الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمخاطبات، ثقيلا فى إملاء النحو، فإذا أخذ فى إثارة المعانى اللطيفة، والمسائل الدقيقة، لم يقاومه أحد من أهل زمانه، بل كان ألحظهم [في] فهم ما يقوله، والتّلقين لما يورده.
وأخذ من محمد الغازى [2] ما جلبه من الأشعار المشروحة رواية عنه. ولم يلتق له فى قرض الشّعر كبير حظّ. وأورد الرواة له منه شيئا قليلا [3]. وعاش حتى بلغ ثمانين عاما. وأدّب الحكم [4] الأمير، وأعقب ولدا، وتوفّى لعشر خلون من ذى الحجّة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
597 - محمد بن إسحاق بن على بن داود البحّاثىّ بن حامد أبو جعفر القاضى الزوزنىّ النحوىّ اللغوىّ الشاعر
«1»
صاحب التصانيف العجيبة المفيدة؛ جدّا وهزلا، والفائق أهل عصره ظرفا وفضلا. وكان ينسخ كتب الأدب بخط مقروء صحيح أحسن النسخ.
[1] هو محمد بن عبد الله بن الغازى بن قيس؛ من أهل قرطبة؛ رحل إلى المشرق، ودخل البصرة، ولقى أبا حاتم السجستانى وأبا الفضل الرياشى وجماعة من أهل الحديث ورواة الأشعار وأصحاب اللغة والمعانى، ثم عاد إلى الأندلس، فأخذوا عنه ما حمل من الشعر والغريب والخبر. مات سنة 296.
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضى (1: 323).
[2]
أورد الزبيدىّ طائفة منه فى الطبقات 189.
[3]
هو الحكم المستنصر بالله بن الناصر لدين الله عبد الرحمن. تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأوّل ص 240.
قال عبد الغافر الفارسىّ [1]: «لقد رأيت نسخة من كتاب يتيمة الدهر فى خمس مجلّدات [بخطه [2] المليح] لأبى منصور الثعالبىّ بيعت بثلاثين دينارا نيسابورية.
وكانت تساوى أكثر من ذلك. ولقد كتب نسخة من غريب الحديث لأبى سليمان الخطّ [3] بىّ، وقرأها على جدّى الشيخ أبى الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسىّ قراءة سماع، وعلى الحاكم الإمام أبى سعد [4] قراءة تصحيح وإتقان؛ أقطع أنه لم يبق من ذلك الكتاب نسخة أبين ولا أملح منها، وهى برسم الكتب الموضوعة فى الجامع القديم، موقوفة على المسلمين».
توفى بغزنة [5] سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
ومن تصانيفه المفيدة: كتاب شرح ديوان البحترىّ، وهو كبير مشتمل من الفوائد على ما لم يشتمل عليه غيره. ومن شعره:
يرتاح للمجد مهتزّا كمطّرد
…
مثقّف من رماح الخطّ عسّل [6]
فمرّة باسم عن ثغر برق حيا
…
وتارة كاشر عن ناب رئبال [7]
فما أسامة مطرورا براثنه
…
ضخم الجزارة يحمى خيس أشبال [8]
[1] تقدّمت ترجمته والتعريف بكتابه فى حواشى الجزء الثانى ص 167.
[2]
زيادة من معجم الأدباء فيما نقل عن عبد الغافر الفارسى.
[3]
هو أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان الخطابى؛ تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأول ص 160، وفى حواشيه تحقيق الخلاف فى اسمه.
[4]
هو عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن دوست، تقدمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص 167، وكناه هناك بأبى سعيد.
[5]
غزنة: مدينة عظيمة وولاية واسعة فى طرف خراسان.
[6]
المثقف من الرماح: المقوّم. والخط: مرفأ السفن بالبحرين؛ تنسب إليه السفن.
والعسال: الشديد الاهتزاز والاضطراب.
[7]
الحيا: المطر. والرئبال: الأسد.
[8]
المطرور: المحدد، يقال: طررت السنان إذا حددته. والجزارة: الأطراف. والخيس:
بيت الأسد.