام البرامكة، وقد ولد فى أيام يزيد بن عبد الملك، ومات فى السّنة التى نكب فيها البرامكة سنة سبع وثمانين ومائة. وكان له أولاد وأولاد أولاد، ماتوا كلّهم وهو باق، ولم يصنّف شيئا فيما علمته [2].
وذكر المرزبانىّ معاذا فقال: «معاذكم هذا هو معاذ بن مسلم، ويكنى أبا علىّ؛ وقيل أبا مسلم، وهو نحوىّ، مولى محمد بن كعب القرظىّ» . قال المرزبانىّ:
«وروى العنبرىّ فى حديث: أن الهرّاء يكنى أبا محمد» .
قال عبد الله بن جعفر: «قالوا: كانت كنية معاذ الهراء أبا علىّ، وابنه يسمى عليّا» ؛ قال: «وروى عن أبى عبيد أنه قال: سألت أصحابنا عن كنيته فقيل: أبوه كان كنّاه أبا مسلم؛ فلما ولد ابنه علىّ قيل له أبو علىّ؛ فغلب ذلك عليه، وعرف بابنه» .
[1] يبرين: من أصقاع البحرين، وهناك الرمل الموصوف بالكثرة. (ياقوت).
[2]
فى الفهرست: «ولا كتاب له يعرف» .
قال: «وكان من موالى محمّد بن كعب القرظىّ [1]» .
وقال إسحاق بن الجصّاص: كان معاذ بن مسلم الهرّاء النحوىّ يبيع الهروىّ بالكوفة. وقال إسحاق أيضا: كان معاذ تاجرا يبيع الثّياب الهرويّة؛ ويصنّف كتب النّحو فى أيام بنى أميّة؛ ولم يعرف له كتاب يؤثر عنه؛ وقد روى معاذ الحديث وروى عنه، وحكيت عنه حكايات فى القراءات كثيرة، وكان صالح العلم بالعربية؛ ولكنه ليس من أعلام النحويين، وهو أحد من أخذ عنه الفرّاء.
قال المرزبانىّ: «وقيل إن الفرّاء أستاذ الكسائىّ، وكان يتشيّع» .
وقال بعض كتاب معاذ بن مسلم: صحبت معاذا، فسأله رجل ذات يوم:
كم سنّك؟ قال ثلاث وستون. قال: ثم مكث معه بعد ذلك سنين، ثم سأله رجل: كم سنّك؟ قال: ثلاث وستون. فقلت: أنا معك منذ إحدى وعشرين سنة؛ كلّما سألك إنسان عن عمرك قلت: ثلاث وستون سنة؛ فقال: لو كنت معى إحدى وعشرين سنة أخرى ما قلت الا هذا، وقد هجاه بعض الشعراء [2] فقال:
إنّ معاذ بن مسلم رجل
…
قد ضجّ من طول عمره الأبد
[1] فى الحيوان (6: 327)«مولى القعقاع بن شور» ، وهو من كبار الأمراء فى الدولة الأموية.
[2]
هو الخزرجىّ، كما ذكره الجاحظ فى الحيوان:(7: 51)، وقد ذكر ابن خلكان أن صاحب الشعر هو أبو السرى سهل بن أبى غالب الخزرجى، وقد ذكر فى نهاية الترجمة أن أبا السبرى هذا نشأ بسجستان، وادّعى رضاع الجن، وأنه صار إليهم، ووضع كتابا ذكر فيه أمراء الجن وحكمتهم وأنسابهم وأشعارهم، وزعم أنه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد بالعهد، فقر به الرشيد، وابنه الأمين، وزبيدة أم الأمين، وبلغ معهم وأفاد منهم. وله أشعار حسان وضعها على الجن والشياطين والسعالى. وقال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت فقد رأيت عجبا، وإن كنت ما رأيته فقد وضعت أدباء والأبيات فى الحيوان (3: 423، و 6:
327، و 7: 51)، منسوبة إلى محمد بن مناذر، وبدون نسبة فى عيون الأخبار (4: 59 - 60).
قد شاب رأس الزّمان واكتهل الده [1]
…
ر وأثواب عمره جدد [1]
يا نسر لقمان كم تعيش وكم
…
تسحب ذيل الحياة يا لبد [2]
قد أصبحت دار آدم خربت
…
وأنت فيها كأنك الوتد [3]
ورأى رجل معاذا الهرّاء بعد نكب الرشيد بالبرامكة، فسأله عن مولده فقال:
ولدت فى أيام يزيد بن عبد الملك- أو فى أيام عبد الملك، وأنشد فى بنى برمك:
إن بنى برمك أتاهم
…
جهر من الموت غير سرّ
[1] فى الحيوان: «واختضب الدهر» . وفى ابن خلكان بعد هذا البيت:
قل لمعاذ إذا مررت به
…
قد ضج من طول عمرك الأمد
[2]
لبد، كزفر: آخر نسور لقمان، وفى الأساطير أن لقمان كان أطول الناس عمرا بعد الخضر، وأنه أعطى عمر سبعة أنسر، فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله فى الجبل الذى. هو فى أصله فيعيش منه ما عاش، فإذا مات أخذ آخر فرباه، حتى كان آخرها لبدا، وكان أطولها عمرا، فقيل:«طال الأبد على لبد» ، وفى ذلك يقول الضبى:
أو لم ترى لقمان أهلكه
…
ما افتات من سنة ومن شهر
وبقاء نسر كلما انقرضت
…
أيامه عادت إلى نسر
وانظر المعمرين 3 - 4، وحياة الحيوان (2: 490).
[3]
بقية الأبيات كما فى ابن خلكان:
تسأل غربانها إذا نعبت
…
كيف يكون الصداع والرمد
مصححا كالظليم ترفل فى
…
برديك مثل السعير تتقد
صاحبت نوحا ورضت بغلة ذى ال
…
قرنين شيخا لولدك الولد
فارحل ودعنا لأن غايتك ال
…
موت وإن شد ركنك الجلد