الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
652 - محمد بن سلّام بن عبيد الله بن سالم أبو عبد الله البصرىّ الجمحىّ
«1»
مولى قدامة بن مظعون الجمحىّ، وهو أخو عبد الرحمن بن سلام [1]. كان من أهل اللغة والأدب، [روى عن] الجمّ الغفير [2]. وله كتاب فى طبقات الشعراء [3] مروىّ [4]. روى عنه مشايخ الأدب أبو العباس ثعلب وغيره [5]. وكان صدوقا يختلف إليه يحيى بن معين ليستفيد منه.
[1] هو أبو حرب عبد الرحمن بن سلام مولى قدامة بن مظعون، روى عن إبراهيم بن طهمان والربيع ابن مسلم وحماد بن سلمة وغيرهم، وروى عنه مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان فى الثقات وقال مات سنة 232 تقريبا. تهذيب التهذيب (6: 192).
[2]
ذكر الخطيب أنه روى عن حماد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وزائدة بن أبى الرقاد، وأبى عوانة.
[3]
نشره فون جوزف هل ومعه مقدمة باللغة الألمانية، وطبع فى ليدن سنة 1916 م، ثم طبع بمطبعة السعادة بمصر سنة 1920 م، ثم قامت بنشره دار المعارف بالقاهرة باسم طبقات فحول الشعراء؛ بتحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر سنة 1952 م؛ وذكر له ابن النديم من المصنفات أيضا: كتاب الفاضل. وكتاب بيوتات العرب. وكتاب الحلاب. وكتاب أجر الخيل.
[4]
رواه عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، وانظر مقدّمة الأستاذ محمود محمد شاكر.
[5]
وذكر الخطيب أنه روى عنه أيضا أبو بكر بن أبى خيثمة وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر المطوعى وأبو العباس أحمد بن على الأبار.
قال الحسين بن فهم [1]: قدم علينا محمد بن سلّام سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فاعتلّ علة شديدة فما تخلّف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلّاء أطباءهم. وكان ابن ماسويه ممن أهدى إليه؛ فلما جسّه ونظر إليه قال له: ما أرى العلة كما أرى من الجزع، فقال له: والله ماذا بحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة؛ ولكن الإنسان فى غفلة حتى يوقظ بعلّة، ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة؛ وقضيت أشياء فى نفسى لرأيت ما اشتدّ علىّ من هذا قد سهل. فقال له ابن ماسويه: لا تجزع فقد رأيت فى عرقك من الحرارة الغزيرة وقوتها ما إن سلّمك الله من العوارض بلّغك عشر سنين أخرى.
قال الحسين بن فهم: فوافق كلامه قدرا. فعاش محمد عشر سنين بعد ذلك ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
قال الفضل بن الحباب أبو خليفة القاضى: ابيضّت لحية محمد بن سلّام ورأسه وله سبع وعشرون سنة. قال: وسمعته يقول: أفنيت ثلاثة أهلين؛ تزوّجت وأطفلت فماتوا، ثم فعلت مثل ذلك فماتوا، ثم فعلت الثالثة فماتوا؛ وهأنا فى الرابعة ولى أولاد. وكان أبو خليفة إذا حدّث بهذا الحديث أنشد بعقبه شعرا للنابغة الجعدىّ [2]:
[1] هو الحسين بن فهم، صاحب محمد بن سعد. ذكره ابن حجر فى لسان الميزان (2: 308) وقال: «سمع محمد بن سلام الجمحى ويحيى بن معين وخلف بن هشام وطائفة. وقال ابن كامل: كان يحسن المجلس مفتنا فى العلوم حافظا للحديث والأخبار والأنساب والشعر عارفا بالرجال متوسطا فى الفقه.
توفى سنة 289». وانظر تاريخ بغداد (8: 93).
[2]
من قصيدة ذكرها ابن قتيبة فى الشعر والشعراء ص 254 - 255، وقبله:
لبست أناسا فأفنيتهم
…
وأفنيت بعد أناس أناسا