الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى طبقة ثعلب. وله تصانيف؛ منها: كتاب علوم الأوائل. كتاب الدواهى.
كتاب السلاح. كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه. كتاب فعل وأفعل. ديوان شعر ذى الرّمة. دواوين جماعة من العرب [1].
619 - محمد بن الحسن بن دريد
«1»
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد [2] بن عتاهية بن حنتم [3] بن الحسن بن حمامىّ [4] بن جرو ابن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدىّ بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم
[1] وذكر له ابن النديم أيضا كتاب: الأشباه. وذكر الصفدى عن أبى العباس المبرّد أنه قرأ عليه ديوان عمرو بن الأهتم سنة 250.
[2]
قال ابن خلكان: «دريد، بضم الدال وفتح الراء: تصغير أدرد، والأدرد: الذى ليس فيه سن، وهو تصغير ترخيم» .
[3]
كذا ضبطه ابن خلكان، وقال:«والأصل فى الحنتم الجرة المدهونة الخضراء، وبها سمى الرجل» .
[4]
كذا ضبطه ابن خلكان، وقال أبو نصر بن ماكولا:«هو أوّل من أسلم من آبائه» .
ابن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وحمامىّ جدّه أوّل من أسلم، وهو من السّبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو ابن العاص من عمان [1] إلى المدينة لمّا بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدّوه [2]؛ وفى هذا يقول قائلهم:
وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه
…
طريد نفته مذحج والسّكاسك [3]
ولد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بالبصرة فى سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ونشأ بعمان، وتنقل فى الجزائر البحرية ما بين البصرة وفارس، وطلب الأدب وعلم النحو واللغة.
وكان أبوه من الرؤساء من ذوى اليسار؛ ورد بغداذ بعد أن أسنّ فأقام بها إلى آخر عمره. حدّث عن عبد الرحمن بن أخى الأصمعىّ وأبى حاتم السجستانىّ وأبى الفضل الرياشىّ. وكان رأس أهل العلم، والمقدّم فى حفظ اللغة والأنساب وأشعار العرب، وله شعر كثير. روى عنه أبو سعيد السّيرافىّ وعمر بن محمد بن سيف [4] وأبو بكر بن شاذان [5] وأبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزبانىّ وغيرهم الجمّ الغفير.
[1] عمان، بضم أوّله وتخفيف ثانيه: كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند.
[2]
أوصلوه. والخبر فى الإصابة (2: 64).
[3]
السكاسك: قبيلة من قبائل بنى زيد بن كهلان.
[4]
عمر بن محمد بن سيف أبو القاسم الكاتب؛ ذكره الخطيب وقال عنه: إنه انتقل إلى اليصرة فى آخر عمره، وسكها حتى توفى بها سنة 374. تاريخ بغداد (11: 209).
[5]
هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، جمع من كلام أهل التصوّف وأكثر، واتهم فى روايته؛ توفى سنة 376. وانظر لسان الميزان (5: 230).
فمن شعر ابن دريد ما قاله، وهو أوّل شىء قاله [1]:
ثوب الشباب علىّ اليوم بهجته
…
وسوف تنزعه عنّى يد الكبر
أنا ابن عشرين ما زادت ولا نقصت
…
إن ابن عشرين من شيب على خطر
وكان أعلم الشعراء، وأشعر العلماء. قال ابن دريد: كان أبو عثمان الأشناندانىّ معلّمى، وكان عمّى الحسين بن دريد يتولّى تربيتى، فإذا أراد الأكل استدعى أبا عثمان يأكل معه، فدخل عمّى يوما- وأبو عثمان المعلّم يروى قصيدة الحارث ابن حلّزة التى أولها [2]:
آذنتنا ببينها أسماء
فقال له عمّى: إذا حفظت هذه القصيدة وهبت لك كذا وكذا، ثم دعا بالمعلم يأكل معه، فدخل إليه، فأكلا وتحدّثا بعد الأكل ساعة. قال: فإلى أن رجع المعلّم حفظت ديوان الحارث بن حلّزة بأسره، فخرج المعلم، فعرّفته بذلك فاستعظمه، وأخذ يعتبره علىّ، فوجدنى قد حفظته، فدخل إلى عمى فأخبره، فأعطانى ما كان وعدنى به.
وكان أبو بكر واسع الرواية؛ ما رأى الرواة أحفظ منه، وكان يقرأ عليه دواوين العرب، فيسابق إلى إتمامها بالحفظ لها.
[1] ديوانه 68.
[2]
هو الحارث بن حلزة اليشكرى، من بنى يشكر، من بكر بن وائل، شاعر جاهلى، اشتهر بقصيدته:
آذيتنا ببينها أسماء
…
رب ثاو يمل منه الثواء
يقال إنه ارتجلها بين يدى عمرو بن هند ارتجالا، فى شىء كان بين بكر وتغلب بعد الصلح؛ وكان ينشده من وراء السجف للبرص الذى كان به، فأمر برفع السجف بينه وبينه استحسانا لها. الشعر والشعراء ص 150.
سئل عنه الدار قطنىّ [1]: أثقة هو أم لا؟ فقال: تكلّموا فيه؛ وقيل: إنه كان يتسامح فى الرواية عن المشايخ. فيسند إلى كلّ واحد ما يخطر له.
وقال أبو منصور الأزهرىّ الهروىّ مصنف كتاب التهذيب فى اللغة:
«دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه» .
وقال ابن شاهين: كنّا ندخل على ابن دريد، ونستحيى مما نرى من العبدان المعلقة والشراب المصفّى- وقد كان جاز التسعين سنة.
وذكر أن سائلا سأل ابن دريد شيئا فلم يكن عنده غير دنّ من نبيذ، فوهبه له؛ فأنكر عليه أحد غلمانه، وقال: تتصدّق بالنبيذ؟ فقال: لم يكن عندى سواه. وأهدى له عقب ذلك عشرة دنان من النبيذ فقال لغلامه: تصدقنا بدنّ فجاءنا ليلة اثنتى عشرة.
مات ابن دريد يوم الأربعاء سنة اثنتى عشرة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. وحضر دفنه جحظة البرمكىّ [2]، فأنشد الجماعة لنفسه [3]:
فقدت بابن دريد كل فائدة
…
لما غدا ثالث الأحجار والتّرب
وكنت أبكى لفقيد الجود منفردا
…
فصرت أبكى لفقد الفضل والأدب
ولما توفّى ابن دريد حملت جنازته إلى مقبرة الخيزران ليدفن فيها.
[1] الدار قطنى؛ منسوب إلى دار القطن؛ محلة كانت ببغداد. وهو أبو الحسن على الدار قطنى الحافظ. كان أديبا يحفظ عدة من الدواوين؛ منها ديوان السيد الحميرىّ، فنسب إلى التشيع، وتفقه على مذهب الشافعىّ. وتوفى سنة 385. معجم البلدان (4: 11).
[2]
هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى المعروف بجحظة البرمكى؛ تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الثانى ص 252.
[3]
تاريخ بغداد 2: 197، والنزهة 326، ومرآة الجنان 2:284. ورثاه بعض البغداد بين بقصيدة ذكرها القالى فى الأمالى (3: 229)، ومطلعها:
يلوم على فرط الأسى ويفند
…
خلىّ من الوجد الذى يتجدّد
وكان قد جاء فى ذلك اليوم طشّ [1] من مطر، وإذا بجنازة اخرى مع نفر قد أقبلوا بها من ناحية باب الطّاق، فنظروا فإذا هى جنازة أبى هاشم [2] الجبّائى، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموتهما، ودفنا جميعا فى الخيزرانة.
وله من النصانيف: كتاب الجمهرة [3] فى اللغة. كتاب السرج واللجام [4].
كتاب الاشتقاق [5]. كتاب الخيل الكبير. كتاب الخيل الصغير.
كتاب الأنواء. كتاب المجتنى [6]. كتاب المقتبس. كتاب الملاحن [7].
كتاب رواة العرب. كتاب ما سئل عنه لفظا فأجاب عنه حفظا. كتاب
[1] الطش: المطر الضعيف فوق الرذاذ.
[2]
هو أبو هاشم عبد السلام بن محمد الجبائى، منسوب إلى جباء، إحدى قرى البصرة. كان هو وأبوه من كبار المعتزلة، ولهما مقالات على مذهب الاعتزال، وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما واعتقادهما.
توفى سنة 321. ابن خلكان (1: 292).
[3]
ذكر ابن دريد أنه ألف الجمهرة لأبى العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، بدأ بالثنائى ثم بالثلاثى ثم بالرباعى ثم ملحق الرباعى، وكذا الخماسى والسداسى وملحقاتها، وجمع النوادر فى باب منفرد. ويقال: إنه أملاها فى فارس ثم البصرة ثم بغداد من حفظه، ولم يستعن عليها بالنظر فى شىء من الكتب إلا فى الهمزة واللفيف؛ فلذلك تختلف النسخ. اختصرها شرف الدين محمد بن نصر بن عنين الشاعر المتوفى سنة 630، واختصرها أيضا الصاحب بن عباد فى كتاب سماه الجوهرة. وقد طبعت الجمهرة فى حيدر أباد سنة 1351. وانظر المزهر (1: 92)، وكشف الظنون.
[4]
طبع ضمن مجموعة جرزة الحاطب وتحفة الطالب فى ليدن سنة 1859 م.
[5]
طبع بتحقيق وستنفلد فى غوتا 1853 م.
[6]
طبع فى حيدرآباد سنة 1342.
[7]
طبع فى ليدن سنة 1859 م بتحقيق الأستاذ ريت وفى غوتا 1882 م بتحقيق تربكى وبمصر بتحقيق الأستاذ إبراهيم اطفيش فى المطبعة السلفية سنة 1347.
اللّغات. كتاب السلاح. كتاب غريب القرآن، لم يتممه. كتاب أدب الكاتب، على مثال كتاب ابن قتيبة. ولم يجرده من المستودة فلم يخرج [1].
وكان أبو على [2] بن مقلة وابن حفص قد قرأا على ابن دريد كتاب البارع للمفضّل بن سلمة فى الردّ [على] الخليل فى العين، وكان يقول فى بعض الأماكن: صدق أبو طالب، وفى بعضها كذب أبو طالب، فجمع ابن حفص هذا الكلام فى نحو مائة ورقة، وترجمه بالتوسط.
وكتابه الجمهرة أشرف كتبه، وهو كثير الاختلاف فى الزيادة والنقص.
وسبب اختلافه أنه نقله بفارس من حفظه، وأملّه كذلك ببغداذ، فلما كثر الإملاء زاد ونقص، والتامّة التى عليها المعوّل هى النسخة الأخيرة. وآخر ما صح من النسخ نسخة أبى الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ؛ لأنه كتبها من عدّة نسخ، وقرأها عليه.
[1] زاد ابن النديم: كتاب الوشاح ونقل عنه صاحب المزهر. وسماه صاحب كشف الظنون الوشاح فى الآداب، وكتاب المقتنى، وكتاب فعلت. وذكر له صاحب كشف الظنون كتاب صفة السرج واللجام، (وطبع ضمن مجموعة جرزة الحاطب). وكتاب تقويم اللسان، وكتاب المطر. وكتاب المقصور والممدود (وهى قصيدة طبعت ضمن ديوانه)، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الأمالى؛ ذكره صاحب كشف الظنون وقال: إن السيوطى اختصره فى كتاب أسماه قطف الوريد: وجمع السيد محمد بدر الدين العلوى شعره فى ديوان وطبعه فى مطبعة لجنة التأليف والترجمة بمصر سنة 1365 (1946 م).
وله المقصورة المشهورة التى عرفت بمقصورة ابن دريد، يمدح فيها عبد الله بن محمد بن ميكال وولده إسماعيل؛ ومطلعها:
يا ظبية أشبه شىء بالمها
…
ترعى الخزامى بين أشجار النقا
وعدد أبياتها 229 بيتا، وقد طبعت فى أوربا ومصر مرارا. وانظر حواشى الجزء الأول ص 235، ومعجم المطبوعات ص 102.
[2]
هو أبو على محمد بن على بن الحسن بن مقلة. تقدمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص 229
قال أبو عبد الله المرزبانىّ: «محمد بن دريد ولد بالبصرة، وبها تأدّب، وعلم اللغة وأشعار الشعراء، وقرأ على علماء البصريين؛ وصار إلى فارس فسكنها مدّة، ثم قدم بغداذ» .
«قال أبو بكر بن دريد: خرجت أريد زهران بعد دخول البصرة، فمررت بدار كبيرة قد خربت؛ فكتبت على حائطها:
أصبحوا بعد جميع فرقا
…
وكذا كلّ جميع مفترق [2]
فمضيت ورجعت؛ فإذا تحته مكتوب:
ضحكوا والدهر عنهم صامت
…
ثم أبكاهم دما حين نطق
قال: «وخرجنا نريد عمان فى سفر لنا؛ فنزلنا بقرية تحت نخل؛ وإذا بفاختتين [3] على نخلة تتزاقّان، فسنح لى أن أقول [4]:
أقول لورقاوين فى فرع نخلة
…
وقد طفّل الإمساء أو جنح العصر [5]
وقد بسطت هاتا لتلك جناحها
…
ومرّ [6] على هاتيك من هذه النحر
[1] جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل، وأوّل من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبى، وكانت له إمرة الجزيرة، وذلك قرابة سنة 250. (ياقوت).
[2]
ديوانه 87.
[3]
الفاختة: طائر من ذوات الأطواق.
[4]
ديوانه 66.
[5]
طفل الإمساء: دنا.
[6]
فى الديوان: «وحال» .
لبهنكما أن لم تراعا بفرقة
…
وما دبّ فى تشتيت شملكما لدهر
فلم أر مثلى فطّع الشوق قلبه
…
على أنه يحكى قساوته الصّخر
وقال المرزبانىّ: «أخبرنى محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدىّ قال:
سقطت من منزلى بفارس فانكسرت ترقوتى [1]، فسهرت ليلتى، فلما كان فى آخر الليل حملتنى عينى فرأيت رجلا طويلا أصفر الوجه كوسجا [2] دخل علىّ وأخذ بعضادتى [3] الباب وقال: أنشدنى أحسن ما قلت فى الخمر، فقلت: ما ترك أبو نواس شيئا.
فقال: أنا أشعر منه، فقلت: ومن أنت؟ قال: أنا أبو ناجية من أهل الشام، وأنشدنى [4]:
وحمراء قبل المزج صفراء بعده
…
أتت بين ثوبى نرجس وشقائق
حكت صفرة المعشوق صرفا فسلطوا
…
عليها مزاجا فاكتست لون عاشق [5]
فقلت له: أسأت، قال: ولم؟ قلت لأنّك قلت: «وحمراء» ، فقدمت الحمرة. ثم قلت:«بين ثوبى نرجس وشقائق» ، فقدمت الصّفرة على الأخرى؟.
فقال: وما هذا الاستقصاء فى هذا الوقت يا بغيض!».
«وكتب أبو بكر بن دريد إلى أبى علىّ أحمد بن محمد بن رستم، وكان قد حجبه [6]:
حجابك صعب يجبه المرء دونه
…
وقلبى إذا سيم المذلّة أصعب
وما أزعجتنى نحو بابك حاجة
…
فأجشم نفسى رجعة حين أحجب
[1] الترقوة: مقدم الحلق فى أعلى الصدر حيثما يترقى فيه النفس.
[2]
الكوسج: الذى لا شعر على عارضيه.
[3]
عضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله.
[4]
ديوانه 86.
[5]
رواية الديوان:
حكت وجنة المعشوق قبل مزاجها
…
فلما مزجناها حكت لدن عاشق
[6]
ديوانه 38.