الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للقيلوىّ. فحجل القيلوىّ، وقال بعض الحاضرين لابن مبادر: هذا هو القيلوىّ المشار إليه. فاستحيا من قوله، واعتذر إليه.
وذكر لى الفقيه شمس الدين على بن الحسين بن على بن دبابا السنجارىّ وفقه الله قال: رأيت القيلوىّ عند فخر الدين، غلام ابن المنى، وحكى له أن امرأة من ناحيتهم تزوّج زوجها عليها؛ فعملت أبياتا حسنة تقول فيها:
وقد تبدّلت مغترّا فكن حذرا
…
إن التغيّر فى أثنائه الغير
مات هذا القيلوىّ فى حدود سنة عشر وستمائة ببغداذ- رحمه الله.
560 - قتادة بن دعامة السّدوسىّ
«1»
تابع بصرىّ مقدّم فى علم العربية والعرب. عالم بأنسابها وأيامها، لم يأت عن أحد من ذلك أصح مما أتى عنه فى علم العرب. وهو إمام فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروى عن أنس بن مالك.
وقد كان الرّجلان من بنى أمية يختلفان فى البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى قتادة بن دعامة، فيسألانه عن ذلك.
وقال أبو عوانة [1]: شهدت عامر بن عبد الملك [2] يسأل قتادة عن أخبار العرب وأيامها وأحاديثها، فاستحسنته. فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك، فقال:
مالك ولهذا! دع هذا، دع هذا العلم لعامر، وعد إلى شأنك.
وروى بعض الرواة قال: رأيت راكبا قدم من الشام، فأناخ على باب قتادة فسأله: من قتل عمرا وعامرا التغلبيّين يوم قصّة [3]؟ فأجاب. ثم أعيد إليه الرسول: كيف قتلهما؟ قال: اعتوراه، فطعن هذا بالسّنان وهذا بالرمح [4].
وكان أبو بكر الهذلىّ يروى هذا العلم عن قتادة. وروى أبو عمرو بن العلاء عن قتادة قال: أول راية انتقلت من الحرم إلى نجد راية بنى تغلب. وذلك حين سار الناس من الحرم فتوسعوا فى نجد.
[1] هو أبو عوانة الوضاح بن خالد اليشكرى الواسطى، روى عن قتادة وغيره، وتوفى سنة 176.
تذكرة الحفاظ (1: 218)، والخبر فى طبقات الشعراء لابن سلام ص 51.
[2]
عامر بن عبد الملك بن مسمع الجحدرى، وكان جدّه مالك بن مسمع أنبه الناس. قال رجل لعبد الملك بن مروان: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لا يسألونه فيم غضب، فقال عبد الملك:
هذا وأبيك السؤدد! وكان عامر نسابة، وأخوه مسمع بن عبد الملك- ولقبه كردين- علامة بالنسب والشعر. المعارف 214، الجمهرة 301، الموشح 109، 118.
[3]
قضة، بكسر القاف وتشديد الضاد (وقد تخفف): عقبة بعارض اليمامة، وكانت فيه وقعة بين بكر وتغلب، ويسمى يوم تحلاق اللمم. العقد الفريد (5: 220).
[4]
رواية الخبر فى معجم الأدباء (17: 10) عن ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعى عن ابن سلام عن عامر بن عبد الملك المسمعى: «لقد كان الرجلان من بنى مروان يختلفان فى بيت شعر فيرسلان راكبا إلى قتادة يسأله، قال: ولقد قدم عليه رجل من عند بعض الخلفاء من بنى مروان فقال لقتادة: من قتل عمرا وعامرا؟ فقال: قتلهما جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، قال: فشخص إليه ثم عاد، فقال: أجل، قتلهما جحدر، ولكن كيف قتلهما جميعا؟ فقال: اعتوراه، فطعن هذا بالسنان وهذا بالزج، فعادى بينهما» . وانظر الطبقات ص 51.