الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: هو النرد، وأول من لعب به أردشير [1]، فنسب إليه. وفى هذا القول نظر؛ فإن النّرد أقدم من أردشير المشهور.
وكان ينفرد بأشياء من تفسير الأخبار وغيرها، لا يتابعه أحد فيها. وسببه إعجابه بنفسه. توفّى بأصبهان فى حدود سنة عشر وخمسمائة.
605 - محمد بن أبى محمد بن محمد بن ظفر»
المكى الأصل، المغربىّ المنشأ. سكن الشام فى الشطر الآخر من عمره؛ يلقب بالحجّة. أقام بحماة [2] وأمّه الطلبة بها، وصنّف التصانيف الجميلة فى أنواع الآداب، وفسّر القرآن تفسيرا جميلا فى مصنّف سماه الينبوع [3]، ومات بحماة فى سنة سبع أو ثمان وستين وخمسمائة [4]. وأدركت ولده بحلب فى حاضرها يعلّم الصبيان وهو أكسد من باقل، لا ينقل عنه من أهلها ناقل. واستجزت منه رواية كتب أبيه التى رواها عنه، وكتب لى بذلك خطه، وهو عندى. ثمّ مات رحمه الله فى حدود سنة ستمائة بعدها بقليل.
[1] هو أردشير بن بابك، من الطبقة الرابعة من ملوك الفرس؛ وهم الأكاسرة الساسانية، وجميع الأكاسرة الذين كان آخرهم يزدجرد بن شهريار من ولده. وانظر تاريخ أبى الفداء (1: 47).
[2]
حماة: مدينة بالشام على نهر العاصى، وهى مولد أبى عبد الله ياقوت الحموى صاحب معجم الأدباء.
[3]
سماه صاحب كشف الظنون: ينبوع الحياة ومنه ثلاثة جزاء مخطوطة فى دار الكتب المصرية رقم 310 تفسير.
[4]
فى ابن خلكان أن وفاته كانت سنة 575.
دخل صقليّة فى سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وصنف بها كتاب سلوان المطاع فى عدوان الأتباع [1]. بلغنى عن أبى اليمن زيد بن الحسن الكندىّ أنه قال: أحلت برزق لى على ديوان حماة، فسرت إليها لأجل ذلك، فلما حللتها جمع الجماعة بينى وبين الحجّة، وجرت بيننا مناظرة فى النحو واللغة، فأوردت عليه مسائل فى النحو لم يمش فيها. وكان حاله فى اللغة قريبا، فلما كاد المجلس أن يتقوّض قال الحجّة: الشيخ تاج الدين أخبر منّى بالنحو، وأنا أخبر باللغة منه، فقلت:
الأوّل مسلّم، والثانى ممنوع، وقمنا عن المجلس. وسألت من رآه فقال: كان رجلا دميم الخلقة قصير القامة جدا، لم يكن صبيح الوجه. ورأيت له شرح المقامات [2] قد صنّفها لأهل المغرب، وقد نقل ألفاظها من نسخة سقيمة، فصحّف وشرح التصحيف، وسمعت أنه كان يعتذر من ذلك إذا قيل له ويقول: هو أمر أحدثه العجلة وبعد الدار.
ولمّا خوطب نور الدين محمود بن زنكى [3] فى تقرير رزق له يستعين به على إفادة العلم بحماة، اقتضت مكارمه أن يطلق له فى كل شهر سبعين قرطاسا، يكون عليها سبع الدراهم فضّة فى كل شهر. وهذا غاية ما يكون من الخسّة. وأهل حماة
[1] صنفه لبعض القواد بصقلية سنة 554، ورتبه على خمس سلوانات: فى التفويض ونتائجه، والتأسى وفوائده، والصبر وعوائده، والرضا وميامنه، والزهد. طبع بمصر فى سنة 1278، وطبع فى تونس سنة 1279، وفى بيروت سنة 1300؛ وترجمه إلى اللغة الايطالية أمارى، وطبع بفلورنسا سنة 1851 م، ومنها ترجم إلى اللغة الإنجليزية، وطبع بلندن سنة 1852 م، ونقله إلى التركية قره خليل زاده، وطبع فى الآستانة سنة 1285 هـ. ومنه نسخ خطية متعدّدة بدار الكتب المصرية. وانظر معجم المطبوعات 149، ودائرة المعارف الإسلامية 1:218. وقد نظمه أبو عبد الله بن على السنجارى المتوفى سنة 799.
[2]
ذكره صاحب كشف الظنون ص 1788، وسماه التنقيب على ما فى المقامات من الغريب.
[3]
تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 344.
قوم لا يعرفون كرما، ويعتدّون البذل مغرما، فبقى فى غمرات الفقر شطر عمره.
ولقد بلغنى أنه زوّج بنته من الحاجة لغير كفء، وأن الزوج رحل بها عن حماة، وباعها ببعض البلاد. فسبحان من يصرّف الأحوال على ما يعلمه عز وجل! وله شعر، منه:
فنحن بقربه فيما اشتهينا
…
وأحببنا فما اخترنا وشينا
يقينا ما نخاف وإن ظننّا
…
به خيرا أراناه يقينا
وله أيضا:
على قدر فضل المرء تأتى خطوبه
…
ويعرف عند الصبر فيما يصيبه
ومن قلّ فيما يتّقيه اصطباره
…
فقد قلّ فيما يرتجيه نصيبه
وله من التصانيف: كتاب الينبوع فى تفسير القرآن، كبير. كتاب سلوان المطاع فى عدوان الأتباع. كتاب البشر بخير البشر [1]. كتاب أنباء نجباء الأبناء [2]. كتاب الحاشية على درّة الغوّاص. كتاب شرح المقامات صغير. كتاب شرح المقامات، كبير [3].
[1] فى علامات النبوّة، طبع بمصر سنة 1280.
[2]
طبع بمطبعة التقدم بمصر (بدون تاريخ).
[3]
ذكر له ياقوت من المصنفات أيضا: التفسير الكبير، وهو غير كتاب ينبوع الحياة، والاشتراك اللغوى، والاستنباط المعنوى، والقواعد والبيان فى النحو، وأساليب الغاية فى أحكام آية، وإكسير كيمياء التفسير، وأرجوزة فى الفرائض، وملح الفقه وهو فيما اتفق لفظه واختلف معناه، ومعاقبة الجرىء على معاتبة البرىء. وزاد الصفدى فى الوافى:
كتاب الجنة من فرق أهل السنة فى الاعتقاد، والمعادات، والبشخين فى أصول الدين، وكشف الكسف فى نقص الكتاب المسمى بالكسف، والإنباء عن الكتاب المسمى بالإحياء، وممالك الأذكار فى مسالك الأفكار، والخوذ الواقية والعوذ الراقية، ونصائح الذكرى، والإشارة إلى علم العبارة، ومختصر النحو.