الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
664 - محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله أبو يحيى الكوفىّ الأسدىّ المعروف بابن كناسة
«1»
محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة [1] بن معاوية بن مازن بن كعب بن دويبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان [2]. ويعرف بابن كناسة أبو يحيى الكوفى الأسدىّ. ويقال إن كناسة لقب أبيه عبد الله. وقيل لقب جده عبد الأعلى. وهو ابن أخت إبراهيم ابن أدهم [3] الزاهد.
[1] فى الأغانى: «نضلة بن أنيف بن مازن بن صهبان، واسم صهبان كعب بن دويبة» .
[2]
هو دودان بن أسد بن خزيمة.
[3]
روى صاحب الأغانى عن مصعب الزبيرىّ قال: قلت لمحمد بن كناسة الأسدى ونحن بباب أمير المؤمنين: أأنت الذى تقول فى إبراهيم بن أدهم العابد:
رأيتك ما يغنيك ما دونه الغنى
…
وقد كان يغنى دون ذاك ابن أدهما
وكان يرى الدنيا صغيرا عظيمها
…
وكان لحق الله فيها معظما
وأكثر ما تلقاه فى القوم صامتا
…
فإن قال بذ القائلين وأحكما
فقال محمد بن كناسة: أنا قلتها، وقد تركت أجودها، فقال.
أهان الهوى حتى تجنبه الهوى
…
كما اجتنب الجانى الدم الطالب الدما
وهو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد العجلىّ، أبو إسحاق البلخى. أحد الزهاد والأعلام. قال البخارى:
إنه مات سنة 160. خلاصة تذهيب الكمال ص 13، وفوات الوفيات (1: 3).
كان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. وروى عن الأئمة الأثبات فى وقته.
وروى عنه الجمّ الغفير. وكان متواضعا، رآه بعض الناس وهو يحمل بطن شاة بيده، فقال له: أنا أحملها عنك، فأنشده:
ما ينقص الكامل من كماله
…
ما جرّ من خير إلى عياله
قال إسحاق بن إبراهيم [1]: أتيت إلى محمد بن كناسة لأكتب عنه، فكثر عليه أصحاب الحديث، فتضجر بهم وتجهمهم، فلما انصرفوا عنه دنوت منه، فهش إلىّ واستبشر بى، وبسط من وجهه، فقلت له: عجبت من تفاوت حالتيك، فقال:
أضجرنى هؤلاء بسوء آدابهم، فلما حييتنى أنت انبسطت إليك وأنشدتك. وقد حضرنى فى هذا المعنى بيتان، وهما:
فىّ انقباض وحشمة فإذا
…
صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسى على سجيّتها
…
وقلت ما قلت غير محتشم
فقلت: وددت والله أن هذين البيتين لى بنصف ما أملك. فقال: قد وفّر الله عليك مالك، والله ما سمعهما أحد، ولا قلتهما إلا لك الساعة؛ فقلت له:
فكيف لى بعلم ينسى أنهما ليسالى [2]!.
قال إسحاق: فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد، فقال: لكنى أقول اليوم:
ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم
…
على غير زهد فى الإخاء ولا الودّ
ولكنّ أيامى تخرّمن قوتى
…
فما أبلغ الحاجات إلا على جهدى
وسئل يحيى بن معين عن محمد بن كناسة فقال: ثقة. وقال على بن المدينىّ:
كان ابن كناسة شيخا ثقة صدوقا.
[1] هو إسحاق بن إبراهيم أبو محمد الموصلى. تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الأوّل ص 250.
[2]
الخبر فى تاريخ بغداد (5: 406 - 407).
وقال محمد بن أحمد بن يعقوب: حدثنا جدّى قال: محمد بن كناسة أسدىّ من أنفسهم، وهو ثقة صالح التثبّت، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس. ولد ابن كناسة فى سنة ثلاث وعشرين ومائة، ومات بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوّال سنة سبع ومائتين فى خلافة المأمون.
وقال ابن قانع: مات فى سنة تسع ومائتين. والأول أصح، والله أعلم.
قال ابن الكوفىّ: أبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدىّ من أهل الكوفة، انتقل إلى بغداد وأقام بها، وأخذ عن جلّة الكوفيين، ولقى رواة الشعر وفصحاء بنى أسد مثل جزىّ [1] وأبى الموصول وأبى صدقة. وكل هؤلاء من بنى أسد، وعنهم أخذ، وكان شاعرا. وله من التصانيف كتاب الأنواء. كتاب معانى الشعر. كتاب سرقات الكميت من القرآن وغيره.
قال أبو عبد الله المرزبانىّ: الصحيح أن كناسة هو عبد الله أبو محمد بن كناسة وأم محمد بن كناسة عجلية، وهى حسنة بنت موسى بن جابر. وكان يكنى بأبى يحيى، ولد له ولد، ومات يحيى قبله، فرثاه بقوله:
تفاءلت لو يغنى التفاؤل باسمه
…
وما خلت فألا قبل ذاك يفيل
فسميته يحيى ليحيا ولم يكن
…
إلى قدر الرحمن فيه سبيل
قال محمد بن كناسة: أتيت امرأة من بنى أود فكحلتنى وقالت لى: اضطجع ولتهدأ؛ حتى يبلغ الكحل فى عينيك، فاضطجعت وقلت [2]:
أمخترمى ريب المنون ولم أزر
…
طبيب بنى أود على النأى زينبا
قال: فقالت: أتدرى فيمن قيل هذا الشعر؟ قلت: لا، قالت:[فىّ والله قيل [3]] وأنا والله زينب [التى عناها [3]؛ وأنا] طبيب بنى أود [4].
[1] فى الأصلين: «هوسى» وهو تصحيف، صوابه من الفهرست.
[2]
فى الأغانى: «ثم تمثلت قول الشاعر» .
[3]
من الأغانى.
[4]
الخبر فى الأغانى (12: 109)، وبقية الخبر:«أفتدرى من الشاعر؟ قلت: لا، قالت عمك أبو سماك الأسدىّ» .