الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
758 - المطهر بن سلار البصرىّ النحوىّ اللغوىّ أبو زيد المعروف بالسّروجىّ
«1»
صاحب أبى محمد القاسم بن علىّ الحريرىّ البصرىّ؛ صاحب المقامات، الذى أنشأ المقامات على لسانه. كان فيه فضل وأدب، وله معرفة بالنحو واللغة [و] العربية. قرأ على أبى محمد الحريرىّ بالبصرة، وتخرج به، وروى عنه.
وروى القاضى أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائىّ الواسطىّ عنه ملحة الإعراب فى النحو، نظم أبى محمد الحريرىّ، وذكر أنه سمعها منه عن الحريرىّ، وقال: قدم علينا واسطا فى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة فسمعنا منه، وتوجه منها مصعدا إلى بغداذ، فوصلها وأقام بها مدّة يسيرة وتوفى بها.
759 - معمر بن المثنىّ أبو عبيدة التيمىّ البصرىّ
«2»
النحوىّ العلامة. يقال إنه ولد فى سنة عشر ومائة، فى الليلة التى مات فيها الحسن البصرىّ. وقال الجاحظ: لم يكن فى الأرض خارجىّ ولا جماعىّ أعلم
بجميع العلوم منه. قدم بغداذ فى أيام هارون الرشيد، وقرأ عليه بها أشياء من كتبه، وأسند الحديث عن هشام بن عروة [1] وغيره، وروى عنه من البغداذيين وغيرهم علىّ ابن المغيرة الأثرم، وأبو عبيد القاسم بن سلّام، وأبو عثمان المازنىّ، وأبو حاتم السّجستانىّ، وعمر بن شبة النّميرىّ فى آخرين.
وإسحاق بن إبراهيم هو الذى أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فورد أبو عبيدة فى سنة ثمان وثمانين ومائة بغداذ، فأخذ إسحاق عنه، وعن الأصمعىّ علما كثيرا.
وقال أبو عبيدة: أرسل إلىّ الفضل بن الربيع إلى البصرة فى الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره؛ فأذن لى فدخلت عليه، وهو فى مجلس له طويل عريض، فيه بساط واحد قد ملأه، وفى صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسىّ، وهو جالس عليها، فسلّمت بالوزارة، فردّ وضحك إلىّ، واستدنانى حتى جلست مع فرشه، ثم سألنى وألطفنى وبسطنى وقال: أنشدنى، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية؛ فقال لى: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من ملح الشعر، فأنشدته فطرب وضحك، وزاد نشاطه. ثم دخل رجل فى زىّ الكتّاب، له هيئة، فأجلسه إلى جانبى وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أبو عبيدة علّامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرّظه لفعله هذا وقال لى: كنت إليك مشتاقا، وقد سئلت عن مسألة؛ أفتأذن لى أن أعرّفك
[1] هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. حدّث عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه، وروى عنه شعبة ومالك. قال ابن سعيد: كان هشام ثبتا كثير الحديث حجة؛ توفى سنة 146. تذكرة الحفاظ (1: 136).
إياها؟ قلت: هات، قال: قال الله عز وجل: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ
[1]
وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلّم الله العرب على قدر كلامهم؛ أما سمعت قول امرىء القيس:
أيقتلنى والمشرفىّ مضاجعى
…
ومسنونة زرق كأنياب أغوال [2]
وهم لم يروا الغول قط؛ ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتابا فى القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علمه، ولمّا رجعت إلى البصرة عملت كتابى الذى سميته المجاز وسألت عن الرجل فقيل لى: هو من كتّاب الوزير وجلسائه؛ يقال له إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب العبرتانىّ [3].
وبلغ أبا عبيدة أن الأصمعىّ يعيب عليه تأليفه كتاب المجاز فقال: يتكلّم فى كتاب الله تعالى برأيه، فسأل عن مجلس الأصمعىّ فى أى يوم هو، فركب حماره فى ذلك اليوم، ومرّ بحلقة الأصمعىّ، فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه ثم قال له:
يا أبا سعيد، ما تقول فى الخبز، أىّ شىء هو؟ قال: هو الذى نأكله ونخبزه.
قال أبو عبيدة: قد فسّرت كتاب الله برأيك؛ فإن الله قال: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً
[4]
، فقال الأصمعىّ: هذا شىء بان لى فقلته؛ لم أفسّره برأى. فقال أبو عبيدة:
والذى تعيب علينا كلّه شىء بان لنا فقلناه، ولم نفسّره برأينا، وقام فركب حماره وانصرف.
[1] سورة الصافات آية 65.
[2]
ديوانه ص 60.
[3]
منسوب إلى عبرتا، وهى قريبة من أعمال بغداد.
[4]
سورة يوسف آية 36.
وأنشد إسحاق الموصلىّ يمدح أبا عبيدة ويعرّض بالأصمعىّ، بقوله للفضل ابن الربيع:
عليك أبا عبيدة فاصطنعه
…
فإن العلم عند أبى عبيده
فقدّمه وآثره علينا
…
ودع عنك القريد بن القريده
قال أبو عبيدة: أدخلت على الرشيد فقال لى: يا معمر؛ بلغنى أن عندك كتابا حسنا فى صفة الخيل، أحبّ أن أسمعه منك، فقال الأصمعىّ: ما نصنع بالكتب؛ يحضر فرس، ونضع أيدينا على عضو عضو ونسمّيه، ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام، فرس. فأحضر فرس، فقام الأصمعىّ وجعل يده على عضو عضو ويقول: هذا كذا قال فيه الشاعر كذا؛ حتى انقضى قوله، فقال لى الرّشيد: ما تقول فيما قال؟ قال: قلت: قد أصاب فى بعض وأخطأ فى بعض؛ فالذى أصاب فيه تعلّمه منى، والذى أخطأ فيه لا أدرى من أين أتى به!.
وزعم الباهلىّ صاحب كتاب المعانى أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعىّ اشتروا البعر فى سوق الدّر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدّرّ فى سوق البعر؛ والمعنى أن الأصمعىّ كان حسن الإنشاد والزّخرفة لردىء الأخبار والأشعار حتى يحسن عنده القبيح، وإن الفائدة عنده مع ذلك قليلة، وإن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة، وفوائد كثيرة، والعلوم عنده جمّة.
وتكلّم أبو عبيدة يوما فى باب من العلم، ورجل يكسر عينه حياء له يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة:
يكلّمنى ويخلج حاجبيه
…
لأحسب عنده علما دفينا
وما يدرى قبيلا من دبير [1]
…
إذا قسم الذى يدرى الظنونا
ولم يكن أبو عبيدة يفسّر الشعر.
قال المبرّد محمد بن يزيد: كان أبو زيد أعلم من الأصمعىّ وأبى عبيدة بالنّحو، وكانا بعده يتقاربان، وكان أبو عبيدة أكمل القوم، وكان على بن المدينىّ يحسّن ذكر أبى عبيدة ويصحّح روايته. وقال: كان لا يحكى عن العرب إلا الشىء الصحيح.
وكان سبب موت أبى عبيدة أن محمد بن القاسم بن سهل النّوشجائىّ [2] أطعمه موزا فمات منه، ثم أتاه أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال له: ما هذا يا أبا جعفر! قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلنى به! لقد استحليت قتل العلماء.
قال الصّولىّ: ومات أبو عبيدة سنة تسع ومائتين، وقال غيره: وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
وفى كتاب ابن عفير عن أبيه قال: مات أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيمىّ سنة إحدى عشرة ومائتين. وقال غيره: مات فى سنة عشر، وقيل فى سنة تسع، وقيل فى سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثمان وتسعون سنة، وهو مولى لبنى عبيد الله ابن معمر التّيمىّ، تيم مرة بن كعب بن لؤىّ. وكان يكثر ذكر العرب حتى نسب إلى الشّعوبية [3]، وله كتاب فى ذلك.
[1] أى ما يدرى الأمر مقبلا ولا مدبرا.
[2]
النوشجانىّ، بضم النون وسكون الواو والشين: منسوب إلى نوشجان؛ وهى بلدة من بلاد فارس.
[3]
الشعوبية: فرقة لا تفضل العرب على العجم ولا على غيرهم، والنسبة إلى الجمع لغلبته على الجيل الواحد وهم العجم؛ كما قالوا أنصارىّ. (تاج العروس).
قال له بعض الأجلّاء: تقع فى الناس، فمن أبوك! قال أبو عبيدة: أخبرنى أبى عن أبيه أنه كان يهوديا من أهل باجروان [1]. فمضى الرجل وتركه.
ولم يكن أحد بالبصرة إلا وهو يداجى أبا عبيدة، ويتّقيه على عرضه، وكان يميل إلى مذهب الخوارج. وقال أبو حاتم: كان أبو عبيدة يكرمنى على أنّنى من خوارج سجستان. وقال التوّزىّ: دخلت على أبى عبيدة مسجده وهو جالس وحده ينكت فى الأرض، فقال لى: من القائل:
أقول لها وقد جشأت وجاشت
…
مكانك تحمدى أو تستريحى
فقلت: قطرىّ بن الفجاءة [2]، فقال: فضّ الله فاك! هلا قلت: هو لأمير المؤمنين أبى نعامة [3]! ثم قال لى: اجلس واكتم علىّ ما سمعت منى، قال: فما ذكرته حتى مات.
[1] باجروان: قرية من ديار مضر بالجزيرة.
[2]
كذا ذكره المؤلف وابن خلكان، والصحيح أن هذا البيت من أبيات أربعة لابن الإطنابة؛ أوردها القالى فى أماليه (1: 258)؛ وهى بروايته:
أبت لى عفتى وأبى بلائى
…
وأخذى الحمد بالثمن الربيح
وإعطائى على الإعدام مالى
…
وضربى هامة البطل المشيح
وقولى كلما جشأت وجاشت
…
رو يدك تحمدى أو تستريحى
لأدفع عن مآثر صالحات
…
وأحمى بعد عن عرض صحيح
وهى أيضا فى عيون الأخبار 1: 126، وابن أبى الحديد 2: 286، وشواهد المغنى 186، والطبرىّ 6:13. وصحة الخبر ما رواه أبو الطيب اللغوىّ فى مراتب النحويين ص 73 عن التوزىّ:
«دخلت على أبى عبيدة وهو جالس فى مسجده وحده ينكت فى الأرض؛ فرفع رأسه إلىّ وقال: من القائل:
أقول لها وقد جشأت وجاشت
…
من الأطماع ويحك لن تراعى
فإنك لو سألت بقاء يوم
…
على الأجل الذى لك لم تطاعى
فقلت: قطرىّ بن الفجاءة الخارجىّ. قال: فض الله فاك! فهلا قلت: لأمير المؤمنين أبى نعامة
…
»
ثم ساق بقية الخبر.
[3]
هى كنية قطرى بن الفجاءة بن مازن الخارجىّ: كان زعيما من زعماء الخوارج؛ خرج زمن مصعب ابن الزبير سنة 66، وبقى عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة، وكان الحجاج يسير إليه جيشا بعد جيش؛ وهو يستظهر عليه، إلى أن توجه إليه سفيان بن أبرد الكلبى فظهر عليه وقتله سنة 78.
ابن خلكان (1: 430).
وكان يتّهم باللّواط، ولهذا لم يقبل الحكام قوله ولا شهادته.
قال الأصمعىّ: دخلت أنا وأبو عبيدة يوما المسجد، فإذا على الأسطوانة التى يجلس عليها مكتوب على نحو من سبعة أذرع:
صلّى الإله على لوط وشيعته
…
أبا عبيدة قل بالله آمينا
فقال: امح هذا، فركبت ظهره ومحوته بعد أن أثقلته إلى أن قال: أثقلتنى وقطعت ظهرى، فقلت له: قد بقيت الطّاء، فقال هى شرّ حروف هذا الشعر.
وكان يقول شعرا ركيكا، فمنه ما قاله فى خرّك ابن أخى يونس النحوىّ- وكان يتعشقه وهما هذان البيتان:
ليتنى ليتنى وليت وأنّى
…
ليتنى قد علوت ظهرك خرّك
فقرأنا كتابه وفضضنا
…
خاتما كان قبلنا لم يفكّك
وشهد عند عبد الله بن الحسن العنبرىّ ومعه رجل عدل، فقال أبو عبيد الله للمذعى: أما أبو عبيدة فقد عرفته، فزدنى شهودا.
وقرىء على عمارة بن عقيل بن بلال [1] بن جرير كلمة جرير التى أوّلها [2]:
طرب الحمام بذى الأراك فهاجنى
…
لا زلت فى فنن [3] وأيك ناضر
[1] هو عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى. كان من الشعراء الفصحاء، قدم من اليمامة فمدح المأمون ووجوه قوّاده. واتصل بإسحاق بن إبراهيم المصعبى وله فيه مدح كثير. واجتمع الناس وكتبوا شعره، وبقى إلى أيام الواثق ومدحه، وعمى قبل موته. (معجم الشعراء للمرزبانى ص 247، والأغانى 20: 183 - 188).
[2]
ديوانه 304.
[3]
فى الديوان: «غلل» ، والغلل: الماء ينساب بين الشجر، والأيك: الشجر الملتف.
فلما صاروا إلى قوله:
أما الفؤاد فلا يزال موكّلا
…
بهوى جمانة أو بريّا العاقر
فقال له: التوّزىّ: ما هما؟ فقال عمارة: ما يقول صاحبكم أبو عبيدة؟
قال: يقول: هما امرأتان، فضحك عمارة وقال: هما رملتان [1] عن يمين بيتى وشماله، فقال التوّزىّ: اكتب لمن كان هناك- وأظنه المبرّد- فاستكبرت ما قال إجلالا لأبى عبيدة، فقال: اكتب؛ فإن أبا عبيدة لو حضر هذا لأخذ هذا الضرب عنه، هذا بيت الرجل.
وحمل أبو عبيدة إلى الرشيد والأصمعىّ، فاختار الأصمعىّ لمجالسته؛ لأنه كان أصلح لمجالسة الملوك.
وكان أبو عبيدة إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه؛ وإذا تحدّث أو قرأ لحن اعتمادا منه لذلك ويقول: النحو محذور. وكان ألثغ وسخا؛ ولم يزل يصنّف حتى مات وقد أسنّ.
وسأله بعض الناس كتابا إلى بعض، فقال لمن حضر: اكتب عنى كتابا والحن فيه، فإن النحو محذور. وكان ربما اعتمد التصحيف، فما ينشده غير جاهل بذلك.
وكان ولد فى سنة عشر ومائة. وسأله الأمير جعفر بن سليمان بن على عن مولده فقال: قد سبقنى إلى الجواب عن مثل هذا عمر بن أبى ربيعة المخزومىّ، قيل له:
متى ولدت؟ فقال فى الليلة التى مات فيها عمر بن الخطاب، فأىّ خير رفع؛ وأىّ شر وضع! وإنى ولدت فى الليلة التى مات فيها الحسن بن أبى الحسن البصرىّ، وهى ليلة من سنة عشر ومائة، وجوابى جواب عمر بن أبى ربيعة.
[1] جمانة وريا؛ ذكرهما ياقوت، وأورد البيت والخبر.
قال أبو عبيدة: وقدمت على الفضل بن الربيع فقال: من أشعر الناس؟
قلت: الراعى، قال: وكيف فضّلته؟ قال: إنه ورد على سعيد بن عبد الرحمن الأموىّ فوصله فى يومه الذى لقيه فيه وصرفه، فقال [1]:
وأنضاء تحنّ إلى سعيد
…
طروقا ثم عجّلن ابتكارا [2]
حمدن مزاره ولقين منه
…
عطاء لم يكن عدة ضمارا [3]
فقال: ما أحسن ما اقتضيتنا يا أبا عبيدة! ثم غدا إلى الرشيد، فأخرج لى صلة، وأمر لى بشىء من ماله، وصرفنى.
وقال أبو عبيدة: دفعت إلى جعفر بن سليمان أمثالا فى الرّقاع؛ قيل لى:
كم كانت؟ قلت أربعة عشر ألف مثل؛ فانظر إلى هذه السّعة فى الرواية؛ وبين ما رواه أبو عبيد القاسم بن سلّام؛ فإنه لما اجتهد جاء بألف مثل.
وكان أبو عبيدة جبّاها [4]، واتّفق أن خرج إلى فارس قاصدا موسى بن عبد الرحمن الهلالىّ؛ فلما قدم عليه أوصى غلمانه بالاحتراز منه وقال: كلام أبى عبيدة دبق [5]، واتفق أن أحضر الطعام، فصبّ بعض الغلمان على ذيله مرقة، فقال له الهلالىّ:
قد أصاب ثوبك مرق، وأنا أعطيك عوضه عشرة أثواب، فقال له أبو عبيدة:
لا عليك؛ إنّ مرقكم لا يؤذى؛ أى ما فيه دهن، ففطن لها الهلالىّ وسكت.
[1] البيتان من قصيدة مطلعها:
ترجّى من سعيد بنى لؤى
…
أخى الأعياص أنواء غزارا
وانظر الأغانى (21: 118) و (اللسان- ضمر)، و (لباب الآداب 89 - 90).
[2]
الأنضاء: جمع نضو، وهو الدابة التى أهزلتها الأسفار، والطروق: المجئ ليلا قصد الحاجة.
وفى اللباب: «أنخن» .
[3]
الضمار: ما لا يرجى من الدين والوعد.
[4]
يقال: جبهت فلانا إذا استقبلته بكلام فيه غلظة.
[5]
الدبق فى الأصل: شىء يلتزق به كالغراء؛ يريد أن كلامه يعلق أثره.
وكان الأصمعىّ إذا أراد دخول المسجد يقول: انظروا لا يكون فيه ذاك- يعنى أبا عبيدة- خوفا من لسانه؛ فلما مات لم يحضر جنازته أحد؛ لأنه لم يكن يسلم من لسانه شريف ولا غيره. وكان مع ذلك كلّه وسخا مدخول الدين مدخول النسب.
قال علان الشّعوبىّ [1]: أبو عبيدة يلقب بسبّخت [2] من أهل فارس، أعجمىّ الأصل، وولد أبو عبيدة سنة أربع عشرة ومائة، وتوفى سنة عشر ومائتين، وقيل سنة إحدى عشرة، وقيل سنة ثمان، وقيل سنة تسع.
وله من الكتب التى صنّفها: كتاب مجاز القرآن. كتاب غريب القرآن كتاب معانى القرآن. كتاب غريب الحديث. كتاب الديباج. كتاب التاج. كتاب الحيوان. كتاب القابض. كتاب ابنى وائل. كتاب الحدود. كتاب حفرة [3] خالد. كتاب مسعود. كتاب البصرة. كتاب خبر الراوية. كتاب خراسان. كتاب مغارات قيس واليمن. كتاب حرب بنى بغيض. كتاب خوارج البحرين واليمامة. كتاب الموالى.
كتاب البله. كتاب الضيفان. كتاب الطروقة. كتاب مرج راهط.
كتاب المنافرات. كتاب القبائل. كتاب خبر البرّاض. كتاب القرائن. كتاب البازى. كتاب الحمام. كتاب الحيّات.
كتاب العقاب [4]. كتاب النّواكح. كتاب النّواشز. كتاب حضر
[1] أصله من الفرس، وكان راوية عارفا بالأنساب والمثالب والمنافرات منقطعا إلى البرامكة، أو ينسخ بيت الحكمة للرشيد والمأمون، وله كتاب فى مثالب العرب. ومصنفاته، وبقية أخباره فى الفهرست (105 - 106).
[2]
ذكره صاحب القاموس.
[3]
فى الفهرست، «جفوة خالدة» .
[4]
فى الفهرست وياقوت وابن خلكان: «كتاب العقارب» .
الخيل. كتاب الملاص. كتاب الأعيان. كتاب بيان باهلة [1].
كتاب أيادى الأزد. كتاب الخيل. كتاب الإبل. كتاب الإنسان. كتاب الزّرع. كتاب الرّحل. كتاب الدّلو.
كتاب البكرة. كتاب السّرج. كتاب اللّجام. كتاب الفرس.
كتاب السيف. كتاب الشوارد. كتاب الاحتلام [2]. كتاب الزوائد.
كتاب مقاتل الفرسان. كتاب نابه الرئيس. كتاب مقاتل الأشراف.
كتاب الشّعر والشعراء. كتاب فعل وأفعل. كتاب المصادر. كتاب المثالب. كتاب خلق الإنسان. كتاب الفرق. كتاب الخفّ.
كتاب مكة والحرم. كتاب الجمل وصفّين. كتاب بيوتات العرب.
كتاب اللغات. كتاب الغارات. كتاب المعاتبات. كتاب الملاومات كتاب الأضداد. كتاب مآثر العرب. كتاب القتالين. كتاب العققة. كتاب مآثر غطفان. كتاب الأرقاء. كتاب أسماء الخيل.
كتاب أدعية العرب. كتاب مقتل عثمان. كتاب قضاة البصرة.
كتاب فتوح إرمينية. كتاب فتوح الأهواز. كتاب لصوص العرب.
كتاب أخبار الحجاج. كتاب قصة الكعبة. كتاب الحمس من قريش.
كتاب فضائل الفرس. كتاب أعشار الجزور. كتاب الحاملين والحمالات.
كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب سلم بن قتيبة. كتاب روستيفياد. كتاب السواد وفتحه. كتاب مسعود بن عمر ومقتله. كتاب من شكر من العمال وحمد.
كتاب غريب بطون العرب. كتاب تسمية من قتل من بنى أسد.
كتاب الجمع والتثنية. كتاب الأوس والخزرج. كتاب محمد وإبراهيم
[1] فى الفهرست: «مناقب باهلة» .
[2]
فى الفهرست: «قامة الرئيس» .
ابنى عبد الله بن حسن بن حسين. كتاب الأيام الصغير خمسة وسبعون يوما. كتاب الأيام الكبير، ألف ومائتا يوم. كتاب أيام بنى يشكر وأخبارهم. كتاب أيام بنى مازن وأخبارهم.
وقال ابن نصر الكاتب فى كتابه المفاوضة: «حدّثنى الشيخ أبو القاسم ابن برهان النحوىّ قال: قال لنا أبو الحسن التميمىّ وقد سأله رجل مسألة من مسائل النّوكى فقال» : حضر مجلس أبى عبيدة رجل فقال: رحمك الله أبا عبيدة! ما العنجيد؟ قال: رحمك الله! ما أعرف هذا؟ فقال: سبحان الله! أين يذهب بك عن قول الأعشى:
يوم تبدى لنا قتيلة عن جي
…
د مليح يزينه الأطواق [1]
فقال أبو عبيدة: رحمك الله! «عن» : حرف جاء لمعنى، والجيد: العنق، ثم قام آخر فى المجلس وقال: أبا عبيدة- رحمك الله ما الأودع؟ قال: عافاك الله! ما أعرفه، قال: سبحان الله! أين أنت عن قول العرب: «زاحم بعود أودع» .
فقال: ويحك! هاتان كلمتان، والمعنى: أو اترك أو ذر، ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام إليه آخر وقال: رحمك الله! أخبرنا عن «كوفى» ، من المهاجرين أم من الأنصار؟ قال قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم، ولست أعرف فيهم «كوفىّ». قال: فأين أنت عن قول الله عز وجل: وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً
[2]
قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه، واشتدّ ساعيا فى مسجد البصرة، ويصيح بأعلى صوته: من أين حشرت البهائم علىّ اليوم!
[1] ديوانه 140، والرواية فيه:«جيد تليع» .
[2]
سورة الفتح آية 25